أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة عشرات الضحايا في غارات إسرائيلية على مدرسة وخيام النازحين في غزة الإمارات تدعو إلى حل أزمة السودان بقيادة أفريقية

منذ اندلاع النزاع في السودان، في أبريل 2023، تتعرض مخيمات النازحين في إقليم دارفور لاعتداءات وهجمات متكررة من قبل القوات المسلحة السودانية والمجموعات الموالية لها، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، وسط تحذيرات صادرة عن منظمات دولية وأممية تصنفها «جرائم ضد الإنسانية»، محذرةً من خطورة تكرار سيناريو العنف الذي شهده الإقليم في الفترة بين عامي 2003 و2005.


وأمام التصعيد الخطير الذي تشهده مخيمات النازحين في دارفور، تطالب منظمات المجتمع الدولي بحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين. 
وفي هذا الإطار، دعت دولة الإمارات، عبر العديد من المنابر الإقليمية والدولية، إلى وقف استهداف السكان العزل والعاملين في المنظمات والوكالات الإنسانية والإغاثية، في ظل تواصل الدور الإنساني الذي تلعبه الدولة لمعالجة تداعيات الأزمة.

جرائم ضد الإنسانية
شدد القيادي في حزب المؤتمر السوداني، أيمن عثمان، على أن ما يجري الآن في إقليم دارفور، من قصف جوي للأحياء السكنية، واعتداءات على مخيمات النازحين، يُعد من الانتهاكات التي ترقى إلى مستوى «الجرائم ضد الإنسانية»، موضحاً أن ما يشهده الإقليم يُصنَّف واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في العالم.
وذكر عثمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن القصف الجوي الذي تنفذه القوات المسلحة السودانية، المختطفة من قبل جماعة «الإخوان»، يُعيد إلى الأذهان فصول المأساة التي عاشها إقليم دارفور في الفترة بين عامي 2003 و2005، والتي أدت حينها إلى فرض «حظر طيران» فوق المنطقة بقرار من مجلس الأمن الدولي، معرباً عن قلقه من عودة هذه الجرائم من جديد.
وأفاد بأن طائرات تابعة للقوات المسلحة السودانية شنت غارات جوية استهدفت مدينتي طرة ونيالا خلال الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين، حسبما ذكر الناطق باسم «تنسيقية النازحين واللاجئين».
وأكد عثمان أن الجرائم والاعتداءات لن تتوقف من دون تحرك دولي حاسم، مطالباً الأمم المتحدة بإصدار قرارات عاجلة ورادعة ضد الاعتداءات والهجمات التي تشهدها المنشآت المدنية، وفرض عقوبات مباشرة على المتورطين، لافتاً إلى أن السودان ظل يعاني لعقود طويلة من ظاهرة إفلات القادة من العقاب، وهو ما شجع على تكرار الجرائم بحق المدنيين.

تمزيق النسيج الاجتماعي
وقال القيادي في حزب المؤتمر السوداني، إن المخيمات لا تضم سوى نازحين فرّوا من جحيم الحرب، وإن ما يُروَّج من قبل القوات المسلحة السودانية حول أن هذه المناطق تُعدّ حواضن اجتماعية لقوات الدعم السريع، ما هو إلا مبرر لاستهداف المدنيين وتمزيق النسيج الاجتماعي. 
ونوه عثمان إلى أن القصف الجوي طال مدنيين من أقارب مسؤولين في الحكومة، حيث قُتلت زوجة أحمد جابر، شقيق الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، جراء غارة جوية على ما سُمي زوراً بالحاضنة الاجتماعية لقوات الدعم السريع.
واعتبر أن الصمت الدولي تجاه جرائم وانتهاكات القوات المسلحة السودانية يُعدّ وصمة عار في جبين الإنسانية، مناشداً المجتمع الدولي، بمنظماته وهيئاته، للتحرك بشكل عاجل لتوفير الحماية لمخيمات النازحين، وضمان تحييدها عن نيران الحرب، التي تصرّ جماعة «الإخوان» على إشعالها فوق جماجم السودانيين والسودانيات العُزَّل.

حرب طاحنة
من جهته، قال المحلل في الشؤون السياسية، أحمد الياسري، إن تصاعد المطالبات الدولية والأممية بحماية المدنيين في السودان، جاء نتيجة مباشرة لتطور الصراع، وتحوله من مجرد عملية عسكرية محدودة إلى حرب طاحنة تُنهك الدولة ومؤسساتها، خاصة بعد خروج نحو 80% من المرافق الصحية عن الخدمة، ونزوح نحو 13 مليون شخص.
وأوضح الياسري، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن المجتمع الدولي بدأ يدرك خطورة المأساة الإنسانية المتصاعدة في السودان، خصوصاً مع تكرار التحذيرات الصادرة عن منظمات أممية من احتمال وقوع مجاعة، مؤكداً أن الصراع لم يعد محصوراً بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع فقط، بل تمدد إلى المجتمع، وتحوّل إلى معركة بلا مكاسب ولا منتصر، وبالتالي فإن الحل الوحيد يكمن في اتفاق سياسي شامل يُنهي النزاع. 
وأضاف أن تعقيدات الأزمة السودانية جعلت من الصعب على المجتمع الدولي احتواءها، بخلاف صراعات أخرى، مثل أوكرانيا أو غزة، التي حظيت برعاية أممية أو دعم إقليمي، محذراً من اتساع رقعة الفوضى واستمرار الانهيار في السودان.
وأشار الياسري إلى أن المخاوف الدولية لا تقتصر فقط على الوضع الإنساني داخل السودان، بل تمتد إلى المحيط الإقليمي، في ظل مخاطر انتقال الصراع إلى الدول المجاورة، مؤكداً أن العامل الإنساني بات كلمة السر التي دفعت العالم للتركيز على هذه الحرب المنسية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مخيمات النازحين مخيمات اللاجئين دارفور جرائم ضد الإنسانية القوات المسلحة السودانية السودان الجيش السوداني أزمة السودان أزمة دارفور إقليم دارفور مجلس الأمن الدعم السريع قوات الدعم السريع جماعة الإخوان الإخوان المسلمين جماعة الإخوان المسلمين القوات المسلحة السودانیة مخیمات النازحین المجتمع الدولی النازحین فی فی السودان

إقرأ أيضاً:

السودان: توقعات بمعدلات أمطار عالية وفيضانات وحرارة مرتفعة

هيئة الأرصاد في السودان، توقعت تأثر قطاعات الزراعة، المياه والطاقة بمعدلات الأمطار العالية وارتفاع درجات الحرارة خلال فترة الأشهر الثلاثة المقبلة.

بورتسودان: التغيير

توقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية، معدل أمطار مرتفع في معظم المناطق، ومخاطر محتملة نتيجة لفيضانات وسيول، فضلاً عن ارتفاع درجات الحرارة أعلى من المعدلات خاصةً في الشمال والشرق.

وأشار تقرير التوقعات الموسمية في السودان (يونيو- سبتمبر 2025) الصادر عن الهيئة اليوم الخميس، إلى أن هناك قطاعات قد تتأثر وهي الزراعة، المياه والطاقة.

وأضاف أن الوضع الإنساني في حاجة ملحة إلى التخطيط المبكر، والإنذار السريع، وحماية الفئات الضعيفة.

وأوصى تقرير الهيئة بضرورة تعزيز نظم الإنذار المبكر وتنسيق وطني واستجابة فعالة لدعم المجتمعات المتأثرة بالمناخ وتخطيط زراعي.

إلى ذلك، توقعت نشرة الهيئة لـ24 ساعة القادمة، أن يكون الطقس حار نهاراً، معتدل ليلاً في جنوب، شمال غرب، غرب البلاد، وحار إلى حار جداً نهاراً، دافئ ليلاً في شمال، شرق، أواسط البلاد.

وتوقع استقراراً في درجات الحرارة العظمى وارتفاع طفيف في درجات الحرارة الصغرى.

وتكون حركة الرياح شمالية خفيفة السرعة في شمال، شمال الأواسط، شمال غرب البلاد شرقية خفيفة على ساحل البحر الأحمر جنوبية غربية خفيفة في جنوب الأواسط، شرق وجنوب البلاد.

وتوقعت الهيئة هطول أمطار خفيفة في أجزاء من شرق النيل الأزرق، جنوب شرق دارفور، جنوب دارفور وجنوب وسط دارفور.

أعلى درجة حرارة اليوم 45.0 درجة مئوية في عطبرة، شندي، حلفا الجديدة، ود مدني، وأدنى درجة حرارة صباح الغد 23.0 درجة مئوية في كادقلي.

وعلى ساحل البحر الأحمر يتوقع استقرار درجات الحرارة العظمى وارتفاع طفيف في درجات الحرارة الصغرى.

ويمر الفاصل المداري شمال كسلا، ود مدني، جنوب الخرطوم، وشمال الولايات الغربية.

أعلى درجة حرارة ليوم أمس كانت 45.0 درجة مئوية سجلت في شندي والدويم وأدنى درجة حرارة صباح اليوم 24.2 درجة مئوية في كادقلي.

الوسومالأمطار البحر الأحمر الحرارة السودان النيل الأزرق الهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية دارفور سيول شندي عطبرة فيضان كادقلي كردفان مدني

مقالات مشابهة

  • السودان: توقعات بمعدلات أمطار عالية وفيضانات وحرارة مرتفعة
  • السودان.. لجنة إغاثية تتهم (الدعم السريع) بقتل 8 أشخاص في الفاشر
  • تصاعد التوترات الأمنية والإنسانية في السودان وسط انسحاب للجيش واتهامات لليبيا.. التفاصيل
  • خارجية “الوحدة الوطنية” تنفي صلة أي قوة ليبية رسمية بهجمات على الحدود السودانية
  • الجيش الليبي يرد على اتهامات السودان بشأن "الحدود"
  • لصد العدوان.. قرار عاجل من القوات المسلحة السودانية بشأن المثلث الفاصل
  • البكاء الانتقائي على دارفور: عندما كانت “الإنسانية” مجرد غطاء سياسي
  • الجيش الليبي: ما تردد عن تدخلنا في السودان "مزاعم باطلة"
  • القوات المسلحة: الدعم السريع وقوات حفتر يهاجمون المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا
  • برنامج الأغذية العالمي: نحتاج إلى 500 مليون دولار في السودان لتقديم مساعدات طارئة