الجيش السوداني: 62 قتيلا في قصف للدعم السريع على الفاشر
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
قال الجيش السوداني اليوم الخميس إن 62 مدنيا، بينهم 15 طفلا، قتلوا وأصيب 75 في قصف عشوائي لقوات الدعم السريع على أنحاء مختلفة من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد.
وأضاف الجيش أنه والقوات المتحالفة معه صدوا أول أمس الثلاثاء هجوما للدعم السريع على جنوب شرق وشمال شرق مدينة الفاشر، وألحقوا بها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
من جهته، قال مصدر عسكري للجزيرة إن قوات الدعم السريع قصفت بالمدفعية الثقيلة اليوم مخيم أبو شوك للنازحين شمال غرب الفاشر.
وتحاصر قوات الدعم السريع الفاشر منذ نحو عام، وحاولت مرارا اقتحامها تحت غطاء من القصف، لكن الجيش والقوات المتحالفة معه أفشلوا كل المحاولات.
والأسبوع الماضي، اقتحمت قوات الدعم السريع مخيم زمزم الذي يبعد حوالي 12 كيلومترا عن الفاشر، وتحدثت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية عن سقوط أكثر من 500 مدني بين قتيل وجريح، بينهم 10 من موظفي منظمة الإغاثة الدولية، ونزوح نحو 400 ألف شخص إثر اقتحام المخيم.
انتهاكات جسيمة
من جانب آخر، قال المتحدث باسم المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بدارفور للجزيرة إن عددا كبيرا من نازحي مخيم زمزم بالفاشر لقوا حتفهم خلال رحلة النزوح.
إعلانوأضاف المتحدث أن النازحين تعرضوا لانتهاكات جسيمة، وعانوا من العطش والجوع، مشيرا إلى أن مئات الأطفال النازحين يحتاجون إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.
وأشار إلى استمرار تدفق النازحين من مخيم زمزم بالفاشر إلى منطقة طويلة التي بلغ عدد الواصلين إليها حتى أمس الأربعاء 281 نازحا.
وواجهت قوات الدعم السريع اتهامات من الداخل والخارج بارتكاب انتهاكات خطيرة ضد المدنيين في دارفور ومناطق أخرى خلال الحرب الدائرة منذ عامين، لكنها تنفيها بشدة، وتوجّه تهما مماثلة لخصومها.
ومنذ عامين يشهد السودان صراعا بين الجيش وقوات الدعم السريع أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 14 مليونا داخل البلاد وخارجها.
ومؤخرا تمكن الجيش من طرد قوات الدعم السريع من الخرطوم ومن معظم منطقة أم درمان بعد أن طردها قبل ذلك من ولاية الجزيرة وسط البلاد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
حرب المسيّرات تغيّر قواعد اللعبة في السودان… «الدعم السريع» يوسّع سيطرته من الجو
دخل الصراع المستمر في السودان مرحلة جديدة وغاية في التعقيد، بعد أن حولت قوات الدعم السريع المواجهات على الأرض إلى حرب جوية مسيّرة، عبر تنفيذ سلسلة من الهجمات الدقيقة بالطائرات بدون طيار على مواقع استراتيجية في بورتسودان والخرطوم وكوستي ومروي وأم درمان، ما يعيد رسم معادلة النزاع ويهدد بإطالة أمد الحرب لسنوات.
ووفقًا لتقرير نشره موقع “سودان تربيون”، نفذت قوات الدعم السريع 17 هجومًا مسيّرًا استهدفت خلالها قواعد عسكرية، مطارات، منشآت للطاقة ومستودعات وقود، في إطار تصعيد يُفهم على أنه محاولة لفرض واقع عسكري جديد يضعها على قدم المساواة مع الجيش السوداني في السيطرة على الأجواء.
وصرّح مصدر في الدعم السريع للموقع ذاته، أن أبرز الأهداف شملت قاعدة وادي سيدنا الجوية شمال العاصمة، والتي تعرضت لهجوم في مايو الماضي، إضافة إلى منشآت استراتيجية في عطبرة وكوستي ومروي.
في المقابل، رد الجيش السوداني باستعادة السيطرة على مدينة الصالحة جنوب أم درمان نهاية مايو، وضبط ترسانة من الطائرات المسيّرة الحديثة وأجهزة تشويش، ما يشير إلى حجم وتعقيد المواجهة التقنية بين الطرفين.
ويصف خبراء عسكريون هذه المرحلة بأنها نقطة تحول حاسمة في مسار النزاع. وقال العميد المتقاعد في سلاح الجو السوداني، عادل عبد اللطيف، في حديثه لـ”سودان تربيون”، إن الطائرات المستخدمة من قبل الدعم السريع تنتمي إلى فئة MALE (متوسطة الارتفاع وطويلة التحليق)، ويمكنها البقاء في الجو نحو 30 ساعة وتنفيذ مهام استخباراتية وقتالية عالية الدقة.
كما كشفت تقديرات حكومية أن الدعم السريع استخدم طائرات صينية من طراز FH-95، وهي مسيّرات متعددة المهام قادرة على شن هجمات دقيقة من مسافات بعيدة.
وأشار عبد اللطيف إلى أن الجيش فقد السيطرة المطلقة على المجال الجوي، مؤكداً أن قوات الدعم السريع “كسرت احتكار سلاح الجو للمجال الجوي”، في تطور يصفه بالمفصلي في توازن القوى.
في هذا السياق، اعتبر عبد اللطيف أن الجيش لا يزال يستخدم الطائرات المسيّرة بصورة تكتيكية محدودة لدعم القوات البرية، مثل الهجمات الأخيرة على مطار نيالا، فيما تعتمد قوات الدعم السريع على المسيرات في ضربات استراتيجية موسّعة، تهدف إلى تقويض البنية التحتية الحيوية للجيش.
من جانبهم، يرى مراقبون سياسيون أن التصعيد الجوي يحمل رسالة ضغط مباشرة إلى رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لدفعه إلى الجلوس على طاولة المفاوضات.
لكن دبلوماسيًا غربيًا نبه لـ”سودان تربيون” إلى أن “الطرف المنتصر غالباً ما يفتقر إلى الحافز لتقديم تنازلات”، رغم إقراره بتغير اللهجة التفاوضية لدى قادة الجيش والدعم السريع مؤخراً، إذ “يشعر كل طرف أنه يمتلك زمام المبادرة”.
وأكد الدبلوماسي أن تحول الحرب إلى الجو يُدخل السودان في مرحلة بالغة الحساسية، خاصة مع وجود تدخلات إقليمية ودولية تعمّق تعقيدات النزاع.
ويرى خبراء أن تحقيق نصر حاسم لأي من الطرفين بات صعبًا، بسبب الخسائر البشرية والتقنية الفادحة، خصوصاً في القوات الجوية، التي تتطلب زمنًا طويلاً وموارد ضخمة لتعويضها.
وتشير هذه التطورات إلى أن الحرب في السودان لم تعد محصورة بالأرض، بل باتت تتحرك في فضاء أكثر تعقيدًا وخطورة، ما يزيد من مأساة المدنيين ويُبعد احتمالات الحل السياسي في المدى القريب.