في خطوة غير مسبوقة الحوامض المغربية تدخل السوق اليابانية
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
في خطوة غير مسبوقة، أعلنت « Morocco Foodex »، وهي الهيئة المكلفة بالترويج ومراقبة الصادرات الفلاحية والبحرية المغربية، عن دخول أول شحنة من الحمضيات المغربية إلى السوق اليابانية، أحد أكثر الأسواق العالمية تطلباً في معايير الجودة والسلامة والتتبع. هذا الإنجاز يمثل اختراقاً استراتيجياً يكرس تنافسية الفلاحة المغربية، ويؤكد الاعتراف الدولي بالخبرة المغربية في المجال الزراعي.
وتأتي هذه العملية النوعية بعد قبول الحمضيات المغربية من طرف السلطات اليابانية، بما في ذلك صنف « نادوركوت » عالي القيمة، باعتبارها مطابقة لأكثر المعايير الصحية صرامة في العالم، مما يفتح آفاقاً واسعة لتنويع صادرات المغرب حسب متطلبات الأسواق.
وفي هذا السياق، صرح المستورد الياباني « يويشي فوكودا » قائلاً: « نرغب في تطوير سوق الحمضيات المغربية في اليابان، لأن اليابانيين يعشقونها ». وأكد مسؤولون يابانيون آخرون على مكانة المغرب المتنامية في أذهان المستهلك الياباني، بفضل جودة المنتجات والسمعة الإيجابية للعلامة المغربية.
ولتثبيت هذا التقدم، نظمت Morocco Foodex التي تعمل على مواكبة المهنيين نحو الأسواق الدولية من خلال ضمان مطابقة المنتجات للمعايير العالمية، بعثة اقتصادية إلى طوكيو ضمت حوالي عشر شركات مغربية مصدّرة، بهدف إرساء شراكات جديدة، وتعزيز حضور الحمضيات المغربية عبر لقاءات مهنية، وزيارات ميدانية لسوق طوكيو، وحملة تواصلية موجهة.
وقال المهدي العلمي، مدير التطوير والترويج داخل Morocco Foodex: « نلاحظ تفاعلاً كبيراً من المشترين اليابانيين، إذ شارك أكثر من 30 منهم في الفعالية التي نظمناها بطوكيو، ونحن راضون عن النتائج المحققة. »
ويُذكر أن صادرات المغرب من المنتجات الفلاحية إلى اليابان بلغت سنة 2023 حوالي 18 ألف طن، بقيمة قاربت 14 مليار ين ياباني.
ويطمح المغرب، إلى تعزيز تموقعه في الأسواق ذات القيمة المضافة العالية، وتوسيع حجمه التصديري على المدى المتوسط والبعيد.
كلمات دلالية المغرب اليابانالمصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
حرب ترامب المتقلبة على المبادئ الاقتصادية تجعل الأسواق متوترة
بينما يمشي دونالد ترامب خطواته في ولايته الثانية والتي يبدو أنها أكثر تطرفا اقتصاديا من الأولى، تواجه الولايات المتحدة مؤشرات مقلقة على تآكل الثقة في أسواقها المالية، ليس من الخصوم السياسيين أو الاقتصاديين، بل من اللاعب الوحيد القادر على كبح اندفاعه: سوق السندات الأميركي.
وفي تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز مؤخرا، حذّر الكاتب إدوارد لوس من أن الاضطرابات في سوق السندات وتذبذب الدولار بمثابة صفارة إنذار للسياسات غير التقليدية التي يتبعها ترامب، والتي وصفها التقرير بأنها "حرب متقطعة على العقل الاقتصادي".
حرب رسوم متأرجحة وردود مالية فوريةوفي أبريل/نيسان، أدى انهيار السندات إلى تجميد ترامب لحربه الجمركية العالمية لمدة 90 يومًا. وفي الأسبوع الماضي، كرّر الأمر نفسه بعد أن أعلن رسومًا جديدة بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي وهدد شركة آبل برسوم إضافية قدرها 25% على هواتف آيفون المصنعة خارج أميركا.
لكن بعد "مكالمة لطيفة جدًا" مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، تراجع ترامب مجددًا عن تهديداته، وهو ما اعتبرته الأسواق علامة تهدئة مؤقتة فقط.
ورغم أن ترامب ليس المسؤول الوحيد عن تراكم الدين العام الأميركي، الذي بلغ 123% من الناتج المحلي الإجمالي، فإن دوره يبقى بارزًا بفضل سياساته في خفض الضرائب دون تمويل. وتقدّر الصحيفة أن مشروع القانون الذي مرره مجلس النواب الأسبوع الماضي سيُضيف أكثر من 3 تريليونات دولار إلى الدين خلال العقد المقبل.
وأوضحت فايننشال تايمز أن سبب التغير في مزاج السوق يعود إلى أمرين رئيسيين:
إعلان نهاية عصر التضخم المنخفض وسهولة الاقتراض بعد جائحة كورونا. سلوك ترامب في فترة ولايته الثانية الذي أصبح أكثر اندفاعًا من ذي قبل.وقارنت الصحيفة الوضع الحالي بما حدث في بريطانيا عام 2022 مع رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس، التي أدّت سياساتها الاقتصادية إلى انهيار سوق السندات وإسقاط حكومتها خلال أسابيع. وأصبحت عبارة "مفعول تراس" مرادفًا لانعدام المسؤولية في السياسات المالية.
ويبدو أن "الريبة التراسية" بدأت تتسرب إلى السندات الأميركية، حيث يطالب المستثمرون بعوائد أعلى تعويضًا عن المخاطر غير المتوقعة، وبات بعضهم يردد عبارة الكاتب إرنست همنغواي "الإفلاس في أميركا يحدث تدريجيًا ثم فجأة".
خيارات خطرة وهاجس فقدان الثقةويحذر التقرير من سيناريوهات متطرفة قد تعتبر "إفلاسًا اختياريًا" مثل فشل الكونغرس في رفع سقف الدين أو فرض ترامب رسوماً على حاملي السندات الأجانب. وتقول الصحيفة إن بعض مستشاري ترامب يرون في ذلك وسيلة لخفض قيمة الدولار ودعم الصادرات، لكنها خطوة قد تؤدي إلى انهيار السوق فورًا.
ويشير الكاتب بصحيفة فايننشال تايمز إلى أنه كلما تراجع ترامب مؤقتًا عن حافة الهاوية -كما حدث مع تجميد الرسوم أو عدم إقالة رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول– تستجيب الأسواق بـ"رالي ارتياح" قصير الأجل.
ومع ذلك، يرى التقرير أن الحرب التي يشنها ترامب على القواعد الاقتصادية قد تتواصل، في ظل فراغ حزبي واضح: فالجمهوريون خاضعون، والديمقراطيون مفككون، وكبار التنفيذيين في الشركات مختبئون، بينما الشركاء الدوليون يتعاملون مع ترامب كأنه حقل ألغام سياسي.
ورغم أن التقرير لا يتنبأ بانهيار فوري للدولار كعملة احتياط عالمية، فإنه يُحذر من أن الظروف الاقتصادية العالمية الحالية تُهيئ الساحة لأزمة مالية محتملة، خاصة إذا استمرت الولايات المتحدة في سياسات الإنكار الاقتصادي وتحويل سوق السندات إلى رهينة لقرارات فردية.
إعلانواختتم المقال في فايننشال تايمز بأن ترامب، وعلى غرار الرئيس هربرت هوفر في ثلاثينيات القرن الماضي، يخوض معركة خاسرة مع الواقع الاقتصادي، وأن أخطر ما في الأمر أن السوق لم يعد يثق بأن أحدًا في واشنطن يقدر على كبحه.