ترامب يلوح بإنهاء الوساطة في أوكرانيا
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة من الجدل إثر تصريحاته الغامضة بشأن الجهود الأمريكية للتوسط في التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، حيث رفض تحديد مهلة زمنية واضحة للتوصل إلى اتفاق، رغم الضغط المتزايد من داخل إدارته، وتلميحات وزير الخارجية ماركو روبيو إلى احتمال تعليق الوساطة الأمريكية في حال عدم إحراز تقدم سريع.
وخلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض يوم الجمعة، قال ترامب إنه "يريد رؤية اتفاق في وقت قريب جدًا"، لكنه لم يحدد ما المقصود بذلك، مكتفيًا بالقول: "لا يوجد عدد محدد من الأيام، ولكن بسرعة، نريد إنجاز هذا الاتفاق". وأوضح أن استمرار الوساطة الأمريكية مرهون بجدية الطرفين واستعدادهما لتقديم تنازلات.
وأشار إلى أن "إذا جعل أحد الطرفين الأمور صعبة للغاية، لأي سبب من الأسباب، سنقول لهم أنتم حمقى، وأنتم بلهاء، وسنتجاهل الموضوع ببساطة"، مضيفًا أنه "يأمل ألا تصل الأمور إلى هذا الحد".
في الوقت ذاته، تهرب الرئيس الأمريكي من الإجابة المباشرة على سؤال حول ما إذا كان سيتخذ قرارًا بوقف الدعم العسكري المقدم لأوكرانيا في حال تعثرت المفاوضات. وبدلاً من ذلك، أكد تمسكه بالحل التفاوضي كأولوية، مشيرًا إلى أن هدفه الأساسي هو إنهاء الحرب، وليس تصعيدها أو إطالتها.
وعبّر ترامب عن ثقته في أن الطرفين، الروسي والأوكراني، سيبديان "حماسًا" تجاه العملية التفاوضية، مكرّرًا موقفه الرافض لفكرة أن روسيا قد تكون بصدد التلاعب به، قائلاً: "لا، لا أحد يتلاعب بي"، في رد على تقييمات بعض الدوائر الغربية التي تتهم الكرملين بمحاولة كسب الوقت أو استخدام المحادثات كغطاء لتحركات عسكرية ميدانية.
تصريحات ترامب جاءت بعد ساعات من تحذير وزير الخارجية ماركو روبيو الذي قال إن الولايات المتحدة قد تُعلّق جهودها في الوساطة ما لم يتم إحراز تقدم ملموس "في الأيام المقبلة"، وهو ما اعتُبر بمثابة إنذار مبطّن للأطراف المتفاوضة. وأشار روبيو إلى أن استمرار المراوحة دون تقدم فعلي يُفرغ الوساطة الأمريكية من معناها، وهو ما يعزز الانطباع بأن واشنطن بدأت تفقد صبرها مع طول أمد النزاع.
تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد تصعيدًا جديدًا على الجبهات الشرقية لأوكرانيا، وسط تقارير استخباراتية عن تحضيرات روسية لهجوم ربيعي واسع النطاق، يقابله استعداد أوكراني مدعوم بأسلحة غربية متطورة. كما أن تراجع الحماسة الأوروبية لتقديم مساعدات إضافية، والتغيرات السياسية في بعض دول الاتحاد الأوروبي، يضيف مزيدًا من الضغوط على جهود التسوية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أوكرانيا ترامب روسيا روسيا وأوكرانيا دونالد ترامب المزيد على أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
السيسي يناشد الرئيس الأمريكي ترامب لوقف الحرب في غزة
أكد رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، في خطاب متلفز وصفه بـ"الرسالة إلى الداخل والخارج"، أن القاهرة تتحرك منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بالتنسيق الكامل مع الشريكين القطري والأمريكي، لتحقيق ثلاثة أهداف مركزية: وقف الحرب، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الأسرى.
وأوضح السيسي أن حديثه يأتي في "توقيت دقيق"، على ضوء ما يتم تداوله مؤخرًا من "كلام كثير"، في إشارة إلى حملات الانتقاد التي طالت الدور المصري في إدارة الملف الإنساني والحدودي مع القطاع.
وأكد أن الموقف المصري لا يزال ثابتًا، ويرتكز على "التمسك بحل الدولتين كمسار وحيد لتسوية القضية الفلسطينية"، محذرًا من أن "أي محاولة للتهجير ستؤدي إلى تفريغ هذا الحل من مضمونه".
السيسي: المساعدات جاهزة
وفيما يتعلق بالأزمة الإنسانية المتفاقمة، أشار السيسي إلى أن قطاع غزة يحتاج، في الظروف الطبيعية، ما بين 600 إلى 700 شاحنة مساعدات يوميًا، مؤكدًا أن مصر عملت خلال الأشهر الـ21 الماضية على إدخال أكبر كمية ممكنة من المساعدات، رغم التحديات الميدانية والقيود المفروضة.
وأضاف أن معبر رفح ليس خاضعًا فقط للسيطرة المصرية، بل يتأثر كذلك بالوضع الأمني على الجانب الفلسطيني، ما يستدعي التنسيق مع الجهات المسيطرة في غزة. وكشف السيسي عن أن "لدينا حجمًا ضخمًا جدًا من المساعدات جاهز للدخول"، مشددًا في الوقت ذاته على أن "أخلاقنا وقيمنا لا تسمح بمنعها"، لكن دخولها "يتطلب تنسيقًا من الطرف الآخر داخل القطاع".
وفي معرض حديثه عن المعابر، أوضح السيسي أن هناك خمسة معابر رئيسية تربط غزة بالأراضي الفلسطينية والمصرية، من بينها معبر رفح وكرم أبو سالم من الجانب المصري، في تأكيد على أن المسؤولية لا تقع فقط على عاتق القاهرة، بل تشمل أيضًا الاحتلال الإسرائيلي والطرف المسيطر على غزة.
كما وجّه السيسي في خطابه رسائل سياسية إلى الداخل والخارج، فقال مخاطبًا الشعب المصري: "أوعوا تتصوروا أننا ممكن نكون سلبيين تجاه الأشقاء في فلسطين، رغم صعوبة الموقف"، مضيفًا: "مصر لها دور محترم وشريف ومخلص وأمين لا يتغير ولن يتغير"، في محاولة لطمأنة الرأي العام المصري الذي أبدى انتقادات متزايدة للدور الرسمي المصري في الأزمة، خصوصًا فيما يتعلق بإغلاق معبر رفح أو تأخر المساعدات.
كما وجه السيسي نداءً عامًا إلى المجتمع الدولي، قائلاً: "أدعو كل دول العالم، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وأشقائنا في المنطقة، إلى بذل أقصى جهد لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات".
وخصّ السيسي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بنداء مباشر قال فيه: "من فضلك أبذل كل جهد لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات... أتصور أن الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب".
الخارجية المصرية ترد على الانتقادات
بالتوازي مع خطاب السيسي، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا رسميًا أعربت فيه عن "الاستياء الشديد من محاولات متكررة لتشويه الدور المصري تجاه غزة"، معتبرة أن "القاهرة تقوم بواجبها الإنساني والقومي دون مزايدات"، وأن تحركاتها تهدف إلى "تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني رغم العقبات المتزايدة".
وشدد البيان على أن مصر لن تلتفت إلى "الحملات المغرضة التي تستهدف زعزعة الثقة في دورها"، واصفًا إياها بأنها "تتجاهل الوقائع على الأرض وتضر بالقضية الفلسطينية ذاتها، لا سيما في ظل الظروف الكارثية التي تمر بها غزة".