الاستماع إلى الموسيقى “أونلاين”.. كيف يضر بكوكب الأرض؟
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
تركيا – أوضح الباحث الموسيقي التركي الدكتور فاتح أقمان، إن الاستماع إلى الموسيقى على المنصات الرقمية عبر البث المباشر “أونلاين” دون تحميل، تسبّب في عام 2024 وحده بانبعاث 15 مليون طن من الكربون، وهو ما يستلزم زراعة 237 مليون شجرة لمعادلة هذا الانبعاث.
وفي حديث للأناضول أشار أقمان إلى أن مستويات الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية منذ الثورة الصناعية ارتفعت بنحو 50 بالمئة، كما أن الاستهلاك المتزايد للطاقة مع التحول الرقمي يُسرّع وتيرة الاحتباس الحراري.
وحول تأثير التحول الرقمي بقطاع الموسيقى على التغير المناخي، أوضح أقمان أن “قطاع صناعة الموسيقى يتكون من شقين، الموسيقى المسجلة والموسيقى الحية”، مشيرا إلى أن “الموسيقا المسجلة وحدها لديها أكثر من 2 مليار مستخدم يوميًا”.
ولفت إلى أن “جمهور الحفلات والمهرجانات، وشركات التوزيع الرقمي، وقاعات العروض، وصناعة المعدات، ووسائل النقل، كلها أطراف تؤثر في التغير المناخي ضمن هذا القطاع”.
وبيّن أقمان أن “المستهلكين هم العامل الأبرز بين هذه الأطراف، التي تضم أيضًا استخدام منتجات مثل الأقراص المدمجة وأقراص الفينيل الموسيقية، إلى جانب المنتجات الرقمية”.
وأضاف أن “عملية الاستماع للموسيقا وتحميلها ومشاركتها تتطلب استهلاكًا كبيرًا للطاقة”.
وأوضح أن “شركات التوزيع الرقمي، ورغم مساهمتها في خفض الانبعاثات خلال مرحلتي الإنتاج والتوزيع، إلا أنها تؤدي إلى زيادة الاستهلاك في مرحلة الاستخدام”.
** كيف يؤثر البث الرقمي للموسيقا على البيئة؟وقال أقمان إن “إنتاج قرص فينيل يتسبب في انبعاث نحو 2.2 كيلوغرام من الكربون، وإنتاج قرص مدمج (CD) يتسبب بانبعاث 172 غرامًا، بينما الاستماع لموسيقا رقمية لمدة ساعة يبعث 55 غرامًا من الكربون”.
وفي معرض شرحه الآلية التي تصل بها الموسيقا إلى المستخدم على المنصات الرقمية قال أقمان: “يتم حفظ الموسيقا في الأقراص الصلبة الخاصة بمزودي البيانات، وعندما يضغط المستخدم على زر التشغيل تنتقل البيانات من تلك الأقراص إلى موزّع، ثم من الموزع إلى الأجهزة كالحواسيب أو الهواتف أو الأجهزة اللوحية عبر قنوات الواي فاي أو الكوابل الأخرى”.
وأضاف: “هذه العملية تُسمى البث، وعندما نستمع إلى أغنية بطريقة التحميل، فإننا نشغّل النظام مرة واحدة فقط، أما في حالة البث المباشر، ولأننا لا نحتفظ بالبيانات على أجهزتنا، فنضطر في كل مرة إلى إعادة تشغيل هذا النظام من البداية، وبهذا، نقوم بتفعيل كلفة الطاقة في كل مرة، وهنا تكمن الخطورة”.
وأشار أقمان إلى أن “الاستماع إلى أغنية واحدة بالبث المباشر 27 مرة يؤدي إلى انبعاث 1 كغ من ثاني أكسيد الكربون، بينما التنزيل لا يستهلك الطاقة إلا مرة واحدة فقط، مما يجعله أكثر توفيرًا للطاقة”.
وأضاف أنه منذ عام 2004 أصبح بالإمكان الاستماع إلى الموسيقا عن طريق التحميل، وفي عام 2005 ظهر لأول مرة نظام البث (Streaming)، الذي بدأ بالانتشار سريعًا، إلى أن أصبح عام 2017 الشكل الأكثر استخدامًا لاستهلاك الموسيقا، والذي يشكّل اليوم ما نسبته 67.3 بالمئة من سوق الموسيقا المسجلة”.
وأردف أقمان قائلًا: “في عام 2024 تم تسجيل 4.8 تريليونات عملية بث، بينما بلغ هذا الرقم 4.2 تريليونات في عام 2023، و1 تريليون فقط في عام 2022، أي أننا أمام نمو بنسبة 14 بالمئة مقارنة بالعام السابق، و10 بالمئة كل عام”.
وتابع: “أما بالنسبة للانبعاثات، فإن 4.8 تريليونات عملية بث في 2024 أدت إلى انبعاث 15 مليون طن من الكربون، وهو ما يعادل 600 ألف رحلة جوية من إسطنبول إلى لندن، أو انبعاثات 15 مليون سيارة في سنة واحدة، ولمعادلة هذه الانبعاثات نحتاج إلى زراعة 237 مليون شجرة”.
ودعا أقمان إلى “استخدام مصادر الطاقة المتجددة في جميع مراحل العمل في هذا القطاع، من أجل تقليل الأثر البيئي لاستهلاك الطاقة”.
** أثر المهرجاناتوقال أقمان إن “من بين العوامل الأخرى المسببة للانبعاثات الكربونية العالية في هذا القطاع، المهرجانات الموسيقية التي غالبًا ما تُقام في مناطق خارج المدن، ما يدفع المشاركين إلى استخدام سياراتهم الخاصة، وبالتالي يزيد من انبعاث الكربون”.
كما أشار إلى أن “النفايات الناتجة عن الطعام والشراب والتغليف والمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد تُسهم أيضًا في تلوّث البيئة”.
وأضاف أقمان، أن “الشخص الواحد في المهرجان يتسبب بانبعاث 25 كيلوغرام من الكربون”، مشيرا إلى أن “أكثر الدول تنظيما للمهرجانات الموسيقية في العالم هي المملكة المتحدة، والنمسا، والولايات المتحدة الأمريكية”.
وأوضح أنه: “في مهرجان يضم بين 7 آلاف إلى 12 ألف مشارك، ينتج ما يقارب 1700 طن من الكربون”، لافتا إلى أنه “في المملكة المتحدة وحدها، يقام نحو 500 مهرجان سنويا، ويتسبب ذلك في انبعاث 400 ألف طن من الكربون، أي ما يعادل انبعاثات 87 ألف سيارة خلال عام واحد”.
وتابع أقمان: “قاعات العروض الموسيقية تعد من الأطراف المشاركة في زيادة الانبعاثات الكربونية، مشيرا إلى أنه “في النمسا مثلًا لدينا نحو 4 آلاف قاعة حفلات، تستضيف 32 ألف عرض موسيقي حي، ويشارك فيها 41 مليون متفرّج، ما يؤدي إلى انبعاث سنوي قدره 209 آلاف طن من الكربون”.
وولفت إلى أن “أكبر 10 مهرجانات موسيقية في العالم، تتسبب سنويًا بانبعاث 259 ألف طن من الكربون”.
كما أشار أقمان في حديثه إلى أن “الحفلات الموسيقية التي تُقام في العالم الافتراضي، تؤدي إلى انبعاث أقل بكثير من الكربون، مثل الحفلات التي يقيمها الفنان “مارشميلو” (منتج ودي جي مختص في موسيقى الرقص الإلكترونية) على إحدى منصات الألعاب الإلكترونية، والتي يحضرها حوالي 200 مليون شخص عبر الإنترنت.
وختم أقمان بالقول: “رغم أن الرقم يبدو كبيرًا، فإن هذا الحفل لو أُقيم على أرض الواقع، حتى لو لم يحضره 120 مليون شخص دفعة واحدة، بل على دفعات، فإن الانبعاث كان سيصل إلى نحو 3 ملايين طن من الكربون، بينما في الحفل الرقمي، لم يتجاوز الانبعاث 7.5 أطنان فقط و هذا يثبت أن التكنولوجيا يمكن أن تُسهم في تقليل انبعاث الكربون”.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: طن من الکربون الاستماع إلى إلى انبعاث ا إلى أن فی عام
إقرأ أيضاً:
في ذكرى وفاة مايكل جاكسون.. ملك البوب الذي غير وجه الموسيقى ورحل بسبب مخدر البروبوفول
مايكل جاكسون.. تحل اليوم 25 يونيو ذكري وفاة مايكل جاكسون ملك البوب، حيث توفي عام 2009، وغاب عن عالمنا، أحد أعظم فناني الموسيقى في التاريخ، عن عمر 50 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا وثقافيًا لا يزال ينبض بالحياة حتى اليوم بين عشاقه.
مايكل جاكسون.. من طفل موهوب إلى ملك البوبوُلد مايكل جوزيف جاكسون في 29 أغسطس 1958 بولاية إنديانا الأمريكية، وبدأ رحلته الفنية في سن الخامسة كعضو في فرقة العائلة «Jackson 5»، ثم انطلق في مسيرته الفردية ليعيد تعريف الموسيقى العالمية.
أطلق مايكل جاكسون في 1982 ألبوم «Thriller» الذي أصبح الألبوم الأكثر مبيعًا في التاريخ (أكثر من 70 مليون نسخة).
ثم العام التالي قدم لأول مرة رقصة «مون ووك» الشهيرة التي أصبحت أيقونة في عالم الرقص.
وفي عام 1991 أصدر ألبوم «Dangerous» وحقق به نجاحات ساحقة بأغنيات مثل «Black or White».
حصل على «13 جائزة غرامي» وبيع له أكثر من 350 مليون تسجيل موسيقي حول العالم.
واستخدم مايكل جاكسون شهرته لتسليط الضوء على قضايا مثل الفقر والسلام العالمي، من خلال أغنيات مثل «Heal The World» و«Earth Song».
في 25 يونيو 2009 توفي المغني الأمريكي مايكل جاكسون بسبب تسمم حاد بمخدر البروبوفول والبنزوديازيبين في منزله في نورث كارلوود درايف في حي هولمبي هيلز في لوس أنجلوس، كاليفورنيا.
وقال طبيبه كونراد موراي، إنه وجد جاكسون في غرفته لا يتنفس ويعاني من ضعف في النبض، وأجرى الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) لكن دون جدوى، واتصل الأمن برقم 9-1-1 في الساعة 12:21 مساءً وعالج المسعفون جاكسون في مكان الحادث لكن أعلن وفاته في مركز رونالد ريغان الطبي بجامعة كاليفورنيا.
في 28 أغسطس 2009 خلص قسم الطب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس إلى أن وفاة مايكل جاكسون كانت جريمة قتل، كان جاكسون قد تناول البروبوفول والبنزوديازيبينات المضادة للقلق لورازيبام وميدازولام من قبل طبيبه، أُدين موراي بالقتل غير العمد في نوفمبر 2011 وأفرج عنه في 2014بعد أن قضى عامين من عقوبة السجن لمدة أربع سنوات مع إجازة لحسن السلوك.
قبل وفاته كان جاكسون يستعد لسلسلة من حفلات العودة تحت اسم This Is It المقرر أن تبدأ في يوليو 2009 في لندن ولكنها لم تكتمل.
أثار موته ردود فعل في جميع أنحاء العالم، حيث أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في حركة المرور على الإنترنت وارتفاع في مبيعات موسيقاه. وشاهد ما يقدر بنحو 2.5 مليار شخص على مستوى العالم حفل تأبين متلفز أقيم في مركز ستابلز في لوس أنجلوس. في عام 2010 وقعت شركة Sony Music Entertainment صفقة بقيمة 250 مليون دولار أمريكي مع ملكية جاكسون للاحتفاظ بحقوق التوزيع لتسجيلاته حتى عام 2017 ولإصدار سبعة ألبومات بعد وفاتها خلال العقد التالي.
تم نقل جاكسون بواسطة سيارة إسعاف إلى مركز رونالد ريغان الطبي بجامعة كاليفورنيا في 25 يونيو حيث وصل الساعة 1:14 مساءً وأعلن وفاته في الساعة 2:26 مساءً
في وقت وفاته، كان مايكل جاكسون يستعد لسلسلة من حفلات العودة (This Is It) المقرر أن تبدأ في يوليو 2009 في O2 Arena بلندن، وفي 24 يونيو وصل جاكسون للتدريب في مركز ستابلز بلوس أنجلوس حوالي الساعة 6:30 مساءً وفقًا لـ إد ألونزو، اشتكى جاكسون مازحا من التهاب الحنجرة ولم يتدرب حتى الساعة 9 مساءً. ألونزو: «لقد بدا رائعًا ولديه طاقة كبيرة». ذهبت البروفة بعد منتصف الليل.
اقرأ أيضاًشقيقة مايكل جاكسون تفاجئ محمد رمضان.. وتعلق على منشوره لهذا السبب (صورة)
بحركات مايكل جاكسون.. تامر حسني يكشف عن حلم الطفولة (فيديو)
بعد تشبيهها بمايكل جاكسون.. أول رد من أسماء جلال على المتنمرين