دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب طهران إلى "التحرك بسرعة" للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، وسط تحذيرات من خبراء بأن أي اتفاق فعال يتطلب شفافية كاملة من إيران بشأن برنامجها النووي.

وبحسب وسائل إعلام أمريكية تأتي هذه الدعوة في وقت تعاني فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية من نقص كبير في المعلومات حول أنشطة إيران النووية، خاصة بعد أن قيدت طهران عمليات الرقابة وأوقفت تحقيقًا متعلقًا بمواد نووية غير مصرح بها عُثر عليها داخل البلاد.

ومنذ سبتمبر 2023، أعلنت الوكالة أنها لم تعد قادرة على تحديث بياناتها بشكل كامل حول البرنامج النووي الإيراني.

 ووفقًا لـ"وول ستريت جورنال"، فإن منع إيران للمفتشين من دخول مواقع غير نووية منذ عام 2021 زاد من تعقيد المشهد، وأضعف قدرة المجتمع الدولي على التأكد من عدم وجود أنشطة عسكرية.

وقال مدير عام الوكالة، رافائيل جروسي، مؤخرًا إن إيران "ليست بعيدة" عن القدرة على إنتاج قنبلة نووية، ما يعكس مستوى القلق الدولي المتصاعد.

مفاوضات في روما


وأفاد التلفزيون الإيراني مساء اليوم بانتهاء الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، والتي استضافتها العاصمة الإيطالية روما، مشيرًا إلى أن الأجواء التي سادت اللقاءات كانت "بناءة" و"إيجابية".

وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في تصريحات عقب ختام المحادثات، أن جلسات اليوم استمرت لأربع ساعات وشهدت "نقاشات جدية وبنّاءة" حول عدد من الملفات العالقة بين الجانبين، دون الخوض في تفاصيل دقيقة حول فحوى التفاهمات.

وأشار الوزير إلى أن الجانبين اتفقا على عقد مفاوضات فنية مقبلة عبر فرق متخصصة في سلطنة عُمان، بهدف وضع أطر عامة لاتفاق محتمل، مؤكدًا أن التركيز في المرحلة القادمة سيكون على "المسائل التقنية" التي يتولاها الخبراء.

غير أن محللين يحذرون من التسرع في التوصل إلى اتفاق دون امتلاك صورة واضحة حول حجم ونطاق البرنامج النووي الإيراني. فبدون قاعدة بيانات دقيقة، سيكون من الصعب فرض قيود فعالة على تخصيب اليورانيوم أو مراقبة مدى التزام طهران بالاتفاق.

ديفيد أولبرايت، المفتش الدولي السابق ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي، أشار إلى أن ترامب منح إيران مهلة شهرين لإنجاز الاتفاق، مؤكدًا أن "التعاون مع الوكالة الدولية سيكون مفتاحًا لبناء الثقة وضمان جدية الاتفاق".

أجهزة الطرد المركزي.. ثغرة غامضة

من أبرز الثغرات المثيرة للقلق هي الغموض الذي يحيط بمخزون إيران من أجهزة الطرد المركزي، وهي المعدات الأساسية المستخدمة في تخصيب اليورانيوم. فبعد انسحاب واشنطن من اتفاق 2015، توقفت إيران في عام 2021 عن تسليم تسجيلات كاميرات المراقبة التي كانت مثبتة في مواقع تصنيع هذه الأجهزة.

وفي أعقاب الهجوم الذي استهدف منشأة كرج – والذي اتهمت طهران إسرائيل بالوقوف خلفه – أُزيلت الكاميرات، ولم تُعد إلا جزئيًا بعد فترة طويلة. ورغم أن الوكالة ما زالت تُجري تفتيشات دورية في مواقع التخصيب الأساسية، فإنها أعلنت مؤخرًا أنها "فقدت تسلسل المعلومات" حول إنتاج أجهزة الطرد المركزي، ما يفتح الباب أمام احتمالية قيام طهران بتخزين مئات الأجهزة المتطورة سرًا.

تحقيقات غير مكتملة تهدد أي اتفاق مرتقب

ويظل أحد أبرز العوائق أمام أي اتفاق جديد، هو التحقيق الجاري بشأن المواد النووية غير المعلنة، التي يُعتقد أنها تعود لأنشطة إيرانية سرية منذ تسعينيات القرن الماضي. إيران تنفي الاتهامات، لكنها لم تقدم توضيحات مقنعة بشأن مصدر هذه المواد أو أماكن تخزينها.

هذا الملف الشائك لا يزال يشكل نقطة خلافية رئيسية، خاصة مع استمرار الانتقادات لاتفاق 2015 الذي لم يُلزم إيران بالكشف الكامل عن أنشطتها السابقة. وتعتبر هذه المسألة محور جدل كبير داخل الكونغرس الأميركي، وقد تكون سببًا رئيسيًا في فشل أي اتفاق جديد ما لم تتم معالجتها بوضوح وشفافية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفاق نووي جديد الوكالة الدولية للطاقة الذرية المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة روما البرنامج النووي الإيراني المزيد أی اتفاق

إقرأ أيضاً:

ترامب يؤكد التزامه بالحل الدبلوماسي لأزمة النووي الإيراني

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس، أن بلاده لا تزال ملتزمة بالسعي لحل دبلوماسي للأزمة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة أن تتخلى طهران بشكل كامل عن طموحاتها النووية كشرط أساسي للمضي في هذا المسار.

مسؤولون يكشفون عن موعد الضربة الإسرائيلية على إيرانرئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي: لانستطيع مواجهة إيرانرسالة حاسمة من الرئيس الألماني لـ إيران قبل زيارته إلى إسرائيلمسؤول أمريكي كبير يحذر من رد فعل إيران حال الهجوم الإسرائيليرئيس هيئة الطاقة النووية سابقًا: المفاوضات حول برنامج إيران النووي دخلت مرحلة حرجةترامب: لابد أن تقدم إيران المزيد من التنازلات لتجنب ضربة إسرائيليةترامب: لا أرغب في توجيه أية ضربة عسكرية ضد إيرانإيران تواجه اتهامًا بانتهاك الانتشار النووي.. وتحذيرات من هجوم إسرائيلي وشيكهيئة الأركان الأمريكية: تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران مقلقإيران تلوح بخيار الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي

وفي منشور له عبر منصته الخاصة "تروث سوشال"، أوضح ترامب أن الخيار الدبلوماسي لا يزال مطروحًا بقوة، قائلاً: "لا نزال ملتزمين بحل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية!". 

وأضاف ترامب: "صدرت توجيهات لإدارتي بأكملها بالتفاوض مع إيران. قد تكون دولة عظيمة، لكن عليها أولا أن تتخلى وبشكل تام عن آمالها في الحصول على سلاح نووي".

يأتي ذلك في ظل ترقب الضربة الإسرائيلية عل ايران، حيث نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله إن الضربة قد تُنفذ الأحد المقبل في حال رفض إيران وقف إنتاج المواد الانشطارية التي قد تُستخدم في تصنيع أسلحة نووية. وأضاف المسؤول أن سياسة "حافة الهاوية" التي تعتمدها إسرائيل تهدف إلى دفع طهران للتراجع عن طموحاتها النووية ومنعها من مواصلة تخصيب اليورانيوم.

مسؤولون يكشفون عن موعد الضربة الإسرائيلية على إيرانرئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي: لانستطيع مواجهة إيرانرسالة حاسمة من الرئيس الألماني لـ إيران قبل زيارته إلى إسرائيلمسؤول أمريكي كبير يحذر من رد فعل إيران حال الهجوم الإسرائيليرئيس هيئة الطاقة النووية سابقًا: المفاوضات حول برنامج إيران النووي دخلت مرحلة حرجةترامب: لابد أن تقدم إيران المزيد من التنازلات لتجنب ضربة إسرائيليةترامب: لا أرغب في توجيه أية ضربة عسكرية ضد إيرانإيران تواجه اتهامًا بانتهاك الانتشار النووي.. وتحذيرات من هجوم إسرائيلي وشيكهيئة الأركان الأمريكية: تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران مقلقإيران تلوح بخيار الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووياتصالات أمريكية إسرائيلية مكثفة  

وفي هذا الإطار، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الإثنين الماضي، ناقش خلالها خيار توجيه ضربة عسكرية إلى إيران. وأفادت الصحيفة أن المكالمة أعقبها مباشرة تحركات أمريكية تمثلت في إجلاء بعض الدبلوماسيين وأفراد عائلات العسكريين الأمريكيين من مناطق مختلفة في الشرق الأوسط، كإجراء احترازي تحسباً لأي تصعيد محتمل.

ورغم استعداد إسرائيل العسكري، أوضح ترامب خلال المحادثة أنه يفضل منح المسار الدبلوماسي الفرصة الكاملة قبل اللجوء للخيار العسكري. لكن مسؤولين أمريكيين أكدوا أن التصعيد العسكري الإسرائيلي يهدف بالأساس إلى الضغط على طهران للقبول بالعرض الأمريكي قبل فوات الأوان.

مسؤولون يكشفون عن موعد الضربة الإسرائيلية على إيرانرئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي: لانستطيع مواجهة إيرانرسالة حاسمة من الرئيس الألماني لـ إيران قبل زيارته إلى إسرائيلمسؤول أمريكي كبير يحذر من رد فعل إيران حال الهجوم الإسرائيليرئيس هيئة الطاقة النووية سابقًا: المفاوضات حول برنامج إيران النووي دخلت مرحلة حرجةترامب: لابد أن تقدم إيران المزيد من التنازلات لتجنب ضربة إسرائيليةترامب: لا أرغب في توجيه أية ضربة عسكرية ضد إيرانإيران تواجه اتهامًا بانتهاك الانتشار النووي.. وتحذيرات من هجوم إسرائيلي وشيكهيئة الأركان الأمريكية: تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران مقلقإيران تلوح بخيار الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النوويتداعيات خطيرة 

وحذر المسؤولون الأمريكيون من أن أي مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران قد تؤدي إلى اندلاع حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، ما قد يتسبب في اضطرابات حادة بأسواق الطاقة العالمية، ويلقي بظلاله على اقتصادات كبرى حول العالم. وأوضح مصدر أمريكي مطلع أن واشنطن لا تعتزم تقديم أي "دعم هجومي" لإسرائيل في حال قررت الأخيرة تنفيذ ضربتها العسكرية ضد طهران.

مسؤولون يكشفون عن موعد الضربة الإسرائيلية على إيرانرئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي: لانستطيع مواجهة إيرانرسالة حاسمة من الرئيس الألماني لـ إيران قبل زيارته إلى إسرائيلمسؤول أمريكي كبير يحذر من رد فعل إيران حال الهجوم الإسرائيليرئيس هيئة الطاقة النووية سابقًا: المفاوضات حول برنامج إيران النووي دخلت مرحلة حرجةترامب: لابد أن تقدم إيران المزيد من التنازلات لتجنب ضربة إسرائيليةترامب: لا أرغب في توجيه أية ضربة عسكرية ضد إيرانإيران تواجه اتهامًا بانتهاك الانتشار النووي.. وتحذيرات من هجوم إسرائيلي وشيكهيئة الأركان الأمريكية: تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران مقلقإيران تلوح بخيار الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي

وفي تصريح صحفي الخميس، اعتبر ترامب أن الهجوم الإسرائيلي "وارد لكنه ليس وشيكاً"، مؤكداً أن واشنطن وطهران "قريبتان جداً من اتفاق جيد"، معتبراً في الوقت نفسه أن إيران مطالبة بتقديم مزيد من التنازلات لتفادي اندلاع صراع.

موقف طهران 

في المقابل، أكد مسؤولون إيرانيون أنهم مستعدون لأي مواجهة عسكرية محتملة، وأنهم وضعوا خططاً عسكرية جاهزة للرد في حال تعرض بلادهم لأي هجوم. ورغم استمرار المفاوضات، شددت طهران مراراً على تمسكها بحقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، رافضة أية محاولات للمساس بحقوقها السيادية في برنامجها النووي.

وفي انتظار نتائج الجولة السادسة من المحادثات التي ستُعقد الأحد في مسقط، يبقى مستقبل التوتر بين إسرائيل وإيران معلقاً بين التصعيد العسكري والفرصة الأخيرة للدبلوماسية.

طباعة شارك إيران أمريكا طهران إسرائيل البرنامج النووي ترامب دونالد ترامب

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيراني: لن نفاوض بشأن الملف النووي إذا استمرت الهجمات الإسرائيلية
  • الملف النووي الإيراني.. ولعنة العقد الثامن
  • ترامب: الضربات على إيران ناجحة وقد تكون أكثر وحشية
  • ترامب يوجه رسالة لطهران بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران
  • ترامب يُحذر إيران: إما اتفاق نووي أو هجمات أكثر وحشية
  • ترامب يؤكد التزامه بالحل الدبلوماسي لأزمة النووي الإيراني
  • الملف النووي الإيراني.. ما مساراته بعد قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
  • ترامب يدعو إسرائيل لعدم ضرب إيران مع “قرب” التوصل لاتفاق نووي
  • الصين تؤكد التوصل لاتفاق تجاري مع أميركا
  • النووي الإيراني.. طهران تناور وإسرائيل تستعد للأسوأ