قص الأثر يقود إلى فخ قاتل بغزة.. ماذا نعرف عن كتيبة الاستطلاع البدوية بجيش الاحتلال؟
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
سلط مقتل جندي من أصل عربي، بجيش الاحتلال، في كمين لكتائب القسام في بيت حانون أمس السبت، الضوء على كتيبة تخدم الاحتلال جل عناصرها من قبائل بدوية في المناطق الجنوبية لفلسطين المحتلة.
وأعلن الاحتلال مقتل الرقيب غالب النصاصرة، والمنحدر من رهط في النقب، في الكمين الذي وقعت فيه قوة للاحتلال في منطقة بيت حانون، وأشار إلى أنه عنصر قص أثر في اللواء الشمالي بفرقة غزة، وهو ضمن كتيبة الاستطلاع الصحراوية المؤلفة من بدو المنطقة، لمراقبة المنطقة الفاصلة بقطاع غزة والبحث عن الأنفاق.
تاريخ من خدمة الاحتلال
تعود جذور هذه الكتيبة، إلى سبيعينات القرن الماضي، وأول بدء المهام فيها عنصران بجيش الاحتلال، من البدو، الأول كان متخفيا تحت اسم يهودي وهو عاموس يركوني، وخدم بجيش الاحتلال منذ العام 1948، واسمه الحقيقي عبد المجيد المزاريب من قرية الناعورة في الجليل، أمام الثاني فهو حسن الهيب، ويعد أول ضابط بدوي، يرفع إلى رتبة عقيد بجيش الاحتلال.
أشرف المزاريب والهيب على تأسيس كتيبة قص الأثر، وإعدادها لتكون جزءا من سلاح المشاة بجيش الاحتلال، وتحولت لاحقا إلى جزء من لواء غفعاتي ويتلقى أفرادها تدريبات ضمن قوات اللواء.
ألحقت الكتيبة بقيادة المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال، وتركز عملها حول قطاع غزة، والحدود المصرية مع فلسطين المحتلة، ومحور فيلادلفيا، وتسلمت المعابر المرتبطة بقطاع غزة.
تشكيلات الكتيبة
تضم كتيبة قصاصي الأثر بجيش الاحتلال، 5 سرايا، كل سرية تحتوي على ما بين 50-250 عنصرا، أغلبهم يخدم ضمن فرقة غزة بلواءيها الشمالي والجنوبي، فضلا عن العمل في أجهزة شرطة الاحتلال والمخابرات ووحدة مرعول لقص الأثر، والتي تعدم منفصلة تماما عن كتيبة قصاصي الأثر البدو، والتي يشكل اليهود الجزء الأكبر منها.
تكوين الكتيبة
تعتمد الكتيبة على السكان البدو في منطقة النقب بشكل أساسي كمكون لها، ويجري الإعلان عن برامج تجنيد خاصة بهم، ويستغل الاحتلال حالة الفقر المدقع والتهميش الذي يعانون منه، لإغرائهم بالعمل جنودا في صفوفه، ضد الفلسطينيين.
ويعيش أغلب أبناء هذه الكتيبة، في قرى غير معترف بها، من قبل الاحتلال، وكثير منهم لا يمتلكون جنسية الاحتلال، وخاصة تلك القبائل التي جرى نقلها من سيناء إلى المناطق الجنوبية في قطاع غزة، مع انسحاب الاحتلال عقب اتفاقية كامب ديفيد، حيث استمروا في العمالة مقابل البقاء على قيد الحياة، دون حقوق مدنية أو سياسية أو اعتراف بهوياتهم.
ورغم محاولات الاحتلال، تقديمهم في الواجهة على أنهم ممثلون للبدو، إلا أن مركز الدراسات الفلسطينية، يؤكد أن نسبة المنضوين من البدو لجيش الاحتلال، هي نسبة ضيئلة يقوم الاحتلال بتضخيمها لضرب المكون فلسطيني الأصل وتصويره وكأنه يعترف بالاحتلال.
تدريبات وتقنيات:
تعمد الكتيبة إلى تدريب أفرادها على قراءة آثار الأقدام بمختلف بيئات الأرض، وتحديد نوعية الآثار، سواء كانت لذكر أم أنثى، أو العمر التقريبي لصاحب الأثر، من خلال عمق الأثر وطوله عبر قياسات دقيقة وعلمية، خاصة في المناطق الأمنية العازلة خوفا من عمليات الاقتحام.
كما يتلقى العناصر تدريبات على تمييز الأثار البشرية وآثار الحيوانات، فضلا عن التدقيق البصري بالآثار والشم، واستخدام أجهزة الرؤية الليلية.
ومؤخرا دمجت بأعمال الكتيبة وسائل تكنولوجية متطورة مثل الطائرات المسيرة، لكن الاعتماد الأساس يبقى على الجانب الحسي والتعامل المباشر مع الآثار المشكوك فيها.
أول الخاسرين
تعرضت الكتيبة إلى خسائر كبيرة في صفوف أفرادها، خاصة مع الانتفاضة الثانية، حيث وضعهم الاحتلال في مقدمة المواجهة مع الفلسطينيين الذين نفذوا العديد من العمليات، في منطقة السياج الفاصل مع قطاع غزة، وأبقى الجنود اليهود في الصفوف الخلفية.
وعقب عام 2000، قتل الكثير من أفراد كتيبة قصاصي الأثر البدوية، خلال اقتحام المقاومين للسياج الفاصل، والتسلل للمناطق المحتلة لتنفيذ العمليات، كما كان لهم دور في قتل المقاومين خلال الاشتباكات، والبحث عن الأنفاق في المناطق المجاورة للأراضي المحتلة.
كما ساهم أفراد الكتيبة، في تتبع الأنفاق التي جرى حفرها بين قطاع غزة ومصر، على امتداد محور فيلادلفيا، خلال الانتفاضة الثانية، وقبل انسحاب الاحتلال من القطاع، ومن أشهر خسائرها، مقتل 5 من الجنود البدو، في عملية أنفاق الجحيم التي نفذها المقاومة، على معبر رفح.
وكان من أبرز خسائر هذه الكتيبة، انتحار الرقيب أول، محمد الهيب، الذي أصيب بأعراض ما بعد الصدمة، جراء مشاركته في العدوان على قطاع غزة، وتدهور حالته النفسية.
وأقدم الهيب على الانتحار، بعد محاولة دفع جنود الاحتلال لإطلاق النار عليه، على السياج الفاصل مع القطاع، بعد أن وصل وصرخ بهم الله أكبر، لكن الجنود من كتيبة نيتساح يهودا، أطلقوا النار على قدميه، وبعد تلقيه العلاج بأسابيع، توجه مجددا إلى السياج الفاصل مع القطاع وأطلق النار على نفسه وقتل على الفور.
وخلال العدوان الحالي على قطاع غزة، ورغم امتلاك الاحتلال، وحدات متخصصة بالبحث عن الأنفاق، إلا أنه واصل تقديم أفراد الكتيبة البدوية، للبحث عن أدلة على وجود مقاومين أو تحركات أو فتحات أنفاق، داخل القطاع، وهو ما أوقعهم في الكمائن التي نصبت في الأنفاق، وقتل عدد منهم في الفترة التي سبقت وقف إطلاق النار الأخير بالقطاع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال غزة غزة قتلى الاحتلال المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بجیش الاحتلال قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بن غفير يقود اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى في عيد العرش
قاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، اليوم الأربعاء، اقتحام المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى المبارك، في مدينة القدس المحتلة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، حسبما أفادت القناة 12 الإسرائيلية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية، أن المستوطنين بقيادة بن غفير اقتحموا باحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية، تزامنا مع ثاني أيام عيد العرش.
وحمل المستوطنون القرابين النباتية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، ضمن طقوسهم الدينية لإحياء عيد العرش.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلى وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أسيرا محررا من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، بعد أن داهمت منزله، كما اقتحمت بلدة الخضر جنوبا وقرية الشواورة شرقا، كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابا من قرية بيت عور التحتا غرب رام الله.
وفي الخليل، أصيب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي الحي قرب جدار الفصل العنصري المقام على أراضي الفلسطينيين ببلدة ترقوميا غرب الخليل جنوب الضفة الغربية، نقل على أثرها إلى المستشفى.
قوات الاحتلال تغلق الحرم الإبراهيمي أمام الفلسطينيين بالتزامن مع الأعياد اليهودية
أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء، الحرم الإبراهيمي الشريف أمام الفلسطينيين حتى يوم غد الخميس، بحجة الاحتفال بالأعياد اليهودية بالحرم وساحاته، وشددت من إجراءاتها العسكرية وأغلقت جميع الحواجز العسكرية والبوابات الإلكترونية المؤدية للحرم لتأمينهم.
وكثفت قوات الاحتلال وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، من تواجدها على كافة المداخل المؤدية إلى الحرم لتأمين وصول المستعمرين إلى مدينة الخليل والمناطق الأثرية بذريعة الاحتفال بالأعياد اليهودية، وأغلقت بعض الأسواق في البلدة القديمة.
واستنكر مدير أوقاف الخليل أمجد كرجة، إغلاق الحرم الإبراهيمي بزعم تأمين احتفال المستعمرين بعيد العرش اليهودي، معتبرا ذلك تعديا سافرا على حرمته واعتداء استفزازيا على حق المسلمين في الوصول إلى أماكن العبادة الخاصة بهم.
وفرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي منع التجول لليوم الثالث على التوالي على أحياء جابر والسلايمة وغيث وواد الحصين المحاذية لمستعمرة "كريات أربع" المقامة على أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم شرق مدينة الخليل، ومنعت طلاب المدارس من الوصول إلى مدارسهم، وشددت من إجراءاتها العسكرية في حي تل الرميدة وشارع الشهداء وجبل الرحمة.