كيت ميدلتون تظهر بأكبر تاج في مسيرتها الملكية
تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT
أبهرت كيت ميدلتون الحضور عندما ظهرت بتاج هو الأكبر في حياتها الملكية خلال مأدبة الدولة التي أقيمت في قلعة وندسور مساء الأربعاء 3 ديسمبر.
وجاء ظهورها اللافت ضمن الاحتفال الرسمي الذي نُظم تكريمًا للزيارة التي قام بها الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى المملكة المتحدة.
حضور ملكي يعكس أهمية المناسبةشاركت أميرة ويلز في الأمسية برفقة الأمير ويليام والملك تشارلز والملكة كاميلا وعدد من كبار أفراد العائلة المالكة.
وحضرت المناسبة وفق قواعد ربطة العنق البيضاء التي تفرض أجواءً ملكية صارمة تعكس أهمية الحدث.
واعتُبر الظهور محطة بارزة لكيت، التي ارتدت للمرة الأولى تاج الملكة فيكتوريا الدائري الشرقي.
أناقة لافتة تجمع بين التاريخ والفخامةاختارت كيت فستانًا أزرق لامعًا من تصميم جيني باكهام ليشكل تناغمًا مثاليًا مع التاج المتوهج.
وزادت من فخامة الإطلالة بارتداء أقراط تعود للملكة الراحلة إليزابيث الثانية إضافة إلى وشاح ونجمة وسام العصر الفيكتوري الملكي ووسام العائلة المالكة.
وظهر التاج، الذي صيغ لأول مرة عام 1853 بأمر من الأمير ألبرت لزوجته الملكة فيكتوريا، بمظهره التاريخي المميز المحتوي على 2600 ماسة.
وشهد التاج لاحقًا تعديلًا مهمًا عندما استبدلت الملكة ألكسندرا أحجار الأوبال الأصلية بياقوت فاخر.
إرث ملكي يمر عبر الأجيالأعاد ظهور كيت بهذا التاج تسليط الضوء على تاريخ قطعة مجوهرات ملكية ارتدتها عدة شخصيات بارزة، بما في ذلك الملكة فيكتوريا والملكة الأم والملكة إليزابيث الثانية. وبرزت أميرة ويلز كأحدث من حمل هذا الإرث، لتضيف إلى سجلها مجموعة جديدة من اللحظات الملكية البارزة.
مسيرة تيجان متنامية في حياة الأميرةواصلت كيت تعزيز حضورها الملكي من خلال ارتداء خمسة تيجان مختلفة منذ انضمامها للعائلة المالكة.
وظهرت بتلك التيجان في مناسبات رسمية كبرى شملت ولائم الدولة وحفلات الاستقبال الدبلوماسية وبعض حفلات الزفاف الملكية.
ويعد التاج الجديد الأكبر حجمًا والأكثر فخامة من بين القطع التي ارتدتها حتى الآن، ما جعله يمنح إطلالتها الأخيرة طابعًا احتفاليًا لافتًا.
احتفال ملكي يبرز مكانة أميرة ويلزجاء الظهور الأخير ليؤكد المكانة المتنامية لكيت ميدلتون داخل العائلة المالكة، حيث باتت إطلالاتها تحمل رسائل رمزية تعكس ثقة المؤسسة الملكية بها ودورها المتقدم كملكة مستقبلية.
وشهدت الأمسية توهجًا خاصًا أضافته الأميرة عبر حضورها الهادئ وأناقتها المحكمة واختيارها لقطعة تاريخية تحمل إرثًا طويلًا من المجد الملكي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كيت الملكة كاميلا الملك تشارلز
إقرأ أيضاً:
(بيت أبو عبد الله).. مسرح ما بعد الدراما
منذ سنوات بعيدة سمعت عن مسرحي شاب، تنتمي أعماله إلى مسرح مغاير، يعتمد على الصورة، والتعبير الحركي أكثر من اعتماده على الحوار، والسرد الدرامي، وصنع صدمة للمتلقي، في الفكر، والمشاهد البصرية، اسم هذا المسرحي هو (أنس عبدالصمد)،
ولم تتح الفرصة لمشاهدة عمل له على خشبة المسرح، فمثل هذه العروض لا نشاهدها إلّا في المهرجانات، وجاء مهرجان الدن المسرحي الدولي ليوفّر لنا فرصة مشاهدة عرض (بيت أبو عبد الله)، الذي هو من إنتاج دائرة السينما والمسرح -الفرقة الوطنية للتمثيل في العراق.
وكانت الرغبة تدعوني لمشاهدة عرض للمخرج (أنس عبد الصمد)، كونها تعتمد على لغة الجسد، غير المنطوقة، التي تحمل فكرة، تمييزا لها عن أداء الحركة في الألعاب الرياضية، كما يؤكّد في أحاديثه، ومن هنا، فجسد الممثل بكلّ تعبيراته هو ركيزة أساسية، باعتبار حركة الجسد لغة عالمية تمكّن فريق العرض من التواصل مع العالم، خصوصا أنّ أفكار عروضه تخاطب الوجدان الإنساني، وتناقش قضاياه،
كما شاهدنا في عرض (بيت أبو عبد الله)، عندما حذّر من المصير الذي سيؤول إليه المجتمع الإنساني، فيما لو استمرّ الحال على ما هو عليه، ولم يكتف بالجسد كأداة تعبيرية، فقد أولى الجانب البصري مساحة واسعة من خلال الاشتغال على سينوغرافيا تماهت مع فكرة العرض، بالاستفادة من التطور التكنولوجي، فقدّم المخرج (أنس عبدالصمد) في(بيت أبو عبدالله) عرضا ينتمي للميتا مسرح نحو (مسرح ما بعد المسرح)، ووفق هذا المسعى، يمضي إلى ما هو أبعد بحثا عن أشكال تعبيرية جديدة، من خلال عدة تقنيات من بينها : الاشتغال على مسرح داخل مسرح وتوظيف الشاشة، وتداخل الفنون، ففي العرض بُعد سينمائي وتكوينات بصرية تتناغم مع حركة الجسد، شغلت المساحة الأمامية للمسرح وهي: مائدة طعام عليها جبنة تفتح الشهية للفئران، ومقعد "تواليت" ودلالته، وكيس الملاكمة الذي يرمز للعنف مع الآخر ومع النفس، والكراسي، والصحيفة، التي يقرأها سكان البيت وهم يجلسون على مقعد "التواليت"،
والكتاب الذي يرمى بعنف، وتمزق صفحاته، واللاب توب الموضوع على منضدة الطعام، والوسائد والمايكروفون، وكلها مفردات تشكّل مدخلا لفكرة تصل للمتلقي من خلال الاشتغال على شعرية الميتا مسرح، وهي كما يقول الباحث حسن يوسفي في بحثه (المسرح في المرايا) :" شكل درامي يترجم رؤية للعالم تقوم على تنسيب القيم التي يخلقها الإنسان وفق ما تمليه الشروط المحيطة به، لذا فإن القيم المطلقة التي تقوم عليها التراجيديا تصبح غير صالحة في عالم متغير يخلق أشكالا جديدة للتعبير عن نفسه".
وتدور فكرة العرض التي شكّلها (أنس عبدالصمد) كونه كاتبه أيضا، حول الضغوطات النفسيّة التي تواجه الإنسان، وتبدأ بمحاصرة الجدران لأفراد العائلة، التي تحاصرها العزلة، والضوضاء التي تصمّ السمع، وما تسبّبه لها من إرهاق، وزاد من ذلك انعدام الحوار بين أفراد العائلة،
فتتسلّل الفئران دون أن يشعروا بذلك، يتقدمهم الفأر الكبير الذي تسلّق جدران العائلة الهش، والتهم الجبنة الموضوعة على مائدة الطعام، على مرأى من العين الكبيرة التي تظهر على الشاشة في خلفيّة المسرح، وغضّت النظر عن ذلك، فزحفت الجدران لتضيق على أفراد العائلة، التي نجحت في الخروج منها، ويأتي الطبيب، ليعالج الأوضاع، فيعود النشاط لأفراد العائلة، لكنهم يظلوا يسكنون إطار عزلتهم، حتى ينطلق صوت رصاص ليضع نهاية لأفراد العائلة، وللمرة الثانية ينهضون ليواصلوا رحلة (سيزيف) حتى يتداعى البيت بعد أن شنت الفئران هجومها ليمتلئ المسرح بها وهي تزحف، ضوئيا، على الوجوه، والجدران، والأجساد،
فالمخاطر التي تحيط بالكوكب استشعرتها الفئران، فهربت بحثا عن الخلاص، لينطلق الصوت الأخير ضمن موّال حزين، كل هذه الأفكار ناقشها العرض الذي فاز بأكثر من جائزة، من بينها جائزة أفضل عرض متكامل في أيام قرطاج المسرحية، وجائزة أفضل إخراج وأفضل سينوغرافيا، كما رُشحت لأفضل عمل متكامل في مهرجان بغداد الدولي للمسرح، كما رُشحت الفنانة ثريا بوغانمي لجائزة أفضل ممثلة في المهرجان نفسه.
ولأن هذا النوع من المسرح يحتاج إلى اللياقة وتعبيرات الوجه وسيمياء الجسد، فقد أبدع فريق العمل في الأداء وخصوصا: ماجد درندش، ثريا بوغانمي، أنس عبدالصمد، د. محمد عمر، وتعاضد هذا مع الإضاءة التي صمّمها د. علي السوداني- الذي قَدِم من تونس حاملا معه جائزة أفضل سينوغرافيا مسرحية (الجدار) للدكتور سنان العزّاوي- فأبدع في ذلك، وجعل إحساسنا مضاعفا بزحف الفئران، رغم أنّ بيئة العرض لم تخدمه، كونه جرى تقديمه في خيمة، فواجه صعوبة في تطويع فضاء العرض، لصالح مفرداته البصريّة، خصوصا في تحريك الجدران، التي كان لها دور حيوي ودلالي في العرض، لكنّ (د. علي السوداني) عمل بالممكن، فنجح في إيصال فكرة عرض بصري يشير إلى تفاقم المخاطر التي يواجهها الإنسان في كل مكان، ليتجاوز محلّيّته، ويعبر إلى الفضاء الإنساني، ليبعث المخرج من خلال بيت يرمز لكوكب يواجه ساكنوه مخاطر جمّة، رسالة تحذيرية للعالم
بأسره.