في يوم التطوع العالمي، قدّم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية رسالة تتخطى التذكير التقليدي بفضائل العمل الخيري، لتعيد وضع الإنسان الضعيف في قلب القضية، وتُظهر أن خدمة المحتاج ليست مجرد «عمل اجتماعي»، بل مشروع إنساني وروحي قادر على تغيير مصائر كاملة.

أكد المركز عبر صفحته الرسمية أن «يدًا تمتد لمحتاج قد تفتح له باب حياة جديدة»، في إشارة واضحة إلى أن التطوع ليس مساعدة عابرة بل فعل قد يصنع مستقبلًا مختلفًا لشخص ما لا يملك من الدنيا سندًا.

 

لماذا منح النبي هذه المنزلة لخادم الضعفاء؟العطاء ليس صدقة فحسب.. بل معركة ضد القسوة

استعاد المركز حديث رسول الله ﷺ:«الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله» وهو حديث متفق عليه في الصحاح.

هذه المقارنة غير المعتادة بين العمل الاجتماعي والجهاد تحمل دلالة عميقة: النبي ﷺ لم يشبّه الساعي على الضعفاء بالمجاهد عبثًا، بل لأن هذا العطاء يواجه ما هو أخطر من الأعداء الظاهرين: الوحدة، العجز، اليأس، الفقر، وانكسار الروح.

 

حين توقفت العبادة لتبدأ الرحمةقصة تكشف كيف ينقذ التواصل إنسانًا من الغرق في ألمه

في تصريح للدكتور  أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء سابقًا، يسرد موقفًا إنسانيًا نادرًا لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يوضح جوهر الدين في أبهى صورة.

دخل ابن عباس المسجد، فوجد رجلًا محزونًا منكسر النفس. لم ينتظر أن يطلب الرجل العون، بل اقترب منه وسأله عن حاله، ثم عرض عليه المساعدة والسعي في حاجته.

وعندما ذكره الرجل بأنه في اعتكاف، أجابه ابن عباس:«ما نسيت، ولكن سمعت من صاحب هذا القبر أنه قال:من مشى في حاجة أخيه حتى يبلغها كان كاعتكافه في مسجدي هذا عشر سنين».

القصة تطرح زاوية مختلفة تمامًا: العبادة التي لا تحرك قلب الإنسان نحو أخيه لا تكتمل، والاعتكاف الذي يُعلّق من أجل إنقاذ روح مكسورة هو اعتكاف أعمق في معناه، وأقرب إلى الله في أثره.


تجربة روحية يلجأ إليها البسطاء والمكروبون

في السياق نفسه، تطرق فقهاء الأزهر إلى التوسل بالنبي ﷺ باعتباره أحد وجوه الرجاء المشروع.

يقول الجوهري في "الصحاح": الوسيلة هي ما يُتقرّب به.

أما القاموس فيصفها بأنها: «الدرجة والمنزلة والقُربة».

دار الإفتاء المصرية، في فتواها، أوضحت أن التوسل بالنبي من أعظم القربات، وأنه ليس بدعة، مستندة إلى ما نص عليه القرآن الكريم في الحث على طلب الوسيلة إلى الله.

ويؤكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى: التوسل بالنبي ﷺ من أقرب الطاعات وأوسع أبواب الرجاء لمن ضاقت بهم السبل.
 

"تولى الإفتاء 10 سنوات".. سيرة الدكتور محمد سيد طنطاوي الإفتاء تؤكِّد: «البشعة» ممارسة محرَّمة ومُنافية لمقاصد الشريعة في صيانة الكرامة الإنسانية كيف تظهر المرأة أمام زوج أختها.. الإفتاء توضح حكم رهن الأسهم للحصول على قرض.. الإفتاء توضح إدارة التوفيق والمصالحات.. الإفتاء 130 عامًا من خدمة المجتمع وحل النزاعات نصاب وشروط زكاة المال بالعملة المصرية… ماذا تقول دار الإفتاء؟ الإفتاء توضح حكم صلاة الفريضة على كرسي أكاديمية الأزهر العالمية تنظم زيارة للأئمة والدعاة الوافدين إلى دار الإفتاء المصرية

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: يوم التطوع العالمي الأزهر النبي التطوع التوسل القسوة

إقرأ أيضاً:

هل ذهب الزينة غير المستعمل عليه زكاة؟ الإفتاء تجيب

ورد إلى  دار الإفتاء المصرية سؤال من إحدى السيدات تستفسر فيه عن حكم الزكاة في ذهبها الذي كانت تتزين به قديمًا، لكنها اليوم لا تستعمله بسبب التقدم في السن، مؤكدة أن هذا الذهب بلغ النصاب، وتتساءل: هل تجب فيه الزكاة رغم عدم استخدامه؟

وفي رد تفصيلي، أكد عدد من أمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن ذهب المرأة المخصص للتزين الشخصي لا تجب فيه الزكاة، سواء تم استخدامه فعليًا أو لم يعد يُستعمل، طالما أنه ليس معدًا للتجارة أو الادخار.

وأوضح الشيخ عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن المعتمد في الفتوى أن الذهب الذي جرت العادة على لبسه للزينة لا زكاة فيه مطلقًا، حتى وإن توقفت المرأة عن ارتدائه لأي سبب، مثل التقدم في العمر أو عدم الحاجة للزينة، ما دام قد اشتري أصلاً بقصد التحلي، لا بقصد الادخار أو الاستثمار.

وبيّن العجمي خلال ظهوره في فيديو نشرته دار الإفتاء على قناتها الرسمية، أن هذا الرأي هو ما استقر عليه العمل في الدار، وأن جمهور الفقهاء ذهبوا إلى المعنى نفسه، معتبرين أن حُلي المرأة المباح والمخصص للاستعمال لا يدخل في الأموال التي يجب فيها إخراج الزكاة.

رقية شرعية لعلاج الحسد .. اقرأها على ماء واشربه في الصباحاختتام مولد السيدة نفيسة بالليلة الكبيرة غداً.. تعرف على قصتها وسر حب المصريين لهاالموقف الشرعي لمن نسي غسل أحد الأعضاء في الوضوء وتذكر بعد انتهاء الصلاةدعاء المطر .. سنة نبوية مستحبة وأوقات إجابة لا تترك فضلها

كما أكد الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن مذهب الشافعية هو الأرجح في هذه المسألة، إذ يرون أنه لا زكاة في الحُلي الذي تقتنيه المرأة بغرض الزينة فقط، لافتًا إلى أن الذهب إذا كان معدًا للادخار، أو اشتري بنية حفظ المال، فإن حكمه يختلف ويصبح مالًا ناميًا تجب فيه الزكاة بنسبة 2.5% إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول.

وأضاف عبد السميع أن تحديد النية أمر جوهري في الحكم؛ فالمرأة التي تشتري ذهبًا فقط للزينة لا تُطالب بزكاته، بينما المرأة التي تشتري الذهب ليكون وعاءً ادخاريًا يجب عليها إخراج زكاته مثل أي مال مدخر، مبينًا أن النصاب الشرعي للذهب هو 85 جرامًا، وعند بلوغه تتحدد الزكاة المفروضة.

وفي السياق نفسه، أوضح الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى، أن السبب الشرعي لعدم فرض الزكاة على ذهب الزينة هو أن الزكاة لا تجب إلا على الأموال القابلة للنماء والزيادة، بينما الحلي المستخدم في التزين لا يُعد مالًا ناميًا.

 وأضاف أن الجمع بين نية التحلي والادخار في آن واحد لا يغيّر الحكم، لأن وجود نية الزينة يبطل معنى النماء، فلا تجب فيه الزكاة أيضًا.

وبذلك تؤكد دار الإفتاء المصرية أن ذهب المرأة الذي جرى شراؤه للتزين، سواء استُخدم أو بقي محفوظًا دون استعمال، لا تجب فيه الزكاة ما دام لم يُقصد به الادخار أو الاستثمار، وهذا هو القول الراجح والمعتمد في الفتوى.

طباعة شارك زكاة الذهب ذهب الزينة دار الإفتاء نصاب الزكاة الادخار بالذهب زكاة ذهب الزينة

مقالات مشابهة

  • الأردن يبرز دوره الريادي في العمل التطوعي بمناسبة اليوم العالمي للتطوع
  • افتتاحات جديدة تمتد من البحيرة لأسوان.. و«الأوقاف» تعلن حصادًا ضخمًا من المشروعات
  • "الكشافة السعودية": التطوع ليس نشاطًا موسميًا بل ثقافة حياة ومسؤولية وطنية
  • عالم أزهري: الرحمة جوهر العقلية المحمدية والاقتداء بالنبي يمتد للمعاملات اليومية
  • أزهري: العقلية المحمدية نموذج شامل للحياة والاقتداء بالنبي يشمل العبادات والمعاملات
  • الأزهر للفتوى يوضح منزلة وثواب من يخدم الضعفاء ويرعى المحتاجين
  • حزب الله غير متحمّس لتعزيز مستوى التفاوض: مرحلة جديدة عليه التكيف معها
  • الإفتاء: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نورٌ بإجماع المسلمين
  • هل ذهب الزينة غير المستعمل عليه زكاة؟ الإفتاء تجيب