أوبريت ينابيع الأصالة يجسّد مسيرة الدولة البوسعيدية ويعزّز مكانة محافظة الداخلية الثقافية والسياحية

أحيت محافظة الداخلية مناسبة اليوم الوطني العماني من خلال تقديم العمل الوطني الفني " أوبريت ينابيع الأصالة" الذي احتضنه المسرح المفتوح بقلعة نزوى، جاء في قالب بصري ومسرحي توثيقي يستعيد مسيرة الدولة البوسعيدية، ويبرز العمق التاريخي لولايات محافظة الداخلية ودورها في تشكيل الهوية العُمانية عبر العصور، وذلك من خلال إنتاج فني متكامل يوظّف الدراما والضوء والصوت وفق رؤية حديثة، أقيمت الأمسية تحت رعاية صاحب السمو السيد فهر بن فاتك آل سعيد، وبحضور سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الداخلية، وأصحاب السعادة الولاة، وأعضاء مجلس الشورى والمجلس البلدي ومديري العموم.

واستعرض العمل، بأسلوب فني رصين، مسيرة الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي مؤسس الدولة، مرورًا بالسلطان سعيد بن سلطان وما شهده عهده من قوة بحرية وتوسع اقتصادي، وصولا إلى النهضة الحديثة في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد –طيب الله ثراه– وما تبعها من مسار تنموي متجدد بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه–. وقد نسج الأوبريت سردًا متدرجًا يعرض محطات تاريخية متعاقبة تظهر حكمة القيادة، وتماسك الدولة، ورسوخ الشخصية العُمانية في صناعة المجد والبناء.

واعتمد الأوبريت على توظيف الحركة المسرحية، ومؤثرات الإضاءة، والصوتيات التفاعلية التي حوّلت جدران قلعة نزوى إلى شاشة نابضة تستعيد أمجاد التاريخ، إلى جانب تقديم مساحة واضحة لتجسيد دور المرأة العُمانية التاريخي من خلال شخصية السيدة ثريا بنت محمد بن عزان البوسعيدية، إبرازا لإسهامات المرأة في البناء والمعرفة والخير.

وأكد أحمد بن سالم التوبي مدير عام الشؤون المالية والإدارية بمحافظة الداخلية أن تنظيم الأوبريت يأتي ضمن نهج المحافظة في إبراز تاريخها الحضاري المتجذر وتعزيز مكانتها الثقافية والسياحية على مستوى الوطن. وقال: إن أوبريت ينابيع الأصالة يعكس اهتمام محافظة الداخلية بتقديم أعمال وطنية نوعية تبرز الهوية العُمانية وتحتفي بإرث الدولة البوسعيدية. وقد حرصت المحافظة على تنفيذ عمل يجمع الدقة التاريخية والعمق الفني، ويُسهم في رفع الوعي بالمعالم الثقافية والتراثية للمحافظة، بما يتوافق مع مستهدفات «رؤية عمان 2040».

وأضاف التوبي أن الأوبريت يمثل نافذة لإبراز المكانة التاريخية لقلعة نزوى ودورها العلمي والديني، موضحًا أن تحويل القلعة إلى منصة عرض حية يعزز من قيمة المكان ويمنحه حضورا بصريا يرسخ الرسالة الوطنية للعمل.

من جانبه أوضح هلال بن سالم الهلالي مدير عام شركة فنون للإعلام والإنتاج الفني –الجهة المنفذة للأوبريت– أن العمل جاء ثمرة إعداد درامي وبصري يستند إلى دراسة تاريخية متعمقة ورؤية إخراجية حديثة، وقال إن الشركة حرصت على تقديم عمل فني يليق بتاريخ الدولة البوسعيدية، ويجمع بين جماليات الصورة والمسرح والرواية، عبر توظيف الضوء والحركة والموسيقى لتحقيق تجربة بصرية تحاكي الماضي بأسلوب معاصر. وقد شارك في الأوبريت نخبة من المواهب العُمانية الشابة، مما يعكس التوجه نحو تمكين الطاقات الوطنية في مجال الإنتاج الفني.

من جانبه أشار ماجد بن عبدالله الهطالي رئيس قسم الإعلام بمكتب محافظ الداخلية إلى أن الأوبريت جرى توثيقه ويجري حاليا إنتاجه بصيغة فنية قابلة للعرض في المهرجانات الوطنية والمنصات التلفزيونية، ليكون منتجا ثقافيا مستداما يعزز السياحة الثقافية ويُظهر الغنى التاريخي لمحافظة الداخلية.

ويأتي العمل الفني ضمن جهود محافظة الداخلية في تعزيز الحراك الثقافي والفني، وترسيخ حضور الهوية الوطنية في الفضاء العام، والتعريف بالمواقع التراثية العريقة التي تحتضنها ولايات المحافظة. كما يمثل الأوبريت إضافة نوعية لرصيد الأعمال الوطنية التي تستحضر التاريخ وتقدّمه للأجيال بأسلوب حديث ومؤثر.

المصدر: لجريدة عمان