يشهد الصومال في الآونة الأخيرة سلسلة من التطورات المتسارعة على المستويين الأمني والسياسي، تتراوح بين تحركات انتخابية غير مسبوقة وتوترات عسكرية في مناطق النزاع، إلى جانب ضربات أمنية تستهدف الجماعات المتطرفة، ما يعكس تعقيد المشهد العام في البلاد التي تكافح منذ عقود لاستعادة الاستقرار.

 


توسيع عملية تسجيل الناخبين في مقديشو: لحظة تاريخية

في خطوة وصفت بـ "التاريخية"، توسعت اليوم عملية تسجيل الناخبين لتشمل ثلاث مديريات جديدة في العاصمة مقديشو، هي: حمروين، شيبس، وبونطيري، لتنضم إلى مديرية شنغاني التي شهدت انطلاق العملية خلال الأيام الماضية.


وتوافد المواطنون بأعداد كبيرة إلى مراكز التسجيل وسط أجواء من التفاؤل والأمل، إذ تُجرى هذه الانتخابات بنظام الاقتراع المباشر للمرة الأولى منذ أكثر من خمسين عامًا.

وتُعد هذه العملية إحدى الركائز الأساسية في مسار التحول الديمقراطي، وتأكيدًا على التزام الحكومة الفيدرالية باستكمال العملية السياسية رغم التحديات الأمنية.

 


هجوم لحركة الشباب على مركز شرطة في جنوب مقديشو

 

بالتزامن مع هذه الأجواء، دوى انفجار قوي في منطقة عيلشابيها جنوب العاصمة، أعقبه إطلاق نار كثيف، ما أثار ذعر السكان.
وأفادت مصادر أمنية أن حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة شنت هجومًا على مركز للشرطة، قبل أن تتصدى له قوات الأمن الصومالية، في أحدث تصعيد ضمن سلسلة الهجمات التي تنفذها الجماعة في المناطق الحضرية.

 


بونتلاند توجه ضربة موجعة لداعش في توچ ميرالي

وفي شمال شرق البلاد، أعلنت قوات الدراويش التابعة لولاية بونتلاند عن نجاحها في إحباط هجوم شنه تنظيم داعش على موقع عسكري بمنطقة توچ ميرالي في جبال محافظة بري، وأسفر الهجوم عن مقتل جميع العناصر المهاجمة، بينهم مقاتلون أجانب، حسب ما أفاد به ضباط ميدانيون.

وتأتي هذه العملية في سياق حملة عسكرية شاملة أطلقتها بونتلاند لتطهير المناطق الجبلية من بقايا التنظيمات الإرهابية، مما يعكس جهوزية عالية للقوات المحلية في مواجهة التهديدات المستمرة.

 


توتر متصاعد في مناطق صول وسناڠ وعين بين صوماليلاند وخاتمو

في المقابل، تشهد محافظة سناڠ توترًا متجددًا بعد اشتباكات دامية اندلعت بين قوات إدارة صوماليلاند الانفصالية وقوات ولاية خاتمو المدعومة من الحكومة الفيدرالية.
واتهمت صوماليلاند، في بيان رسمي، رئيس الوزراء حمزة عبدي بري بتأجيج الصراع عقب زيارته إلى مدينة لاسعانود، بينما أكدت ولاية خاتمو أن قوات صوماليلاند اعتدت على مجتمعات رعوية في منطقة ذوُماداري.

ويأتي هذا التوتر استمرارًا للصراع الذي اندلع عام 2023 في المدينة، حين تمكنت قوات خاتمو من بسط سيطرتها بعد انسحاب صوماليلاند، مما أضاف بُعدًا جيوسياسيًا جديدًا للأزمة في الإقليم.

 

ضربة جوية أمريكية تستهدف شحنة أسلحة لحركة الشباب

وفي سياق الحرب الدولية على الإرهاب، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (AFRICOM) عن تنفيذ غارة جوية ناجحة بالتنسيق مع الحكومة الصومالية، استهدفت زورقين محملين بأسلحة متطورة لحركة الشباب.

وأكد البيان الرسمي أن الغارة نُفذت بدقة عالية وأسفرت عن تدمير الأسلحة وقتل جميع من كانوا على متن الزورقين دون وقوع أي خسائر مدنية، في خطوة تعكس تصاعد التنسيق الأمني بين واشنطن ومقديشو.

 


حركة الشباب تسيطر على بلدة أدن يبال وتنشر فيديوهات استيلاء على عتاد حكومي

وفي تطور مثير للقلق، أعلنت حركة الشباب عن سيطرتها على بلدة أدن يبال في منطقة شبيلي الوسطى، ونشرت مقاطع فيديو تُظهر استيلاءها على مركبات عسكرية وأسلحة تابعة للقوات الحكومية، ما يعكس حجم التحديات الأمنية التي تواجهها الحكومة في سعيها لبسط الاستقرار.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الصومال الانتخابات الصومالية مقديشو حركة الشباب داعش بونتلاند صوماليلاند صول عين لاسعانود الهجمات الارهابية الأمن في الصومال الغارات الامريكية النزاع في الصومال الاستقرار السياسي العملية الانتخابية شبيلي الوسطى تنظيم القاعدة القوات الصومالية التحول الديمقراطي التطورات الأمنية

إقرأ أيضاً:

العراق بين خطأ إداري وضغط سياسي: أزمة التصنيف تعود بصيغتها القانونية والسياسية

9 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: تبلور الموقف الرسمي بشكل أوضح مع تسريب وثيقة حكومية رسمية تؤكد حذف الفقرتين 18 و19 من قرار تصنيف المنظمات الإرهابية، وهما الفقرتان المتعلقتان بحزب الله اللبناني وجماعة أنصار الله اليمنية، بعد أيام من الجدل السياسي الذي أثاره نشر القرار في جريدة الوقائع العراقية وما تبعه من ردود فعل غاضبة لدى قوى وفصائل نافذة.

ومن جانب آخر كشفت الوثيقة، الصادرة عن لجنة تجميد أموال الإرهابيين المرتبطة بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، أن التسلسلات 18 و19 الواردة في القائمة الأصلية لم تكن مشمولة فعلياً بأحكام القرار بسبب نقص وعدم مطابقة البيانات الخاصة بارتباطها بملف تجميد الأموال، وهو ما اعتُبر تبريراً إدارياً لحذفها من النسخة المعدّلة للقرار.

وتواصل صدور المواقف مع تأكيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن ما جرى كان نتيجة خطأ إداري غير مقصود، مشدداً على فتح تحقيق مع الجهات التي تسببت بإدراج تلك البنود. غير أن هذا التوضيح لم يوقف حملة الانتقادات، إذ مضت فصائل مسلحة وشخصيات سياسية في اتهام الحكومة بالرضوخ لضغوط خارجية، معتبرة أن ما حدث ليس مجرد خطأ بل إشارة إلى تحولات غير معلنة في توازنات بغداد الإقليمية.

ومن جهة موازية عاد النقاش إلى تفاصيل القرار الأصلي الذي صنّف حزب الله في التسلسل التالي مباشرة لتنظيم داعش ضمن الصفحة 43 من القائمة، ثم أدرج جماعة الحوثيين في الصفحة 44 بالتهمة نفسها المتمثلة في المشاركة في ارتكاب فعل إرهابي، إلى جانب تنظيمات أخرى مثل أنصار الله في الفيليبين، والجماعة السلفية في المغرب، وسرايا القدس في سورية، وجيش إنقاذ الروهينغا، وجماعة الدولة في تشاد.

وارتفعت حدة التفاعل على المنصات مع تداول مغردين مقاطع احتجاجات خرجت في بغداد والبصرة والنجف، نظمتها فصائل مسلحة عدّت إدراج حزب الله والحوثيين إهانة لحلفاء إقليميين.

وتداول آخرون تدوينات تتساءل عن كيفية مرور قرار بهذه الحساسية عبر سلسلة الإجراءات الحكومية من دون تدقيق، بينما انتشرت وسوم تحذّر من انعكاسات هذا الخطأ على فرص حكومة السوداني في تثبيت موقعها داخل الائتلافات الداعمة لها.

وتعمقت القراءة القانونية للقرار مع تصريحات الخبير العراقي علي القيسي الذي قال إن المعالجة الحكومية جاءت متسقة مع القانون، موضحاً أن أي نص منشور في الوقائع العراقية لا يمكن إسقاطه إلا بقرار لاحق ينقضه بوضوح، وأن الوثيقة الجديدة تُعد عملياً إلغاءً للتصنيف السابق باعتباره غير مستوفٍ للشروط الفنية.

وتقاطعت هذه الرؤية مع تسريبات تؤكد أن مستشارين قانونيين في رئاسة الوزراء شددوا على ضرورة استصدار توضيح رسمي لتجنب آثار القرار على العلاقات الخارجية.

وفي المحصلة استمرت الأزمة باعتبارها اختباراً سياسياً حساساً لحكومة تواجه ضغوطاً متصاعدة، وسط توازنات إقليمية دقيقة ومشهد داخلي محتقن تعمّق بفعل الحساسية التي تحيط بأسماء الجماعات المصنّفة وتأثيرها على شارع يراقب هذه التطورات بكثير من الارتياب.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • تهديد بهدم قبر عزّ الدين القسّام.. ما الرسالة التي يسعى بن غفير إلى إيصالها؟
  • السامرائي وحسين يبحثان”حصص”الاستحقاق الانتخابي في الحكومة المقبلة
  • السامرائي وحسين يبحثات”حصص”الاستحقاق الانتخابي في الحكومة المقبلة
  • الشباب يتصدرون المشهد الانتخابي بمدرسة محمود كريم بالجيزة.. شاهد
  • القوات التايلاندية تطلق عملية بحرية – جوية واسعة قرب الحدود الكمبودية مع تصاعد التوتر
  • مصر والصين تبحثان تطورات الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر
  • تدشين الدورة التدريبية لمختصي الشباب بمديريات المحافظة:نائب وزير الشباب ومحافظ ذمار يناقشان الأوضاع الشبابية والرياضية بذمار
  • مندوب روسيا بالأمم المتحدة: نفضل تحقيق أهداف العملية الخاصة في أوكرانيا عبر الدبلوماسية
  • العراق بين خطأ إداري وضغط سياسي: أزمة التصنيف تعود بصيغتها القانونية والسياسية
  • النائب حسين العموش: الحكومة ذابحة الأردنيين