تصاعد الأوضاع الأمنية والسياسية في الصومال وسط تقدم لافت في المسار الانتخابي
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
يشهد الصومال في الآونة الأخيرة سلسلة من التطورات المتسارعة على المستويين الأمني والسياسي، تتراوح بين تحركات انتخابية غير مسبوقة وتوترات عسكرية في مناطق النزاع، إلى جانب ضربات أمنية تستهدف الجماعات المتطرفة، ما يعكس تعقيد المشهد العام في البلاد التي تكافح منذ عقود لاستعادة الاستقرار.
توسيع عملية تسجيل الناخبين في مقديشو: لحظة تاريخية
في خطوة وصفت بـ "التاريخية"، توسعت اليوم عملية تسجيل الناخبين لتشمل ثلاث مديريات جديدة في العاصمة مقديشو، هي: حمروين، شيبس، وبونطيري، لتنضم إلى مديرية شنغاني التي شهدت انطلاق العملية خلال الأيام الماضية.
وتوافد المواطنون بأعداد كبيرة إلى مراكز التسجيل وسط أجواء من التفاؤل والأمل، إذ تُجرى هذه الانتخابات بنظام الاقتراع المباشر للمرة الأولى منذ أكثر من خمسين عامًا.
وتُعد هذه العملية إحدى الركائز الأساسية في مسار التحول الديمقراطي، وتأكيدًا على التزام الحكومة الفيدرالية باستكمال العملية السياسية رغم التحديات الأمنية.
هجوم لحركة الشباب على مركز شرطة في جنوب مقديشو
بالتزامن مع هذه الأجواء، دوى انفجار قوي في منطقة عيلشابيها جنوب العاصمة، أعقبه إطلاق نار كثيف، ما أثار ذعر السكان.
وأفادت مصادر أمنية أن حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة شنت هجومًا على مركز للشرطة، قبل أن تتصدى له قوات الأمن الصومالية، في أحدث تصعيد ضمن سلسلة الهجمات التي تنفذها الجماعة في المناطق الحضرية.
بونتلاند توجه ضربة موجعة لداعش في توچ ميرالي
وفي شمال شرق البلاد، أعلنت قوات الدراويش التابعة لولاية بونتلاند عن نجاحها في إحباط هجوم شنه تنظيم داعش على موقع عسكري بمنطقة توچ ميرالي في جبال محافظة بري، وأسفر الهجوم عن مقتل جميع العناصر المهاجمة، بينهم مقاتلون أجانب، حسب ما أفاد به ضباط ميدانيون.
وتأتي هذه العملية في سياق حملة عسكرية شاملة أطلقتها بونتلاند لتطهير المناطق الجبلية من بقايا التنظيمات الإرهابية، مما يعكس جهوزية عالية للقوات المحلية في مواجهة التهديدات المستمرة.
توتر متصاعد في مناطق صول وسناڠ وعين بين صوماليلاند وخاتمو
في المقابل، تشهد محافظة سناڠ توترًا متجددًا بعد اشتباكات دامية اندلعت بين قوات إدارة صوماليلاند الانفصالية وقوات ولاية خاتمو المدعومة من الحكومة الفيدرالية.
واتهمت صوماليلاند، في بيان رسمي، رئيس الوزراء حمزة عبدي بري بتأجيج الصراع عقب زيارته إلى مدينة لاسعانود، بينما أكدت ولاية خاتمو أن قوات صوماليلاند اعتدت على مجتمعات رعوية في منطقة ذوُماداري.
ويأتي هذا التوتر استمرارًا للصراع الذي اندلع عام 2023 في المدينة، حين تمكنت قوات خاتمو من بسط سيطرتها بعد انسحاب صوماليلاند، مما أضاف بُعدًا جيوسياسيًا جديدًا للأزمة في الإقليم.
ضربة جوية أمريكية تستهدف شحنة أسلحة لحركة الشباب
وفي سياق الحرب الدولية على الإرهاب، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (AFRICOM) عن تنفيذ غارة جوية ناجحة بالتنسيق مع الحكومة الصومالية، استهدفت زورقين محملين بأسلحة متطورة لحركة الشباب.
وأكد البيان الرسمي أن الغارة نُفذت بدقة عالية وأسفرت عن تدمير الأسلحة وقتل جميع من كانوا على متن الزورقين دون وقوع أي خسائر مدنية، في خطوة تعكس تصاعد التنسيق الأمني بين واشنطن ومقديشو.
حركة الشباب تسيطر على بلدة أدن يبال وتنشر فيديوهات استيلاء على عتاد حكومي
وفي تطور مثير للقلق، أعلنت حركة الشباب عن سيطرتها على بلدة أدن يبال في منطقة شبيلي الوسطى، ونشرت مقاطع فيديو تُظهر استيلاءها على مركبات عسكرية وأسلحة تابعة للقوات الحكومية، ما يعكس حجم التحديات الأمنية التي تواجهها الحكومة في سعيها لبسط الاستقرار.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الصومال الانتخابات الصومالية مقديشو حركة الشباب داعش بونتلاند صوماليلاند صول عين لاسعانود الهجمات الارهابية الأمن في الصومال الغارات الامريكية النزاع في الصومال الاستقرار السياسي العملية الانتخابية شبيلي الوسطى تنظيم القاعدة القوات الصومالية التحول الديمقراطي التطورات الأمنية
إقرأ أيضاً:
تصاعد المعارك بين الجيش و الدعم السريع في دارفور وكردفان
تشهد محاور القتال في إقليمي دارفور وكردفان تصعيداً حاداً في المعارك بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة، و”قوات الدعم السريع” من جهة أخرى. وتتزامن هذه التطورات مع عودة القتال في مناطق كانت قد شهدت هدوءاً نسبياً.
الخرطوم ــ التغيير
أعلنت “قوات الدعم السريع”، بالتعاون مع “الحركة الشعبية لتحرير السودان” بقيادة عبد العزيز الحلو، سيطرتها على منطقة “أم دحاليب” الاستراتيجية بولاية جنوب كردفان. وتعد أم دحاليب، وهي رئاسة محلية “قدير”، نقطة وصل حيوية بين جنوب كردفان وحقول النفط في منطقة هجليج، كما تُعد مدخلاً لمدينة كادوقلي عاصمة الولاية، وتبعد نحو 70 كيلومتراً عن منطقة كاودا التي تسيطر عليها “الحركة الشعبية” منذ عام 2011.
وفي المقابل، لم يصدر تعليق رسمي من الجيش السوداني حول هذه التطورات. إلا أن تقارير متداولة عبر وسائط التواصل الاجتماعي الموالية للجيش أفادت بأن الجيش السوداني استرد بلدة أم دحاليب خلال ساعات، وألحق بـ”قوات الدعم السريع” و”الحركة الشعبية” خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وهو ما تنفيه “الدعم السريع” التي تؤكد استمرار سيطرتها على البلدة.
عودة القتال في غرب كردفان واستهداف الرهدعاد الاقتتال إلى مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان بعد هدوء دام لأكثر من عام. وذكرت تقارير صحفية أن “قوات الدعم السريع” شنت هجمات على المدينة مستهدفة “الفرقة 22” التابعة للجيش، الذي أعلن بدوره عن صد الهجوم. وأشار أنصار الجيش إلى مقتل العشرات من عناصر “الدعم السريع” خلال الهجوم على الفرقة في اليومين الأولين من عيد الأضحى.
وتوقفت المعارك سابقاً حول بابنوسة بموجب اتفاق أهلي، وبقيت المدينة تحت سيطرة الجيش. لكن “قوات الدعم السريع” اعتبرت تحركات الجيش باتجاه مدينة المجلد أواخر الشهر الماضي بمثابة خرق للاتفاق، حتى وإن تراجع الجيش إلى قواعده لاحقاً.
وفي ولاية شمال كردفان، استهدفت مسيرات تابعة لـ”الدعم السريع” مدينة الرهد صباح الأحد، في ثالث أيام عيد الأضحى.
غارات جوية في دارفورو في إقليم دارفور، أفادت مصادر بأن الجيش شن هجمات جوية عنيفة على مراكز تجمع “قوات الدعم السريع” حول مدن الفاشر ومليط بولاية شمال دارفور، مما أسفر عن خسائر كبيرة في العتاد والرجال. وسمع شهود عيان أصوات انفجارات قوية شمال غربي الفاشر.
وقد أفادت “لجان المقاومة” في الفاشر بأن المدينة “أضاءت بصورة غريبة” صباح الأحد، مع سماع انفجارات قوية، لكنها لم تحدد طبيعة الانفجارات أو حجم الأضرار. وتثير هذه الغارات تساؤلات حول ما إذا كان الطيران الحربي التابع للجيش قد استعاد قدراته القتالية بشكل كامل، بعد الخسائر التي ألحقتها به مسيرات “قوات الدعم السريع” في هجماتها على مطار “وادي سيدنا” العسكري وقاعدة “عثمان دقنة” الجوية.
حرب المسيّرات واستراتيجيات الحصار
تستخدم “قوات الدعم السريع” في عملياتها ضد المناطق العسكرية ومحطات الوقود والكهرباء مسيّرات صينية حديثة من طراز “CH-95″، بينما بدأ الجيش مؤخراً في استخدام المسيرات التركية من طراز “بيرقدار – TB2” في هجماته.
وتحاصر “قوات الدعم السريع” مدينة الأبيض من الاتجاهات الغربية والشمالية والشرقية، ولم يعد يربطها بباقي أنحاء البلاد سوى الطريق البري الرابط بينها وبين ولاية النيل الأبيض. وتفيد تحليلات صحفية بأن تهديدات “الدعم السريع” باجتياح الأبيض قد تكون تمويهاً للهدف الفعلي، وهو فرض حصار كلي على المدينة وقطع خط الإمداد المتبقي عنها، من خلال الاستيلاء على مدينتي الرهد وأم روابة، اللتين استردهما الجيش في فبراير الماضي. وقد هاجمت “قوات الدعم السريع” الأسبوع الماضي منطقة “الحقينة الجلابة” غرب الرهد، وشنت هجمات بمسيرات على مواقع للجيش وحلفائه في مدينة الرهد.
الوسومأم دحليب الجيش الحركة الشعبية الدعم السريع بابنوسة تجدد المعارك دارفور غرب كردفان