الجزيرة:
2025-08-14@00:17:07 GMT

أتمنى الموت صرخة بثينة من قلب خيمة في غزة

تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT

أتمنى الموت صرخة بثينة من قلب خيمة في غزة

على أطراف مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وفي خيمة مهترئة لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، تعيش بثينة إسماعيل مع أحفادها بعد أن فقدت بيتها وكل من كان يساندها في الحياة.

وقد دُمر منزل الجدة بالكامل جراء القصف، ولم يتبقَّ منه أثر، كما فقدت زوجها واثنين من أبنائها خلال الشهور الماضية في واحدة من أقسى المآسي التي خلفها العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.

الخمسينية الفلسطينية بثينة إسماعيل من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة (الجزيرة)

وكانت بثينة تعيش حياة بسيطة ومستقرة قبل الحرب، تؤمّن لها ولعائلتها احتياجاتهم اليومية بفضل زوجها الذي كان يعمل بجد. لكنها اليوم تقف وحيدة في وجه الظروف القاسية، وتكافح من أجل توفير الطعام والماء لأحفادها الذين أصبحوا في عهدتها بعد استشهاد والديهم.

بثينة اليوم أرملة وثكلى ومُهجّرة (الجزيرة)

وفي يناير/كانون الثاني 2024، استشهد نجلها الأكبر، ولم تمضِ أيام حتى فقدت زوجها في قصف استهدف حيهم السكني. وفي سبتمبر/أيلول من نفس العام، استشهد ابنها الثاني، لتجد نفسها فجأة مسؤولة عن أسرة مكونة من أطفال صغار دون أي معيل أو دعم.

بثينة تجسد واحدة من آلاف القصص الموجعة التي خلفتها الحرب الإسرائيلية في غزة (الجزيرة)

وتقول بثينة إن البئر التي كانت توفر المياه لمنزلهم قُصفت أيضا، مما أجبرها على حمل المياه لمسافات طويلة على ظهرها، وسط برد الشتاء وقلة الإمكانات، لتؤمّن الحد الأدنى من احتياجات الأطفال الذين باتت حياتهم معلقة بخيط من صبر جدتهم.

وتصف أيامها بأنها "كابوس لا ينتهي" وتضيف "كنت أعيش كأميرة وسط عائلتي، اليوم صرت أستجدي لقمة العيش، وكل شيء أصبح على عاتقي".

الجدة تتفرغ لرعاية أبنائها وأحفادها في خيمة غير صالحة للعيش (الجزيرة)

وتُعد بثينة واحدة من آلاف النساء في قطاع غزة اللواتي تحمّلن أعباء مضاعفة خلال الحرب، بعد أن فقدن أزواجهن وأبناءهن وبُيوتهن.

وتُظهر التقارير الحقوقية أن نحو 25% من عائلات غزة فقدت المعيل الأساسي، مما أدّى إلى اتساع دائرة الفقر، وزيادة أعداد النساء اللواتي يُجبرن على العمل في أصعب الظروف لتأمين أساسيات الحياة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

فقدوا ذويهم ودُمرت منازلهم.. من هم شهداء الجزيرة الخمسة في غزة؟

غزة- قبل منتصف ليل الأحد-الاثنين، ترجّل خمسة من فرسان قناة الجزيرة في قطاع غزة، بعدما استهدفهم الاحتلال الإسرائيلي في قصف غادر، أوقف نبضهم وأطفأ عدساتهم، لكنه لم يمح أثرهم ولا صوتهم من ذاكرة غزة.

أنس الشريف، ومحمد قريقع، وإبراهيم ظاهر، ومؤمن عليوة، ومحمد نوفل، 5 وجوه كانت تعمل على نقل صوت غزة للعالم، وفضح جرائم الاحتلال، فصارت اليوم عناوين للفقد والألم، وأيقونات للتضحية في سبيل الكلمة الحرة.

لم يجمعهم فقط شعار قناة الجزيرة، بل رابط أعمق، وهو الإيمان بأن الصحافة في غزة ليست مهنة عادية، وإنما هي واجب إنساني ووطني، ورسالة قضية يدفع الصحفي ثمنها من دمه.

أنس.. صوت الشمال

حين أغلقت آلة الحرب الإسرائيلية أبواب شمال غزة أمام معظم وسائل الإعلام، كان اسم أنس الشريف يلمع، كاسرا سياسة التعتيم الإسرائيلية، فانطلق دون كلل، ينقل ما يجري، غير آبه بتهديدات الاحتلال له، ومظهرا شجاعة فائقة نالت إعجاب الملايين عبر العالم.

وُلد الشريف في مخيم جباليا في ديسمبر/كانون الأول 1996، وهو متزوج وأب لطفلين. تخرج في جامعة الأقصى بغزة، حصل على بكالوريوس في فن الإذاعة والتلفزيون، ليبدأ مسيرته في عالم الصحافة عام 2014 كمراسل حر، متنقلا بين مواقع الأحداث في غزة وشمالها.

عرفه الناس أول مرة خلال تغطيته لمسيرات العودة وكسر الحصار في عام 2018، ثم برز أكثر في معركة "سيف القدس" مايو/أيار 2021، حيث كان من المراسلين الذين نقلوا صورة الحرب لحظة بلحظة.

وفي الحرب المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، اختارت الجزيرة الشريف ليكون مراسلها في شمال القطاع، حيث تحمل عبء كشف المجازر والانتهاكات وسط مخاطر غير مسبوقة.

ومنذ بداية الحرب، لم يكن الاحتلال راضيا عن إصراره على مواصلة التغطية، فهدده عبر اتصال هاتفي مطالبا بمغادرة المنطقة إلى الجنوب، لكنه رفض.

إعلان

وفي 11 ديسمبر/كانون الأول 2023، قصف الاحتلال منزل الصحفي الشريف في جباليا، مما أدى إلى استشهاد والده، لكنه عاد في اليوم التالي إلى الميدان، وكأن الفقد لم يزده إلا تصميما على مواصلة الرسالة.

وبعد استشهاده، نشر أقارب الشريف وصية له جاء في مقدمتها "إن وصلتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي"، وأكد أنه بذل كل ما يملك من جهد وقوة ليكون سندا وصوتا لأبناء شعبه الفلسطينيين، وأنه لم يتوان يوما عن نقل الحقيقة كما هي.

مراسل الجزيرة الشهيد محمد قريقع (الجزيرة)محمد قريقع.. جرح شخصي وواجب مهني

في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، ولد محمد قريقع عام 1992، ونشأ يتيم الأب، ووحيدا برفقة أمه "نعمة"، التي رعته وكرست حياتها لتربيته.

اختار الشاب المحب للقراءة والثقافة، دراسة الإعلام في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث حصل على البكالوريوس عام 2014.

عمل في وسائل إعلام محلية عدة، منها فضائية الأقصى وإذاعة الرأي، قبل أن يبدأ عمله مع وكالات أنباء عالمية كمراسل حر، وفي أغسطس/آب 2024، انضم إلى قناة الجزيرة مراسلا من قلب مدينة غزة.

لم تكن حياته خلال الحرب مجرد عمل صحفي، بل كانت سلسلة من الفواجع؛ فقد طرده الاحتلال من منزله في الشجاعية، ودمر بيته، وراح يتنقل مع والدته المسنة بين أماكن النزوح.

وفي مارس/آذار 2024 تعرّض قريقع لمحنة عصيبة حينما اجتاح الاحتلال مستشفى الشفاء حيث كان نازحا فيه مع والدته "نعمة"، وفرّق بينهما، فاعتقل الابن، وأمر الأم المسنة والمريضة بالتوجه لجنوب القطاع، أي أن تقطع وحدها قرابة 8 كيلومترات سيرا على الأقدام.

وبعد أيام، أفرج الاحتلال عن قريقع، فبدأ في البحث عن والدته، ليجدها بعد نحو أسبوعين، جثة هامدة قريبا من المستشفى، مصابة برصاصة قناص إسرائيلي في رأسها، لتظل حسرتها جرحا مفتوحا في قلبه حتى يوم استشهاده.

ورغم عمق الألم، بقي محمد في مدينته، يروي للعالم تفاصيل مآسيها، جامعا بين الألم الشخصي والواجب المهني.

مؤمن عليوة.. المهندس الذي أحب العدسة

مؤمن عليوة، شاب في مقتبل العمر، ولد عام 2002 في حي الشجاعية، وتميز منذ صغره في دراسته حتى التحق بكلية الهندسة في الجامعة الإسلامية تخصص هندسة الحاسوب.

كان مؤمن على وشك التخرج قبل أن تسرقه الحرب وتقتله صواريخ الاحتلال، عرفه أصدقاؤه كلاعب كرة قدم موهوب، لعب مع نادي غزة الرياضي ثم في نادي "خدمات الشجاعية"، إلى جانب مهاراته في برمجة وصيانة الأجهزة الإلكترونية.

قبل 4 أشهر فقط، التحق مؤمن بفريق الجزيرة كمصوّر ومونتير، وسرعان ما برز بمهارته الميدانية، موثقا بعدسته معاناة غزة اليومية في لقطات تحولت إلى شهادات بصرية مؤثرة.

هدم الاحتلال منزله في الشجاعية وجرفه بالكامل، لكن الكاميرا بقيت في يده حتى اللحظة الأخيرة.

إبراهيم ظاهر.. بين الميدان و"الإسعاف"

ينتمي إبراهيم لمخيم جباليا، وبدأ حياته المهنية في مجال التصميم الجرافيكي، قبل أن تدفعه أحداث مسيرات العودة وكسر الحصار عام 2018 للعمل كمصور صحفي مع منصات محلية مثل "الشمال أونلاين".

وفي الحرب الأخيرة، كان جزءا أساسيا من فريق الجزيرة في الشمال، يرافق أنس الشريف في معظم المهام.

إلى جانب عمله الإعلامي، كان إبراهيم متطوعا في خدمات الإسعاف، يزاوج بين نقل المصابين وتوثيق الجرائم.

إعلان

فقد إبراهيم نحو 170 فردا من عائلته في المجازر الإسرائيلية، ودُمرت منازلهم جميعا، عرفه زملاؤه كشخص دمث الخلق، نشيط ومبدع، وكان يحتفظ بصورة لأنس الشريف على خلفية هاتفه، كرمز للصداقة التي جمعتهما حتى لحظة الرحيل.

من يحاسب إسرائيل على اغتيال أنس الشريف ومحمد قريقع؟#شبكات #حرب_غزةpic.twitter.com/8zX2aSD75y

— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 11, 2025

محمد نوفل.. من المِقود إلى خط النار

من مخيم جباليا، بدأ محمد عمله مع فريق الجزيرة كسائق، ثم أصبح مساعد مصور، يحمل المعدات، ويؤمن الوصول إلى مواقع التغطية في ظل القصف والحصار.

مع بداية الحرب، تعرض منزله للقصف، ونجا من تحت الركام مصابا بكسر في الحوض، بينما فقد العديد من أفراد أسرته.

حوصر محمد في المستشفى الإندونيسي، شمالي القطاع، ثم فقد والدته قبل شهرين بقصف إسرائيلي، وسبقها شقيقه الأكبر خلال حصار جباليا الأخير.

رغم كل ذلك، عاد إلى العمل مع الفريق، يرافقهم في تنقلاتهم، ويشاركهم تحدي خطر الميدان حتى لحظة استهدافهم الأخير.

مقالات مشابهة

  • صحيفة بريطانية: رحلة الموت من بلد مزقته الحرب الإقليمية والدولية
  • دايمًا فخورين بيك .. رسالة ريهام حجاج إلى زوجها بعد فوزه في الشيوخ
  • أسوشيتد برس: قوة الجزيرة لا تضاهى بفضل مراسليها في غزة
  • قتل الشاهد.. الجريمة التي تُضاعف جريمة الحرب
  • 500 رضيع في غزة يصارعون الموت نتيجة المجاعة وسوء التغذية
  • فقدوا ذويهم ودُمرت منازلهم.. من هم شهداء الجزيرة الخمسة في غزة؟
  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم حماس بعد كل الضربات التي تلقتها؟
  • مصور الجزيرة بغزة يسرد تغطيته مجريات الحرب مع أنس الشريف
  • مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على خيمة الصحفيين في غزة
  • مقتل صحفيين بينهم اثنان من الجزيرة بقصف خيمة في غزة وإسرائيل تزعم اغتيال إرهابي