جدعون ليفي .. “لم أر صوراً مرعبة مثلها” إسرائيل تحرق الأطفال قبل أن تقتلهم
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
#سواليف
كتب .. #جدعون_ليفي
هآرتس 20/4/2025
“اذهب إلى مدينة القتل/ ستصل إلى الساحات/ بعيونك سترى وبيديك ستلمس/ على الأشجار والحجارة/ طين الجدران/ الدماء المتخثرة والدماغ المتجمدة للشهداء”. (حاييم نحمان بياليك، قصيدة “مدينة القتل”).
مقالات ذات صلة عملية القسام أمس وقعت قرب موقع زاره نتنياهو وكاتس 2025/04/20في عيد الفصح المسيحي في 1903، في مثل هذا الأسبوع قبل 122 سنة، اندلعت في كيشينيف في بيساربيا أعمال شغب ضد اليهود.
كتب بياليك عن “الذبح” وذهب إلى كيشينيف ضمن بعثة بادر إليها المؤرخ شمعون دوفنوف. وظل في المدينة خمسة أسابيع، وحضر محاكمة حفنة المشاغبين الذين حكم عليهم بالسجن سنوات قليلة، وحرر أسماء الشهداء. عندما عاد، نشر قصيدة “في مدينة القتل”. وترجم زئيف جابوتنسكي هذه القصيدة إلى اللغة الروسية، وبلور هرتسل خطة أوغندا، وفي الـ 122 سنة التالية تحولت أعمال الشغب في كيشينيف إلى أسطورة شكلت وعي اليهود إلى الأبد. كل طفل في إسرائيل يسمع عنها. أقوال بياليك عن “الذبح”: “هذا الانتقام/ انتقام لدم طفل صغير/ لم يخلقه الشيطان بعد”، و”إذا وجدت عدالة لتظهر على الفور!”، أصبحت صياغة لغوية موجهة دائماً لوصف الضحية اليهودية والإسرائيلية.
المذبحة الوحشية استمرت ثلاثة أيام. وقد بدأت في اليوم السابع من عيد الفصح اليهودي، الذي صادق أيضاً في 19 نيسان، أي مثل أمس، والذي كان اليوم الأول لعيد الفصح المسيحي. مئات بيوت اليهود تم نهبها وتدميرها. الأسقف بارك المشاغبين. لقد اغتصبوا ورموا الأطفال الرضع من الطوابق العليا وغرسوا المسامير في رؤوس الضحايا وفقأوا عيونهم. المحقق بياليك وجد أشلاء محطمة في حديقة للخضراوات وإسطبلاً أصبح مسلخاً للبشر.
كم شخص قتل في أعمال الشغب هذه؟ 49 شخصاً. وهو رقم يشبه تقريباً عدد الذين قتلوا في #غزة أول أمس. يوم جمعة عادي في غزة. لقد قتلوا بسبب #الهجمات الجوية ومن #الدبابات في إطار دفاع اليهود عن النفس. الصحف الإسرائيلية، بالضبط مثل الصحف الروسية قبل 122 سنة، لم تنشر أي شيء تقريباً. الأساقفة المحليون، الحاخامات ومن يعلمون الشريعة عندنا، لم يتوقفوا عن مباركة القتلة ومن يقومون بعمليات القصف، مثلما في كشنيف في 1903.
من بين الـ 47 قتيلاً في غزة أول أمس، امرأة حامل والكثير من الأطفال. أربعة #أطفال قتلوا في قصف صالون حلاقة في خان يونس
من بين الـ 47 قتيلاً في غزة أول أمس، امرأة حامل والكثير من الأطفال. أربعة أطفال قتلوا في قصف صالون حلاقة في خان يونس، خمسة أبناء عائلة قتلوا على مدخل المدينة. نشر في الشبكات الاجتماعية فيلم تضمن توثيق خمس جثث لأطفال #متفحمين بسبب #الاحتراق على شراشف بيضاء في المستشفى. لم أشاهد صوراً #مخيفة كهذه طوال حياتي.
خلافاً لكيشينيف، أطفال غزة لا يتم رميهم من النوافذ، بل يحرقونهم حتى الموت. من الأخلاقي الذي سيتجرأ على القول إن #إحراق_الأطفال على قيد الحياة وهم في #خيمة_لاجئين في “المنطقة الآمنة” صادم أقل من رميهم من النوافذ؟ من المنافق الذي سيتجرأ على القول بأن جنود الجيش الإسرائيلي “لا يتعمدون قتل الأطفال” بعد أن قتلوا آلاف الأطفال والرضع؟ أعمال الشغب في كيشينيف تشبه يوماً عادياً للجيش برئاسة أيال زمير في غزة. الأعمال الفظيعة في 7 أكتوبر تعتبر شهراً بالمتوسط مثلما في غزة.
بياليك لا يمكنه زيارة مدينة القتل في غزة. فإسرائيل لا تسمح لأي مراسل بفعل ما فعله الشاعر الوطني، وتوثيق الأعمال الفظيعة وكتابة “في مدينة القتل 2”. لو استطاع لكتب: “ماذا لك الآن، أيها الإنسان/ اهرب إلى الصحراء/ احمل معك كأس الأحزان/ قطّع نفسك إلى عشر قطع/ قدم قلبك ليكون طعاماً لشخص عاجز/ اسكب دموعك هناك فوق صخرة/ ازأر بالصرخة الأخيرة والمريرة، التي ستضيع في العاصفة”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف جدعون ليفي غزة الهجمات الدبابات أطفال الاحتراق مخيفة مدینة القتل فی غزة
إقرأ أيضاً:
اليهود يزحفون .. والغرب يتظاهرون .. والعرب يتخاذلون
صراحة نيوز ـ عوض ضيف الله الملاحمة
كلما تيأس ، وتستسلم للتخاذل العربي ، وتُجبر على السكوت ، وتكتفي بإعتباره موقفاً مُعيباً ، ومُشيناً تجاه غزة ، يأتيك بالأخبار ما لا يخطر على بال ويفجِّر فيك غيضاً ، وغضباً ، وقهراً يرفع ضغطك ، ويُشعِرك بتخاذل النظام الرسمي العربي غير المسبوق .
بسبب ظرف صحي ، يتعلق بإرتفاع شديد في ضغط الدم لديّ ، حذرني طبيبي البارع إبن العم النطاسي المتميز عِلماً وخُلقاً الدكتور / حاتم سلامة عطا الله الطراونة من متابعة الأخبار . وقد التزمت بتحذيره تماماً ، ومع تناول المهدئات ، لستة شهور تحسّن الوضع وتجاوزت الطاريء الصحي والحمد لله .
لكن ما يصلني من الأصدقاء الأعزاء من فيديوهات يُربكني ويرفع باروميتر القهر ، والشعور بالخزي والعار لديّ لأنه ما زال لديّ بقايا من كرامة وعِزة عربية .
يا نظامنا الرسمي العربي العميل المتخاذل ، إخوانكم في العروبة في غزة الشهامة والكرامة والدفاع عن الأمتين المتخاذلتين العميلتين العربية والإسلامية ، إخوانكم في غزة قاب قوسين او أدنى من الموت جوعاً ، وعطشاً . ألم تسمعوا بأن العدو الصهيوني البغيض الكريه يحاصرهم في سجن كبير مفتوح يمنع عنهم الماء والغذاء . هذه ليست حرباً على غزة ، هذا ليس إنتقاماً من غزة ، هذه تصفية عنصرية لشعب أبيّ ، أبى الإستكانة والخنوع الذي يغط به النظام الرسمي العربي .
يا نظامنا الرسمي العربي العميل ، ألم تسمعوا ان اليهود — غير الصهاينة — ممن يقيمون في الأراضي الفلسطينية المحتلة قد زحفوا رجالاً ونساءاً ، شيباً ، وشباباً ، زحفوا راجلين ، سيراً على الأقدام واوشكوا الوصول الى حدود غزة !؟ ألا تخجلوا !؟ ألا يندى لكم جبيناً !؟ ألم يتبقَ لديكم ذرة من كرامة !؟ إذا كان اليهود — من غير الصهاينة — قد شعروا بمعاناة الغزيين أمام الإبادة الجماعية لأهل غزة ، وتحركت مشاعرهم الإنسانية ، هل تبقى لديكم من ضمير يمكن ان يستجيب عند مناشدتكم !؟
يا نظامنا الرسمي العربي المتخاذل ، ألم تسمعوا بالإجراءات الجريئة الكثيرة التي إتخذتها إسبانيا ضد العدو الصهيوني !؟ ألم تسمعوا بقطع إسبانيا علاقاتها المؤسسية مع العدو !؟ ألم تسمعوا بالإجراءات العاجلة التي إتخذتها إسبانيا في الأمم المتحدة ضد الكيان !؟ ألم تسمعوا بالجهود التي اتخذتها إسبانيا على المستوى الدولي للإعتراف بإقامة دولة فلسطينية !؟ ألم تسمعوا بالمسيرات والمظاهرات التي جابت كل إسبانيا تنديداً بالعدو !؟ ألم تسمعوا بكتابة إسبانيا على كافة الإشارات الضوئية كلمة ( Stop Israel ) على الإشارات الضوئية الحمراء ، و ( Free Gaza ) على الإشارات الخضراء !؟
أيها النظام العربي الرسمي العميل ، ألم تسمعوا بالتغييرات الملحوظة على الموقف البريطاني — مع أن بريطانيا هي التي تسببت بالكارثة الفلسطينية بزرعها الكيان — حيث إتخذوا إجراءات حظر على العديد من مسؤولي الكيان وعدداً من المستوطنين ، وينوون حظر تصدير السلاح للكيان ، كما علّقت بريطانيا مفاوضات التجارة الحرة مع الكيان .
ألم تسمعوا بالإجراءات العديدة التي اتخذتها العديد من دول اوروبا مثل : النرويج ، وفرنسا ، وألمانيا ، وبلجيكا ، وايرلندا ، ولكسمبرغ . ألم تسمعوا بالمظاهرات والمسيرات التي عمت أمريكا !؟ ألم تسمعوا بالمظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي قام بها يهود امريكا من غير الصهاينة !؟ ألم تسمعوا بالجهود الكبيرة التي يقوم بها اليهود من حركة ناطوري كارتا وفضحهم للكيان ، ودمويته ، وعنصريته ، وإعلان براءة الحركة من الكيان ويعلنون جهاراً نهاراً بأن إنشاء الكيان الصهيوني ضد معتقداتهم !؟
كل العالم تحرك ، وأنتم جامدون ، صامتون ، مُنخرسون . اليهود يزحفون لنصرة غزة ، والغرب يتظاهرون ويضيقون على العدو ، وأنتم تُمعنون في تخاذلكم .
هل تعرفون العيب !؟ هل سمعتم بما يسمى عيباً !؟ هل تندى جباهكم !؟ هل تعرفون الخجل !؟ لا أعتقد . أعتقد انكم لا تملكون ذرة من كرامة ، ولا ذرة من حياء ، ولا ذرة من خجل ، ولا ذرة من شهامة !؟ هل لديكم أدنى قدرٍ من المشاعر الإنسانية !؟ لا أعتقد . لأنكم لو كنتم تملكون شيئاً من هذه الصفات النبيلة لتحركت بعد مرور ( ٢١ ) شهراً على إبادة غزة ، وتجويعها . خِبتُم ، وخسِئتم ، وخسِرتم ، وفُضِحت ، وإنكشفت عمالتكم ، ولكم يوماً ، سيأتي بإذن الله ، وستحاسبون على رديء أفعالكم ، وخِستكم ، ونذالتكم ، وتخليكم عن عروبتكم وإسلامكم ،وتماهيكم في عمالتكم ، وخيانتكم . أعتقد أنكم ديوثين لأنه لا غيرة لديكم .