د. شعفل علي عمير

في المشهد الراهن، يتعرض اليمن لممارسات عدائية تتجلى في الاستهداف المتكرّر للمنشآت المدنية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. هذا التصرف يُعد مثالًا صارخًا على الانتقام الأعمى حين تفشل الأجندات العسكرية في تحقيق غاياتها.

إن اللجوء لمثل هذه الأساليب الخبيثة والعدائية ضد شعب يصر على التعبير عن مواقفه السياسية المستقلة هو تصعيد خطير لا يمكن السكوت عنه.

بل إنه يعزز من عزيمة اليمنيين على دعم القضية الفلسطينية، ويكشفُ النقاب عن التحديات الجسيمة التي تتشابك معها المنطقة في هذه الفترة العصيبة.

الجدير بالذكر أن السياسة الأمريكية الخارجية يكل وقاحة إلى دعم الحليف الإسرائيلي. المحتلّ للأراض القاتل الحقيقي للشعب الفلسطيني وبالتالي، فَــإنَّ أية محاولة لتعديل مواقف الدول الداعمة لفلسطين يعتبر جزءًا من لعبة الضغط السياسي في المنطقة العربية والدليل على هذا النهج في السياسة الأمريكية هي تلك السياسة الممنهجة لاستهداف المنشآت المدنية للضغط على اليمن لتحقيق هذا الغرض

ومع ذلك، لم يتوانَ اليمنيون، أبدًا، عن التعبير عن موقفهم الثابت والداعم للفلسطينيين، بل باتت تلك العقبات تزيد من تصميمهم وإصرارهم. إن هذا التحدي لا يشمل شعبًا واحدًا، بل هو تحدي يواجه الأُمَّــة بمجملها، حَيثُ يتطلب تعزيز التضامن العربي والعمل المشترك لمواجهة الأزمات المتفاقمة. الأوضاع الراهنة ليست مُجَـرّد أحداث عابرة، بل هي دعوة للعمل الجاد والتعاون المنسق لتحقيق العدالة ومقاومة الظلم.

إن هذه الاستراتيجية العدائية والمخالفة لأبسط قواعد حقوق الإنسان ليست إلا امتدادًا لسياساتٍ أمريكية تثبت عداؤها السافر ضد الشعوب الساعية لتحقيق الحرية والعدالة؛ فمنذ بدء العدوان، على اليمن وفلسطين تتحمل أمريكا مسؤولية كبيرة في تدخلها المباشر في الماضي والحاضر في تمويل وتقديم الدعم اللوجستي والعسكري لـ (إسرائيل) وللتحالفات التي تشن هجماتها الشرسة على اليمن، مستهدفة المدارس والمستشفيات والمرافق العامة قبل العدوان على غزة وبعده

ما تفعله أمريكا يتجاوز كُـلّ القيم الأخلاقية والإنسانية. إنها تضغط بكل قوتها لإخضاع شعب بأكمله، وتحقيق مكتسبات جيوسياسية على حساب حياة الأبرياء. فالضرر الذي يلحق بالبنية التحتية والاقتصاد اليمني، يأتي في محاولة عبثية لتحجيم التأثير اليمني في المنطقة، وإبعادها عن موقفها المبدئي من القضية الفلسطينية.

إن هذا النهج الاستعماري الجديد يوضح حجم التناقض في السياسات الأمريكية، التي تتغنى بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكنها في الوقت عينه تسحق شعوبًا وتنتهك حقوقهم في العيش الكريم. إن استهداف المدارس والمستشفيات بل والأحياء السكنية في غزة واليمن يظهر بجلاء النظرة الاستعلائية واللاأخلاقية، التي تتعامل بها أمريكا مع الدول التي ترفض الخضوع لأجنداتها.

في الآونة الأخيرة تزايدت وتيرة العدوان الأمريكي على اليمن، وهو عدوان يكشف عن وجه قاتم للسياسات الخارجية التي تتعارض مع القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية. هذا العدوان، الذي لم يتوقف عند حَــدّ قصف البنية التحتية وقتل الأبرياء، بل يتجاوز ذلك ليشمل تدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية لليمن من خلال إيعازها لشركائها في المنطقة لتحريك ورقة مرتزِقتها لإشغال اليمن عن القيام بدوره في دعم الشعب الفلسطيني، صاحبته ذلك زيادة ملحوظة في قوة وحضور القوة العسكرية اليمنية على الساحة العسكرية والسياسية، بالإضافة إلى اكتسابهم تأييدًا شعبيًّا واسعًا.

وهنا فَــإنَّ المجتمع الدولي مطالب بوضع حَــدّ لهذه الجرائم ضد الإنسانية، والوقوف في وجه هذا العدوان الذي لن يتوقف عند حدود اليمن، بل سيمتد أثره على المنطقة بأسرها. يجب أن يُحاسَبَ المسؤولون عن هذه الانتهاكات التي تظل شاهدًا على وحشية لا تعرف حدًا.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: على الیمن

إقرأ أيضاً:

رابطة علماء اليمن تُدين العدوان الصهيوني على ايران

واستنكرت الرابطة في بيان العدوان الصهيوني الغادر الذي استهدف أحياء سكنية وقادة وعلماء ومنشآت نووية وعسكرية في إيران بدعم أمريكي وغربي، وأسفر عن شهداء وجرحى،

وأكدت أنها على ثقة كاملة بأن إيران بإنتماءها للإسلام المحمدي الأصيل سترد ردًا كبيرًا ومزلزلًا تجعل الصهاينة يعضون أصابع الندم وتجعل الأمريكي يعيد التفكير قبل أي حماقة يرتكبها مباشرة ضد إيران.

وقال البيان "إن الجمهورية الإسلامية منذ انتصار ثورتها المباركة بقيادة الإمام الخميني تبنت مسيرة الجهاد المقدس ضد الاستكبار العالمي وشكلت وما تزال خطرًا وجوديًا واستراتيجيًا على الكيان الصهيوني باعتراف قادته المجرمين".

وأشار إلى أن إيران ومنذ انتصار ثورتها تقدّم التضحيات والشهداء طوال مسيرتها على خطى سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين ولن يزيدها استشهاد قادتها إلا عزمًا وقوة وتصميمًا على مواصلة المسيرة حتى النصر، مؤكدًا أن دعمها لفلسطين سيستمر حتى زوال الكيان المؤقت.

ودعت رابطة علماء اليمن أبناء الأمة الإسلامية إلى التحرك المسؤول في هذه المرحلة الحساسة والحاسمة، لأن العدو الصهيوني، الأمريكي يتغذى على خذلانهم وذلتهم ويستهدف مكامن القوة في الأمة ولن يكون لهم قيمّة ولن يفي لهم بعهد ولا ميثاق ولا اتفاق.

وأضاف البيان "فرصة سانحة أن تقوم الأمة بواجبها نحو نفسها من أجل عزتها وكرامتها في غزة وفلسطين ولبنان وسوريا واليمن وإيران، فالمعركة واضحة وجلّية بين الإسلام والكفر ولا مجال فيها للحياد فكيف بالتواطؤ والخذلان".

وأعلنت الرابطة تضامنها الكامل مع إيران قيادة وحكومة وجيشًا وشعبًا، معتبرة العدوان الصهيوني دليلًا على الشعور العميق بخطر الزوال الذي يحمله الكيان الصهيوني وكذا دليلًا أيضًا على دور الجمهورية الإسلامية الرائد داخل الأمة الإسلامية وضريبة لتبنيها لقضية المظلومين المستضعفين في فلسطين.

مقالات مشابهة

  • الحضور الجماهيري ولياقة اللاعبين.. إليك أبرز التحديات التي ستواجهها كأس العالم للأندية
  • السوداني والمشهداني يؤكدان على التضامن مع إيران
  • اليمن تدين العدوان الصهيوني السافر على إيران .. وتحمِّل العدو وشركاءه مسؤولية التداعيات الخطيرة
  • صوت اليمن الهادر من كل الساحات في كل المحافظات .. مستمرون في نصرة غزة والمقدسات رغم كل التحديات (تفاصيل)
  • مسيرات جماهيرية في الضالع تحت شعار “مستمرون في نصرة غزة والمقدسات مهما كانت التحديات”
  • القومي العربي يدين العدوان على إيران.. محاولة صهيوغربية لكسر إرادة المقاومة
  • رابطة علماء اليمن تُدين العدوان الصهيوني على ايران
  • وزير الطوارئ يبحث مع الاتحاد الأوروبي التحديات التي تواجه عودة اللاجئين وإمكانية تقديم الدعم
  • وزيرة التضامن تكرم السفيرة هيفاء أبو غزالة تقديرًا لجهودها في العمل الاجتماعي العربي
  • البنتاغون:إخلاء السفارات الأمريكية في العراق وبعض دول الخليج العربي لسلامة أفرادها