"أطباء بلا حدود" تدعو لرفع الحصار عن مخيم زمزم للنازحين بالسودان
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
الخرطوم - دعت منظمة "أطباء بلا حدود" إلى رفع الحصار عن مخيم زمزم للنازحين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية، وإلى إيصال المساعدات إلى المخيم وحماية المدنيين هناك.
جاء ذلك في بيان أصدرته المنظمة، الاثنين 21ابريل2025، بشأن الوضع في المخيم الذي استهدفته قوات الدعم السريع.
وقالت المنظمة إنه في أعقاب الهجوم البري واسع النطاق الذي شنته قوات الدعم السريع في 11 أبريل/نيسان الجاري على مخيم زمزم للنازحين، بات مئات الآلاف من الأشخاص في أماكن محاصرة في الفاشر، ومحرومون من المساعدات الأساسية.
وأضافت أن 25 ألف شخص آخرين وصلوا إلى مدينة طويلة في الغرب، وأن فرق المنظمة هناك تعمل حاليا على توسيع أنشطتها للتعامل مع الاحتياجات الطبية الأكثر إلحاحا.
وجاء في البيان: "ندعو إلى رفع الحصار عن مخيم زمزم للاجئين، وإيصال المساعدات، وحماية المدنيين هناك. وندعو بشكل عاجل إلى إنهاء الحصار والوحشية، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفاشر عبر إسقاط الطعام والدواء عند الحاجة، والسماح لمن يرغب بالخروج بالمغادرة بأمان".
وأشارت المنظمة إلى ورود تقارير من مخيم زمزم للنازحين، تشير إلى مقتل مئات الأشخاص، وأن المقاتلين أطلقوا النار على أشخاص كانوا يختبئون في منازلهم وأحرقوا أجزاء كبيرة من المخيم.
ودعت "أطباء بلا حدود" قوات الدعم السريع وجميع الجماعات المسلحة في المنطقة إلى حماية المدنيين، مضيفة: "على الدول والجهات الدبلوماسية استخدام نفوذها لتحويل التصريحات الفارغة إلى أفعال ملموسة".
ومنذ أيام تواصل قوات الدعم السريع قصفها المدفعي على مدينة الفاشر، الأمر الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى، بحسب السلطات السودانية.
تأتي هذه التطورات، بعد أيام من هجوم لـ"الدعم السريع" على مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور وإعلانها السيطرة عليه بعد اشتباكات مع الجيش والقوات المساندة له، ما أدى إلى سقوط 400 قتيل، ونزوح عشرات الآلاف، بحسب الأمم المتحدة.
ومنذ 10 مايو/أيار 2024، تشهد الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور اشتباكات بين قوات الجيش و"الدعم السريع" رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
ويخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتسارعت انتصارات الأخير في الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.
وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد "الدعم السريع" تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور (غرب).
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
أطباء بلا حدود: سوء التغذية غير مسبوق في غزة وتجويع متعمد للنساء والأطفال
#سواليف
أكدت منظمة #أطباء_بلا_حدود أن قطاع #غزة يشهد أسوأ مستويات #سوء_التغذية الحاد منذ بدء عملها في المنطقة، محذرة من #كارثة_صحية متفاقمة تطال #النساء_الحوامل و #الأطفال في ظل #الحصار و #الدمار المتعمد الذي تفرضه قوات #الاحتلال.
وفي بيان صدر أمس الجمعة، شددت المنظمة على أن استمرار تدفق الغذاء والمساعدات الطبية بشكل عاجل ودون عوائق إلى القطاع أمر لا يحتمل التأجيل، في ظل الانهيار الكامل للخدمات الصحية والبيئية، والقيود المشددة المفروضة على الوقود والمياه.
وسجّلت المنظمة أكثر من 700 حالة لسوء تغذية حاد ومتوسط بين النساء الحوامل والمرضعات، إلى جانب 500 طفل يتلقون العلاج في مراكزها داخل غزة، معتبرة أن هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الصحية المتصاعدة.
مقالات ذات صلة 27 شهيدا و180 مصابا برصاص الاحتلال قرب مركز مساعدات في رفح 2025/07/12وقال محمد أبو مغيصيب، نائب المنسق الطبي للمنظمة في غزة، إن ما تشهده غزة من تجويع للسكان هو سياسة متعمدة، ويمكن وقفها فورًا إذا قررت سلطات الاحتلال فتح المعابر والسماح بدخول الغذاء. وأضاف أن هذا الواقع ليس نتيجة ظرف طارئ، بل نتاج مباشر لقرارات إسرائيلية تهدف إلى خنق القطاع من خلال منع الغذاء والسيطرة على آليات توزيعه، بالإضافة إلى تدمير قدرة غزة على إنتاج ما يسد رمق سكانها.
وأشار إلى أن تدمير البنية التحتية بشكل واسع، والتلوث الناتج عن اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي، يفاقم من تدهور الوضع الصحي، في ظل تقليص الوقود اللازم لتشغيل محطات المعالجة وضخ المياه النظيفة، ما يضعف مناعة الفلسطينيين، ويجعلهم عرضة للأمراض، خاصة في المخيمات المكتظة.
من جانبها، عبّرت الطبيبة جوان بيري من المنظمة عن صدمتها مما شاهدته خلال زيارتها الثالثة إلى القطاع. وقالت إن سوء التغذية بين النساء الحوامل بلغ مستويات كارثية، حيث لا يتجاوز وزن بعضهن في الشهر السادس 40 كيلوغرامًا، فيما يعاني الأطفال حديثو الولادة من أوضاع صحية حرجة، حيث يضطر أربعة أو خمسة رُضع إلى تقاسم حاضنة واحدة داخل وحدة العناية المركزة بمستشفى الهلال.
وأضافت أن الأمهات لا يسألن عن دواء، بل يطلبن طعامًا لأطفالهن، في مشهد قالت إنها لم ترَ له مثيلًا من قبل، واصفة الوضع بأنه تجاوز الأزمة بمراحل.
وطالبت منظمة أطباء بلا حدود بالسماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات، وبتوفير ممرات إنسانية آمنة ومستقرة، مؤكدة أن استمرار الحصار والتجويع يشكل انتهاكًا صارخًا للحقوق الإنسانية، ويضع أرواح آلاف الفلسطينيين في خطر حقيقي.
ويأتي هذا التحذير في ظل مواصلة قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء منذ استئناف الهجمات في مارس/آذار الماضي إلى 7300 شهيد، فيما تجاوز عدد المصابين 26 ألفًا، وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع.
ومن بين الشهداء نحو 800 من الفلسطينيين المجوّعين الذين استهدفتهم قوات الاحتلال والمتعاونون مع ما تُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” الأميركية، عند مراكز توزيع مساعدات تحوّلت إلى كمائن للموت، بحسب ما وصفه مسؤولون في الأمم المتحدة.
ويتزامن هذا التصعيد مع إبادة جماعية متواصلة تشنّها قوات الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم مباشر من الإدارة الأميركية، ما أسفر عن أكثر من 195 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلًا عن آلاف المفقودين، ونزوح مئات الآلاف في ظروف إنسانية مأساوية.