جاء في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن فصلا آخر من فصول الرعب يتكشف في إقليم دارفور غربي السودان، حيث استولت قوات الدعم السريع -التي تخوض حربا ضد الجيش السوداني– في 13 أبريل/نيسان الجاري على مخيم زمزم، وهو أكبر مخيم يؤوي نازحين في البلاد.

وأفادت كاتبة التقرير امتثال محمود -وهي ناشطة وشاعرة أميركية من أصل سوداني- أن الثابت الوحيد في الحرب المستعرة منذ عامين بين كر وفر، هم المدنيون الذين يتحملون وطأة انتهاكات طرفي القتال.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إنترسبت: نفوذ ترامب يتغذى على مخاوف البيض الديموغرافيةlist 2 of 2صحيفة إيطالية: انطلاق خطة الطرد الكبرى من جنوب الخليلend of list

وقالت إن أهالي دارفور يتذكرون جيدا الهجمات التي تعرضوا لها مطلع العقد الأول من القرن الحالي، اعتُرف بها دوليا في عام 2003 على أنها إبادة جماعية تنظر في أمرها حاليا المحكمة الجنائية الدولية. وأضافت أن الولايات المتحدة وخبيرا في مكتب منع الإبادة الجماعية والمسؤولية عن الحماية التابع للأمم المتحدة حذرا من تكرار تلك الهجمات مرة أخرى.

ورأت الناشطة الأميركية أن الإبادة الجماعية في دارفور لم تنته فصولها بعد، مضيفة أن التطهير العرقي الذي حدث في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور عام 2013، وحصار الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وحرق عشرات القرى في الأشهر القليلة الماضية، والفظائع التي ارتكبت في مخيم زمزم، كلها حوادث تشكل دليلا كافيا على التطهير العرقي من قبل قوات الدعم السريع.

إعلان

وقالت إن "حياتنا ووجودنا كشعب سوداني في خطر"، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع عاثت قتلا وخرابا في مخيم زمزم، حيث أسفر القصف المتواصل وإطلاق النار بلا هوادة عن مقتل 400 شخص، من بينهم أطفال وعاملون في المجال الإنساني وقادة المجتمع المحلي وأفراد من عائلة كاتبة التقرير.

وصول 93 ألف نازح من مخيم زمزم إلى طويلة (مواقع التواصل الاجتماعي)

وأضافت أن من بين المفقودين في زمزم 58 امرأة وفتاة من العائلة الممتدة للشاعرة الأميركية السودانية الأصل، حيث يقول شهود عيان إن قوات الدعم السريع اختطفتهن.

وأوضحت امتثال في تقريرها أنها عملت بالتدريس في زمزم بين عامي 2013 و2017، وشاركت في بناء المخيم، وسد الثغرات التي خلفها إجلاء منظمات الإغاثة الدولية من المنطقة.

وأكدت أن كل ذلك طُمس الآن، حيث تُظهر صور الأقمار الاصطناعية مخيم زمزم وهو يحترق، وتعيد للأذهان ذكريات مؤلمة من الماضي عندما أجبرت مشاهد مماثلة العالم على التحرك.

واتهمت الكاتبة كلاً من قوات الدعم السريع والجيش السوداني بعرقلة وصول المساعدات إلى جميع أنحاء دارفور، ومنع أو نهب الشحنات التي تحمل مواد الإغاثة إلى النازحين في زمزم.

وألقت باللوم بشكل خاص على قوات الدعم السريع؛ واصفة ما تقوم به من أفعال بأنها جزء من حملة "إرهابية" كبرى، واتهمتها باستخدام القتل خارج نطاق القانون والعنف الجنسي والتجويع المتعمد أسلحة حرب ضد المدنيين.

وخلصت الكاتبة إلى أن خير أمل للسودان يقع على كاهل الناجين من ويلات الحرب، والمنظمات الإنسانية السودانية التي حافظت على بقاء مخيمات، مثل مخيم زمزم، على قيد الحياة.

وشددت على ضرورة أن يمارس قادة دول العالم ضغوطا على القادة العسكريين وداعميهم للسماح بإيصال المساعدات والموافقة على وقف فوري لإطلاق النار في المناطق الأكثر تضررا.

وختمت امتثال تقريرها بعبارات مفعمة بعواطف جياشة، موجهة رسالة إلى أعمامها وأبناء عمومتها الذين ما زالوا عالقين في زمزم، قائلة: "إن آلامكم ليست خافية على أحد. وشجاعتكم ليست منسية. لقد خذلكم العالم اليوم، لكننا سنقاتل حتى لا يخذلكم غدا. أملنا المرتجى في مواجهة عنف الإبادة الجماعية، هو فعل من أفعال التحدي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات قوات الدعم السریع مخیم زمزم فی زمزم

إقرأ أيضاً:

فاينانشيال تايمز: ترامب واستعراض للقوة في لوس أنجلوس

وصفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم الاثنين، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنشر قوات الحرس الوطني في شوارع لوس أنجلوس، رغم الاعتراضات الشديدة من حاكم كاليفورنيا الديمقراطي جافين نيوسوم، بأنه أخطر اللحظات في رئاسته المضطربة، معتبرة إياه محاولة أخرى لتوسيع نطاق السلطة التنفيذية. وإنها توجه تحذيرا للولايات الأخرى التي تخطط، مثل كاليفورنيا، لمقاومة عمليات الترحيل الجماعي التي تنفذها الإدارة للمهاجرين غير الشرعيين.

وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي اليوم إن خطوة ترامب "جاءت في أعقاب جهود لتسريع وتيرة حملة قمع الهجرة. إذ نفذ عملاء فيدراليون مسلحون الأسبوع الماضي عشرات الاعتقالات في مواقع بلوس أنجلوس، مما أدى إلى اندلاع مظاهرات بدأت يوم الجمعة الماضي، وكانت محدودة الحجم في البداية على الرغم من أن بعض المتظاهرين رشقوا الشرطة بقطع من الخرسانة".

وأضافت الصحيفة أن البيت الأبيض أصر على إرسال قوات فيدرالية لاستعادة الهدوء، لكن هذا التدخل لم يكن مبررا على الإطلاق نظرا لحجم الاحتجاجات، فقد كتب نيوسوم مساء السبت أن نشر قوات الحرس الوطني "يؤجج للتوتر عمدا" ولن يفضي إلا إلى تصعيد التوترات. ويبدو أن تحذيره قد تحقق يوم الأحد، -بعد وصول حوالي 300 جندي من الحرس الوطني - عندما خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع، واشتبكوا مع الضباط والحرس الذين أطلقوا الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وقنابل الصوت. وألقي القبض على العشرات.

وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن التدخل الفيدرالي بدا مدبرا لخلق مواجهة ورسم صورة للفوضى لإثارة قاعدة ترامب، وتعزيز الانطباع بأن الرئيس يفي بوعوده الانتخابية، وخلق انطباع مشوه عن المهاجرين غير الشرعيين بأنهم مجرمون عنيفون بطبيعتهم.

والأهم من ذلك كله، يكثِف هذا التدخل جهود الإدارة لتوسيع صلاحيات الرئاسة، على حساب الكونجرس والولايات الأمريكية.

ونوهت الصحيفة إلى أن الإدارة استشهدت ببند في قانون القوات المسلحة يسمح للرئيس بوضع أفراد الحرس الوطني تحت السيطرة الفيدرالية عند وجود "تمرد أو خطر تمرد" ضد سلطة الحكومة الأمريكية.

وأفادت التقارير بأنها فكرت في تفعيل قانون التمرد لعام 1807، الذي يسمح للرئيس باستخدام الجيش لقمع انتفاضة محلية، وستضطر الإدارة إلى القيام بذلك إذا ما أرسلت، كما هدد وزير الدفاع بيت هيجسيث، فقد تم إرسال قوات مشاة البحرية لقمع اضطرابات لوس أنجلوس اليوم.

واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها بأن قرار ترامب "يعد تجاوزا مقلقا للسلطة الفيدرالية، فيما يحذر بعض الباحثين من أنه تحد علني متزايد للأعراف السياسية والدستور. ويشكل سابقة مقلقة، إذ يشير إلى أن الرئيس يمكنه إملاء نشر القوات الفيدرالية في أي ولاية.

كما يمثل تحذيرا للولايات والمدن الأخرى التي يديرها الديمقراطيون من أنها قد تواجه معاملة مماثلة إذا حاولت منع عمليات الترحيل". و"في الواقع، قد ينذر هذا بنشر القوات الفيدرالية ما لم يوافق البيت الأبيض بقيادة ترامب على طريقة تعامل أي ولاية مع أي أزمة.

وربما يشمل ذلك مظاهرات ضد سياسات رئاسية أخرى، ونظرا للطبيعة الاستقطابية لجزء كبير من برنامج ترامب، فقد كانت الاحتجاجات حتى الآن قليلة نسبيا. ولا شك أن المزيد من بؤر التوتر ستثار، وقد قدمت الإدارة لمحة مقلقة عن نوع التكتيكات التي قد تكون مستعدة لاستخدامها لاحقا".

اقرأ أيضاً«فاينانشيال تايمز»: ترامب يستهل عصرا جديدا من الحمائية الأمريكية

فاينانشيال تايمز: وقف إطلاق النار في لبنان نجاحًا دبلوماسيًا نادرًا لـ «بايدن» رغم فشله

مقالات مشابهة

  • تصاعد التوترات الأمنية والإنسانية في السودان وسط انسحاب للجيش واتهامات لليبيا.. التفاصيل
  • الدعم السريع يعلن السيطرة على المثلث الحدودي مع مصر وليبيا بعد انسحاب الجيش السوداني
  • تحوّل استراتيجي شمال السودان.. الدعم السريع يسيطر على «المثلث» الحدودي مع مصر وليبيا
  • السودان يتهم حفتر بمساعدة الدعم السريع في هجوم المثلث الحدودي مع مصر وليبيا
  • الجيش السوداني يتهم قوات حفتر بدعم هجوم للدعم السريع على موقع حدودي
  • الجيش السوداني يتهم حفتر بمساندة مباشرة للدعم السريع
  • لجنة أممية: هجمات إسرائيل على المدارس والمواقع الثقافية في غزة إبادة جماعية
  • فاينانشيال تايمز: ترامب واستعراض للقوة في لوس أنجلوس
  • طريق واحد وجدران من الخوف.. الحصار يضاعف أزمة الفاشر
  • حرب المسيّرات تغيّر قواعد اللعبة في السودان… «الدعم السريع» يوسّع سيطرته من الجو