جوخة الحارثي تصدر ليل ينسى ودائعه
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
صدر للروائية والقاصة جوخة الحارثي مجموعة قصصية جديدة حملت عنوان "ليل ينسى ودائعه"، وهي المجموعة القصصية الرابعة، والعمل السردي الثامن لها. وصدرت المجموعة عن منشورات تكوين في الكويت، بغلاف من تصميم حسين المحروس. لكن المجموعة أيضًا نُشرت في طبعات عربية متزامنة في عدة دول؛ حيث صدرت طبعة عراقية لبنانية عن دار الرافدين، وطبعة فلسطينية عن دار طباق، وطبعة مصرية عن مكتبة تنمية، وطبعة جزائرية عن دار الخيال.
وتضمّ المجموعة عشر قصص متناغمة ومتناسقة، تنحو منحى جامعًا، وتتّفق في وحدة شكليّة ومضمونيّة، وتقارب عوالم سرديّة متباينة، بأسلوب شائق، وبناء يُراعي خصوصيَّة القصّة القصيرة، ويرمي إلى جدة في طريقة القصص، وفي بناء الشخصيّات وتكوين أحداثها.
وتُعد المجموعة إضافة مهمة في سياق الأعمال السردية لجوخة الحارثي. وتُبنى المجموعة عبر تفاعل شخصيّتين هما المحور في كل قصة، حيث تُبنى الحكاية وتنفَتِح آفاق سرد واسعة، وتُقام صِلات مبينة عن ذات إنسانيّة وُجدها واحد ووجوهها عديدة، وتُصنَع باللغة أكوان متعدّدة تُعانق ما في الإنسان من مُمكن قد يظهر على سطح الوجود الحقّ وقد يتخفى.
وتتعمق القصص في المجموعة في قصّة الإنسان الفرد في صلته بالآخر، وتبحث النصوص في تجاويف الوجود عن أفق قد لا يتحقّق، ويدرك القارئ في هذه القصص من الفرد رؤيةً للآخر، وقصّةً كامنة، لا يقدر على إخراجها إلى السّطْح إلاّ ساردٌ مقتدر.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
حين تشغلنا التحليلات السياسية وننسى أنفسنا
إبراهيم بن سالم الهادي
بينما تنهض أمم الأرض من بين ركامها، وتنسج مُستقبلها بخيوط العمل والمعرفة والابتكار، تبقى مجتمعاتنا العربية منشغلة بتحليل تقلبات السياسة، وتتبّع تحركات الساسة، والتكهّن بما سيقوله الرئيس أو الوزير الفلاني، أو ما إذا كان الاجتماع الرباعي سينتهي ببيان مُشترك أم بخيبة أمل جديدة.
الخسارة الفادحة أن هذا الانشغال المحموم بتفاصيل لا تُغني ولا تنفع، جاء على حساب القضية الأهم.. صناعة الإنسان، فكم من الطاقات الفكرية والعملية أُهدرت في جدالات عابثة، بينما الحقيقة المُؤلمة تئن بصمتٍ في زوايا الوجدان، مفارقة مُرّة أن تطمح أمة للنهضة، في حين يستهلك أفرادها أوقاتهم في تحليل سياسات الآخرين، دون استثمار وقتهم في عملٍ ينفعهم، يتجادلون في مجموعات الواتساب حتى الشجار، غير مدركين أن الحقائق بعيدة عن عقلية المقاهي.
فماذا بعد؟
علينا أن نحوّل شغفنا السياسي إلى وعي منتج، لا إلى جدال لا ينتهي، أن نُعيد ترتيب أولوياتنا، ونوجّه طاقاتنا نحو التعليم، والتفكير النقدي، والمبادرات المجتمعية، لدينا في عُمان ثروات طبيعية هائلة، ليست فقط نفطًا وغازًا؛ بل فرص كامنة في الجبال، والسواحل، والصحاري، نحن لا نحتاج إلى اكتشاف قارات جديدة، بل اكتشاف الإنسان العُماني من جديد، وتمكينه من تحويل هذه الكنوز إلى فرص.
تخيّل لو تمَّ تأسيس مراكز وطنية لتعليم الشباب مهارات متقدمة مرتبطة بهذه الثروات، ففي ظفار يمكن إنشاء معاهد بحثية متخصصة في النباتات الطبية والعطرية، كاللبان والنباتات النادرة، تصدّر منتجاتها للأسواق العالمية لا كمواد خام، بل كعلاجات ومواد تجميل تحمل علامة "صُنع في عُمان". أما في صحار والدقم؛ فيمكن تأسيس مدارس تقنية تُعنى بتحويل المعادن والصخور إلى صناعات ذكية مثل مكونات الطاقة الشمسية، وبطاريات الليثيوم، ومواد البناء الخضراء، وفي الباطنة والشرقية يمكن تنفيذ مشاريع زراعية تعليمية تُدرّب الطلبة على الزراعة الذكية المائية والعمودية وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتصدير. وعلى سواحلنا يمكن إنشاء أكاديميات لعلوم البحار والصيد المستدام، تُعِدّ شبابنا لصناعة سفن حديثة، واستخراج منتجات بحرية عالية الجودة تُعبّأ محليًا لكن هذه المشاريع تتطلب تبنيًا وطنيًا حقيقيًا، عبر وزارة الاقتصاد، أو لجنة وطنية مشتركة من الجهات ذات العلاقة، تضمن تنسيق الجهود وتوجيه الموارد نحو تحقيق هذه الرؤى، بعيدًا عن التشتت والمبادرات الفردية غير المستدامة.
هذه ليست أحلامًا؛ بل رؤى قابلة للتحقيق إذا ربطنا التعليم بسوق العمل، وزرعنا في الإنسان العُماني طموح أن "يكون هو المشروع"، لا مجرد باحث عن وظيفة، فالمشاريع العملية لا تُنتج وظائف فقط، بل ترفع من مستوى المعيشة، وتقلل الاعتماد على الخارج، وتضع الدولة على طريق التقدّم، بدلًا من انتظار "القرار المصيري" عبر وسائل الإعلام؛ فنهضة الأمم لا تبدأ من نشرة أخبار نهدر طاقاتنا وأوقاتنا في تحليلها؛ بل كيف نعمل ونبني أنفسنا من حيث نحن الآن.
رابط مختصر