يمانيون../
كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن أن الصين بدأت بخطوات حاسمة للتراجع عن استثماراتها في صناديق الأسهم الخاصة الأمريكية، في سياق ما وصفته الصحيفة بـ”التصعيد الجديد في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين”، التي تجددت في ظل السياسات الحمائية التي يعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها، بما في ذلك الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مالية مطلعة ومسؤولين تنفيذيين في شركات استثمارية، أن صناديق الثروة السيادية الصينية، المدعومة من الدولة، أوقفت جميع استثماراتها الجديدة في كبرى شركات رأس المال الخاص في الولايات المتحدة، بما يشمل كيانات مثل “بلاكستون” و”تي بي جي” و”كارلايل”، في خطوة تؤشر إلى إعادة هيكلة شاملة للاستراتيجية المالية الصينية تجاه السوق الأمريكية.

ويأتي هذا التحول الحاد، بحسب الصحيفة، نتيجة ضغوط مباشرة من السلطات الصينية، التي باتت ترى أن تدفق الأموال إلى السوق الأمريكية لم يعد يحقق مصلحة وطنية، في ظل التصعيد السياسي والاقتصادي من واشنطن، والذي بات يهدد استقرار العلاقات التجارية بين الجانبين.

وذكرت الصحيفة أن مؤسسة الاستثمار الصينية (CIC)، أحد أبرز صناديق الثروة السيادية في العالم، كانت في طليعة المؤسسات التي بادرت بتجميد استثماراتها في السوق الأمريكية، لتنضم إليها لاحقًا مؤسسات مماثلة تعمل تحت مظلة الدولة الصينية.

كما أوضح التقرير أن هذا الانسحاب لا يقتصر على الصفقات المستقبلية، بل يشمل أيضًا جهودًا لإعادة هيكلة استثمارات حالية، خاصة تلك التي تمّت عبر شركات استحواذ خارج الولايات المتحدة، لكنها تستثمر فعليًا في السوق الأمريكي.

وتشير المعطيات إلى أن هذا التوجه الاستراتيجي الجديد لا يأتي فقط كرد فعل اقتصادي، بل يعكس تصعيدًا سياسيًا مدروسًا من جانب بكين، في وقت تتعرض فيه لقيود متزايدة على صادراتها، وسط محاولات أمريكية لتقليص الاعتماد على سلاسل التوريد الصينية.

تنويع الوجهات الاستثمارية

في المقابل، تسعى الصين إلى توجيه استثماراتها نحو أسواق بديلة ذات طابع أكثر استقرارًا سياسيًا، وفقًا للتقرير، إذ كثفت شراكاتها الاستثمارية في دول أوروبية وآسيوية من بينها المملكة المتحدة، فرنسا، اليابان، السعودية، وإيطاليا.

ويرى مراقبون أن هذا التحول الصيني يحمل رسائل اقتصادية ذات طابع سياسي، تؤكد رفض بكين لمحاولات الهيمنة الاقتصادية الأمريكية، وتعيد رسم خريطة العلاقات الاستثمارية بين القوى الكبرى.

ويُتوقع، بحسب ما نقله التقرير عن محللين اقتصاديين، أن يؤثر هذا التراجع الصيني على أداء عدد من كبريات شركات رأس المال الخاص في الولايات المتحدة، التي كانت تعتمد على تدفقات رأس المال الآسيوي، وخصوصًا من الصين، كمصدر رئيسي للنمو والتوسع.

خسائر متوقعة للاقتصاد الأمريكي

مع تراجع شهية الاستثمارات الصينية في السوق الأمريكية، تتجه الأنظار إلى تأثير ذلك على الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني أصلًا من تداعيات الحرب التجارية، والتي انعكست على مؤشرات النمو، وتسببت في تراجع قدرة الشركات الأمريكية على الوصول إلى التمويل الأجنبي.

في السياق ذاته، يرى محللون أن واشنطن قد تواجه ضغوطًا إضافية في الأشهر القادمة، إذا ما قررت الصين توسيع نطاق التراجع ليشمل سندات الخزانة الأمريكية أو الاستثمارات العقارية، وهو ما قد يشكل هزّة مؤلمة لأسواق المال الأمريكية.

ومع استمرار إدارة ترامب في اعتماد نهج المواجهة التجارية، تتعزز فرضية دخول العالم في مرحلة من “الانقسام الاقتصادي الكبير”، يعيد فيه كل قطب عالمي تشكيل تحالفاته المالية والتجارية بما يخدم مصالحه بعيدًا عن المركزية الأمريكية التي بدأت تتآكل أمام الصعود الصيني المتسارع.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السوق الأمریکیة السوق الأمریکی

إقرأ أيضاً:

الأسواق الخليجية تفتح على موجة هبوط مع تفاقم التوتر

دبي-رويترز

 فتحت معظم أسواق الأسهم في منطقة الخليج على تراجع اليوم الأحد بعد الهجمات الأمريكية على مواقع نووية إيرانية، لكنها عوضت بعض خسائرها مع تقييم المستثمرين للتأثير الاقتصادي المحتمل للصراع الإقليمي المتصاعد.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت إن قوات بلاده قصفت المواقع النووية الرئيسية الثلاثة في إيران، وحذر طهران من أنها ستواجه المزيد من الهجمات إذا لم توافق على السلام.

وارتفع المؤشر الرئيسي بالسعودية 0.2 بالمئة، مدعوما بصعود سهم البنك الأهلي السعودي، أكبر بنوك المملكة، 0.7 بالمئة.

وشنت إسرائيل أولى هجماتها على إيران في 13 يونيو حزيران، قائلة إن البلاد على وشك تطوير أسلحة نووية.

وتقول طهران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط. ويُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، وهو ما لا تؤكده ولا تنفيه.

وفي قطر، ارتفع المؤشر بأكثر من واحد بالمئة بعد انخفاضه في التعاملات المبكرة.

ونزل مؤشر الأسهم في سلطنة عمان 0.3 بالمئة بينما عوض مؤشر الكويت خسائر مبكرة وارتفع 0.3 بالمئة.

(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية)

مقالات مشابهة

  • “الأوراق المالية” وشركات الخدمات المالية تبحثان قضايا سوق رأس المال
  • كم كلفت الضربة الأمريكية التي أنهت الحرب بين إيران والاحتلال؟ (أرقام)
  • «تبوك الزراعية» تقدم ملف تخفيض رأس المال بـ 207.4 مليون ريال إلى هيئة السوق المالية
  • لمواجهة الضغط وخسائرة طائرات اليمنية.. تحرك حكومي لتفعيل شركات الطيران الخاصة
  • مؤشر سوق الأسهم يغلق على ارتفاع
  • عاطلان ينتحلان صفة موظفي بنوك للنصب على المواطنين
  • ماذا بعد الضربة الأمريكية لإيران؟.. قراءة معمقة بتداعيات التصعيد بالشرق الأوسط
  • رغم التوترات الإقليمية .. اللون الأخضر يسيطر علي أسواق المال العربية ختام الأحد
  • الأسواق الخليجية تفتح على موجة هبوط مع تفاقم التوتر
  • التصعيد الإيراني الإسرائيلي يضع الأسواق العالمية في حالة ترقّب ويُدخِل المستثمرين في حالة تأهّب