نزع سلاح حزب الله ضرورة لقيام دولة لبنان
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
آخر تحديث: 22 أبريل 2025 - 10:13 صبقلم: فاروق يوسف كشف الموقف الذي أعلن عنه مؤخرا الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في ما يتعلق بنزع سلاح الحزب وإنهاء حالة الطوارئ التي يعيشها لبنان بسبب ذلك السلاح عن حجم البلاء الذي ابتلي به لبنان. فحين يقول قاسم “سنواجه مَن يعتدي على المقاومة ويريد نزع سلاحنا وننصح بألا يلعب معنا أحد هذه اللعبة” فذلك معناه أن كل التوقعات التي كانت تحذر من أن البندقية المرفوعة باسم المقاومة يمكنها أن تستدير إلى الوراء لتوجه رصاصها إلى اللبنانيين بغض النظر عن مستوى ولائهم الوطني كانت صحيحة.
كل اللبنانيين مستهدفون ويمكن أن يتعرضوا للخطر إذا ما تساءلوا عن معنى أن يستمر الحزب حاملا سلاحه في ظل متغيرات كثيرة، دولية وإقليمية ومحلية كلها تدعو إلى ضرورة أن يحظى اللبنانيون بدولة تحفظ لهم كرامتهم وتبعد عنهم شبح الفقر والاستلاب ومصادرة الحريات وتخطط لمستقبلهم على أساس حق المواطنة. واقعيا لم يكن لبنان في حاجة إلى مقاومة تحمل السلاح قبل أن تحل الكارثة به وبالمقاومة معا. لقد أُتخم حزب الله بالسلاح القادم من إيران حتى فاض عن حاجته فصار عليه أن يقاتل في سوريا وفي العراق ليمارس دور الوكيل الإقليمي بدلا من أن ينحصر دوره في لبنان وعلى مساحة محدودة هي الجنوب اللبناني الذي لم يعد محتلا منذ عام 2000. لقد تأكد قياديو حزب الله أن هيمنة دولتهم على الدولة اللبنانية صارت بحكم الأمر الواقع، فهم الذين يعيّنون رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وهم الذين يسنّون القوانين وصار في إمكانهم طرد القضاة واللعب بالعدالة بطريقة تمنعها من المرور بالضاحية الجنوبية. كل الذين قتلهم حزب الله حُفظت قضاياهم أما انفجار مرفأ بيروت نهاية عام 2020 الذي أدى إلى محو نصف الجزء التاريخي من العاصمة اللبنانية فإن مسؤولية الحزب عنه كانت واضحة وأكدتها كل الوقائع كما أن القضاء سمّى الجناة، ولكن أحدا لم يجرؤا على القبض عليهم لأنهم في حماية الحزب. كان سلاح حزب الله هو السبب الذي أدى إلى انفجار مرفأ بيروت. وسلاح حزب الله هو السبب في أن يكون لبنان طرفا في حرب لم يقرر خوضها فلم يكن مضطرا لذلك وليست له مصلحة فيها. تلك حرب إيران التي خاضها حزب الله تحت شعار “وحدة الجبهات” الذي رفعته طهران ودفعت وكلاءها وفي مقدمتهم حزب الله لتطبيقه عمليا من أجل إزعاج إسرائيل ودفعها إلى التقرب منها. لم تكن غزة إلا موقدا رمت إيران أتباعها حطبا فيه وعينها ترنو إلى مكان آخر. كانت قيادة حزب تنفذ التعليمات الإيرانية بطريقة عمياء ولا قيمة لمصلحة لبنان لديها. “أنا جندي لدى الولي الفقيه” جملة لطالما قالها حسن نصرالله متفاخرا. لم يكن لبنان حاضرا في حسابات زعامة حزب الله وهي تقرر الدخول في حرب ضد إسرائيل، تحت شعار “نصرة غزة”. كان في إمكان لبنان أن ينصر غزة من غير أن يمر بالخراب الذي تعرض له بسبب إصرار حزب الله على أن يكون طرفا في حرب عبثية. إذا ما جئنا إلى الوضع من نهاياته، كان لا بد أن يُهزم حزب الله لكي يتنفس لبنان هواء حقيقته. ذلك لأن دولة لبنان لا يمكنها أن تستعيد وجودها في ظل هيمنة سلاح الحزب الذي احتواها بعد أن ابتلاها بالمقاومة التي هي ليست في حاجة إليها. فقد اللبنانيون دولتهم ولم يستفيدوا من المقاومة شيئا. حل عبث المقاومة وهو شأن إيراني محل قيم الدولة المدنية التي خسرت الكثير من وقتها من أجل لا شيء. الآن هُزم حزب الله وقُتلت كل قياداته العسكرية والسياسية وانقطعت سبل الإمداد الإيراني غير أن الحزب لا يزال عبارة عن كتلة بشرية ضخمة لا يجيد أفرادها القيام بأي شيء سوى استعمال السلاح. هل سيكون على الدولة اللبنانية التي تحررت لأول مرة منذ خمسين سنة من ضغوط السلاح أن تقبل بأن يستمر حملة السلاح غير القانوني في ممارسة حرفتهم الوحيدة؟كان من الطبيعي أن يرفض رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي كان قائدا للجيش خيارا من ذلك النوع. فمجرد وصول الرجل إلى قصر بعبدا كان إيذانا بانتهاء حقبة حزب الله. وهو ما يعني أن نزع سلاح الحزب لم يعد مجرد مطلب شعبي لبعض الفئات كما ادعى نعيم قاسم، بل هو ضرورة لقيام دولة ذات سيادة على أراضيها. دولة مستقلة اسمها لبنان.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
بو عاصي: حزب اللا يصرّ على لا للشراكة و لا للدولة
إعتبر عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي أن "الحزب" يكشف كل يوم عن وجهه الحقيقي فهو "حزب اللا" : "لا للدولة، لا للاستقرار، لا للازدهار، لا للمؤسسات، لا لأحادية السلاح والأخطر لا للشراكة بين المكونات في لبنان لأن قرار الحرب بيده"، مؤكّداً ان "هذه اللاءات لا تبني دولة ولا تطمئن اللبنانيين ولا تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان".
وفي مقابلة مع الإعلامية ريف عقيل ضمن "الحدث" عبر "الجديد"، أشار الى ان المجتمع الدولي يحذّرنا من ضربة آتية وبالتالي هذه الضربة لا سمح الله لن تكون على "الحزب" بل على لبنان، مضيفاً: "لذا علينا تفاديها بالمساعي السياسية والديبلوماسية. اما الحديث عن حرب أهلية جراء التسيّب، فوحدها سلطة الدولة تمنع حصولها".
هذا ورأى بو عاصي أن "إعتماد منطق القوة بمواجهة الإسرائيلي قد يكون مشروعاً ولكن يجب الأخذ دوماً بموازين القوى"، مذكّراً أن "عملية "طوفان الأقصى" والاختراق الكبير للمواقع الإسرائيلية في 7 أكتوبر تحولت الى تدمير كامل لقطاع غزة وسقوط آلاف الضحايا".
تـابع: "اليوم، في موازين القوى كانت "حماس" امام الاستمرار بالحرب او الذهاب الى التفاوض وهذا كان خيارها في المحصّلة كما خيار كل الدول وعلى رأسها السلطة الفلسطينية والدول المحيطة. عرّاب الاتفاق أي الولايات المتحدة مع مصر وتركيا وقطر توصلوا الى وقف اطلاق نار والى قبول "حماس" بتفكيك جناحها العسكري توفيراً على الشعب الفلسطيني المزيد من المعاناة والموت والدمار من دون أي أفق. لذا ما جرى في شرم الشيخ هو التوجه الى منطق التفاوض والديبلوماسية للتوصل الى حلول، لا منطق المواجهات العسكرية غير المتكافئة".
كما أعتبر أننا أمام لبنانين، لبنان الرسمي أي الدولة ومؤسساتها ولبنان "الحزب" ومشروعه الحرب الدائمة منذ تشكيله حتى اليوم، مضيفاً: "انتهى دوره في الحرب الإقليمية فهو لن يقوم بعد اليوم بأية ضربة على إسرائيل بسبب واقعه العاجز وليس لأن إيران لا ترغب في ذلك وهي التي زرعته عندنا لخدمة مصالحها على المستوى الإقليمي على حساب لبنان".
أضاف: "الحزب" ينقلب على الداخل ويعتبر نفسه غير معني بقرارات الدولة كما حصل في الروشة. لقد إختار المكان عمداً لافتعال مواجهة مع الدولة ونجح نسبياً بالانطباع. في نفس السياق لا يسمح للجيش اللبناني بالانتشار الفعلي جنوب الليطاني وتطبيق الـ1701 الى جانب الإعتداءات الإسرائيلية التي تعيق الإنتشار ولكن لا تستطيع منعه".
بو عاصي الذي شدّد على أن ما يحصل من قبل إسرائيل في لبنان مدان في كافة المقاييس، أشار الى أن "إسرائيل تحظى بدعم دولي غير مسبوق فهي دمّرت غزة و"ما حدا سأل"، فهل سلاح "الحزب" كان قادراً على الردع؟ طبعاً لا. الحل ليس بالقتال الذي أدّى إلى تدمير مناطق واسعة من لبنان ومنها الجنوب والضاحية".
تعليقاً على عدم مشاركة لبنان في قمة شرم الشيخ أسف بو عاصي للتراجع الواضح لموقع لبنان في العلاقات الدولية مؤكّداً ان هذا الواقع غير المقبول لا يتحمل مسؤوليته رئيس الجمهورية جوزاف عون او الحكومة بل غياب لبنان كدولة يمكن التفاوض معها لحل مشاكلها جراء أداء "الحزب" الذي يدعي زوراً انه يقوم بما عليه وهو خلف الدولة في حين لا ينفك عن التأكيد انه لن يسلم سلاحه! لذا الحل هو بفرض سيادة الدولة وبتبديد الانطباع بأن "الحزب" يعمد الى ليّ ذراعها".
عن موقف رئيس الجمهورية من التفاوض مع إسرائيل، قال بو عاصي: "هذا الموقف ليس الأول وليس واجبي لا التبجيل بمواقفه ولا حمل سيف النقمة بوجهه، بل دوري تقييم الأمور من منظار المصلحة الوطنية العليا. كان هناك قلق عند اللبنانيين منذ انتخاب الرئيس حتى جلسة 5 آب الماضي بشأن الإمرة لمن في لبنان والقيادة بيد من، فتبين أن الرئيسين عون وسلام اتخذا قراراً تاريخياً وجريئاً. كما يتبين أكثر فأكثر أن الرئيس عون غير غائب بل يقرأ بشكل سليم التغيرات الإقليمية ويدرك أين هي مصلحة لبنان ويسير بإتجاهها".
تابع: "انا بيار بو عاصي لا أرى عقدة من التفاوض المباشر مع إسرائيل للتوصل الى نقاط مشتركة ولنحافظ على مصالحنا ولا ألزم "القوات" بموقفي، لأنه تفاوض أكان مباشراً أو غير مباشر وليس إستسلاماً. لقد لمّح الرئيس عون الى التفاوض في موقفه الأخير والحل هو بالسياسة والديبلوماسية".
ردّاً على الهجوم على النائبة غادة أيوب بعد زيارتها للمصيلح على أثر القصف الإسرائيلي أوضح بو عاصي بأن الفكر الأحادي للحزب لا يقبل انفتاح المكونات اللبنانية على بعضها لكي يستأثر بطائفته وبيئته ويشيطن الآخر.
في الختام، أكد بو عاصي أن "القوات" لن تتردد بإنتقاد ومحاسبة أي مسؤول لأن المعيار هو المصلحة الوطنية العليا.
مواضيع ذات صلة بو عاصي: "حزب الله" جرّ الويلات على لبنان Lebanon 24 بو عاصي: "حزب الله" جرّ الويلات على لبنان