صحيفة التغيير السودانية:
2025-06-25@11:41:51 GMT

البرهان والخطوة الحاسمة!!

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

البرهان والخطوة الحاسمة!!

أطياف

صباح محمد الحسن

البرهان والخطوة الحاسمة!!

مع أول طلقة في معركة أمس الأول داخل محيط المدرعات والتي حشد لها طرفا الصراع قوات كبيرة ودفعا بقادة معروفين للميدان وظهرت فيها وجوه شكلت صدمة كبيرة للفلول، وسميت بمعركة (الترجيح) لأهميتها باعتبارها الأثقل في ميزان السيطرة على الأرض وتوجهت كل الأنظار إلى هناك، عندها خرج البرهان في ذات التوقيت مغادراً أرض الوطن لا أرض المعركة فالجميع يعلم أن المعركة لا يديرها البرهان

وكتبنا أن جدة تنتظر تمثيلاً جديداً للجيش، وأنه لابد من تغيير وجوه وفد التفاوض الكيزاني، لذلك كان لابد من أن يعلن الجيش عن خطوة جوهرية تبعد الفلول عن طاولة القرار والتفاوض

وغادر البرهان البلاد بصفقة خارجية لن تبعد الكيزان عن القرار والتفاوض إنما عن الميدان نفسه، لذلك هي صفقة (سحب القوة)، وهي ليست بين البرهان ودقلو كما يعتقد البعض فكلاهما لا يملك قراره في متى تتوقف الحرب أو متى يبدأ التفاوض لكنها صفقة خارجية أقوى

إذن مهمة الدعم السريع في سيناريو مغادرة البرهان هي فقط إيجاد طريق آمن له لا أكثر.

لكن كيف (سُرق) البرهان من الفلول!! فإن كان سهلاً سقوط المدرعات فكيف يكون صعباً على البرهان عبور ارتكازات على الطريق!!

وإن كان الدعم السريع ينتظر الجيش على طاولة التفاوض لخمسة أشهر، فقطعاً إن فكرة تأمين رحلة خروج البرهان ستكون له ممتعة وشيقة

فالوساطة عندما كانت تنتظر حائرة أن كيف لها أن تتجاوز عقبة (الوفد المزيف) ظهرت الإمارات على خط وقالت أنا لها، وذكرنا نصاً قبل يومين أنه في الأيام القادمة سيكون للإمارات دوراً مهماً في المشهد، ولأنها الأقرب لآل دقلو والأكثر حرصاً على محو آثار الوجود الإسلامي أرادت أن تختصر الطريق أمام الوساطة، فخطة خروج البرهان جاءت بعد تلويحة وابتسامة لمحمد بن زايد عندما حلَّ ضيفاً على أديس أبابا

وقد لا تكون خطوة البرهان خيانة للوطن كما وصفها الفلول ولكنها خيانة لهم، فمنذ بداية الحرب قال البرهان إنها حرب عبثية عندها خطفت الفلول قراره وسرقت لسانه فكل ما صدر عنه باطل، وظل حبيس (بيدروم) لا يمنح لحظة حرية إلا (لتصوير فيديو) إذن خلاصة القول (تغدا البرهان بالكيزان قبل أن يتعشوا به) فقرار إقالته أو إغتياله كان أدنى من قاب قوسين.

ونختم بما ختمنا به في زاوية (الإمارات على الخط) إن الدول التي وصلت إلى وضع خطة ما بعد الحرب لن تكون كتائب البراء عقبتها في تنفيذ تلك الخطة بفرض قوة أكبر لوقف الحرب.

طيف أخير:

#لا_للحرب

الوسومالإمارات البرهان الدعم السريع السودان الكيزان المدرعات كتيبة البراء منبر جدة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإمارات البرهان الدعم السريع السودان الكيزان المدرعات منبر جدة

إقرأ أيضاً:

هل تمهّد التطورات الاخيرة في إنهاء حرب السودان المنسية؟

حسب الرسول العوض ابراهيم

شهد السودان في الأيام القليلة الماضية تطورات متسارعة على المستويين الداخلي والخارجي، كان لها أثر مباشر على مسار الحرب المستمرة منذ 15 أبريل 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. فرغم شدة هذه الحرب وما خلّفته من دمار ومعاناة إنسانية، تراجع الاهتمام بها تدريجياً، في ظل تطورات سياسية وأمنية فرضت نفسها على المشهد، ودفعت الحرب إلى خلفية الأحداث.

في الداخل، عاد الجدل بقوة حول تشكيل حكومة كامل إدريس، ما أدى إلى تصاعد التوترات داخل تحالف بورتسودان، الذي يضم الجيش وبعض حركات دارفور وقوى من النظام السابق. هذا التحالف، الذي تشكّل كواجهة للحكم، سرعان ما أصبح ساحة للصراعات والمصالح المتضاربة، ووصل الأمر إلى تبادل الاتهامات وتسريب الاجتماعات السرية، مما كشف عن هشاشته وضعف انسجام مكوّناته.

تشكيل الحكومة الجديدة أصبح أكبر عقبة أمام أي قرار سياسي حاسم، سواء باتجاه استمرار الحرب أو الذهاب نحو التفاوض. فقد دخلت على خط الصراع قوى ومليشيات وكتل سياسية جديدة، أبرزها ما يُعرف شعبياً بـ”تحالف الموز”، وهو التحالف الذي دعم انقلاب 25 أكتوبر ضد حكومة حمدوك. هذا التحالف، الذي شعر بالتهميش، رأى في ارتباك كامل إدريس فرصة للعودة إلى دائرة التأثير، مما زاد الضغوط عليه.

على الأرض، أحرزت قوات الدعم السريع تقدماً مقلقاً في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، وبعض المناطق المحيطة به، وسط أنباء عن انسحاب القوات المشتركة من تلك المنطقة، ما سمح لقوات الدعم السريع بالتمركز هناك. وترافقت هذه الخطوة مع تهديدات باجتياح الولاية الشمالية، وهو ما زاد من توتر المشهد، وأثار تكهنات بترتيبات جديدة قد تُغيّر موازين القوى.

بعض المراقبين تحدثوا عن فتح “طريق عودة” بين الدعم السريع وبعض حركات دارفور المتحالفة مع الجيش، خاصة بعد كلمات التودد التي أطلقها حميدتي في خطابه الأخير. ويرى آخرون أن هذه التطورات قد تكون وسيلة ضغط على سلطات بورتسودان، لتثنيها عن تقليص حصة تلك الحركات في الحكومة المقبلة.

كان لظهور حميدتي وسط حشد منظّم من قواته دلالات واضحة، أبرزها إظهار الجاهزية لمرحلة جديدة. في خطابه، دعا حركات دارفور إلى فك ارتباطها بتحالف الجيش والانضمام إلى قواته، كما قدم اعتذاراً مبطناً عن الانتهاكات التي ارتكبتها قواته في الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض. غير أن هذه الاعتذارات وبتلك الرسائل لا تكفي لتجاوز الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في المناطق التي كانت تسيطر عليها .

كما وجّه حميدتي رسائل طمأنة إلى مصر، في محاولة لتحييد موقفها من الصراع وهو يعلم انها من اكبر داعمي سلطة بورتسودان، إلا أن من المستبعد أن تُغير القاهرة موقفها الداعم لسلطة بورتسودان بمثل هذه الرسائل، نظراً لتشابك مصالحها الكبيرة مع تلك السلطة .

خارجياً، كان اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران الحدث الأبرز. هذا الصراع الإقليمي الكبير شتّت انتباه القوى الداعمة لأطراف الحرب في السودان، مما ساهم في خفوت صوت الحرب داخلياً. ورغم اعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل إلا أن نتائج الحرب أضعفت إيران بعد تعرضها لهزيمة قصمت ظهرها ، وهي أحد الداعمين المهمين لتحالف بورتسودان، ما قد يؤدي إلى إعادة النظر في بعض التحالفات داخل السودان.

الانشغال الدولي بالحرب في الشرق الأوسط قد يمنح السودان فرصة نادرة لتعديل المسار، وقد يدفع بعض الأطراف للتفكير بجدية في تسوية سياسية تحفظ ما تبقى من نفوذها ومصالحها.

في المجمل، يمكن القول إن هذه التطورات المتسارعة، وإن لم تُنهِ الحرب بشكل مباشر، إلا أنها ساهمت في تفكيك بعض ملامحها، وفتحت الباب أمام مشهد جديد. وقد تكون هذه المرحلة فرصة لإعادة تقييم الخيارات، والسعي نحو تسوية سياسية تُنهي هذا الصراع الطويل والمنسي، الذي دفع ثمنه الشعب السوداني من أمنه ولقمة عيشه ومستقبل أجياله.

ولعلّ القول المأثور ينطبق على هذا الحال:
“مصائب قوم عند قوم فوائد” فربما تُفضي نتائج الحرب الإقليمية إلى فرصة لسلام داخلي، يكون السودان فيه هو المستفيد الأكبر.

كاتب ومحلل سياسي

الوسومحسب الرسول العوض ابراهيم

مقالات مشابهة

  • هل تمهّد التطورات الاخيرة في إنهاء حرب السودان المنسية؟
  • جنوب كردفان.. مصرع قائد ميداني بارز بالدعم السريع
  • السودان: دولتان عربية وإفريقية تعترفان برعاية مليشيا “الدعم السريع”
  • حميدتي: سيطرة «الدعم السريع» على المثلث الحدودي تهدف لتأمين السودان ومحاربة التهريب
  • إسرائيل والدعم السريع
  • مسؤولة أممية: خطر الإبادة الجماعية في السودان لا يزال مرتفعاً وسط هجمات عرقية تقودها للدعم السريع
  • صمود .. الخارجية السودانية وقفت عقبة أمام لقاء البرهان وحميدتي
  • بسبب فضيحة أخلاقية.. العلاقة بين الحلو و”الدعم السريع” على كف عفريت
  • تحركات مثيرة لعناصر الدعم السريع في دولة مجاورة للسودان
  • «لقاء سويدان» تعلن خطوبتها… تفاصيل المشاعر والخطوة الجريئة خارج الوسط الفني