شركات الشحن تواجه اضطرابات مستمرة في ظل تقلبات التعرفات الجمركية
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
باريس «أ.ف.ب»: مع التراجع في حمولات السفن والتقلب المستمر في الأسعار، يتعين على شركات الشحن البحري الدولية أن تتكيف مع الاضطرابات المرتبطة بالإعلانات الأمريكية عن التعرفات الجمركية، والتي أثارت تقلبات غير مسبوقة في النشاط خلال الأسابيع الأخيرة.
فقد أحدث تعليق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية الإضافية على الواردات لمدة 90 يوما، مع الاستثناء الملحوظ لتلك المفروضة على الصين، هزة جديدة في الأسواق بعد الاضطرابات المسجلة في بداية العام.
يقول ألكسندر شاربنتييه، خبير النقل المتعاون مع شركة رولان بيرجيه: إنه «في الأسابيع الثلاثة التي سبقت الإعلان، شهدنا تباطؤا في التجارة، وكانت سفن كثيرة محملة بنسبة 50% فقط في المسارات العابرة للمحيطين الأطلسي والهادئ باتجاه الولايات المتحدة».
خلال هذه الفترة، انخفضت أسعار الشحن البحري، واحتفظت شركات الشحن بمخزوناتها احترازيا.
غير أن ألكسندر شاربنتييه يلفت إلى «تسجيل مفعول معاكس» خلال الأيام العشرة الماضية، كما أن قرار الممثل التجاري للبيت الأبيض الخميس بفرض ضرائب على السفن المصنعة في الصين عندما ترسو في الموانئ الأمريكية بدءًا من منتصف أكتوبر من شأنه أن يزيد الأمور تعقيدا.
ومن المعلوم أن حوالي نصف السفن المشيدة في العالم تأتي من أحواض بناء السفن الصينية.
ويوضح شاربنتييه أن «الناس يريدون شحن أكبر قدر ممكن من البضائع إلى الولايات المتحدة، وهم يقومون بتصفية مخزوناتهم، وهناك اندفاع لحجز مساحات لهم» في سفن الشحن، لدرجة أنه أصبح من الصعب في بعض الأحيان نقل الحاوية وبدأت الأسعار في الارتفاع مجددا.
انخفاض الأسعار
لكن على المدى الطويل، تخشى الشركات انخفاض أسعار الشحن، كما حدث في عامي 2018 و2019، خلال ولاية دونالد ترامب الأولى، ومع فرض حواجز جمركية أقل حدة من تلك الموجودة اليوم.
في تلك الفترة، واجهت شركات النقل «طاقة فائضة، وانخفاضا قي أسعار الشحن، وارتفاعا في التكاليف، وفي نهاية المطاف، انخفضت الإيرادات»، على ما تذكر ساندي جوسلينج، المتخصصة في النقل والخدمات اللوجستية في شركة ماكينزي.
ويقول ألكسندر شاربنتييه: «من الصعب أن نقرأ ما يحمله المستقبل، ولكن ما يبدو لنا الأكثر احتمالا هو تراجع بعض الطرق لصالح دول أخرى في جنوب شرق آسيا أو الهند».
وتتوقع نائبة رئيس شركة الشحن البريطانية «زينكارجو» آن صوفي فريبورج أن يصبح مسار الشحن بين الصين والولايات المتحدة خاسرا.
إذا تأكد ذلك، «سيعدّل مالكو السفن عملهم. وهذا يعني التخلي عن المسارات التقليدية والتوجه نحو مسارات جديدة، مثل أمريكا اللاتينية التي تشهد طلبا متزايدا نسبيا منذ فترة لا بأس بها».
في الوقت الحالي، لم تعمد الشركات العالمية الكبرى مثل «ام اس سي» MSC أو «سي ام ايه سي جي ام» CMA CGM أو «ميرسك» Maersk إلى إعادة نشر أساطيلها للتكيف مع الوضع الجديد.
تغيير المسارات
وقالت شركة «هاباج لويد» الألمانية: إنها لم تشهد «أي تغيير في (مسارات) المحيط الأطلسي» لكنها سجّلت «انخفاضا هائلا في الصين»، قابلته «زيادة كبيرة في الطلب في جنوب شرق آسيا».
وفي مذكرة لزبائئها، قالت مجموعة بوسطن الاستشارية: إنها تتوقع انخفاضا حادا في التجارة بين الصين والولايات المتحدة وزيادة في التجارة داخل «الجنوب العالمي» الذي يتكون من دول ناشئة وبلدان مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا).
وبحسب منظمة التجارة العالمية، فإن التجارة العالمية في السلع قد تنخفض بنسبة 1,5% من حيث الحجم في عام 2025، وذلك تبعًا لسياسة التعرفات الجمركية التي ينتهجها ترامب، كما توقعت المنظمة انهيار حجم التجارة بين الصين والولايات المتحدة بنسبة 81%.
وكان القطاع البحري نجح في التغلب على الكثير من الأزمات في السنوات الأخيرة.
وبعد انقطاع سلاسل التوريد خلال سنوات جائحة كوفيد والحاجة إلى الالتفاف حول إفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح بسبب هجمات أنصار الله في البحر الأحمر منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، اكتسب أصحاب السفن «المرونة اللازمة لتغيير الطرق»، وفق آن صوفي فريبورج من «زينكارجو».
ويوضح ألكسندر شاربنتييه أن «إعادة توزيع تدفق (رحلات الشحن) إلى مناطق أخرى سيستغرق بعض الوقت».
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
"ميرسك العالمية" تقطع التعامل مع شركات مرتبطة بالمستوطنات
قررت شركة الشحن الدنماركية العملاقة "ميرسك"، مراجعة شراكاتها مع شركات لها صلة بمستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية، وذلك بعد مراجعة شاملة لشحناتٍ مرتبطة بهذه المستوطنات.
وجاء هذا القرار بعد حملة طويلة أطلقتها مؤسسات حقوقية وقانونية في الولايات المتحدة الاميركية تحت شعار "Mask Off Maersk"، والتي سلطت الضوء على دور "ميرسك" في نقل معدات تُستخدم لدعم المستوطنات الإسرائيلية، حيث اعتبرها النشطاء خطوة اولى لإجبارها على قطع العلاقات مع دولة الاحتلال التي تنقل إليها الكثير من المعدات العسكرية التي تساعدها في الاستمرار بحربها الإجرامية على القطاع.
وأعلنت شركة "ميرسك" عن تعليق الشحنات مع الشركات الموجودة في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية المدرجة في قاعدة بيانات مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار الضفة الغربية المحلية بالأسماء: قوات الاحتلال تواصل حملات الاعتقال اليومية في الضفة 3 شهداء وإصابات خلال هجوم لمستوطنين على بلدة كفر مالك شرق رام الله رام الله: "الاقتصاد الوطني" تُحيل موزع غاز للنيابة العامة الأكثر قراءة الاحتلال يواصل اقتحام جبع جنوب جنين لليوم الثالث بالأسماء: الاحتلال يعتقل 22 مواطنا من قرية العساكرة شرق بيت لحم المتطرف "ايهودا غليك" يقود اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى رئيس فنزويلا يدعو يهود العالم للجم نتنياهو: ضعوا حدا لهذا الجنون عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025