تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أبرزت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، بيان صدر عن الحكومة الصينية أوضحت فيه أن بكين تعتبر أي محاولة لتقييد التجارة معها لكسب ود الولايات المتحدة "أنانية وقصر نظر"، وتوعدت بالرد.
وحذرت الحكومة الصينية - في بيانها الصادر اليوم -، والذي نقلته الصحيفة في سياق تقرير، الدول الأخرى من تقييد التجارة مع الصين بهدف الحصول على إعفاء من الرسوم الجمركية الأمريكية، وتوعدت بالرد على الدول التي تفعل ذلك حيث صرحت وزارة التجارة بأنها سترد على تقارير إعلامية أجنبية تفيد أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحاول الضغط على الدول الأخرى بشأن تجارتها مع الصين كتكتيك تفاوضي.


وقالت الوزارة في بيان:"التهدئة لن تجلب السلام، والتسوية لن تكسب الاحترام إن السعي وراء ما يسمى بالإعفاءات من خلال الإضرار بمصالح الآخرين لتحقيق مكاسب أنانية وقصر نظر أشبه بالتفاوض مع نمر من أجل جلده. وفي النهاية، لن يؤدي ذلك إلا إلى وضع خاسر للجميع ".
وقالت الصين إنها " تعارض بشدة أي طرف يتوصل إلى اتفاق على حساب مصالحها"، مضيفةً أنها "ستتخذ إجراءات مضادة بحزم". مع ذلك، أكدت "نيويورك تايمز" أن إدارة ترامب لم تُعلن رسميًا أنها ستضغط على الدول للحد من التجارة مع الصين مقابل تخفيف الرسوم الجمركية، رغم أن ترامب أشار إلى انفتاحه على الفكرة. ففي الأسبوع الماضي، سأل مذيع، في برنامج باللغة الإسبانية على قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، ترامب عما إذا كان ينبغي إجبار دول أمريكا اللاتينية على الاختيار بين الاستثمار الصيني أو الأمريكي.. وأجاب ترامب وقتها:" ربما، نعم، ربما. يجب عليهم فعل ذلك ".
وكانت الولايات المتحدة أكبر سوق منفردة للسلع الصينية قبل فرض الرسوم الجمركية الأخيرة، رغم أن الحكومة الصينية تعمل منذ سنوات على تنويع أسواق صادراتها، جزئيًا للتحوط من تصاعد التوترات مع واشنطن.
ولكن، منذ التصعيد الأخير، تعمل الصين جاهدةً على تعزيز تلك العلاقات مع الدول الأخرى، لإرسال رسالة مفادها أنها لن تكون معزولة، ولتقديم نفسها كبديل موثوق لأمريكا التي لا يمكن التنبؤ بسلوكها.. وأبرزت "نيويورك تايمز" أن الرئيس الصيني شي جين بينج استضاف رئيس وزراء إسبانيا في وقت سابق من هذا الشهر وقام بجولة في عدة دول في جنوب شرق آسيا الأسبوع الماضي. وفي فيتنام، دعا شي الدول الأخرى إلى الانضمام إلى الصين في الدفاع عن التجارة الحرة و"بيئة دولية منفتحة وتعاونية". وفي ماليزيا، حثّ المنطقة على "رفض الانفصال واضطراب الإمدادات" و"إساءة استخدام الرسوم الجمركية".
كما سلّطت وسائل الإعلام الرسمية الصينية اليوم الاثنين الضوء على تصريحات كبير مسئولي الميزانية في بريطانيا، حيث وصف فيها قطع العلاقات مع الصين بأنه "أمر أحمق"، بينما يواصل المسئولون الصينيون مع مسئولين من الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية محادثات بشأن تعميق العلاقات.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الأمر لا يقتصر على علاقات الصين التجارية المباشرة مع الدول الأخرى فحسب، بل يشمل أيضًا إمكانية استمرار وصول سلعها إلى الولايات المتحدة، حيث أنشأ المصنعون الصينيون في السنوات الأخيرة مصانع في دول مثل فيتنام والمكسيك، مما مكّنهم من مواصلة البيع إلى الولايات المتحدة دون وضع علامة "صنع في الصين". ولكن إذا حدّت تلك الدول من تجارتها مع الصين، فستكون تلك المنافذ الخلفية معرضة للخطر.
وتابعت "نيويورك تايمز" أن هناك بالفعل دلائل على نية بعض الدول تقديم تنازلات للولايات المتحدة تتعلق بالصين إذ تعهد مسئولون فيتناميون بفرض قيود صارمة على إعادة الشحن، وهي ممارسة تُشحن فيها البضائع عبر دولة ثالثة ذات تعريفة جمركية أقل، خاصة بعدما اتهم مسئولون أمريكيون الصين بإعادة الشحن عبر فيتنام.
كذلك، امتنعت دول أخرى عن تأييد دعوات الصين للتكاتف ضد التعريفات الأمريكية. فبعد أن ذكر حساب على مواقع التواصل الاجتماعي تابع لوسائل الإعلام الرسمية الصينية أن الصين واليابان وكوريا الجنوبية اتفقت على رد مشترك، وصف مسئول كوري هذا الادعاء بأنه "مبالغ فيه إلى حد ما". مع ذلك، تتبنى الدول نهجًا حذرًا من الإساءة إلى الصين. فعلى سبيل المثال، لم تذكر فيتنام الصين صراحةً في وعودها بمكافحة الاحتيال التجاري.
وحتى قبل بيان وزارة التجارة اليوم الاثنين، أوضحت الصين أنها لن تتردد في اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، بالإضافة إلى مبادراتها الدبلوماسية. ففي مارس الماضي، فرضت الصين تعريفات جمركية تصل إلى 100% على زيت الكانولا ودقيق الكانولا ولحم الخنزير وغيرها من الأطعمة الواردة من كندا. وكانت الرسوم الجمركية في ظاهرها ردًا على الرسوم الجمركية الكندية على السلع الصينية. لكن وسائل الإعلام الرسمية الصينية قالت أيضًا إنها تحذير لكندا من التقرب من ترامب على حساب الصين.
تعليقًا على ذلك، قال بيرت هوفمان، المسئول السابق في البنك الدولي والأستاذ المساعد في الجامعة الوطنية في سنغافورة، في تصريح خاص للصحيفة:" إن العديد من الدول ستحذر على الأرجح من الرضوخ لمطالب واشنطن".. وأضاف:" أن أسلوب إدارة ترامب غير المنتظم في صنع السياسات سيجعل من أي اتفاقية تجارية معادية للصين مغامرة محفوفة بالمخاطر، حيث يمكن للولايات المتحدة أن تغير رأيها بين عشية وضحاها". لكن بعض الدول، مثل فيتنام، لم يكن لديها على الأرجح خيار سوى إعطاء الأولوية للولايات المتحدة، كما قال تشيوو تشن، أستاذ المالية في جامعة هونج كونج. وأشار إلى كيف أعادت فيتنام توجيه اقتصادها نحو جذب العلامات التجارية الأمريكية والأجنبية الأخرى للتصنيع هناك.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الصين الولايات المتحدة الرسوم الجمرکیة نیویورک تایمز الدول الأخرى مع الصین

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: رحلة عبر مدن سوريا بعد التحرير

استعرض تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز خلاصة ما توصل إليه مراسلوها بعد جولة ميدانية شملت مختلف المحافظات السورية، حيث وثّقوا بالأقوال والصور مشاهد من واقع البلاد بعد سنوات من حكم عائلة الأسد، و13 عاما من الحرب المدمرة.

وأشار كاتب التقرير مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز في بيروت بين هابرد، الذي غطّى الحرب منذ بدايتها، إلى أن السوريين باتوا أحرارا نظريا، ولكن الحرب خلفت أكثر من نصف مليون قتيل ومفقود وملايين النازحين ودمارا واسعا للمجتمعات المحلية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: إيران لم تهزم وبرنامجها النووي اكتسب قدرة على الصمودlist 2 of 2ما هو "سجن التمساح" المزمع تشييده بفلوريدا لإيواء المهاجرين؟end of list

وسلط التقرير الضوء على تطلعات السوريين العاديين وتفاوت مشاعرهم بين الأمل والقلق، في ظل أوضاع اقتصادية متردية وبنية تحتية مدمرة وانقسام سياسي وجغرافي مستمر.

عودة النشاط التجاري إلى أسواق مدينة درعا بعد سقوط النظام السابق (سانا) درعا

وبدأت رحلة هابرد من درعا، وبالتحديد من أمام المدرسة التي كُتبت على جدرانها عام 2011 العبارة التي أشعلت الانتفاضة: "إجاك الدور يا دكتور".

والتقى في المدينة بسميرة الخطيب، والدة الطفل حمزة الخطيب، الذي عذبته أنظمة أمن حزب البعث حتى الموت بعد مشاركته في مظاهرة سلمية.

وقالت سميرة للصحيفة وهي جالسة في غرفة ابنها إنه "كان يحب البسكويت كثيرا، وكان ويقبّلني كل يوم قبل الذهاب إلى المدرسة… ما زلت أحتفظ بملابسه، وأفتقد رؤيته نائما هنا".

وعلق ابن عم حمزة، خالد الخطيب (51 عاما)، بأن "السنوات الماضية كانت مؤلمة، ولكن كان من الضروري أن نرفع الظلم عن أنفسنا، والآن على الأقل نستطيع أن نتنفس".

سوق البزورية في دمشق (الجزيرة) دمشق

ولحظ هابرد أن آثار الدمار والخراب في دمشق كانت أقل مقارنة بدرعا، إذ كانت العاصمة معقل حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد وبقيت بمنأى عن كثير من القصف.

ووصفها بأنها "مدينة تفيض بالحركة والضجيج والحياة والاحتفال"، حيث تكتظ الساحات بالناس نهارا، بينما تكثر الفعاليات الثقافية ليلا، في مشهد لم يكن ممكنا قبل سقوط النظام.

إعلان

ووفق هابرد، لا يمكن لبريق أجواء الاحتفالات أن يخفي الوجه الآخر للمدينة، إذ حولت الحرب أحياء بأكملها إلى ركام وشتّتت سكانها.

وفي حي القابون، تعيش فداء العيسى مع أطفالها الأربعة وسط أنقاض شقتها المدمرة، وأكدت للصحيفة أنهم يعيشون حياة بدائية، وأن الكهرباء تصلهم لساعتين فقط يوميا، تستغلها الأم لتدفئة المياه وشحن الأجهزة وتشغيل الغسالة.

ورغم صعوبة العيش، تصر فداء على البقاء كي تعود الحياة إلى البلاد، وتحاول إقناع جيرانها اللاجئين في الأردن وتركيا وألمانيا بالعودة.

صورة جوية تظهر مدينة حمص وساحة الساعة الأبرز في المدينة (الجزيرة) حمص

ووقف هابرد في حمص أمام مشهد مئات الجنود السابقين في جيش وأمن نظام البعث، مصطفين في طوابير طويلة ورؤوسهم منكسة أمام مركز الشرطة، بانتظار تسلم بطاقاتهم المدنية.

وأوضح التقرير أن هؤلاء الجنود فقدوا وظائفهم وامتيازاتهم عقب سقوط النظام وسلموا أسلحتهم، وهم اليوم يحاولون التأقلم مع واقع الدولة الجديدة.

ولفت إلى أن المشهد يعكس تحديا أساسيا تواجهه سوريا في كيفية التعامل مع من ارتبطوا بالنظام السابق، خصوصا في حمص التي شهدت معارك طائفية بين أحياء علويّة موالية للنظام وأحياء سنية دعمت المعارضة.

وتعرف حمص بكونها عاصمة الثورة السورية، حيث شهدت معارك بين أطراف المعارضة والجيش السوري، وفرضت حكومة الأسد حصارا شديدا عليها دام عامين -أجبر السكان على أكل الأعشاب والنباتات- وتعرضت لقصف يومي مستمر، راح ضحيته 2200 شخص في المدينة.

الإفراج عن عناصر نظام الأسد الذين لم يثبت تورطهم في إراقة الدماء في حمص (الجزيرة)

ونقل التقرير عن أحد رجال المعارضة السابقين، الملقب بأبو حجر (32 عاما)، قوله إنه عاد إلى منزله بعد أن هجره النظام أثناء الحرب، وله الآن دور قيادي في إعادة بناء المدينة.

وفي إشارة منه إلى التوترات في حمص، أكد أن معارضته للنظام كانت سياسية وليست طائفية، ونظم بالتعاون مع مصطفى عبود -زعيم حي يقطنه غالبية علوية في حمص- حافلات لنقل الجنود السابقين من حي الزهراء إلى مركز الشرطة لاستخراج بطاقاتهم الجديدة، بعد أن منعهم الخوف من الخروج فرادى.

ولم يعترف أي منهم بالمشاركة في القتال، حسب ما نقله هابرد، وأصروا على أنهم كانوا يعملون في وظائف لوجستية مثل الحراسة والطهي أو الأعمال الإدارية، وأضاف أحدهم أنه "حتى لو أطلقت قذيفة، فلم يكن القرار بيدي".

جانب من عمليات إعادة البناء في حلب (الجزيرة) حلب

وقال التقرير إن حلب كانت مركز سوريا الاقتصادي والتاريخي قبل الحرب، وكانت تزخر بالمساجد والكنائس والمصانع والحرفيين، ولكن الحرب حولتها إلى "منطقة كارثية".

وأوضح التقرير أن الناتج المحلي الإجمالي للفرد في سوريا انخفض إلى ربع ما كان عليه قبل الحرب، وأن البلاد تحتاج لعقود طويلة لتعويض خسائرها الاقتصادية، وفق الأمم المتحدة.

ورصد هابرد هذه الصعوبات الاقتصادية عبر تسليط الضوء على قصة جاك بحّاد، أحد مالكي مصنع بحاد للأثاث في المنطقة الصناعية بحلب.

وكان المصنع يوظّف 40 عاملا قبل الحرب ويصدّر منتجاته إلى الخارج، لكنه دُمّر بعد أن سيطرت عليه فصائل من المعارضة، بحسب بحّاد. أما اليوم، فلا يتجاوز إنتاجه 30% من مستواه السابق، بسبب ضعف الطلب ومحدودية السيولة في البنوك السورية.

صورة لغارة جوية على تلمنس بريف معرة النعمان عام 2014 (الجزيرة) تلمنس

واتجه الفريق بعدها إلى قرية بلا أسقف، حيث التقوا بمحمد عبد الرحمن حمادي (38 عاما)، الذي عاد إلى منزله بعد انتهاء الحرب ليجد أن اللصوص هدموا سقف منزله الخرساني وسرقوا قضبان الحديد لبيعها خردة، واضطر لتغطية غرفة بالبلاستيك ليقيم فيها مع عائلته.

إعلان

وأشار التقرير إلى أن جيش الأسد طرد سكان قرية تلمنس في 2019 واستولى عليها، ثم شهدت القرية عمليات نهب منظمة للأثاث والأسلاك الكهربائية وأنابيب المياه.

وقال أسامة إسماعيل، رئيس المجلس المحلي في تلمنس، إن معظم المنازل والمساجد في القرية دُمرت، ولم يعد إليها سوى أقل من 10% من سكانها الذين بلغ عددهم قبل الحرب 28 ألف نسمة.

نازحون سوريون يعودون لديارهم بقرية كفر سجنة بعد سنوات قضوها في مخيمات قرب الحدود مع تركيا (أسوشيتد برس) أطمة

وفي نهاية الرحلة، توجه المراسل إلى مخيم لاجئين على الحدود التركية في شمال سوريا، حيث عانى السكان من ظروف صعبة على مدى 13 عاما، ولكنهم باتوا قادرين على العودة الآن.

وتحدث المراسل لخالد الحاج (53 عاما)، أب لـ6 أطفال، وهو يحمل أمتعته القليلة على شاحنة استعدادا للعودة إلى قريته بعد سنوات من الاعتماد على المساعدات والأعمال المؤقتة.

وكان الحاج متفائلا بانتهاء الحرب وأكد للصحيفة أنه ظل متيقنا من عودته، وأن أسرته نزحت عام 2012 من كفر زيتا إلى شمال غرب سوريا تحت سيطرة الثوار، واستقروا في المخيم الذي تطور تدريجيا من خيام إلى غرف بسيطة.

ومع سقوط النظام، قرر الحاج العودة لإصلاح منزله المتضرر والعيش فيه، وكان قد زرع شجرة خوخ بجانب خيمته، وعبر عن أمله في أن تنمو الشجرة وتثمر ليتمكن القادمون من التمتع بثمارها، ثم غادر المخيم متوجها إلى وطنه.

مقالات مشابهة

  • هل تنجرف الولايات المتحدة نحو حرب ضد الصين بسبب تايوان؟
  • باول يحذّر من تأثير الرسوم الجمركية ويتمسّك بتأجيل خفض الفائدة
  • النشطاء: على أوروبا أن تضمن أمنها بنفسها بعيدا عن الولايات المتحدة
  • نيويورك تايمز: هل تثني الضربة الأميركية لإيران دولا أخرى عن امتلاك القنبلة؟
  • نيويورك تايمز: هل الضربة النووية الأميركية لإيران رادعة للآخرين أم محفزة لهم؟
  • نيويورك تايمز: رحلة عبر مدن سوريا بعد التحرير
  • ترامب يهاجم "سي إن إن" و"نيويورك تايمز": شوهوا الضربات الأمريكية لإيران رغم نجاحها التاريخي
  • «كاذبة وفاشلة».. ترامب يهاجم سي إن إن و نيويورك تايمز بسبب ضربة إيران
  • نيويورك تايمز: إدارة ترامب تفاجئت بقرار وقف إطلاق النار وقطر أدت دورها بذلك
  • تجارة وصناعة عُمان تشارك في القمة الاقتصادية العربية البريطانية بلندن