"مسام" يكشف عن حقل ألغام جديد في جنوب الحديدة
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
أعلن فريق 26 التابع لمشروع مسام لنزع الألغام في اليمن اليوم الثلاثاء، عن اكتشافه حقلًا جديدًا للألغام في منطقة السويدية، بمديرية الخوخة جنوب محافظة الحديدة، موضحًا أن الحقل يتضمن ألغامًا مضادةً للدبابات بين حقول زراعية واسعة، تمت زراعته بشكل عشوائي من قبل جماعة الحوثي.
وأوضح قائد الفريق 26 مسام المهندس سامي حيمد أن عمليات الكشف تواجه صعوبات كبيرة بسبب الانتشار العشوائي للألغام، مبينًا أن المسافة بين اللغم والآخر تصل إلى 300 متر في اتجاهات متفرقة، ما يزيد من تعقيد المهمة في ظل اتساع المنطقة.
وقال حيمد: اكتشاف الألغام جاء بعد سلسلة حوادث مأساوية في مديرية الخوخة، أبرزها انفجار لغم أرضي أسفر عن مقتل طفل وحماره، وإصابة والده بشظايا أثناء محاولة إنقاذه.
وتُعد منطقة السويدية من أكثر المناطق تضررًا من الألغام الحوثية في مديرية الخوخة، وتشهد انتشارًا واسعًا لمخلفات الحرب المزروعة عشوائيًا، مما حول أراضيها الزراعية إلى مناطق خطرة تهدد حياة المدنيين يوميًا.
ورغم نجاح فرق «مسام» في تطهير مساحات كبيرة سابقًا، إلا أن استمرار عمليات الكشف يُظهر حجم الكارثة الإنسانية التي خلفها الحوثيون خصوصًا مع تسجيل إصابات متكررة بين الأهالي، آخرها الحادثة المأساوية التي أودت بحياة طفل وإصابة والده.
في غضون ذلك، نفَّذ مشروع «مسام» قطاع عدن والساحل الغربي، تدريبًا ميدانيًا مكثفًا ضمن نشاطه التدريبي الهادف لتعزيز الجاهزية المهنية لفرق نزع الألغام.
واستهدف التدريب تجديد المهارات للفرق العائدة من إجازات شهر رمضان وعيد الفطر، ويشمل البرنامج التدريبي محاكاة واقعية لعمليات تطهير الحقول من الألغام، بدءًا من تقييم جاهزية قادة الفرق والنازعين الميدانيين، مرورًا بفحص المعدات، ووضع التعليمات الأمنية، ومعايرة أجهزة الكشف وفق طبيعة المنطقة المُستهدفة.
وأوضح ضابط التدريب الخبير ديون ڤون لاندزببرغ أن التدريب شمل اختبارًا دقيقًا للفرق في التعامل مع الأجسام المشبوهة، بدءًا من اكتشافها وإبلاغ قائد الفريق، وصولًا إلى تطبيق الإجراءات الوقائية لتأمين الموقع. كما نُفذ تمرين محاكاة لإخلاء الإصابات (CASEVAC) لضمان الإستجابة الفعالة في الحالات الطارئة.
يأتي هذا البرنامج في سياق الجهود المستمرة لرفع مستوى السلامة المهنية للفرق، خصوصًا في المناطق الأكثر تعقيدًا بسبب الزراعة العشوائية للألغام، والتي تسببت في تعطيل عودة النازحين، وعرقلة جهود إعادة الإعمار.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: شهر رمضان البرنامج التدريبي برنامج التدريب مشروع مسام لنزع الألغام مسام لنزع الألغام
إقرأ أيضاً:
أبو زهر من بحيرة راكدة إلى خور ينبض بالحياة
في مطلع عام 2013، وجّه مواطنون من أبناء الخوخة مناشدات متكررة إلى الجهات الرسمية لوقف أعمال الردم التي بدأها عدد من المتنفذين في مجرى خور أبو زهر، والتي هدفت إلى الاستيلاء على مساحات من الأرض والبناء عليها. إلا أن تلك المناشدات لم تلق آذانا صاغية، ما شجع المعتدين على مواصلة أنشطتهم التخريبية، مؤدين إلى انسداد القناة المائية التي كانت تغذي بحيرة الخور بمياه البحر، فتحولت إلى بركة راكدة، خالية من الحياة، ومأوى للبعوض والحشرات الناقلة للأوبئة.
وبعد مرور أكثر من عقد من الزمن على انسداد القناة، دشن وكيل أول محافظة الحديدة، وليد القديمي، صباح أمس الأول، مشروع إعادة فتح مجرى خور أبو زهر، بتمويل مباشر من عضو مجلس القيادة الرئاسي، العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، في خطوة نوعية تهدف إلى إنقاذ النظام البيئي البحري، وإحياء فرص التنمية المحلية في المناطق المحررة من المحافظة.
الحوثي وعسكرة الشواطئ
منذ اجتياحها لمحافظة الحديدة، حولت مليشيا الحوثي الإرهابية سواحل المحافظة الى ثكنات عسكرية مستغلة الغطاء النباتي الكثيف التي تمتاز به، ولا سيما مزارع النخيل التي تنتشرعلى طول الشريط الساحلي للحديدة، وكان لشاطئ أبو زهر السياحي بالخوخة نصيبه من العبث الحوثي فقد تحول الى معسكر خاص بهم ومنع المواطنون من ارتياده ما تسبب بجفاف الكثير من مزارع النخيل واضطرار الصيادين للبحث عن مرافئ بعيدة وغير مهيئة لرسو قواربهم بعد أن كان أبو زهر مرفأهم الطبيعي الذي يحميها من الأمواج العاتية.
وبعد تحرير الخوخة وطرد المليشيا الحوثية عاد المواطنون -صيادين ومتنزهين- الى شاطئهم الجميل والى خور أبو زهر الذي ظل ينتظر من يعيد اليه قناته ورئته البحرية قبل ان يتصحر ويلفظ أنفاسه، فجاء العميد طارق صالح ملبيا نداء أهالي الخوخة، معيدا للدولة مكانتها وللخور حياته.
بشائر أمل
تتمتع الخوخة بسواحل خلابة جعلتها، خلال عقود ماضية، واحدة من أفضل وجهات السياحة البيئية في اليمن، وبرغم ذلك لم تحظ بالاهتمام الكافي ليزداد الوضع سوءا بعد انقلاب مليشيا الحوثي وسيطرتها على مؤسسات الدولة.
لكن الوضع الان مختلف عما كان عليه، إذ يستبشر أبناء الخوخة بمستقبل مزدهر لمدينتهم الساحلية في ظل المشاريع التنموية الكبيرة التي يتبناها عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح في كل مناطق الساحل الغربي.
ويأتي مشروع إعادة الحياة لخور أبو زهر استجابة لمطالب مجتمعية حثيثة لما لهذا المورد الطبيعي من أهمية بيئية واقتصادية، حيث أن تدفق مياه البحر مجددا الى الخور، كما كانت قبل الردم، سيعيد للبحيرة دورها الحيوي كمرفأ طبيعي لقوارب الصيادين، وسيوفر بيئة خصبة لعودة كائنات بحرية موسمية مثل الجمبري، ما يفتح أمام السكان فرص رزق مستدامة وذات مردود اقتصادي مرتفع.