جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-19@23:46:11 GMT

عُمان وروسيا.. تعاون القمم

تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT

عُمان وروسيا.. تعاون القمم

 



فايزة سويلم الكلبانية
Faizaalkalbani1@gmail.com

بين ربوع موسكو، حيث التاريخ يُناجي المُستقبل، وخطى القيادة تُؤسس لعهدٍ جديدٍ، تجلَّت زيارةُ جلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- إلى روسيا الاتحادية كَوَثبةٍ استراتيجيةٍ تَحمل في طياتها بُعدَ الحكمة وشموخَ الإرادة. لم تكن مجردَ محطة دبلوماسية عابرة، بل كانت منعطفاً تاريخياً يُجسِّد التكاملَ بين رؤيتين طموحتين، ويُرسي دعائمَ تحالفٍ راسخٍ في زمنِ التحديات والتحولات العالمية.




ففي قاعاتِ الكرملين، حيثُ التاريخُ يُراقبُ باهتمامٍ صناعةَ المُستقبل، وُقِّعت تسعُ مذكراتِ تفاهمٍ كنجومٍ تُضيءُ دربَ التعاونِ بين البلدين. ففي مجال الطاقة، تكاتفت الأيدي لاستكشافِ كنوزِ الأرضِ من نفطٍ وغاز، وتبادلِ الخبراتِ في رحابِ الطاقة المتجددة، كأنما البلدان يُعيدانِ كتابةَ خريطةِ القوةِ الاقتصاديةِ بأقلامٍ من نور.

أما في ميدان النقل والخدمات اللوجستية، فقد اتفقَ الفريقان على تعزيزِ شبكاتِ الربطِ التجاري، لِتُصبحَ عُمانُ جسراً يَحمِلُ البضائعَ والأحلامَ بين الشرقِ والغرب. ولم يغبْ عن اللقاءِ قطاعُ الثقافةِ والتعليم، حيثُ سَتُنظَّمُ برامجُ التبادلِ الطلابي، وتُقامُ الفعالياتُ المشتركة، كي يَتعانقَ التراثُ العُماني الأصيلُ مع الإرثِ الروسي العريق في لوحةٍ إنسانيةٍ بديعة.
ولأنَّ الإعلامَ هو لسانُ العصرِ ومرآةُ الشعوب، فقد حظي باهتمامٍ خاصٍّ عبر اتفاقيةٍ تهدفُ إلى تبادلِ المحتوى الإخباري والثقافي، كي لا يبقى أيُّ جمالٍ أو إنجازٍ خلفَ الجدران. كما لم تُغفلِ الزيارةُ مجالَ الابتكارِ والتكنولوجيا، حيثُ ستتعاونُ الجامعاتُ ومراكزُ الأبحاثُ في كلا البلدين لصناعةِ مستقبلٍ تقنيٍّ يُحاكي أحلامَ الشباب.

وفي خطوةٍ تُجسِّدُ الثقةَ المتبادلة، وقَّعَ البلدانِ اتفاقيةَ الإعفاءِ من التأشيرات، لِتُصبحَ حركةُ المواطنين بين مسقطَ وموسكوَ سلسةً كنسيمِ الخليج. ولم تكنِ الرمزيةُ غائبةً عن هذا اللقاء التاريخي، حيثُ تمَّ الاتفاقُ على إصدارِ طابعٍ بريديٍ مشتركٍ يَخلدُ هذه الشراكةَ الأصيلة.

أما على الصعيد السياسي، فقد تشاركت الرؤيتان العُمانيةُ والروسيةُ في الدعوةِ إلى حلولٍ عادلةٍ للأزماتِ الدولية، لاسيما في فلسطين، حيثُ كان صوتُ عُمانَ واضحاً كالشمسِ في رفضِ الحربِ ودعمِ الحلولِ الشاملة.

هكذا، تَخرجُ زيارةُ جلالةِ السلطان إلى روسيا بِعبقِ الانتصارِ الدبلوماسي، حاملةً معها رسالةً مفادها أنَّ عُمانَ، برؤيةِ قائدها، تُحافظُ على توازنها الدولي دون أن تفرطَ في ثوابتها، وتَبني جسورَ التعاونِ دون أن تذوبَ في الآخر. ففي كلِّ مذكرةٍ وُقِّعت، وفي كلِّ حوارٍ جرى، كان هناك بصمةُ عُمان الواضحة: دولةٌ تَصنعُ التاريخَ بحكمةِ قائدٍ، وثقةِ شعبٍ، وشراكاتٍ تُناطحُ السحاب.

 

 

 

 

 

 

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لأول مرة في التاريخ.. أمريكا خارج "الجدارة المثالية"

 

واشنطن- الوكالات

فقدت الولايات المتحدة رسميًا آخر تصنيف ائتماني مثالي، كانت تحتفظ به منذ أكثر من قرن، بعد أن خفضت وكالة "موديز" تصنيفها السيادي من "إيه إيه إيه" إلى "إيه إيه 1"، مشيرةً إلى ما وصفته بـ"تدهور مستمر وغير قابل للعكس حاليًا" في مؤشرات الدين والعجز، وسط شلل سياسي مزمن وتضخم في الالتزامات المالية غير القابلة للتقليص.

ويعني هذا القرار، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، أنَّ الولايات المتحدة أصبحت للمرة الأولى في تاريخها خارج نادي "الجدارة المثالية" لدى جميع وكالات التصنيف الثلاث الكبرى، بعد أن كانت وكالة "ستاندرد آند بورز" قد خفضت التصنيف في عام 2011، وتبعتها "فيتش" في 2023.

وأكدت "موديز" في بيانها، أن قرار التخفيض لا يعكس ضعفًا في مؤسسات الدولة الأمريكية، ولا يشكك في استقرار نظامها المالي؛ بل ينبع من عجز القيادات السياسية المتعاقبة عن الاتفاق على مسار مالي مستدام يضمن خفض العجز والسيطرة على الدين العام.  وأضافت الوكالة، أن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بما سمته "قوة ائتمانية استثنائية"، تتمثل في حجم اقتصادها، ومرونته، ودور الدولار الأمريكي كعملة احتياط دولية محورية، لكنها شددت على أن هذه العوامل لم تعد كافية لتعويض التدهور الهيكلي في مؤشرات الدين.

ومن المتوقع أن يبلغ العجز الفيدرالي الأمريكي 9% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، صعودًا من 6.4% في 2024. أما الدين العام، فسيصل إلى 134% من الناتج المحلي، مقارنة بـ98% في الوقت الحالي.

ورجحت الوكالة أن تصل مدفوعات الفائدة وحدها إلى 30% من الإيرادات الحكومية بحلول 2035؛ أي ثلاثة أضعاف المستوى المسجل عام 2021.

ووصفت الوكالة هذه المسارات بأنها "غير مُستدامة"، مؤكدة أن عدم اتخاذ خطوات إصلاحية فورية سيؤدي إلى تآكل تدريجي في الجدارة الائتمانية والثقة السوقية.

مقالات مشابهة

  • ترامب: مكالمتي مع بوتين كانت جيدة.. وروسيا وأوكرانيا سيبدآن مفاوضات وقف إطلاق النار فورا
  • خبراء روس يقيّمون نتائج مفاوضات أوكرانيا وروسيا بإسطنبول
  • مصر وروسيا تناقشان تطورات مشروع الضبعة النووية
  • قمة الورق والحبر… وباقي الحكاية في غزة
  • لأول مرة في التاريخ.. أمريكا خارج "الجدارة المثالية"
  • باوليني تكتب التاريخ في روما
  • الذكاء الاصطناعي.. وصياغة التاريخ الموازي
  • كريستال بالاس يصنع التاريخ ويحقق كأس الاتحاد الانكليزي على حساب السيتي
  • وزير الخارجية الأمريكي يرحب باتفاق تبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا
  • العراق: القمم العربية أصبحت منصة لتقريب وجهات النظر ومواجهة الانقسامات