تجارب ما بعد الثورة السودانية وانقلاب 25 أكتوبر 2021 وحرب 15 أبريل كشفت الغطاء عن تصدعات وخلافات وتباينات عميقة داخل البعث السوداني وتسلل الانتهازية إلى مفاصله، بل وظهور شخصيات تتكسّب من شعاراته وتتاجر بها في سوق النخاسه. ترسم وتعقد التحالفات مع الأطراف والدوائر المشبوهه و تسير في الاتجاه المعاكس لقوي الثوره وإيقاف الحرب وابعاد مليشيا الجنجويد والعسكر عن المشهد السياسي والاقتصادي .

وفي هذا المشهد المتشظي، يبرز محمد وداعة عراب الصفقات مع قوي الرده والنظام البائد واللجنه الأمنيه . كواحد من الذين باعوا البعث والدولة، واختاروا المقعد الوثير إلى جوار العسكر.

محمد وداعة: ليس صحفيًا.. بل مدير مطبعة بوجه سياسي كاذب
لنكن واضحين منذ البدء: محمد وداعة لا علاقة له بالصحافة المهنية، لا في تكوينه، ولا في سلوكه، ولا في تاريخه. هو مدير لمطبعة دخل إلى الوسط الإعلامي من بوابة المال لا المبادئ. يشتري المقالات، يُملِي العناوين، ويدفع لـ"كتّاب الأشباح" ليصنع صورة لنفسه كصوت صحفي ومعارض بينما هو في الحقيقة مجرد وكيل غير رسمي للعسكر، ينفّذ خطّهم الإعلامي ويُداري فضائحهم وينشر سمومهم

الشعارات للبيع: "لا للتطبيع" كواجهة تجارية
يتحدث محمد وداعة كثيرًا عن مناهضة التطبيع مع إسرائيل، لكنه لا يملك الشجاعة ليقول كلمة واضحة ضد البرهان، الذي قاد بنفسه خط التطبيع منذ اجتماعه الأول مع نتنياهو في عنتيبي. وداعة بدلًا من مواجهة الواقع، كتب مقالات مشوشة، حاول فيها تمييع الحقائق وتوجيه اللوم إلى "الخبر" بدلًا من "صانعه".

أين موقفه من زيارة الصادق إسماعيل إلى تل أبيب؟
لماذا لم يفتح فمه بكلمة واحدة ضد رئيس مجلس السيادة، رغم وضوح المسار التطبيعي؟
الإجابة واضحة: لأن وداعة ليس حرًا، بل مُقيَّد بتحالفه مع العسكر، وبعلاقاته المعروفة داخل مراكز السلطة، وبدفتر شيكاته الذي يموّل صوته.

الازدواجية كمنهج حياة
لا تكمن خطورة محمد وداعة في تناقض أقواله وأفعاله فقط، بل في قدرته على ترويج الأكاذيب كحقائق، وعلى لبس عباءة النضال بينما يخدم من هم في قلب مشروع الإقصاء والتطبيع والهيمنة العسكرية. إنه نموذج صريح للسياسي الذي يعرف من أين تؤكل الكتف، لا من أين تُصلح الأوطان.

ينتقد "قحت" صباحًا، ويتودد للسلطة مساءً. يظهر في البرامج كقومي صنديد، بينما يخطط في الكواليس لتكريس النفوذ وعوده الشموليه والمؤتمر الوطني والنظام البائد وتمكين نفسه ماليًا وسياسيًا عبر ماكينة مطبعته.

حزب البعث في مفترق الطرق وتابعنا حرب البيانات والتصريحات والفصل وهذا ليس كافيا . علي البعثيين امتلاك الجرأه والشجاعه الكافيه لمواجهه هذا الانحراف والسقوط لان
استمرار البعث السوداني في الصمت على نموذج مثل محمد وداعة، أو حتى التماهي معه، يعني أن الحزب نفسه يرتكب خيانة مزدوجة: خيانة تاريخه وخيانة قواعده ومواقف قادته ومفكريه العظام الصاوي وجادين ،فإما أن يتبرأ من هذه النماذج، ويعيد ضبط البوصلة نحو العمل الجماهيري النظيف، أو يواصل انحداره في مسار تبييض وجوه من باعوا المبادئ وركبوا موجة العسكر.

أقول في نهاية مقالي هذا أن محمد وداعة ليس إلا واجهة... وعلينا أن نكسر الواجهة
واجب الصحافة الحرة، والفكر النقدي، والمجتمع المدني، أن لا يسمح بمرور هذه النماذج دون تعرية. وكشف وفضح وداعة ليس سياسيًا، بل متسلّق ينتعش من ريع المال الإعلامي، لا يؤمن بفكر البعث ولا بقيم النضال، بل يؤمن فقط بالكاميرا التي تسلط الضوء عليه، وبالشيكات التي تطبع مواقفه على ورق المطيعه منذ ما قبل الحرب وايام الثورة ولصالح موّجهيه في الكواليس.

zuhair.osman@aol.com

زهير عثمان  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: محمد وداعة

إقرأ أيضاً:

غضب من التعتيم الإعلامي وقرار منع البث الحي لمظاهرات كينيا

أثار قرار السلطات الكينية بوقف البث الحي للمظاهرات التي شهدتها البلاد يوم الأربعاء موجة من الإدانات من منظمات حقوقية ومؤسسات إعلامية، وسط اتهامات للحكومة بمحاولة التعتيم على الانتهاكات الأمنية.

وكانت هيئة الاتصالات الكينية أمرت في بيان رسمي، جميع محطات التلفزيون والإذاعة بوقف التغطية المباشرة للاحتجاجات، معتبرة أن البث الحي "ينتهك مواد دستورية" تتعلق بحرية التعبير والإعلام.

وتزامن القرار أثناء بث القنوات لمظاهرات بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمظاهرات "جيل زد" ضد قانون المالية لعام 2024، التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى.

أسفرت المظاهرات عن مقتل العشرات وإصابة المئات أغلبهم بنيران الشرطة حسب الهيئات الحقوقية (الفرنسية) المنظمات الحقوقية تنتقد القرار

سارعت عدة منظمات حقوقية على غرار اللجنة الكينية لحقوق الإنسان بمطالبة وسائل الإعلام المحلية بتجاهل القرار الصادر عن لجنة الاتصالات ورفض تطبيقه.

وقالت في بيانها إنه "من غير المقبول استخدام السلطات الحكومية لفرض رقابة على المعلومات، مما يحد من حرية الصحافة".

كما أعلنت أنها طعنت في القرار أمام المحكمة العليا، واعتبرته "غير دستوري" ويهدف إلى "إخفاء انتهاكات الشرطة".

من جانبها أعربت منظمة "أفريقيا الأبية بلا رقابة" عن استنكارها لهذا القرار، معتبرة أن المنع يعد انتهاكا لحرية الصحافة في كينيا.

كما دعت المنظمة إلى استئناف بث الأحداث المباشرة بما يتماشى مع المعايير الدولية لحرية التعبير.

وأضافت المنظمة أنه يجب على الحكومة الكينية أن تلتزم بالمواثيق الدولية التي تضمن حرية الصحافة.

تأثير القرار على الإعلام المحلي

أفادت تقارير بأن السلطات عطّلت إشارات البث الأرضي لقنوات رئيسية مثل "أن تي في" و"كا تي في" و"سيتيزن تي في"، مما دفع مجموعة "نيشن ميديا" إلى إصدار بيان شديد اللهجة، أكدت فيه أن "إغلاق الإشارة تم دون اتباع الإجراءات القانونية، ويشكل تدخلا مباشرا في استقلالية التحرير".

إعلان

ولم تقتصر التضييقات على المجال الإعلامي فقط، بل امتدت أيضا إلى المجال الرقمي، حيث قيدت الحكومة الوصول إلى بعض منصات التواصل الاجتماعي مثل "تليغرام"، مما أضاف مزيدا من الصعوبة على المواطنين ووسائل الإعلام في نشر المعلومات المتعلقة بالاحتجاجات.

وقد أعربت عدة منظمات حقوقية عن قلقها من هذه القيود التقنية، معتبرة أن ذلك يشكل تهديدا آخر للحريات العامة في البلاد .

الحكومة الكينية قيدت الوصول إلى بعض منصات التواصل الاجتماعي خلال المظاهرات (الفرنسية) عشرات القتلى أثناء المظاهرات

في وقت لاحق، أفاد فرع منظمة العفو الدولية في كينيا بأن 16 شخصا لقوا حتفهم خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة في نيروبي ومدن أخرى، معظمهم قتلوا على يد الشرطة، بينما أصيب 400 آخرون، منهم 83 في حالة حرجة.

قد شهدت الاحتجاجات مشاركة آلاف المواطنين لإحياء ذكرى احتجاجات العام الماضي ضد زيادات ضريبية، تصاعدت في ظل توترات سياسية وأمنية في البلاد، خاصة بعد مقتل المدون ألبرت أوجوانغ على يد الشرطة.

تعكس هذه الاحتجاجات تصاعد الاستياء الشعبي من إدارة الرئيس ويليام روتو، الذي وعد بتحقيق تقدم اقتصادي سريع ولكنه يواجه انتقادات بسبب الفساد والركود الاقتصادي.

كما تأتي إجراءات منع البث في وقت تتصاعد فيه الانتقادات المحلية والدولية بشأن تعامل السلطات مع الاحتجاجات، خاصة في ظل تقارير عن استخدام مفرط للقوة، واعتقالات تعسفية، وانتهاكات لحقوق الصحفيين.

مقالات مشابهة

  • «الدولية لطب الإدمان»: الإمارات نموذج دولي رائد في التصدي للمخدرات
  • استشاري «تريندز» يعتمد رؤية واستراتيجية معهد تريندز الدولي للتدريب
  • غضب من التعتيم الإعلامي وقرار منع البث الحي لمظاهرات كينيا
  • آل الشيخ: الطرح الإعلامي مُضحك مُبكي والهلال رفع رأس كل سعودي .. فيديو
  • ذي قار.. الحبس سنة واحدة لمدان بـتمجيد حزب البعث
  • الصين على وشك الكشف عن 100 نموذج مماثل لـديب سيك
  • ماراثون الثانوية العامة 2025 | 12 نموذج استرشادي لـ امتحان التاريخ الآن
  • شاهد بالفيديو.. الإعلامي محمد محمود “حسكا” وزوجته المذيعة “سماح” يخطفان الأضواء بإطلالة ملفتة مع طفلتهم الصغيرة
  • أثر الجنون بالترندات: "لا بوبو" نموذجًا
  • عضو بـالشيوخ: المجلس جسّد نموذجًا برلمانيًا راقيًا في دعم التشريع