كشفت دراسة أعدّها معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي عن أربعة بدائل تصفها بـ"القاتمة" أمام الاحتلال الإسرائيلي للتعامل مع مستقبل قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان العسكري على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي أسفر عن سقوط أكثر من 168 ألف بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين، ومأساة إنسانية تفاقمت نتيجة الحصار الخانق ومنع دخول الإمدادات والمساعدات الإنسانية.



الدراسة، التي أعدها عوفير غوترمان، المحلل السابق في جهاز الاستخبارات الدفاعية الإسرائيلي، تناولت ما أسمته "البدائل الاستراتيجية لقطاع غزة"، ورأت أن إسرائيل تقف عند مفترق طرق يتطلب منها بلورة رؤية طويلة الأمد للقطاع. 

وقد حددت الدراسة البدائل المتاحة على النحو الآتي:
1. التهجير أو ما يُسمّى بـ"الهجرة الطوعية"، وهو خيار تنظر إليه الدراسة باعتباره غير مدروس من الناحية الاستراتيجية، وذو جدوى تنفيذية ضعيفة.

2. الاحتلال المباشر وفرض حكم عسكري طويل الأمد، وهو بديل قد يؤدي إلى إضعاف حركة "حماس"، لكنه لا يضمن القضاء عليها، كما يحمل مخاطر على حياة الأسرى الإسرائيليين في غزة، ويُثقل كاهل الاحتلال الإسرائيلي بتكاليف باهظة وطويلة المدى.


3. إقامة إدارة فلسطينية "معتدلة" بدعم دولي وعربي، تُعدّ من وجهة نظر الدراسة أقل تكلفة على الاحتلال الإسرائيلي، لكنها تفتقر في الوقت الراهن إلى آلية ناجعة لنزع سلاح القطاع وتفكيك البنية العسكرية لحماس.

4. الإبقاء على الوضع الراهن، أي الامتناع عن اتخاذ مبادرات سياسية أو عسكرية حاسمة، أو الفشل في تنفيذ المبادرات القائمة، ما يعني فعليًا استمرار حماس في السيطرة على غزة.

وتقترح الدراسة تبني استراتيجية ثنائية الأبعاد، تدمج بين التصعيد العسكري والمبادرات السياسية، بهدف إضعاف حماس من جهة، وتهيئة البيئة لبناء بديل "معتدل" لإدارة القطاع من جهة أخرى، على أن يتم ذلك بتعاون وثيق مع الدول العربية، في إطار تسوية إقليمية شاملة تشمل التطبيع مع السعودية، وخطوات ملموسة نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.

وترى الدراسة أن هذه المقاربة قد تمنح الاحتلال الإسرائيلي قدرة على الحفاظ على حريتها الأمنية والعسكرية، وتشكّل رافعة لتحسين موقعها الاستراتيجي من خلال إدارة أكثر توازنًا للمخاطر والموارد، مع الأخذ في الحسبان التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للعدوان على غزة.

وتُقر الدراسة بصعوبة "استئصال" حماس، إذ تصفها بأنها "حركة متجذّرة في نسيج المجتمع الفلسطيني بقطاع غزة"، ومرتبطة بشبكات عائلية واجتماعية واسعة، نجحت عبر عقود في تكريس رؤيتها السياسية والدينية في أوساط السكان، ما يجعل أي محاولة لتجاوزها دون بديل حقيقي مسألة معقدة وطويلة الأمد.


وبينما تؤكد الدراسة أن إعادة إعمار القطاع باتت ضرورة لا يمكن تجاهلها، فإن مستقبل هذا الإعمار يبقى غامضًا في ظل حجم الدمار الهائل، وتآكل البنية التحتية، وانعدام رؤية واضحة لما يُعرف بـ"اليوم التالي للحرب".

وفي هذا السياق، تُذكّر الدراسة بأن الأهداف المعلنة للحكومة الإسرائيلية منذ بدء العملية العسكرية تتمثل في: القضاء على حماس عسكريًا وسلطويًا، استعادة الأسرى، وضمان عدم تحول غزة إلى تهديد مستقبلي. غير أن المعارضة الإسرائيلية تشكك في قدرة حكومة نتنياهو على تحقيق هذه الأهداف، وتتهمها بعدم امتلاك استراتيجية متماسكة لمرحلة ما بعد الحرب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة الاستخبارات التهجير حماس حماس غزة الاستخبارات التهجير المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلق العمليات العسكرية في 3 مناطق بقطاع غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، وقفا مؤقتا للعمليات العسكرية في 3 مناطق محددة بغزة، وذلك بعد وقت قصير من قوله إنه اتخذ عدة خطوات لتخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي إن وقف العمليات سيكون يوميا في المواصي ودير البلح ومدينة غزة، من الساعة 10:00 صباحا حتى الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي حتى إشعار آخر.

وأضاف أن المسارات الآمنة المُحددة ستُطبق بشكل دائم من الساعة 6:00 صباحا حتى الساعة 23:00 مساء.

ويأتي تعليق الجيش الإسرائيلي للأعمال العسكرية في تلك المناطق في القطاع كجزء من الجهود المبذولة لمعالجة الجوع المتزايد.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه تقرر تنفيذ "هدنة إنسانية تستمر لساعات طويلة" في قطاع غزة بدءًا من يوم الأحد، وذلك استجابةً للانتقادات الدولية المتزايدة حول الوضع الإنساني في القطاع، وذلك عقب جلسة مشاورات مصغّرة عقدها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مساء السبت.

وأُعلن أن الجيش الإسرائيلي سيُجدد الليلة عمليات إسقاط المساعدات الإنسانية جوًا، بالتعاون مع منظمات دولية، وتشمل المساعدات 7 دفعات تحتوي على دقيق وسكر ومعلبات غذائية.

 كما تقرر تفعيل ممرات إنسانية آمنة لضمان مرور قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية، وإيصال الغذاء والدواء للسكان.

وأشارت الهيئة إلى أن القرار أثار غضب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي لم يُدعَ للمشاورات التي عُقدت السبت.

وصرّح بأن مكتب رئيس الحكومة أبلغه أن عدم إشراكه في الجلسة يعود لاحترام حرمة السبت، وهو ما رفضه قائلًا إنه "متاح دومًا للتشاور في الحالات الطارئة".

وهاجم بن غفير القرار بشدة، واعتبره "رضوخًا لحملة دعائية كاذبة تقودها حماس وتعرّض جنود جيش الدفاع للخطر"، مضيفًا أن "الحديث عن بدائل للإفراج عن المخطوفين تحوّل في الواقع إلى استسلام يعزّز حماس ويُبعد النصر ويؤخّر عودة المخطوفين".

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلق العمليات العسكرية في 3 مناطق بقطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي يقتحم سفينة "حنظلة" المتجهة إلى غزة
  • واشنطن بوست: غزة تتضور جوعا وأقصى اليمين الإسرائيلي يحلم
  • الهجرة أم التهجير؟ إسرائيل تروج لـحل إنساني يثير مخاوف فلسطينية
  • ترامب: الهجرة تقتل أوروبا.. أوقفوا هذا الغزو الرهيب
  • غموض يكتنف بدائل نتنياهو بعد انسحاب الوفد الإسرائيلي من مفاوضات غزة
  • السودان يواصل إعادة العالقين في الخارج ضمن برنامج العودة الطوعية
  • صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على القطاع بلغت 59.587
  • القاهرة الإخبارية: الوفد الإسرائيلي يدرس رد حماس.. والمساعدات تدخل غزة
  • حماس: الاحتلال يرتكب جريمة تجويع جماعي في غزة.. وصمة عار على جبين العالم