إسرائيل ترد على وفاة فرانشيسكو بتعزية متأخرة وتمثيل متدن وتوجيه للسفراء
تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT
أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعزية متأخرة في وفاة البابا فرانشيسكو، في حين أوعزت وزارة الخارجية لسفراء إسرائيل عبر العالم بعدم التوقيع على دفاتر العزاء في سفارات الفاتيكان، بسبب مواقفه الرافضة للإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتوفي البابا فرانشيسكو يوم الاثنين الماضي عن عمر ناهز 88 عاما، ومن المقرر أن تقام مراسم جنازته في ساحة كنيسة القديس بطرس في تمام الساعة العاشرة من صباح غد السبت بالتوقيت المحلي، بحضور رؤساء حكومات وأفراد من عائلات مالكة، لكن إسرائيل لن يمثلها سوى سفيرها لدى الفاتيكان يارون سايدمان.
ونشر نتنياهو عبر حسابه بموقع "إكس" -اليوم الجمعة- تعزية جاء فيها "تعرب دولة إسرائيل عن تعازيها الخالصة للكنيسة الكاثوليكية والمجتمع الكاثوليكي في كل أنحاء العالم بوفاة البابا فرانشيسكو. فليرقد بسلام".
وقالت صحيفة هآرتس إن وزارة الخارجية الإسرائيلية حذفت منشورات تعزية في البابا الراحل من حسابها الرسمي، ووجّهت بعثاتها حول العالم للقيام بالمثل، إلى جانب أمر داخلي يمنع السفراء من التوقيع على دفاتر التعازي في سفارات الفاتيكان.
وفي إطلالته الأخيرة بمناسبة عيد الفصح يوم الأحد الماضي، قال البابا فرانشيسكو إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة "تولد الموت والدمار"، وتسبب وضعا إنسانيا "مروعا ومشينا"، ودعا في خطاب قرأه أحد معاونيه إلى "وقف إطلاق النار بقطاع غزة، والإفراج عن الأسرى، وتقديم المساعدة للشعب الذي يتضوّر جوعا ويتوق إلى مستقبل يسوده السلام".
إعلانوفي حين بررت وزارة الخارجية الإسرائيلية حذف تغريدة التعزية بأنها نشرت بالخطأ، أشارت هآرتس إلى أن بعض السفراء يعتقدون أن الحذف مرتبط بانتقاد البابا الصريح للعدوان الإسرائيلي على غزة.
وذكرت الصحيفة أن أحد الدبلوماسيين الإسرائيليين كتب على مجموعة واتساب "حذفنا تغريدة بسيطة وبريئة تُعبّر عن تعازي أساسية، وذلك بوضوح بسبب انتقاد البابا لإسرائيل قبل رحيله".
ونقلت عن مسؤول كبير قوله "لقد رددنا على تصريحات البابا ضد إسرائيل خلال حياته، ولن نفعل ذلك بعد وفاته، نحن نحترم مشاعر أتباعه".
اعتذار نائب معارضوذكرت أن النائب المعارض جلعاد كاريف حضر قداسا تذكاريا للبابا في القدس، وقال إن ذلك جاء بهدف "الاعتذار عن تصرف الحكومة".
وأضاف كاريف "أشعر بالخجل من عدم إصدار الحكومة الإسرائيلية والكنيست (البرلمان) رسالة تعزية رسمية، أنا هنا لأعرب عن تعازي بالنيابة عن الغالبية العظمى من الإسرائيليين، سواء للمؤمنين المسيحيين في إسرائيل أو لمئات الملايين من المسيحيين الكاثوليك حول العالم".
ولفتت هآرتس إلى أن إسرائيل ستكتفي بإرسال سفيرها في الفاتيكان لحضور جنازة البابا، على عكس جنازة البابا يوحنا بولس الثاني عام 2005 التي حضرها كلٌّ من الرئيس الإسرائيلي آنذاك موشيه كاتساف، ووزير الخارجية سيلفان شالوم.
وأشارت الصحيفة إلى تدهور علاقات إسرائيل مع الفاتيكان بشكل حاد بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والعدوان الإسرائيلي على غزة، والذي عارضه البابا الراحل بشدة.
وقالت "وصف البابا فرانشيسكو الأزمة الإنسانية في غزة بأنها مخزية، واستشهد ببيانات تفيد بأن الوضع يحمل سمات إبادة جماعية".
وأثارت هذه التصريحات غضبا بين المسؤولين الإسرائيليين، مع ذلك، جادل المدافعون عن البابا الراحل بأن تعبيراته عن التضامن مع الفلسطينيين تعكس التزاما راسخا بالسلمية وتخفيف المعاناة الإنسانية أينما وجدت.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات البابا فرانشیسکو
إقرأ أيضاً:
جوزيب بوريل: قادة الاتحاد الأوروبي متواطئون مع إسرائيل
كتب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية السابق جوزيب بوريل أن صمت أوروبا سمح باستمرار إبادة الفلسطينيين دون رادع، مقوضا بذلك كل ما تمثله القارة العجوز، ودعا قادتها للتحرك الآن لأن رفضهم معاقبة إسرائيل يجعلهم متواطئين في جرائمها.
وأوضح بوريل -في مقال بصحيفة غارديان- أن المحاكم الدولية إذا نجت من هجمات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لن تصدر حكمها النهائي إلا بعد سنوات، مع أنه لا شك أن الحكومة الإسرائيلية ترتكب إبادة جماعية في غزة، حيث تذبح وتجوع المدنيين بعد تدميرها الممنهج لجميع البنى التحتية في القطاع.
وذكر بأن المستوطنين والجيش الإسرائيلي يواصلون يوميا انتهاكاتهم الجسيمة المتكررة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مشيرا إلى أن من لا يتحرك لوقف هذه الإبادة الجماعية وهذه الانتهاكات -مع امتلاكه القدرة على ذلك- يعد متواطئا فيها.
وأكد بوريل أن الاتحاد الأوروبي يمتلك العديد من الأدوات التي يمكنه استخدامها للتأثير بشكل كبير على الحكومة الإسرائيلية، فهو أكبر شريك تجاري لها وشريكها الرئيسي في الاستثمار والتبادل التجاري بين الشعوب، كما أنه أحد مورديها الرئيسيين للأسلحة.
ومع أن اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل تمنح الأخيرة الكثير من الامتيازات، فإن مادتها الثانية تشترط احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان الأساسية، مما يجعل عدم تعليقها انتهاكا خطيرا لهذه الاتفاقية، ويضر بمكانة الاتحاد الجيوسياسية بشكل خطير، ليس فقط في العالم الإسلامي، بل في جميع أنحاء العالم.
ازدواجية المعاييروقد استغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التناقض الصارخ بين الرد الحازم للسلطات الأوروبية على العدوان الروسي على أوكرانيا، وسلبيتها في مواجهة الحرب في غزة، في دعايةٍ نجحت في منطقة الساحل، كما أضعف هذا الازدواج الأوروبي في المعايير دعم أوكرانيا بشكل كبير في العديد من الدول النامية.
ولخص بوريل ما يقوم به الاتحاد الأوروبي ودوله من أفعال تشوه سمعة القارة أمام العالم وتقوض القانون الدولي والنظام متعدد الأطراف الذي يفترض بهم الدفاع عنه، وهي:
إعلان إصرار الاتحاد الأوروبي على عدم تعليق اتفاقية الشراكة رغم انتهاك إسرائيل لها. عدم منعه شحنات الأسلحة رغم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في غزة. عدم حظره الواردات من المستوطنات غير الشرعية رغم قرارات محكمة العدل الدولية. عدم فرضه عقوبات على الوزراء والقادة السياسيين الإسرائيليين الذين يدلون بتصريحات إبادة جماعية. عدم منع الاتحاد الأوروبي نتنياهو من استخدام المجال الجوي الأوروبي رغم مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية. عدم دعمه لقضاة المحكمة ومسؤولي الأمم المتحدة الذين فرضت عليهم الولايات المتحدة عقوبات.وبينما يتعرض الاتحاد الأوروبي لهجوم من بوتين في الشرق وترامب في الغرب، فإنه يعمق عزلته عن بقية العالم، وبالتالي يجب عليه أن يقرر فرض عقوبات على إسرائيل دون تأخير، لأن هذه هي اللغة الوحيدة التي يمكن أن تجبر القادة الإسرائيليين على التوقف عن ارتكاب جرائمهم.