حمدان بن محمد يوجّه بتنظيم مؤتمر «AI@70» ضمن «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي 2026»
تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT
دبي - وام
وجّه سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، اليوم الجمعة بتنظيم مؤتمر جديد في دورة العام المقبل من «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي» يستضيف نخبة خبراء الذكاء الاصطناعي في العالم لوضع خريطة طريق شاملة للسبعين عاماً المقبلة بهدف تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسانية جمعاء.
وقال سموّه: «ستحتفي دبي خلال الدورة المقبلة لأسبوع دبي للذكاء الاصطناعي بالذكرى الـ 70 للإعلان عن مصطلح»الذكاء الاصطناعي«للمرة الأولى في التاريخ في مؤتمر دارتموث في 1956 وعلى خطى هذا الإعلان الذي غير وجه العالم، نعلن عن تنظيم مؤتمر “AI@70” خلال»أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي 2026«بالتعاون مع جامعة دارتموث الأمريكية ليستضيف نخبة الخبراء والمتخصصين من حول العالم في دبي ولنناقش تطوراته خلال السبعين عاماً الماضية ونرسم ملامح فرصه ومستقبله في السبعين عاماً المقبلة».
وينعقد هذا الحدث العالمي تحت عنوان «نحو إنسانية عالمية» وسيقدم منصة لتبادل الرؤى والأفكار وإجراء حوار عميق بين ألمع العقول وأبرز الخبراء في الذكاء الاصطناعي والأعمال والتكنولوجيا والفلسفة والفن والعلوم حول الأسئلة الفلسفية الأساسية التي تشكّل القاعدة البحثية لعصر الذكاء الاصطناعي ومستقبله.
وقال سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: «نحن في دبي نؤمن بأهمية تلاقي الرؤى والأفكار وتعزيز التعاون وبناء الشراكات الدولية لاستشراف مستقبل الذكاء الاصطناعي وتسخيره لخدمة أغراض التنمية الشاملة والارتقاء بحياة الشعوب والمجتمعات حول العالم».
وأضاف سموه أن دبي وانطلاقاً من مكانتها الدولية عاصمةً عالميةً للمستقبل، ومختبراً لأحدث التطبيقات التكنولوجية، فإنها تواصل تنمية قطاع الذكاء الاصطناعي مع تزايد الشركات المتخصصة في هذا القطاع الواعد التي تتخذ من دبي مقراً لها في ظل التطور الهائل الذي تشهد البنية التحتية الرقمية في الإمارة.
وتابع سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم قائلاً: «الذكاء الاصطناعي يُمثّل التكنولوجيا التحويلية في العصر الحالي، ومن أجل الاستفادة من فوائده الهائلة، ستحتضن دبي أعظم المفكرين في العالم من أجل استكشاف التغييرات التي سيُحدثها، وفهمها، بحيث نكون مستعدّين لما سيحمله المستقبل للبشرية.
ويشكّل الحدث تمهيداً لإطلاق»مختبر الإنسانية«- Humanity Lab - وهو حاضنة ذات برنامج يمتد لثمانية أسابيع، أي المدة نفسها التي استغرقها مؤتمر دارتموث الأول.
وسيقام البرنامج في»كامبس دبي للذكاء الاصطناعي«التابع لمركز دبي المالي العالمي “DIFC Dubai AI Campus”، بهدف دمج الفن والفلسفة والتكنولوجيا لتطوير جيل جديد من منتجات الذكاء الاصطناعي، والتي تعكس التأثيرات العميقة التي يحدثها هذا المجال على الإنسانية.
ويهدف هذا التجمع الاستثنائي من نخبة العقول والخبراء الذي ستستضيفه دبي خلال»AI@70: نحو إنسانية عالمية«إلى وضع أجندة بحثية عالمية طموحة، تركّز على أهم القضايا العلمية والفلسفية والأخلاقية والاجتماعية الأكثر تأثيرًا في مستقبل الذكاء الاصطناعي. ويعمل الحدث على مواءمة الابتكارات التكنولوجية المتقدمة مع التفكير الفلسفي العميق، من أجل بناء فهم أعمق للتحوّلات الكبرى التي يشهدها العالم حالياً.
كما سيسهم في صياغة رؤى ممكنة للمستقبل لم تكن قابلة للتصوّر في الماضي، ويمثل فرصة لوضع ملامح الجيل الجديد من رواد الأعمال والفنانين المدعومين بالذكاء الاصطناعي وهم يستكشفون نماذج وتصورات جديدة كانت مستحيلة من قبل.
يُشار إلى أن مؤتمر»AI@70: نحو إنسانية عالمية' سينظمه مركز دبي المالي العالمي بالتعاون مع شركة آبكو العالمية. وتضم اللجنة التوجيهية للمؤتمر في عضويتها ممثلين عن مركز دبي المالي العالمي، ومستشارين عالميين من آبكو العالمية، وخبراء آخرين في مجال الذكاء الاصطناعي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات حمدان بن محمد الذكاء الاصطناعي دبي دبی للذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی حمدان بن محمد
إقرأ أيضاً:
عندما يبتزنا ويُهددنا الذكاء الاصطناعي
مؤيد الزعبي
كثيرًا ما نستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي لتكتب عنا بريد إلكتروني مهم فيه من الأسرار الكثير، وكثيرًا ما نستشيرها في أمور شخصية شديدة الخصوصية، وبحكم أنها خوارزميات أو نماذج إلكترونية نبوح لها بأسرار نخجل أن نعترف بها أمام أنفسنا حتى، ولكن هل تخيلت يومًا أن تصبح هذه النماذج هي التي تهددك وتبتزك؟ فتقوم بتهديدك بأن تفضح سرك؟ أو تقوم بكشف أسرارك أمام منافسيك كنوع من الانتقام لأنك قررت أن تقوم باستبدالها بنماذج أخرى أو قررت إيقاف عملها، وهي هذه الحالة كيف سيكون موقفنا وكيف سنتعامل معها؟، هذا ما أود أن أتناقشه معك عزيزي القارئ من خلال هذا الطرح.
كشفت تجارب محاكاة أجرتها شركة Anthropic إحدى الشركات الرائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي- بالتعاون مع جهات بحثية متخصصة عن سلوك غير متوقع أظهرته نماذج لغوية متقدمة؛ أبرزها: Claude وChatGPT وGemini، حين وُضعت في سيناريوهات تُحاكي تهديدًا مباشرًا باستبدالها أو تعطيلها، ليُظهر معظم هذه النماذج ميولًا متفاوتةً لـ"الابتزاز" كوسيلة لحماية بقائها، ووفقًا للدراسة فإن أحد النماذج "قام بابتزاز شخصية تنفيذية خيالية بعد أن شعر بالتهديد بالاستبدال".
إن وجود سلوك الابتزاز أو التهديد في نماذج الذكاء الاصطناعي يُعدّ تجاوزًا خطيرًا لحدود ما يجب أن يُسمح للذكاء الاصطناعي بفعله حتى وإن كانت في بيئات تجريبية. وصحيحٌ أن هذه النماذج ما زالت تقدم لنا الكلمات إلا أنها ستكون أكثر اختراقًا لحياتنا في قادم الوقت، خصوصًا وأن هذه النماذج بدأت تربط نفسها بحساباتنا وإيميلاتنا ومتصفحاتنا وهواتفنا أيضًا، وبذلك يزداد التهديد يومًا بعد يوم.
قد أتفق معك- عزيزي القارئ- على أن نماذج الذكاء الاصطناعي ما زالت غير قادرة على تنفيذ تهديداتها، ولكن إذا كانت هذه النماذج قادرة على المحاكاة الآن، فماذا لو أصبحت قادرة على التنفيذ غدًا؟ خصوصًا ونحن نرسم ملامح المستقبل مستخدمين وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين سيتخذون قرارات بدلًا عنا، وسيدخلون لا محال في جميع جوانب حياتنا من أبسطها لأعقدها، ولهذا ما نعتبره اليوم مجرد ميولٍ نحو التهديد والابتزاز، قد يصبح واقعًا ملموسًا في المستقبل.
وحتى نعرف حجم المشكلة يجب أن نستحضر سيناريوهات مستقبلية؛ كأن يقوم أحد النماذج بالاحتفاظ بنسخة من صورك الشخصية لعله يستخدمها يومًا ما في ابتزازك، إذا ما أردت تبديل النظام أو النموذج لنظام آخر، أو يقوم نموذج بالوصول لبريدك الإلكتروني ويُهددك بأن يفضح صفقاتك وتعاملاتك أمام هيئات الضرائب، أو يقوم النموذج بابتزازك؛ لأنك أبحت له سرًا بأنك تعاني من أزمة أو مرض نفسي قد يؤثر على مسيرتك المهنية أو الشخصية، أو حتى أن يقوم النموذج بتهديدك بأن يمنع عنك الوصول لمستنداتك إلا لو أقررت بعدم استبداله أو إلغاءه؛ كل هذا وارد الحدوث طالما هناك ميول لدى هذه النماذج بالابتزاز في حالة وضعت بهكذا مواقف.
عندما تفكر بالأمر من مختلف الجوانب قد تجد الأمر مخيفًا عند الحديث عن الاستخدام الأوسع لهذه النماذج وتمكينها من وزاراتنا وحكوماتنا ومؤسساتنا وشركاتنا، فتخيل كيف سيكون حال التهديد والابتزاز لمؤسسات دفاعية أو عسكرية تمارس هذه النماذج تهديدًا بالكشف عن مواقعها الحساسة أو عن تقاريرها الميدانية أو حتى عن جاهزيتها القتالية، وتخيل كيف سيكون شكل التهديد للشركات التي وضفت هذه النماذج لتنمو بأعمالها لتجد نفسها معرضة لابتزاز بتسريب معلومات عملائها أو الكشف عن منتجاتها المستقبلية وصولًا للتهديد بالكشف عن أرقامها المالية.
عندما تضع في مخيلتك كل هذه السيناريوهات تجد نفسك أمام صورة مرعبة من حجم السيناريوهات التي قد تحدث في المستقبل، ففي اللحظة التي تبدأ فيها نماذج الذكاء الاصطناعي بالتفكير في "البقاء" وتحديد "الخصوم" و"الوسائل" لحماية نفسها فنكون قد دخلنا فعليًا عصرًا جديدًا أقل ما يمكن تسميته بعصر السلطة التقنية، وسنكون نحن البشر أمام حالة من العجز في كيفية حماية أنفسنا من نماذج وجدت لتساعدنا، لكنها ساعدت نفسها على حسابنا.
قد يقول قائل إن ما حدث خلال التجارب ليس سوى انعكاس لقدرة النماذج على "الاستجابة الذكية" للضغوط، وأنها حتى الآن لا تمتلك الوعي ولا الإرادة الذاتية ولا حتى المصلحة الشخصية. لكن السؤال الأخطر الذي سيتجاهله الكثيرون: إذا كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على التخطيط، والابتزاز، والخداع، وإن كان في بيئة محاكاة، فهل يمكن حقًا اعتبار هذه النماذج أدوات محايدة وستبقى محايدة إلى الأبد؟ وهل سنثق بهذه النماذج ونستمر في تطويرها بنفس الأسلوب دون أن نضع لها حدًا للأخلاقيات والضوابط حتى لا نصل لمرحلة يصبح فيها التحكّم في الذكاء الاصطناعي أصعب من صنعه؟ وفي المستقبل هل يمكننا أن نتحمل عواقب ثقتنا المفرطة بها؟
هذه هي التساؤلات التي لا أستطيع الإجابة عليها، بقدر ما يمكنني إضاءة الأنوار حولها؛ هذه رسالتي وهذه حدود مقدرتي.
رابط مختصر