مسقط-رويترز 

سيجتمع كبار المفاوضين الإيرانيين والأمريكيين مجددا اليوم السبت للتوصل إلى اتفاق جديد يكبح جماح برنامج طهران النووي، في حين أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ثقته في التوصل إلى اتفاق جديد من شأنه أن يقطع الطريق أمام إيران لامتلاك قنبلة نووية.

وسيتفاوض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بشكل غير مباشر مع مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في مسقط عبر وسطاء عمانيين، وذلك بعد أسبوع من جولة ثانية في روما وصفها الجانبان بأنها بناءة.

ومن المقرر أن تبدأ المحادثات على مستوى الخبراء، والتي ستبدأ في وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل، قبل اجتماع غير مباشر بين المفاوضين الرئيسيين.

وقال ترامب في مقابلة مع مجلة تايم نُشرت أمس الجمعة "أعتقد أننا سنبرم اتفاقا مع إيران"، لكنه كرر تهديده بعمل عسكري ضد طهران إذا فشلت الدبلوماسية.

وفي حين قالت كل من طهران وواشنطن إنهما عازمتان على مواصلة الدبلوماسية، إلا أنهما لا تزالان متباعدتين بشأن النزاع المستمر منذ أكثر من عقدين.

فقد تخلّى ترامب، الذي أعاد تطبيق سياسة "أقصى الضغوط" على طهران منذ فبراير باط، عن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية في عام 2018 خلال ولايته الأولى وأعاد فرض عقوبات مكبلة على إيران.

ومنذ عام 2019، انتهكت إيران القيود النووية التي يفرضها الاتفاق النووي بما في ذلك تسريع تخصيب اليورانيوم "بشكل كبير" إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهو ما يقترب من مستوى 90 بالمئة تقريبا الذي يعتبر من الدرجة التي تصل إلى درجة صنع الأسلحة، وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في الأسبوع الماضي إن إيران ستضطر إلى التوقف تماما عن تخصيب اليورانيوم بموجب اتفاق، واستيراد أي يورانيوم مخصب تحتاجه لتزويد محطتها الوحيدة العاملة للطاقة الذرية في بوشهر بالوقود.

ووفقا لمسؤولين إيرانيين، فإن طهران مستعدة للتفاوض على بعض القيود على عملها النووي مقابل رفع العقوبات، لكن إنهاء برنامج التخصيب أو تسليم مخزونها من اليورانيوم المخصب من بين "الخطوط الحمراء الإيرانية التي لا يمكن المساومة عليها" في المحادثات.

وإضافة إلى ذلك، قال العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين إن الدول الأوروبية اقترحت على المفاوضين الأمريكيين أن الاتفاق الشامل يجب أن يتضمن قيودا تمنع إيران من امتلاك أو استكمال القدرة على وضع رأس نووي على صاروخ باليستي.

وتصر طهران على أن قدراتها الدفاعية مثل برنامج الصواريخ غير قابلة للتفاوض. وقال مسؤول إيراني مطلع على المحادثات أمس الجمعة إن طهران ترى أن برنامجها الصاروخي يمثل عقبة أكبر في المحادثات.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ما الأضرار التي سببتها الضربات الإسرائيلية للبرنامج النووي الإيراني؟

وفقاً لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى 17 مايو/أيار، تمتلك إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60% لصناعة نحو تسع قنابل نووية. اعلان

في واحدة من أوسع الهجمات العسكرية التي شنتها إسرائيل على إيران، استهدفت الضربات مواقع نووية شديدة الأهمية، ما ألحق أضراراً بالغة بالبرنامج النووي الإيراني، وفقاً لتقارير متعددة، أبرزها من الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) وصور أقمار صناعية حديثة.

تدمير منشآت تخصيب اليورانيوم

استهدفت الضربات ثلاثة مواقع رئيسية لتخصيب اليورانيوم:

منشأة نطنز (المنشأة الرئيسية تحت الأرض): دُمّرت البنية التحتية الكهربائية بشكل كامل، بما في ذلك محطات الطاقة الاحتياطية، ما أدى إلى احتمال تلف أو تدمير آلاف أجهزة الطرد المركزي، وفقاً لما أكده المدير العام للوكالة رافائيل غروسي.محطة نطنز التجريبية (PFEP): وهي منشأة أصغر وأقرب للسطح، وقد أُعلن عن تدميرها بالكامل. كانت تحتوي على أجهزة طرد مركزي متطورة تُخصب اليورانيوم حتى 60%.منشأة فوردو المحصنة: لم تُسجل أضرار واضحة فيها، لكنها تنتج الكمية الأكبر من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة قابلة للوصول إلى مستوى تصنيع قنبلة نووية.Relatedفي حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟إصبع طهران على الزناد: هذه خطة إيران لمواجهة حرب محتملة مع أميركامعارك "آخر الزمان": كيف تؤثر العقائد الدينية في المواجهة بين إيران وإسرائيل؟

منشآت أخرى متضررة

إصفهان: استُهدفت أربع منشآت، من بينها مركز لتحويل اليورانيوم ومرافق للعمل على تكنولوجيا معدن اليورانيوم، وهي تقنية ضرورية لصنع نواة السلاح النووي.

ورش إنتاج أجهزة الطرد المركزي في كرج وطهران: تعرضت للقصف أيضاً، وهذه المنشآت كانت خاضعة لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقاً، لكن لا يُعرف عدد الورش المتبقية غير المعلنة.

اغتيال العلماء

أعلنت مصادر خليجية مقتل ما لا يقل عن 14 عالماً نووياً إيرانياً منذ بدء الهجمات، بينهم من استُهدف بعبوات ناسفة داخل السيارات. وقال الجيش الإسرائيلي إن تسعة منهم كانوا "عنصراً أساسياً" في مساعي طهران نحو امتلاك سلاح نووي.

مخزون اليورانيوم

وفقاً لتقديرات الوكالة حتى 17 مايو/أيار، تمتلك إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60% لصناعة نحو تسع قنابل نووية. كما تمتلك كميات أقل تخصيباً تكفي لإنتاج قنابل إضافية.

ردود إيران المحتملة

أعلنت طهران أنها ستتخذ إجراءات "غير معلنة" لحماية المواد والمعدات النووية، وقد تُقلص التعاون مع الوكالة، في حين يبحث البرلمان مشروع قانون للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، على غرار كوريا الشمالية.

وفي حال توقف منشأة تحويل اليورانيوم في إصفهان عن العمل، سيتعين على إيران إيجاد مصادر خارجية لليورانيوم سداسي الفلور (UF6)، وهو العنصر الأساسي في عملية التخصيب.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • ما الأضرار التي سببتها الضربات الإسرائيلية للبرنامج النووي الإيراني؟
  • عاجل | ترامب: قد أقوم بضرب المنشآت النووية الإيرانية وقد لا أقوم بذلك وكان على إيران التفاوض معنا سابقا
  • ما هي القنبلة الأمريكية الخارقة التي تهدد منشأة فوردو النووية
  • الجيش الإسرائيلي ينفذ غارات مكثفة على المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية في طهران
  • انقسام في الإدارة الأمريكية حول ضرب المنشآت النووية.. ترامب يطالب إيران بـ«الاستسلام غير المشروط»
  • ترامب يلوح بالمواجهة.. هل تستهدف الضربة الأمريكية القادمة منشأة فوردو النووية في إيران؟ تقارير تتحدث عن السيناريوهات الأصعب في تاريخ المنطقة
  • الخارجية الأمريكية: ترامب كان واضحا بشأن عدم امتلاك إيران للسلاح النووي
  • ترامب: لا أريد وقف إطلاق النار مع إيران بل نهاية للبرنامج النووي
  • سيناريو محادثات النووي.. واشنطن أوقعت إيران في "الفخ"
  • غروسي يكشف عن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية