اضربه واعتذر له- كوميديا سياسية سودانية
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
اعتذار إلى مجرم حرب... حين تتحول الفظاعة إلى كوميديا سوداوية
في مسرحية لا يكتبها إلا خيال السخرية السودانية، تطل حركة العدل والمساواة بمشهد يُسجَّل في سجل "اللامعقول السياسي": اعتذار رسمي مُذهب ومخدوم بختم ذهبي، موجه إلى "البطل" أبو عاقلة كيكل، قائد مليشيا "درع الشمال"، الذي حوّل ولاية الجزيرة إلى ساحة لتجاربه في فنون الإبادة.
من تراجيديا الدم إلى كوميديا الاعتذارات: مسلسل الضحك على الجثث
الاعتذار هنا ما مجرد كلام ساكت، ده شغل تزيين للفظاعة. بدل يحاكموا زول سرق أرض وحرق أولاد صغار، قاعدين يرسلوا ليه خطابات ود ومحبة. "معليش، غلطنا لما ضربنا قواتك وأنت كنت بتطرد في الأهالي من قراهم!"... كأنو الحرب بين عصابتين اتخانقوا على نصيب العشاء، والجثث مجرد خلفية ديكورية للاجتماع!
مدرسة السودان في "أخلاقيات الحرب": اعتذر ثم اقتل، وكرر!
ساسة الحرب السودانيين برعوا في قلب المفاهيم: الدم بقى بطولة، والاعتذار للمجرمين بقى قمة التحضر. أما المساكين الماتوا؟ مجرد كومبارس. متين نسمع واحد يعتذر للغيوم لأن الدخان سوّد ليها وشها؟
الاعتذار لعبة أولاد المصارين البيض- منو القال المجرم بستنى غُفران؟
المفارقة المرة، أنو كيكل ما كان منتظر اعتذار من زول، المجرم البقتل بدم بارد ما فاضي لـ "آسفين". لكن جماعتنا جو من فوق راس الشعب، بيكتبوا اعتذارات ويدوروا في الشوارع وهم بيقنعوا العالم أنهم ناس حضاريين "بنعتذر حتى للزول القاتل"!
الضحك الأصفر- الاعتذار إهانة فوق الإهانة
كل كلمة في البيان كانت كف فوق كف للضحايا: أول مرة لما سحقوهم تحت جنازير المليشيات، وتاني مرة لما جوا يطلبوا منهم يبلعوا الاعتذار المسموم. لكن الشعب، البعرف يحول الوجع لصمود، ساكتب مذكراته بطريقتو: "سجل كل حاجة... الحساب جاي مهما طول الطريق".
نبوءة السخرية الأخيرة- لا واتساب ولا حبر ذهبي بينفع!
اليوم السخفاء عاملين زحمة وضحك، لكن بكرة يفاجئهم الزمن: كل اعتذار مكوج، حفرة جديدة تحت رجليهم. الشعب الراقص فوق قبور الطغاة زمان، عارف أنو اللعبة حتنتهي بأول محكمة شعبية... وما بينفعهم ختم ذهبي ولا ورق مزين.
مافي اعتذار بينقذهم. الشمس، الحاجبة دخان الحرائق، حتنكشف. وحيجي زمن تُدفن فيه الأكاذيب مع أصحابها... والشعب السوداني حيضحك آخِر حاجة، لكن حيضحك فوق قبور المجرمين.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
كشف سبب اعتذار نتنياهو عن حضور قمة شرم الشيخ.. ما علاقة الأمير محمد بن سلمان والرئيس محمود عباس؟
إسرائيل – كشفت قناة “i24NEWS” العبرية نقلا عن مصدر عربي، سبب اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن حضور قمة “شرم الشيخ للسلام” في مصر.
وأفاد المصدر العربي لـ “i24NEWS” بأن إلغاء زيارة بنيامين نتنياهو إلى مصر جاء على خلفية اعتراض عدد من الدول، بينها إسبانيا وجنوب إفريقيا، التي توجهت إلى القاهرة معربة عن رفضها السماح لطائرته بالتحليق فوق أراضيها بسبب مذكرة التوقيف الصادرة بحقه، متسائلة كيف يمكن لمصر أن تدعوه رغم ذلك”.
وحسب القناة العبرية، قال المصدر إن “رسائل وصلت من دوائر قريبة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكدت أن الوقت غير مناسب لأي مصافحة أو لقاء علني مع نتنياهو، وهو ما ساهم في اتخاذ القرار بإلغاء الزيارة”.
ووفقا للمصدر نفسه، فإن “مجموعة من الصحفيين المصريين، بالتعاون مع منظمة “هند رجب”، درست إمكانية التوجه إلى القضاء المصري للمطالبة بإصدار مذكرة توقيف محلية ضد نتنياهو”.
وأشار المصدر إلى أنه “تقرر إلغاء الزيارة بعد مشاورات داخلية مكثفة، خصوصا مع الأجهزة الأمنية المصرية، وذلك لتجنّب أي إحراج دبلوماسي أو سياسي خلال القمة في شرم الشيخ”.
وفي نفس السياق، ذكر موقع “والا” أن إلغاء الزيارة جاء بسبب معارضة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمشاركة في القمة إلى جانب نتنياهو، حيث أرسلت أنقرة رسالة إلى القاهرة والمنظمين مفادها أنها ستقاطع المؤتمر إذا حضر نتنياهو.
كما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن مكتب نتنياهو برّر إلغاء الزيارة بقرب الأعياد اليهودية، لافتة إلى الخشية من إثارة غضب أحزاب “الحريديم” المعارضة للسفر خلال الأعياد، إلى جانب مخاوف اليمين الإسرائيلي من احتمال مصافحة نتنياهو للرئيسين محمود عباس أو رجب طيب أردوغان، ما قد يُغضب قاعدته الانتخابية.
لكن الصحيفة رأت أن هذا التبرير غير كاف، مشيرة إلى أن نتنياهو نفسه كان قد عاد من زيارة خارجية بعد اغتيال حسن نصر الله، ما يُظهر أن “تدنيس السبت أو العيد ليس دائمًا خطًا أحمر”، معتبرة أن السبب الحقيقي هو رغبته في تجنّب موقف محرج قد يُجبره على سماع دعوات لـ”حل الدولتين” أو انتقادات بشأن “جرائم حرب” محتملة في غزة.
وأوضحت “يديعوت أحرونوت” أن علاقة نتنياهو بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تشهد توترا منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، إذ رفض السيسي تلقي مكالماته لأشهر. ورغم محاولات ترامب دفعه للمشاركة، فإن التقدير الإسرائيلي هو أن السيسي لن يشعر بالارتياح لاستضافة نتنياهو وسط تصاعد الغضب العربي ضد إسرائيل.
المصدر: i24NEWS” + RT”