شبح الماضي النووي يلوح في الأفق| هل تتكرر فصول الصراع الهندي الباكستاني؟.. أستاذ قانون دولي يجيب
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
تلوح في الأفق بين الهند وباكستان، ذكريات حروب الماضي المؤلمة في أعوام 1948 و1965 و1971.
وهذه الصراعات، التي خلفت ندوبًا عميقة في الذاكرة الجماعية للبلدين، تطرح سؤالًا ملحًا: هل يمكن أن تتكرر هذه السيناريوهات مرة أخرى؟
والإجابة، للأسف، ليست قاطعة بالنفي، خاصة في ظل التحديات المعاصرة وفي مقدمتها الترسانة النووية التي يمتلكها الطرفان.
وأكد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي، إنه لا تزال جذور الصراع التاريخي قائمة، تتغذى على قضية كشمير المتنازع عليها، والخلافات الحدودية المستمرة، واتهامات متبادلة بدعم الإرهاب. وهذه القضايا تمثل بؤر توتر دائمة يمكن أن تشتعل في أي لحظة.
السيف النووي ذو الحدينوأضاف أستاذ القانون الدولي، في تصريحات خاصة، أن امتلاك الهند وباكستان للأسلحة النووية يمثل عامل تعقيد بالغ. من جهة، يمكن للردع النووي أن يمنع تصعيد أي نزاع محدود إلى حرب شاملة. ففكرة "التدمير المتبادل المؤكد" (MAD) تخلق حالة من التوازن الهش، حيث يخشى كل طرف من شن هجوم نووي أول خوفًا من رد نووي مدمر.
ولكن من جهة أخرى، فإن وجود الأسلحة النووية يزيد بشكل كبير من مخاطر أي مواجهة عسكرية. حتى صراع تقليدي محدود يمكن أن يخرج عن السيطرة ويتصاعد بشكل خطير إذا شعر أحد الطرفين بأنه على وشك الهزيمة أو إذا وقع خطأ في التقدير. فسيناريو "الاستخدام المبكر" للسلاح النووي، وإن كان مستبعدًا، يظل احتمالًا مرعبًا.
عوامل أخرى تزيد من التعقيدوأشار الدكتور أيمن سلامة، إنه إلى جانب التحديات التاريخية والنووية، هناك عوامل أخرى تزيد من تعقيد المشهد:
* السياسة الداخلية: يمكن للضغوط السياسية الداخلية في كلا البلدين أن تدفع نحو مواقف أكثر تشددًا.
* التدخلات الخارجية: يمكن لقوى إقليمية ودولية أن تلعب دورًا في تأجيج أو تهدئة التوترات.
* التطورات الإقليمية: التغيرات في ميزان القوى الإقليمي يمكن أن تؤثر على حسابات كلا البلدين.
هل يتكرر السيناريو؟وأكد إنه لا يمكن الجزم بوقوع حرب أخرى بالسيناريوهات نفسها التي شهدناها في الماضي. فالردع النووي يفرض قيودًا جديدة على خيارات القيادة في كلا البلدين. ومع ذلك، فإن خطر نشوب صراع محدود يتصاعد إلى أزمة خطيرة يظل قائمًا.
واختتم أستاذ القانون الدولي إنه في ظل التحديات التاريخية المستمرة ووجود الأسلحة النووية، فإن شبح الماضي لا يزال يخيم على العلاقات الهندية الباكستانية. وعلى الرغم من أن تكرار سيناريوهات الماضي بالضبط يبدو غير مرجح، إلا أن خطر نشوب صراع له تداعيات كارثية يظل حقيقيًا. ويتطلب الأمر حكمة سياسية وجهودًا دبلوماسية مستمرة لتجنب الانزلاق نحو مواجهة جديدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القانون الدولي مواجهة عسكرية الردع النووي الأسلحة النووية الهند وباكستان القانون الدولی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
هل تدمر البرنامج النووي الإيراني؟.. تقييم استخباراتي أمريكي يجيب
CNN
الضربات العسكرية الأمريكية التي استهدفت ثلاثة من منشآت إيران النووية لم تدمر المكونات الأساسية لبرنامج إيران النووي، ومن المرجح أنها تسببت فقط في تأخيره لبضعة أشهر، وفقًا لتقييم أولي لوكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية (DIA) وصفه أربعة أشخاص تم اطلاعهم عليه.
هذا التقييم، الذي لم يُكشف عنه من قبل، أُعدّ من قبل وكالة استخبارات الدفاع، وهي الذراع الاستخباراتي للبنتاغون. ويستند إلى تقييم أضرار المعركة الذي أجرته القيادة المركزية الأمريكية عقب الضربات، حسبما ذكر أحد المصادر.
تحليل الأضرار التي لحقت بالمواقع وتأثير الضربات على طموحات إيران النووية لا يزال جاريًا، وقد يتغير مع توفر مزيد من المعلومات الاستخباراتية. لكن النتائج المبكرة تتعارض مع تصريحات الرئيس دونالد ترامب المتكررة التي زعم فيها أن الضربات “دمرت بالكامل وبشكل كلي” منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية. كما قال وزير الدفاع بيت هيغسث يوم الأحد إن طموحات إيران النووية “تم تدميرها”.
اثنان من الأشخاص المطلعين على التقييم قالا إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يُدمَّر. وأوضح أحدهم أن أجهزة الطرد المركزي “لا تزال إلى حد كبير سليمة”.
وأضاف: “تقييم وكالة الاستخبارات الدفاعية هو أن الولايات المتحدة تسببت في تأخيرهم لبضعة أشهر فقط، في أحسن الأحوال”.
البيت الأبيض أقر بوجود التقييم، لكنه قال إنه يختلف معه.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، في بيان لـCNN: “هذا التقييم المزعوم خاطئ تمامًا، وقد تم تصنيفه على أنه ’سري للغاية‘، ورغم ذلك سُرّب إلى CNN من قبل فاشل مغمور في المجتمع الاستخباراتي. تسريب هذا التقييم المزعوم هو محاولة واضحة لتشويه صورة الرئيس ترامب والتقليل من شأن الطيارين الشجعان الذين نفذوا المهمة بنجاح لتدمير البرنامج النووي الإيراني. الجميع يعرف ما يحدث عندما تُسقط أربعة عشر قنبلة وزنها 30,000 رطل بدقة على أهدافها: دمار شامل”.
وقد صرّح الجيش الأمريكي بأن العملية نُفّذت حسب الخطة وأنها كانت “نجاحًا ساحقًا”.
ولا يزال الوقت مبكرًا للحصول على صورة شاملة لتأثير الضربات، ولم يوضح أي من المصادر كيف يقارن تقييم وكالة الاستخبارات الدفاعية بوجهة نظر الوكالات الاستخباراتية الأخرى. الولايات المتحدة تواصل جمع المعلومات، بما في ذلك من داخل إيران أثناء تقييم الأضرار.
وكانت إسرائيل قد نفذت ضربات على منشآت إيران النووية لعدة أيام قبل العملية الأمريكية، لكنها قالت إنها بحاجة إلى قنابل خارقة للتحصينات الأمريكية بوزن 30,000 رطل لإنهاء المهمة. ورغم أن قاذفات B-2 الأمريكية أسقطت أكثر من اثنتي عشرة من هذه القنابل على منشأتين نوويتين — مصنع فوردو لتخصيب الوقود ومجمع نطنز للتخصيب — فإن هذه القنابل لم تدمر بالكامل أجهزة الطرد المركزي أو مخزون اليورانيوم عالي التخصيب، حسبما أفاد المطلعون على التقييم.
وبدلًا من ذلك، اقتصر الضرر في المواقع الثلاثة — فوردو، نطنز، وأصفهان — إلى حد كبير على المنشآت فوق الأرض، والتي تضررت بشدة، وفقًا للمصادر. ويشمل ذلك البنية التحتية الكهربائية والمنشآت المستخدمة لتحويل اليورانيوم إلى معدن لصناعة القنابل.
وقال هيغسث أيضًا لـCNN: “استنادًا إلى كل ما رأيناه — وقد رأيت كل شيء — فإن حملتنا الجوية دمرت قدرة إيران على إنتاج أسلحة نووية. قنابلنا الضخمة أصابت الأهداف بدقة وعملت بشكل مثالي. تأثير تلك القنابل مدفون تحت جبل من الركام في إيران؛ لذا أي شخص يقول إن الضربات لم تكن مدمرة يحاول فقط تقويض الرئيس وتشويه نجاح المهمة”.
صباح الثلاثاء، كرر ترامب اعتقاده بأن الضرر كان كبيرًا، وقال: “أعتقد أنه تم تدميره بالكامل”، وأضاف: “الطيارون أصابوا أهدافهم، الأهداف دُمِّرت، ويجب منح الطيارين التقدير الذي يستحقونه”.
وعند سؤاله عن احتمال إعادة إيران بناء برنامجها النووي، قال ترامب: “هذا المكان تحت الصخور. لقد تم تدميره”.
ورغم حماس ترامب وهيغسث بشأن نجاح الضربات، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة، دان كين، يوم الأحد، إن تقييم الأضرار لا يزال جاريًا، وإنه “من المبكر جدًا” التعليق على ما إذا كانت إيران لا تزال تحتفظ ببعض القدرات النووية.
وقال لويس: “وقف إطلاق النار جاء دون أن تتمكن إسرائيل أو الولايات المتحدة من تدمير عدة منشآت نووية رئيسية تحت الأرض، بما في ذلك بالقرب من نطنز وأصفهان وبارتشين”، في إشارة إلى وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل الذي أعلنه ترامب يوم الاثنين. وبارتشين هو مجمع نووي منفصل قرب طهران.
وأضاف: “يمكن أن تشكّل هذه المنشآت الأساس لإعادة بناء سريعة لبرنامج إيران النووي”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق عربي ودوليأنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...
نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...
قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...