مغردون يتساءلون: ما الهدف وراء بث التسجيل الصوتي المنسوب للرئيس عبد الناصر؟
تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT
انتشر مؤخرا تسجيل صوتي نادر على منصات التواصل الاجتماعي يُنسب إلى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وقد أثار هذا التسجيل حالة من الجدل والاستغراب بسبب توقيت نشره وطبيعة مضمونه، إذ يعود تاريخه إلى الثامن من أغسطس/آب 1970.
ففي التسجيل، يقول الرئيس جمال عبد الناصر -وهو يوجه انتقادا لمن يزايد على مصر بشأن الحرب- إنه لن يحارب، "ومن يريد أن يحارب فليأتِ ويحارب، وحلُّوا عنّا بقى".
هذا التسجيل أثار موجة واسعة من النقاش بين النشطاء، حيث انقسمت الآراء بين أولئك الذين يرون فيه محاولة للتلاعب بالتاريخ، وآخرين يتساءلون عن الجهة التي تقف خلف نشره. كذلك أشار بعضهم إلى أن التوقيت والشكل الذي ظهر فيه التسجيل يزيد من الريبة حول وجود أهداف سياسية مريبة وراء تسريبه.
وعبّر مغردون عن استغرابهم من ظهور هذا التسجيل في هذا الوقت تحديدا، خاصة مع اقتراب زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة، ويتوقع أن تحمل معها إملاءات جديدة على الحكومات العربية بخصوص القضية الفلسطينية.
وقد تساءل بعض المدونين عن الغاية من نشر التسجيل في هذا التوقيت، وكتب أحدهم:
"هل تسعى الجهة التي تقف وراء هذا التسريب إلى إعادة تشكيل الوعي الجمعي، تمهيدا لتقديم تنازلات خطيرة، عبر الإيحاء بأن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نفسه كان مستعدًا لقبول مثل هذه التنازلات؟".
✍️ محمد هنية:
الظهور المفاجئ للتسجيل النادر بين الرئيسين #جمال_عبد_الناصر ومعمر #القذافي في هذا التوقيت، وبعد 55 سنة، وقبل زيارة الرئيس #ترامب والمتوقع أن تشهد إملاءات على الحكومات العربية بخصوص القضية الفلسطينية يثير الريبة الشديدة؟
• فهل تسعى الجهة التي تقف وراء هذا التسريب… pic.twitter.com/kfSf0aoVnX
— د. محمد دخوش (@MuhDakhouche) April 27, 2025
إعلانوأشار عدد من الناشطين إلى أن استحضار مواقف رمزية لزعامات قومية في ظروف سياسية حساسة يُعتبر أسلوبا معروفا في "هندسة الوعي الجمعي".
واعتبروا أن الهدف من نشر هذا التسجيل قد يكون تبرير خطوات سياسية حالية، مثل التطبيع أو تقديم تنازلات حول القضية الفلسطينية، من خلال تشويه صورة زعيم مثل جمال عبد الناصر، الذي كان رمزا للمقاومة والقومية العربية.
الظهور المفاجئ لهذا التسجيل النادر بين الرئيسين جمال عبد الناصر ومعمر القذافي في هذا التوقيت،وبعد 55 سنة، وقبل زيارة الرئيس ترامب والمتوقع أن تشهد إملاءات على الحكومات العربية بخصوص القضية الفلسطينية يثير الريبة الشديدة؟ فهل تسعى الجهة التي تقف وراء هذا التسريب إلى تهيئة الرأي
— مودي (@rounzaa) April 27, 2025
وكتب أحد الناشطين: "اليوم يعاد استحضار جمال عبد الناصر عبر تسجيل لا نعرف مدى صحته، ليُراد لنا أن نراه بصورة جديدة: رجل انهزام واستسلام وقبول بالحلول الانبطاحية. وإن ما يجري خطير للغاية: سحق صورة عبد الناصر القومية في ذهن الأمة، تمهيدا لقبول تنازلات كارثية تجهز على ما تبقى من كرامة العرب".
سواء كان تسريب التسجيل الصوتي بين الزعيم جمال عبد الناصر ومعمر القذافي مفبركًا أو مقتطعًا من سياقه الزمني أو من حديثه العام، فإن الهدف يبقى واحدًا: تبرير التطبيع والخنوع العربي اللامتناهي.
— عادل السعيد (@AlsaeedAdil) April 28, 2025
وعلى إثر الجدل الذي اشتعل على منصات التواصل الاجتماعي، أصدرت مكتبة الإسكندرية بيانًا تنفي فيه مسؤوليتها عن التسريب أو تبنيه، مؤكدة أن المواد الخاصة بالرئيس جمال عبد الناصر المُتاحة عبر موقعها الرسمي هي الوحيدة المعتمدة.
وجاء في البيان: "تُعلن مكتبة الإسكندرية أنها غير مسؤولة عن أي مواد متداولة عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تخص الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بخلاف الموقع الرسمي للرئيس جمال عبد الناصر".
إعلانوأضاف "كما تؤكد المكتبة أن موقع الرئيس جمال عبد الناصر المنشأ من قبل مكتبة الإسكندرية ليست لديه أي صفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تخصه".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات القضیة الفلسطینیة التواصل الاجتماعی جمال عبد الناصر الجهة التی تقف هذا التسجیل فی هذا
إقرأ أيضاً:
مغردون: ما خيارات إيران وإسرائيل بعد الضربات الأميركية للمنشآت النووية؟
شهدت منصات التواصل الاجتماعي حالة من التفاعل الواسع عقب الضربة العسكرية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، حيث تركزت التساؤلات حول الخيارات المتاحة أمام طهران في المرحلة المقبلة.
وتنوعت الآراء بين مغرّدين وكتّاب سياسيين عبر المنصات الرقمية، بين من يرى أن الرد العسكري أصبح حتميا، ومن يدعو إلى ضبط النفس والعودة إلى المسار السياسي والدبلوماسي.
في هذا السياق، يرى الكاتب السياسي فايد أبو شمالة أن انتهاء الملف النووي الإيراني -مؤقتا- يفرغ الساحة من أي مبرر أميركي لاستمرار التصعيد العسكري، وهو ما عبّر عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقوله: "حان وقت السلام". غير أن هذا "السلام"، حسب تعبيره، لا يناسب الكيان إسرائيل التي ستجد نفسها عالقة في مواجهة غير مباشرة مع إيران، بعد أن باتت خيوط اللعبة في يدها.
ثانيا: ضرب الأهداف الأمريكية
وهي ورقة على الأرجح ستمسك بها إيران كورقة تفاوضية مع الولايات المتحدة الأمريكية وستبقي مصالح أمريكا تحت التهديد لأطول فترة ممكنة.
وفي نفس الوقت سيتكفل أنصار الله في اليمن بتوجيه ضربات نحو الأمريكان والإضرار بمصالحهم خصوصا في البحر الأحمر وباب…
— Fayed Abushammalah. فايد أبو شمالة (@fayedfa) June 22, 2025
ويتوقّع أبو شمالة أن الولايات المتحدة قد تعود مجددا إلى مسار التفاوض السياسي، خصوصا بعد أن أُزيحت "العقدة الكبرى" عبر ضرب المنشآت النووية، وقد تقدم واشنطن لإيران عروضًا مغرية تشمل رفع العقوبات مقابل وقف البرنامج النووي، وعدم تهديد مصالح أميركا أو إسرائيل.
في المقابل، يرى محللون آخرون أن إيران ستُبقي ورقة استهداف المصالح الأميركية في المنطقة كورقة ضغط، حيث يتكفل الحوثيون في اليمن بتوجيه ضربات للوجود الأميركي في البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب، في رسائل ضمنية تؤكد أن طهران تمتلك حلفاء جاهزين لخوض حرب استنزاف بالوكالة.
بدأ الصراخ الإسرائيلي وبدأت الدعوات لإيران إلى اتفاق الصمت مقابل الصمت ظننا من إسرائيل إن الملف النووي أغلق إلى غير رجعه ولا تخصيب بعد اليوم ليقال إن إسرائيل وأمريكا انتصرا في هذه الحرب، علما إن الضربة الامريكيه جاءت لتوقف الضربات عن إسرائيل بأسرع ما يمكن لأن هذه الاخيره لم تعد…
— Radwan Kassem مؤسس مركز بروجن للدراسات (@radwankassem601) June 23, 2025
إعلانمن جهة أخرى، أشار الباحث السياسي سعيد زياد إلى أن إسرائيل بدأت التشكيك في فعالية الضربة الأميركية على مفاعل فوردو، مشيرة إلى "أضرار بليغة فقط"، وهو ما يُعد تلويحا بضرورة ضربة أميركية ثانية أكثر حسما.
بدأت إسرائيل تتحدث عن عدم نجاح الضربة الأمريكية في تدمير مفاعل فوردو بشكل كامل، وإنما عن أضرار بليغة فقط، مما يعني تلويحاً بالمطالبة بهجوم أمريكي آخر.
— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) June 22, 2025
ورأى مغردون أن الضربة الأميركية أعطت شعورا مؤقتا بالانتصار لكل من نتنياهو وترامب، لكن تداعياتها ستكون كارثية، حيث وضعت إيران في موقع يمكّنها من التحكم في ردود الفعل وطريقة العقاب تجاه إسرائيل.
وتحدث آخرون عن خيارات صعبة أمام إيران، أولها الرد العسكري على الولايات المتحدة، وهو ما قد يؤدي إلى حرب شاملة قد تهدد الكيان الإيراني وتحول جغرافيته إلى ساحة معركة، أما الخيار الثاني، أي عدم الرد، فقد يُفسَّر سياسيًا بأنه تهدئة، لكنه يُعد عسكريًا بمثابة فتح الباب أمام هجمات جديدة قد تجعل إيران مستباحة.
وفي هذا الإطار، أشار مدوّنون إلى أن إيران تتجه نحو حرب استنزاف مفتوحة قد تمتد من شهرين إلى 6 أشهر، مع فرض رقابة مشددة على مضيق هرمز، مستندة في ذلك إلى أنها ليست طرفا في معاهدة قانون البحار، مما يمنحها مبررا قانونيا للتحكم في هذا الممر الملاحي الإستراتيجي.
كما أضافوا أن إيران قد تلجأ إلى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، مبررة ذلك بأن المعاهدة لم توفر الحماية لمنشآتها، وهو ما يمكن أن يُستخدم كورقة ضغط إضافية في المحافل الدولية.
ويرى مدوّنون أن إسرائيل تخشى حرب استنزاف طويلة الأمد، وتفضّل الآن خيار "الصمت مقابل الصمت"، معتبرين أن الضربة الأميركية جاءت كمحاولة عاجلة لوقف الهجمات الإيرانية، التي لم تعد إسرائيل قادرة على تحملها.
وفي السياق ذاته، توقّع آخرون أن تبدأ إسرائيل البحث عن أهداف جديدة لتبرير فشلها في المواجهة الحالية، وربما تسعى إلى الانسحاب منها بعد تحقيق مكاسب محددة.
تريد اشعال حرب ولكن تنتظر الوقت المناسب ، على إيران التوجه إلى حل سياسي سريع ربما الخروج من اتفاقية NPT وبسرعة دون تصعيد عسكري وذلك قبل أن ينجح نتنياهو في جر امريكا إلى حرب مباشرة ضد ايران ، نتنياهو هدفه منظومة التسليح الايراية برمتها وان يجعل ايران دولة منزوعة السلاح
— Eli Maure (@dr_maure) June 22, 2025
ويرى مدونون آخرون أن الخيار الأفضل أمام إيران هو التوجّه السريع نحو حل سياسي، يتضمّن انسحابًا منظمًا من معاهدة حظر الانتشار النووي، دون تصعيد عسكري مباشر، وذلك لتفويت الفرصة على نتنياهو في جرّ الولايات المتحدة إلى مواجهة شاملة.
ومنذ 13 يونيو/حزيران الجاري تشن إسرائيل هجمات على إيران استهدفت منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين.