نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، تقريرا، أعدّه مراسله في واشنطن، شون ماثيوز، قال إنّ: "التصريحات المنتشرة في الإعلام الأمريكي، اليوم، التي تتّهم الموساد والمؤيدين لإسرائيل بدفع الولايات المتحدة للحرب مع إيران، ليست منقولة من وكالات الأخبار والصحف الموالية للحكومة الإيرانية، لكنها نابعة  من حلفاء مقربين للرئيس  دونالد ترامب وأنصاره".

 

وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنه: "في الأسبوع الماضي، استضاف المذيع المحافظ، تاكر كارلسون، مسؤولا بارزا في وزارة الدفاع، زعم أنه جرى التخلص منه بسبب ما نظر إليه كعقبة أمام ضرب أمريكا لإيران". 

وبحسب المصدر نفسه، فإنه: "قد عزل كبير مستشاري وزير الدفاع بيت هيغسيث، دان كالدويل، من البنتاغون، في وقت سابق من هذا الشهر، بتهمة تسريب معلومات سرية حول استخدام هيغسيث لتطبيق الدردشة سيغنال، وفقا لعدة وسائل إعلام". 

وأوضح: "لكن كارلسون، الذي يتمتع بوصول لا مثيل له إلى ترامب، رد قائلا إن هذا ليس صحيحا، إذ أبرز لكالدويل: "ربما ارتكبت خطأ مهنيا واحدا عندما أجريت مقابلات مسجلة تصف فيها آراءك في السياسة الخارجية؛ وهي آراء  بعيدة عن التيار السائد بين دعاة الحرب في واشنطن".

وتابع: "ثم قرأت فجأة أنك خائن"؛ ويوم الأحد، قال كلايتون موريس، وهو محافظ آخر ومذيع سابق في قناة "فوكس نيوز" إنّ: "الأصوات المؤيدة لإسرائيل "تبذل قصارى جهدها" لتدمير "الفريق المناهض للحرب" الذي شكله ترامب في البنتاغون".

ووفق التقرير، فإن موريس، في إشارة إلى برنامجه، قال: "علمنا هنا في "ريداكتد" (اسم البودكاست) أن عملاء سابقين في الموساد الإسرائيلي يبذلون جهودا مضاعفة على وسائل التواصل الاجتماعي، وخلف الكواليس، في محاولة لتشويه سمعة وزير الدفاع بيت هيغسيث؛ مع أنه لم يذكر أسماء من أطلق عليهم بالعملاء السابقين".

إلى ذلك، يقول ماثيوز إنّ: "إدارة ترامب موزعة الجمهوريين التقليديين مثل وزير الخارجية، ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي، مايك والتز، ودعاة "أمريكا أولا" الإنعزاليين مثل مديرة طاقم البيت الأبيض، سوزي وايلز، ومديرة الامن القومي، تولسي غابارد".

وأشار إلى أنه: "من أبرز المدافعين عن ترامب في وسائل الإعلام، والذين يمارسون نفوذا واسعا في إيصال رؤيته للعالم، شخصيات إعلامية مثل كارلسون ومستشاره السابق ستيف بانون". 


وبيّن التقرير أنّ: "إقالة كالدويل ومسؤولين كبيرين آخرين في البنتاغون، يبدوا أنها قد حفّزت الانعزاليين من أصحاب شعار "أمريكا أولا". ويعتبر انتقادهم للأصوات المؤيدة لإسرائيل وعملاء الموساد السابقين أمرا غير مسبوق داخل الحزب الجمهوري. ويعكس هذا مدى إبعاد ترامب للحزب الجمهوري عن رؤيته التقليدية والمتشددة في الشؤون العالمية". 

وأكّد: "خصت شخصيات مؤيدة لترامب، ميراف سيرين بالنقد، وهي مرشحة لتولي ملفي إيران وإسرائيل في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض. ولدت سيرين في حيفا وعملت في وزارة الدفاع الإسرائيلية"، مردفا أنه في برنامجه، قال موريس، الذي شارك هيغسيث في تقديم برنامج إخباري صباحي على قناة "فوكس نيوز"، إن "مايك والتز، المحافظ الجديد، قد وظف الآن مواطنة مزدوجة الجنسية ومسؤولة سابقة في الجيش الإسرائيلي للعمل تحت إمرته". 

وأبرز: "تعكس التغطية الإعلامية موجة متزايدة في الولايات المتحدة، والنظر إلى إسرائيل بعين الشك، وهو الاتجاه الذي تزايد منذ الهجمات التي قادتها حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، والتي أشعلت شرارة الغزو الإسرائيلي لغزة وحربا واسعة في الشرق الأوسط".

واسترسل التقرير: "في أحدث استطلاع نشره مركز بيو  في نيسان/ أبريل وأظهر أنه لدى نسبة 53% من الأمريكيين مواقف سلبية من إسرائيل، بزيادة عن 42% في آذار/ مارس 2022. وكان هذا التحول في المشاعر السلبية واضحا بين الجمهوريين الشباب دون سن الخمسين، الذين يميلون أكثر لمتابعة برامج البودكاست مثل برنامج "ريداكتد" لموريس وبرنامج كارلسون". 


ووفق التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّ "هذه الانتقادات تأتي في الوقت الذي يحاول فيه ترامب التوفيق بين غرائزه القوية في السياسة الخارجية، وتعهده بالامتناع عن إشعال حروب جديدة في الشرق الأوسط. أما فيما يتعلق بإيران، فقد وجد أقرب مبعوثي ترامب في تناقض مع أنفسهم".  

"اقترح مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط،  ستيف ويتكوف، والذي برز كمفاوض بارز عن إدارة ترامب، في وقت سابق من هذا الشهر أن واشنطن قد تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة" تابع التقرير ذاته.

وأضاف: "بعد ردة فعل عنيفة على تصريحاته من الأصوات المؤيدة لإسرائيل، غيّر ويتكوف موقفه قائلا إن طهران "يجب أن تتوقف وتفكك" برنامجها للتخصيب النووي بالكامل". 

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال روبيو، إنّ: "الولايات المتحدة قد توافق على اتفاق يسمح لإيران بالاحتفاظ ببرنامجٍ نووي مدني، طالما أوقفت التخصيب، وحصلت عليه من الخارج بدلا من تخصيبه محليا". 
واختتم التقرير بالقول إنه: "في آخر جولة من المباحثات، التقى فريقان فنيان أمريكيان وإيرانيان في عمان يوم السبت لعقد، وقال ترامب للصحفيين، الاثنين، إنّ المحادثات تسير بشكل جيد للغاية وأنه سيتم إبرام اتفاق هناك، وسنحصل على شيء ما دون الحاجة إلى البدء في إلقاء القنابل في كل مكان".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب البيت الأبيض الصين الاحتلال البيت الأبيض ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بعد أيام من مهاجمة إيران..”نشوة” إسرائيل تتبدد

#سواليف

أفاق #الإسرائيليون صبيحة يوم الجمعة على أخبار أبهجت قلوبهم، فقد أفلح جيشهم في تنفيذ عملية خداع ومباغتة للإيرانيين، مما أتاح المجال لتحقيق #إنجازات_عسكرية هامة تمثلت في اغتيال عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، فضلا عن #تدمير #منشآت_نووية وعسكرية إيرانية عديدة.

وطبيعي أن هذا الإنجاز المباغت والسريع دفع جميع المعلقين السياسيين والعسكريين تقريبا إلى التباهي والتفاخر بما حدث والالتفاف من جديد ليس فقط حول الجيش، وإنما كذلك حول #حكومة #نتنياهو. كانت #النشوة عارمة بحيث أعمت تقريبا الجميع عن رؤية ما يمكن أن يحدث، وعن أي محاولة عقلانية لقراءة الوضع. فقد بدا لكثيرين في إسرائيل أن الحكومة المسيحانية المجنونة أفلحت أخيرا في اجتراح فعل عقلاني عميق الأثر.

فإيران الإسلامية لم تكن بحاجة إلى دعاية كبيرة لإثبات شيطنتها في إسرائيل. فمنذ عقود تضخ إسرائيل في ذهن جمهورها أنها كانت ستبقى في مأمن لو أن إيران الإسلامية غير موجودة. فهي في نظرهم مركز الشر وهي منشئة “محور الشر”، وأن كل مشاكل إسرائيل مع محيطها ما كانت لتكون لولا وجود إيران.

مقالات ذات صلة شواغر وظيفية ومدعوون للتعيين 2025/06/16

لذلك ما أن أفاق الإسرائيليون على أنباء الإنجازات الإسرائيلية الفعلية والمختلقة، حتى نسي أغلبهم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وإخفاقاته، وعادت للوجود نغمة الجيش الذي لا يقهر وتجربة الانتصار الساحق في مثل هذا الشهر من عام 1967. فهذه أيضا هي المرة الأولى منذ عام 1973 التي تقاتل فيها إسرائيل دولة ذات سيادة.
إعلان

لكن الفرحة لم تطل. قلة قليلة حذرت من النشوة، وحاولت أن تطلق تحذيرات تبيّن الفارق بين التهور والحكمة، وكيف ينبغي انتظار الرد الإيراني. وكان أن اندفع البعض، وبينهم عدد من المعلقين العسكريين المستندين إلى إيجازات من مسؤولين أمنيين، إلى حد القول بأن إسرائيل قضت في هجومها المباغت على قدرة الرد الإيرانية البعيدة المدى. وذهب بعض من كانوا أعقل من ذلك إلى القول بأن تأخر إيران في الرد ينبع غالبا من ارتباك تراتبية إصدار وتنفيذ أوامر الرد.

وطبيعي أن أول ما أثار مخاوف أولية عند خبراء في إسرائيل كان الموقف الأميركي الأولي الذي صدر عن وزير الخارجية ماركو روبيو والذي حاول فيه إظهار ابتعاد أميركا عنها وعدم انخراطها فيها. لكن سرعان ما تبددت هذه المخاوف عندما انضم ترامب نفسه لنشوة الانتصار، معلنا أنه كان في صورة المخططات وأن إسرائيل نفذت الهجوم “المبارك” في نهاية مهلة إنذار الشهرين الذي كان وجهه إلى الإيرانيين لإبرام اتفاق.

ولكن بعد الرد الإيراني وتقريبا ظهور الفارق بالمقاربة بما جرى في عهد بايدن عندما جند العالم للدفاع عن إسرائيل في وجه الصواريخ الإيرانية، وقفت إسرائيل وحيدة تقريبا هذه المرة. ولاحظ الإسرائيليون تزايد الطلبات الإسرائيلية بانخراط أميركي أكبر في العملية العسكرية، مما يوحي ببدء الشعور بانعدام الراحة لتطور المواجهة.

وبعد القصف الصاروخي الإيراني واستهداف منشآت حيوية عسكرية ومدنية مثل مقر قيادة الجيش في تل أبيب ومصفاة تكرير النفط في حيفا ومحطة الكهرباء المركزية في الخضيرة ومعهد وايزمان للعلوم في رحوبوت ومجمعات سكنية في بات يام، بدأت تصدر أصوات أخرى، وانطلقت الانتقادات أولا لعدم إعداد الحكومة المجتمع لتحمل أعباء الحرب الجديدة خصوصا أن أطول حرب في تاريخ إسرائيل لم تنته بعد.

ونظرا لأن العدو هذه المرة إيران بإمكانياتها، فإن الكثير من المدن شعرت بالعجز عن تلبية احتياجات سكانها من الملاجئ، في وقت منحت فيه الدولة الوزراء وكبار المسؤولين وعائلاتهم ملاجئ رسمية. والأدهى أن ما كان متخيلا من قدرات دفاع صاروخي ظهرت عاجزة أمام حجم وقوة الضربات الصاروخية الإيرانية. كما أُغلقت كل الحدود البرية والمطارات، ولم يعد فاعلا جزئيا سوى بعض الموانئ.

ارتباك النشوة

وهكذا، فقط بعد أقل من 24 ساعة على “الهجوم الناجح” بدأ الرد الإيراني الذي اضطر الرئيس الإسرائيلي وزعيم المعارضة والكثير من القادة لوصفه بـ”الصعب” والقاسي، وأن “الليلة الماضية كانت صعبة للغاية مع وابل قاتل من إيران”.

وفي اليوم الثاني للرد الإيراني، قال قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية “الليلة الماضية كانت صعبة على إسرائيل، ونبحث عن ناجين تحت الأنقاض في بات يام”، بل إن صحيفة هآرتس قالت إن المنظومات الدفاعية في إسرائيل فشلت في مواجهة صواريخ إيرانية متطورة الليلة الماضية، وإن على قادة الجيش والحكومة استخلاص العبر ووقف الحرب تجنبا لتطورات قاسية وغير مرغوبة.

وبدأ المعلقون العسكريون المقربون من المؤسسة البحث عن تبريرات لما يجري. فالحرب الجديدة ليست على شاكلة حرب 1967 ولن تنتهي بحسم سريع وقريب. وصار كثيرون منهم يتحدثون علنا عن أن “القوة الحاسمة” لتدمير المشروع النووي الإيراني لا تمتلكها في العالم إلا قوة عظمى وحيدة هي الولايات المتحدة. وتزايد الطلب من أميركا بتسريع إنهاء الحرب بإرسال قاذافات “بي 52″ و”أم القنابل” لضرب مفاعل فوردو مثلا.

وكتب المحلل العسكري يوآف زيتون في يديعوت أحرونوت: ما زالت “إسرائيل” تأمل أن توفر القنابل الخارقة للتحصينات لدى الولايات المتحدة الأميركية “الضربة الحاسمة” لتدمير المشروع النووي الإيراني، وإن لم يحدث هذا الخيار فسيقوم سلاح الجو في الجيش الإسرائيلي بـ”تقشير” طبقات الدفاع الإيرانية، الأمر الذي قد يتحوّل إلى حرب استنزاف، لذلك فإن “الإنجاز الدراماتيكي” الوحيد لـ”إسرائيل” حتى الآن هو فتح الأجواء الإيرانية أمام حضور دائم للطيران الإسرائيلي.

وقد اضطر زيتون لأن ينقل عن خبير غربي قوله إن غارات إسرائيل كانت ناجحة في بعض المواقع، “لكن في إيران المترامية الأطراف، هناك ما بين 5 آلاف و10 آلاف هدف يجب التعامل معها، منها الدفاعات الجوية الكثيفة والصواريخ الباليستية ومراكز القيادة والسيطرة، وهذا يتطلب وقتًا لضرب البرنامج النووي بشكل فعّال عبر “التقشير” وحتى حينها، قد لا تكون النتائج مثالية”.

وكتب باراك رافيد المراسل السياسي لموقع “والا” أن أحد العوامل التي قد تحدد ما إذا كانت حرب إسرائيل على إيران ستُحقق نجاحًا باهرًا أم خطأ فادحًا هو مصير منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو. وأنه لتدمير فوردو -وهي منشأة عميقة تحت الأرض داخل جبل- ستحتاج إسرائيل إما إلى حنكة تكتيكية استثنائية وإما مساعدة أميريية كبيرة.

لكن إذا ظلت المنشأة سليمة ومتاحة، فقد يتم تسريع البرنامج النووي الذي تُصرّ إسرائيل على تدميره بدلًا من إيقافه. وقد صرح يحيئيل ليتر سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، لشبكة فوكس نيوز يوم الجمعة الماضي، “يجب أن تنتهي العملية برمتها.. عند فوردو”. ولهذا السبب تأمل الحكومة الإسرائيلية أن تُقرر إدارة ترامب في النهاية الانضمام إلى العملية.

مشككون

لا شيء يرهب الإسرائيليين بعد حرب مستمرة منذ أكثر من 20 شهرا سوى حرب استنزاف جديدة. وكتب الصحافي الأميركي ديفيد إغناتيوس “إسرائيل فتحت بابا للحرب من الصعب إغلاقه. وتبدو إسرائيل في إطلاق هجماتها الأخيرة على إيران وكأنها دخلت المعركة من دون تصور واضح لليوم التالي. لقد علمت العقودُ الماضية الولايات المتحدة وإسرائيل معا أن الحروب مع إيران من السهل إشعالها، ولكن من الصعب إخمادها”.

وحذرت افتتاحية “هآرتس” من أن الحملة التي انطلقت تحت مسمى “شعب كاللبؤة”، هي حرب بكل معنى الكلمة. ورغم أنه في الضربة الافتتاحية كادت تصفي كل سلسلة القيادة العليا لإيران، فإن القيادة السياسية لنظام آيات الله لا تزال على حالها، وعلى رأسها الزعيم الأعلى علي خامينئي.

وقد شدد رئيس هيئة الأمن القومي تساحي هنغبي على أن إسرائيل حاليا لا تعمل على تغيير النظام، لكن أقوال نتنياهو أمس ألمحت إلى غير ذلك. ففي خطاب مصور قال نتنياهو “قريبا سترون طائرات سلاح الجو الإسرائيلي فوق سماء طهران، نحن سنضرب كل موقع وكل هدف لنظام آيات الله”، بمعنى ليس فقط منشآت النووي هي الهدف، بل كل النظام أيضا.

وأضافت على إسرائيل أن تعرف ما هو الإنجاز السياسي المقبول. الهدف الإستراتيجي الآن ليس تصفية النظام في إيران، بل ضمان أمن إسرائيل. ومحظور أن ننسى أنه في الخلفية لا تزال تدور الحرب الطويلة والأليمة في غزة، والمخطوفون، والكارثة الإنسانية تحتدم. فالنجاحات العملياتية ليست هدفا بحد ذاتها. عليها أن تقود إلى خطوة سياسية تعطي جوابا على تهديد النووي، وإلا تتدهور إلى حرب شاملة وطويلة وهدامة.

ولخص ناحوم بارنيع كبير معلقي “يديعوت” موقفه القلق، وكتب “الحروب بالنسبة للمبادر إليها تبدأ بالنشوة، نشوة وقلق. النشوة تذوي والحرب تستمر”. وكتب يوسي ميلمان المعلق الأمني في “هآرتس” عبر موقع إكس “لم تدم النشوة طويلا، يوم أول أمس الجمعة سألتُ إنْ كان من الضروري شنّ حرب، وخاصة على الإيرانيين. الشيعة تاريخيا على استعداد لتحمل المعاناة. ذكرت استعدادهم للتضحية، كما برهنوا ذلك خلال سنوات حرب الاستنزاف الثماني مع العراق. أنصح الجميع بتقليص خسائرنا والتوجه إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف هذا الجنون باتفاقٍ معقول، وإلّا فسنضطر إلى التوسل لوقف إطلاق النار، وسترفض إيران ذلك”.

وكتب ألوف بن رئيس تحرير هآرتس “هذه حربه، الحرب التي يدعو إليها نتنياهو منذ سنوات. وقرار تعريض الجبهة الداخلية في إسرائيل لخطر غير مسبوق لهجوم صاروخي من إيران، كان قراره هو نفسه، فقط قراره. الشخص الذي حذر وزير الدفاع السابق يوآف غالانت على الفور بعد 7 أكتوبر من أن الأبراج في محيط وزارة الدفاع ستنهار تحت نيران حزب الله، يراهن الآن على صمودها أمام الحرس الثوري”.

وتابع: خلافا لسلوكه في الحرب على قطاع غزة، التي يتهرب فيها نتنياهو من المسؤولية ويختبئ وراء شركائه سموتريتش وبن غفير أو الإدارة الأميركية، فإننا هذه المرة حصلنا على نتنياهو نسخة “أعطيت الأوامر والتعليمات وأنا وأنا وأنا”. بعد لحظة نتنياهو سيقول بأنه سيستبدل وزير الدفاع ورئيس الأركان فقط من أجل أن يسير من سيرثهم في الطريق إلى طهران. بالطبع إذا تعقد هذا الحدث، فإن رئيس الحكومة سيبحث عن أكباش فداء الذين “لم يقوموا بإيقاظه”؟.

‌‏وليس صدفة والحال هذه أن مسؤولا إسرائيليا كبيرا اعترف بأن الانتقادات الداخلية في إسرائيل بدأت تقلق متخذي القرارات في الحكومة. والحرب لا تزال في بدايتها وليس هناك من يضمن أن تنتهي بإنجاز إسرائيلي حقيقي.

مقالات مشابهة

  • فاينانشيال تايمز: الحرب بين إسرائيل وإيران تُفجر انقسامًا بين أنصار ترامب
  • كارلسون يحذر من انهيار أمريكا إذا شاركت في ضرب إيران.. ترامب يصفه بـالمجنون (شاهد)
  • "أنصار الله": سنتدخل لدعم إيران ضد إسرائيل
  • ترامب يدرس مهاجمة إيران وإسرائيل تتوقع انضمامه للحرب قريبا
  • عربي21 تكشف بالصور الموقع السري الذي ضربته الصواريخ الإيرانية قرب تل أبيب
  • الهدف طهران.. ما هو الكتاب الأصفر الذي ظهر أمام نتنياهو؟
  • بعد أيام من مهاجمة إيران..”نشوة” إسرائيل تتبدد
  • الموساد يتلقى ضربة دامية في قلب طهران... إيران تُعدم جاسوساً إسرائيلياً في مشهد علني يُرعب تل أبيب!
  • بعد أيام من مهاجمة إيران..نشوة إسرائيل تتبدد
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مهاجمة مواقع لإطلاق الصواريخ وسط إيران