ورطة السائق الذي يؤشر للانحراف في كل الاتجاهات في وقت واحد
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
ورطة السائق الذي يؤشر للانحراف في كل الاتجاهات في وقت واحد
وجدي كامل
اعترف قائد الجيش السوداني، ضمنيًا، بارتكاب جميع الجرائم المنسوبة إليه، منذ حرب دارفور التي شارك في انتهاكاتها جنبًا إلى جنب مع قوات الدعم السريع، وحتى آخر ثائر يُساق إلى الإعدام في هذه الأثناء من “تكية” بأحياء الخرطوم.
لقد وقع “الكاهن”، كما يسميه أنصاره، في شرّ مقارناته، حين قارن بين المقاومة المدنية السلمية والبندقية، معربًا عن اتساع الهوة بين حرق الإطارات في الشوارع وقنص الأرواح بالرصاص.
هذا الاعتراف الثمين كشف عن عدائه الأصيل لأي تغيير مدني سلمي، وأي حُكم يقوم على القانون والعدالة. إنه لا يبحث إلا عن شرعية لحرب قذرة، يخوضها ضد أبناء شعبه الذين نشأوا وتربّوا على حلم الثورة، بينما يدّعي محاربة الدعم السريع. لقد بات واضحًا أن حربه الحقيقية ليست مع أولئك، بل مع الثورة ذاتها، الثورة التي منحته هذا المنصب المتقدم والحساس، الذي خانه فيها بدمٍ بارد.
في تصريحاته التي جاءت على الهواء مباشرة، كعواء في ليلٍ بلا قمر، عبّر قائد “المؤسسة الوطنية” ـ وهي إحدى ركائز الدولة المدنية ـ عن إيمانه العميق بالبندقية، لا بالحلول السياسية، وبإراقة الدماء لا بالحوار، وبسحق الخصوم لا باحتوائهم. وكأنما ينطق بلسان نيتشه حين قال: *”الجنون في الأفراد أمر نادر، لكنه في الجماعات والأمم والتاريخ هو القاعدة.”*
هكذا، كشف قائد الجيش بوضوح لا لبس فيه، عن تورطه في كل الأحداث الدامية التي أعقبت الثورة، بدءًا من مجزرة فض الاعتصام، مرورًا بقتل المتظاهرين في الشوارع، وانتهاءً بتعزيز قدرات الدعم السريع، لا من أجل حماية الدولة، بل لمواجهة الثورة السلمية، التي كان شعارها الأبرز: “سلمية سلمية، ضد الحرامية”. لقد أصبح هو نفسه مدافعًا عن الفساد، ومتاجِرًا بدماء الشهداء، من أجل الحفاظ على سلطته ومصالحه.
فأي رجل هذا الذي رمى به القدر في سدة الحكم؟!
وأي أخلاق يحملها هذا “الممثل القدير” لأدوار الخيانة، وهو يلعب دور الذراع الباطشة للحركة الإسلاموية في حربها ضد الثورة، لا في مواجهتها للدعم السريع؟!
لقد قال ألبير كامو ذات مرة: *”كل الطغاة يبدؤون بأن يكونوا محاربين باسم العدالة، وينتهون بأن يكونوا قتلة باسم النظام.”*
ويبدو أن هذا القائد “الاستثنائي”، قد أتقن الدورين معًا ولا يزال يراهن على غش الناس حين يؤشر للانحراف في كل الاتجاهات في وقت واحد.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجرائم عبدالفتاح البرهان قائد الجيش السوداني
إقرأ أيضاً:
وزير الاقتصاد يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بحلول عيد الأضحى
وعبر وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار باسمه شخصيا ونيابة عن قيادة ومنتسبي وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار والجهات التابعة لها عن اصدق التهاني والتبريكات لقائد الثورة و رئيس المجلس السياسي الأعلى و من خلالهما الى المجاهدين من ابطال القوات المسلحة في جبهات العزة والشرف ، و كافة أبناء الشعب اليمني بحلول هذه المناسبة الدينية العظيمة التي تذكرنا بأهمية التضحية في سبيل الله ، وتزيدنا يقينا بصوابية الموقف اليمني الشجاع ، المساند للاشقاء من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يتعرضون لجرائم إبادة وحشية من قبل العدو الصهيوني في قطاع غزة .
وجاء في البرقية " اننا اذ نبارك العمليات العسكرية لقواتنا المسلحة ضد الكيان الصهيوني ، فاننا نؤكد اننا في وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار سنعمل و ضمن حكومة التغيير البناء كمنظومة عمل واحدة لمواجهة التحديات الاقتصادية في ظل استمرار العدوان والحصار على بلادنا ، والتصدي لكل المؤامرات والحرب الاقتصادية التي تحاول النيل من الصمود الأسطوري لشعبنا العظيم ، والعمل على استنهاض القدرات المحلية والاستثمار في الطاقات الكامنة في المجتمعات المحلية لتحقيق التنمية وتعزيز عوامل الصمود رغم التحديات والصعوبات " .
وعبر وزير الاقتصاد عن الشكر لقائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى على دعمهما المستمر لخطط وبرامج وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار وحكومة التغيير والبناء بما يحقق حراكا واستقرارا اقتصاديا .