ورطة السائق الذي يؤشر للانحراف في كل الاتجاهات في وقت واحد

وجدي كامل

اعترف قائد الجيش السوداني، ضمنيًا، بارتكاب جميع الجرائم المنسوبة إليه، منذ حرب دارفور التي شارك في انتهاكاتها جنبًا إلى جنب مع قوات الدعم السريع، وحتى آخر ثائر يُساق إلى الإعدام في هذه الأثناء من “تكية” بأحياء الخرطوم.

لقد وقع “الكاهن”، كما يسميه أنصاره، في شرّ مقارناته، حين قارن بين المقاومة المدنية السلمية والبندقية، معربًا عن اتساع الهوة بين حرق الإطارات في الشوارع وقنص الأرواح بالرصاص.

الرجل اعترف، دون مواربة، بأنه قتل ونكّل، وحكم بقوة السلاح، غير عابئ بما يُسجله التاريخ، وما تفهمه الأجيال من دلالات انعدام الحياء، في مشهد يضاهي كبار مجرمي الحروب.

هذا الاعتراف الثمين كشف عن عدائه الأصيل لأي تغيير مدني سلمي، وأي حُكم يقوم على القانون والعدالة. إنه لا يبحث إلا عن شرعية لحرب قذرة، يخوضها ضد أبناء شعبه الذين نشأوا وتربّوا على حلم الثورة، بينما يدّعي محاربة الدعم السريع. لقد بات واضحًا أن حربه الحقيقية ليست مع أولئك، بل مع الثورة ذاتها، الثورة التي منحته هذا المنصب المتقدم والحساس، الذي خانه فيها بدمٍ بارد.

في تصريحاته التي جاءت على الهواء مباشرة، كعواء في ليلٍ بلا قمر، عبّر قائد “المؤسسة الوطنية” ـ وهي إحدى ركائز الدولة المدنية ـ عن إيمانه العميق بالبندقية، لا بالحلول السياسية، وبإراقة الدماء لا بالحوار، وبسحق الخصوم لا باحتوائهم. وكأنما ينطق بلسان نيتشه حين قال: *”الجنون في الأفراد أمر نادر، لكنه في الجماعات والأمم والتاريخ هو القاعدة.”*

هكذا، كشف قائد الجيش بوضوح لا لبس فيه، عن تورطه في كل الأحداث الدامية التي أعقبت الثورة، بدءًا من مجزرة فض الاعتصام، مرورًا بقتل المتظاهرين في الشوارع، وانتهاءً بتعزيز قدرات الدعم السريع، لا من أجل حماية الدولة، بل لمواجهة الثورة السلمية، التي كان شعارها الأبرز: “سلمية سلمية، ضد الحرامية”. لقد أصبح هو نفسه مدافعًا عن الفساد، ومتاجِرًا بدماء الشهداء، من أجل الحفاظ على سلطته ومصالحه.

فأي رجل هذا الذي رمى به القدر في سدة الحكم؟!
وأي أخلاق يحملها هذا “الممثل القدير” لأدوار الخيانة، وهو يلعب دور الذراع الباطشة للحركة الإسلاموية في حربها ضد الثورة، لا في مواجهتها للدعم السريع؟!

لقد قال ألبير كامو ذات مرة: *”كل الطغاة يبدؤون بأن يكونوا محاربين باسم العدالة، وينتهون بأن يكونوا قتلة باسم النظام.”*
ويبدو أن هذا القائد “الاستثنائي”، قد أتقن الدورين معًا ولا يزال يراهن على غش الناس حين يؤشر للانحراف في كل الاتجاهات في وقت واحد.

الوسومالجرائم عبدالفتاح البرهان قائد الجيش السوداني وجدي كامل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجرائم عبدالفتاح البرهان قائد الجيش السوداني

إقرأ أيضاً:

واشنطن والاتحاد الأوروبي يشددان الخناق على قادة الدعم السريع

 

واستهدفت العقوبات الأميركية قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) ونائبه عبد الرحيم دقلو، إضافة إلى شقيقهما القوني، بتهم ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والعنف الجنسي.

كما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات مماثلة على قادة لم تُكشف أسماؤهم لتورطهم في حصار مدينة الفاشر بشمال دارفور، بينما أضافت كندا 7 أفراد و3 كيانات إلى قوائم عقوباتها بتهمة توريد الأسلحة للدعم السريع.

تقرير: جعفر سلمات

Published On 13/12/202513/12/2025|آخر تحديث: 00:58 (توقيت مكة)آخر تحديث: 00:58 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • جعفر حسن انصف البرهان واتهم الدعم السريع بشكل ضمني
  • عاجل | كتائب القسام: ننعى قائد ركن التصنيع العسكري في الكتائب رائد سعد الذي ارتقى إثر عملية اغتيال نفذها العدو
  • الدعم السريع يعلق على استهداف مقر الأمم المتحدة في كادقلي
  • والي الجزيرة: مسيرات الإصطفاف الوطني جسدت شعار شعب واحد جيش واحد
  • وقفة مسلحة لقبائل ذويب بصعدة تعلن الجاهزية لمواجهة الأعداء
  • الداخلية تضبط السائق المتهم بالسير عكس الاتجاه في القاهرة
  • فرض عقوبات على قادة الدعم السريع السوداني
  • البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع
  • واشنطن والاتحاد الأوروبي يشددان الخناق على قادة الدعم السريع
  • السيد القائد.. حكمةٌ وصمودٌ يوقظ أُمَّـة من غيبوبتها