جحيم في إسرائيل.. الحرائق تقترب من تل أبيب وساعر يستغيث بأوروبا (فيديو)
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
القدس المحتل – وكالات
تشهد إسرائيل موجة حرائق ضخمة تزداد اتساعًا مع الساعات، وسط عجز واضح عن السيطرة على ألسنة اللهب، التي امتدت من جبال غرب القدس إلى محيط مدينة تل أبيب، حيث اقتربت من مستوطنة "بيتاح تكفا" شرقي المدينة.
وبحسب قناة "كان" الإسرائيلية، تم إخلاء أكثر من 9 مستوطنات في محيط مدينة القدس المحتلة، حيث أُجبر أكثر من 10 آلاف شخص على مغادرة منازلهم.
وفي تطور لافت، أعلنت القناة 12 الإسرائيلية عن إخلاء مقراتها الرئيسية القريبة من القدس ونقل بثها إلى مدينة هرتسليا، في خطوة تعكس مدى خطورة الوضع.
من جانبه، وصف المفوض العام للإطفاء والإنقاذ الحرائق الحالية بأنها "من أصعب الأحداث التي أذكرها"، مشيرًا إلى أن طائرات الإطفاء عاجزة عن العمل بسبب سوء الأحوال الجوية، ما يزيد من تعقيد عمليات السيطرة على النيران.
وأطلق وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر مناشدة عاجلة إلى عدد من الدول الأوروبية لتقديم المساعدة في إخماد الحرائق، في وقت تم فيه إغلاق عدد من الطرق الرئيسية المؤدية إلى القدس، من بينها شارع 1 وشارع 3، وتحذيرات من الاقتراب من مناطق الخطر.
امتداد الحرائق إلى مستوطنة "بيتاح تكفا" شرقي "تل أبيب" وسط فلسطين المحتلة. pic.twitter.com/jfhn90HFPG
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) April 30, 2025
الموضوع ليس مبالغة
حرائق ضخمة للغاية في اسرائيل ونزوح المستوطنين،
المجرمين عاجزين عن السيطرة على الحريق ???? pic.twitter.com/kLSgNblGhy
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
نظرية المجال الحيوي ودورها في سياسة العنف اليميني بأوروبا
فوزي عمار
الجذور الفكرية لنظرية المجال الحيوي (Lebensraum) التي نشأت في نهاية القرن التاسع عشر وأسس لها الجغرافي الألماني فريدريك راتزل الذي صاغ فكرة أن "الدولة كائن حي" يحتاج إلى التوسع الجغرافي لضمان بقائه، تمامًا كما يحتاج الكائن الحي إلى موارد للنمو.
في كتابه "الجغرافيا السياسية"، حدد عالم الاجتماع والجغرافيا الألماني فريدريك راتزل 7 قواعد لنمو الدول، من أهمها تمدد حدود الدولة مع نمو حضارتها.
واستخدام القوة لضم الأراضي الغنية بالموارد (كالمناطق الزراعية أو الموانئ الاستراتيجية).
لكن الجغرافي الألماني كارل هاوسهوفر أعاد إحياء هذه الأفكار بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى. كمؤسس لمدرسة الجيوپوليتيكا في ميونخ، ربط بين نظرية المجال الحيوي والحق الطبيعي لألمانيا في التوسع شرقًا نحو روسيا وأوروبا الشرقية، بحجة سد احتياجات الشعب الألماني من الغذاء والموارد. وقد تحولت أفكاره إلى إطار أيديولوجي للنازية، حيث استخدمها هتلر في كتابه "كفاحي" لتبرير الغزو حين قال: "الدول التي لا تتوسع مصيرها الانهيار... يجب أن نخلق مجالًا حيويًا للشعب الألماني بحدود السيف".
وقد أدت سياسات المجال الحيوي إلى مقتل 6 ملايين بولندي خلال الحرب العالمية الثانية، نصفهم من اليهود في معسكرات الإبادة، كما ادت الى تفكيك دول مثل تشيكوسلوفاكيا عبر "اتفاقات ميونخ".
لكن الكارثة الأكبر كانت في تحويل النظرية إلى عقيدة عنف دائمة تتبناها الحركات اليمينية المتطرفة إلى اليوم من خلال الاقصاء الديمغرافي خاصة للمسلمين في أوربا ودعوة صفاء العرق،
ومن خلال مؤامرات نقل المهاجرين إلى دول أخرى خارج الدول الغربية.
اليوم يواجه العالم موجة جديدة من اليمين المتطرف يعيد إنتاج نفس المنطق، لكن بأساليب معاصرة منها، استبدال التوسع العسكري بـ"الحروب الثقافية" وتحويل الحدود إلى جدران عازلة (كما بين الولايات المتحدة والمكسيك).
ونمو اليمين المتطرف الذي يدعو إلى كراهية الآخر. كما يقول المفكر الهولندي كاس مود: "اليمين المتطرف يزدهر حين يتحول الخوف إلى كراهية".
والحل ليس في أسوار أعلى، بل في جسور أوسع.
ولمواجهة هذا الإرث يتطلب تفكيك أسطورة "المجال الحيوي" نفسها، عبر التأكيد أن الأمن لا يُبنى بالعنف، بل بالتعايش في فضاءات إنسانية مشتركة.
رابط مختصر