عـــزالدين القسام رمـــز للثورة والجهاد
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
عبدالله علي صبري
لأن المشروع الصهيوني يمتد إلى عقود طويلة، فقد كانت المقاومة العربية والفلسطينية هي الأخرى ذات امتداد تاريخي، ارتبط بمجابهة الاحتلال البريطاني، الفرنسي، والإيطالي، واستمرت بذات العنفوان في مواجهة الصهيونية وكيانها المؤقت في فلسطين المحتلة.
ومنذ عشرينيات القرن الماضي شهدت فلسطين ثورات متلاحقة في مواجهة الصهيونية والاحتلال البريطاني، مثل ثورة البراق 1929، والثورة الكبرى 1936 – 1939، وما بين الثورتين ظهرت “العُصبة القسامية”، نسبة لمؤسسها عزالدين القسام، الذي عمل خلال هذه الفترة على التوعية بخطر المشروع الصهيوني، وتثوير الناس في مواجهة الاحتلال البريطاني، ودعوتهم إلى اقتناء السلاح، والجهاد في سبيل الله.
ولد القسام في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية السورية عام 1882، وقد درس العلوم الدينية والشرعية منذ الصغر، وأرسله والده وهو في الرابعة عشر من عمره إلى مصر للدراسة في الأزهر، حيث مكث في القاهرة 8 سنوات، شهد خلالها الثورة العرابية ضد الانجليز، وتأثر أيضا بالحركة الإصلاحية والشيخين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
ولما عاد إلى جبلة عام 1904، افتتح مدرسة لتعليم الحديث والتفسير، واشتهر كخطيب في جامع المنصوري، وحين سمع أهالي الشام بالحصار الذي فرضته إيطاليا على طرابلس والشيخ عمر المختار في ليبيا، دعا القسام إلى مناصرة الثورة الليبية بالمال والسلاح.
بعد الحرب العالمية الأولى تعرضت سوريا للاحتلال الفرنسي، ما دفع القسام إلى التحرك للجهاد والمقاومة، ولم يقبل أو يخضع للإغراءات، واستمر على نهج المقاومة، حتى أصدرت سلطات الاحتلال بحقه حكما غيابيا بالإعدام، فحاول أن ينجو بنفسه بالهروب إلى حيفا في فلسطين المحتلة 1921، ومن هناك اضطلع القسام بدور تاريخي في الجهاد والمقاومة.
لم يتأثر القسام بأساليب الخداع البريطانية، وتطميناتها الزائفة للعرب بشأن الهجرة اليهودية إلى فلسطين وإقامة “الوطن القومي” كما جاء في وعد بلفور، فكان على الدوام في تحذير للناس من السياسات البريطانية، وفي تحريض على حكومة الاحتلال، وكما اشتهر بخطاباته في سوريا، أصبح الخطيب المفوه في حيفا، وخاصة على منبر جامع الاستقلال.
لم يتوقف القسام عند التحريض بالكلمة، بل أقدم عام 1930 على تشكيل خلايا عسكرية تولت مهمات فدائية لمواجهة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، من خلال كمائن موجعة للمستوطنين الصهاينة. وبرغم الفارق الكبير بين إمكانات العدو الصهيوني/ البريطاني، وما يتوافر للمقاومة الفلسطينية، إلا أن القسام حسم أمره وأعلن الجهاد تحت شعار “نصر أو استشهاد”. وفي 1935 وبعد أن شددت السلطات الرقابة عليه، اضطر للانتقال إلى جنين، وقاد بنفسه الثورة المسلحة، لكن سرعان ما كشفت قوات الاحتلال عن مكانه، فهاجمته وأنصاره حتى استشهد في 19 نوفمبر 1935.
بعد أكثر من نصف قرن على استشهاد القسام، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن جهازها العسكري الذي يحمل مسمى كتائب عزالدين القسام. ومن غزة بدأت كتائب القسام عملها المسلح بتصنيع مسدس من طراز “غولدستار”، أعلنت عنه عام 1992، ثم تدرجت في إنتاج واستخدام الأسلحة من الأحزمة الناسفة والعبوات، إلى القنابل والصواريخ، وانتهاء بالطائرات المسيرة. والتحمت كتائب القسام وبقية فصائل المقاومة في مواجهات عسكرية بطولية مع العدو الصهيوني، خلال أكثر من حرب على غزة في 2008، و2012، و2014، وإلى “سيف القدس”2021، ومعركة طوفان الأقصى التي زلزلت كيان العدو الصهيوني في 7 أكتوبر 2023.
30
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الاحتلال البریطانی
إقرأ أيضاً:
القسام: قتل 3 جنود إسرائيليين شرق جباليا
صراحة نيوز- أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الاثنين، أنها تمكّنت من قتل ثلاثة جنود إسرائيليين خلال اشتباك مسلح وقع شرق مدينة جباليا شمال قطاع غزة.
وفي بيان مقتضب، أوضحت الكتائب أن مقاتليها اشتبكوا مع الجنود من مسافة صفر باستخدام أسلحة خفيفة، مؤكدين تنفيذ العملية بنجاح بعد عودتهم من خطوط المواجهة.
كما أعلنت “القسام” أنها قصفت، يوم أمس الأحد، موقع السناطي المستحدث شرق خان يونس جنوب القطاع بعدد من قذائف الهاون متوسطة العيار.
وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تنفيذ عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال في مختلف محاور القتال داخل القطاع، وتوثّق هذه العمليات عبر مقاطع مصورة تُظهر تفاصيل الكمائن والهجمات التي كبّدت جيش الاحتلال خسائر بشرية ومادية كبيرة، من بينها تدمير وإعطاب مئات الآليات العسكرية، وقصف مستوطنات ومدن إسرائيلية بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى.
وتتصدّى المقاومة الفلسطينية لتوغل قوات الاحتلال في عدة مناطق من القطاع، منذ استئناف العدوان الإسرائيلي عقب وقف مؤقت لإطلاق النار بدأ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، غير أن الاحتلال خرق الاتفاق خلال فترة التهدئة.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تواصل قوات الاحتلال، بدعم أمريكي كامل، تنفيذ عدوانها على غزة، ما أسفر عن أكثر من 185 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين.