قال دير ديكنسون، محرر الشؤون الأوكرانية في المركز الأطلسي، إن الأوكرانيين يتابعون بحذر متزايد المفاوضات الجارية بشأن الاتفاق المرتقب مع الولايات المتحدة حول المعادن النادرة، والتي باتت تقترب من مراحلها النهائية.

الجيش الأوكراني: روسيا أطلقت 170 مسيرة خلال الليلالجيش الأوكراني يتهم روسيا بإطلاق 5 صواريخ باليستية و170 مسيرة خلال الليلكييف وواشنطن تتوصلان إلى اتفاق بشأن الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية

 وأوضح أن الجدل داخل الأوساط السياسية والإعلامية الأوكرانية يتصاعد حول ما إذا كانت هذه الاتفاقية تمثل شراكة استراتيجية أم أنها ثمن باهظ تدفعه كييف مقابل المساعدات العسكرية التي حصلت عليها خلال السنوات الماضية.

بنود الاتفاق ما زالت غامضة

وخلال مداخلة له عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أشار ديكنسون إلى أن تفاصيل الاتفاق لم تُعلن بعد بشكل رسمي، إلا أن بعض المؤشرات تؤكد وجود بنود إيجابية لأوكرانيا، خصوصًا ما يتعلق بتمكينها من الوصول إلى الأسواق الأمريكية، والحصول على التقنيات المتقدمة في مجال تكرير المعادن الأرضية النادرة.

جدل سياسي: موارد استراتيجية أم صفقة غير متكافئة؟

أوضح ديكنسون أن الأسبوع الماضي شهد مفاوضات مكثفة ومعقدة بين الجانبين، تركزت بشكل رئيسي على سؤال حساس:

"هل تُقدم أوكرانيا مواردها الاستراتيجية مقابل استمرار الدعم العسكري الأمريكي؟"
وهو تساؤل يعكس قلقًا حقيقيًا داخل كييف من أن تتحوّل الاتفاقية إلى عملية بيع غير مباشرة للثروات الوطنية تحت غطاء الشراكة.

ورقة أمريكية على طاولة الانتخابات

وأضاف المحرر بالمركز الأطلسي أن الجانب الأمريكي ينظر إلى الاتفاق من زاوية استراتيجية وسياسية، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حاضر في الخلفية السياسية للاتفاق، وقد يتحوّل الملف إلى ورقة انتخابية بيد الأطراف المختلفة، سواء للدفاع عن دعم أوكرانيا أو لانتقاد كلفة هذا الدعم.

فرصة لتعزيز الشراكة أم بداية لتراجع الدعم؟

وفي ختام تصريحاته، قال ديكنسون إن هناك انقسامًا داخل أوكرانيا:

فبينما يخشى البعض من أن الاتفاق يعكس تراجعاً تدريجياً في الدعم الأمريكي المباشر، يرى آخرون أنه فرصة لربط المصالح الاقتصادية الاستراتيجية بين كييف وواشنطن، وضمان استمرار انخراط الولايات المتحدة في الملف الأوكراني ولو من بوابة المصالح الاقتصادية.

طباعة شارك محرر الشؤون الأوكرانية المركز الأطلسي الأوكرانيين

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المركز الأطلسي الأوكرانيين

إقرأ أيضاً:

هل سيُمنح الأوكرانيون مقاعد في البرلمان البولندي قريباً؟

يبدو أن سلسلة من المقالات المنشورة على الإنترنت قد أُخرجت من سياقها، ما أثار غضب بعض السياسيين البولنديين الذين اعتقدوا أن الأوكرانيين سيُمنَحون "تمثيلًا خاصًّا" لهم في مجلس النواب البولندي.

أعرب سياسيون من أحزاب يمينية متطرفة في بولندا عن استيائهم الشديد من تقارير إعلامية تحدثت عن خطة مزعومة لمنح الأوكرانيين الحاصلين على الجنسية البولندية تمثيلًا خاصًّا في البرلمان البولندي.

وأكد هؤلاء السياسيون رفضهم القاطع لأي اقتراح يمنح الأوكرانيين مقاعد مخصصة في مجلس النواب (البرلمان البولندي)، بل دعا بعضهم إلى وقف منح الجنسية البولندية للأوكرانيين تمامًا.

فقد كتب فودزيميرز سكاليك، النائب عن حزب "اتحاد التاج البولندي" اليميني المتطرف، في منشور على فيسبوك: "تُعلن وسائل الإعلام الأوكرانية أن للأوكرانيين في بولندا ممثلين خاصين في البرلمان البولندي. هذه إشارة خطيرة للغاية. البرلمان مُكلَّف بتمثيل الأمة البولندية، وليس الجماعات العرقية ذات المطالب الخاصة. لا يمكن أن تصبح بولندا ساحةً للنفوذ الأجنبي. أوقفوا 'أوكرنة' بولندا!"

من جهته، انتقد سلاومير منتزن، النائب عن حزب "الأمل الجديد" اليميني المتطرف، عبر منصة "X "ما وصفه بـ"سعي عدد من السياسيين البولنديين لخدمة المصالح الأوكرانية"، مضيفًا: "لسنا بحاجة إلى سياسيين أوكرانيين في مجلس النواب. النواب المنتخبون من قبل الأوكرانيين سيُولون حتمًا أولوية للمصالح الأوكرانية. المصلحة البولندية يجب أن تكون الأسمى! لِنَقِفْ منح الجنسية البولندية للأوكرانيين!"

وتشير منشورات هؤلاء السياسيين وتصريحات مشابهة إلى تقارير إخبارية تفيد بأن نحو 80% من الأوكرانيين الحاصلين على تصاريح إقامة طويلة الأجل في بولندا يعتزمون التقدم بطلب للحصول على الجنسية البولندية، وأن من الممكن أن يحظى الأوكرانيون بتمثيل في مجلس النواب البولندي في وقت مبكر من عام 2027.

مع ذلك، أكدت الحكومة البولندية أنها لا تملك أي خطة لمنح المواطنين البولنديين من أصل أوكراني تمثيلًا برلمانيًّا خاصًّا.

تغيير القانون المقترح

ويبدو أن هذا الارتباك ينبع من مقال أوكراني أشار إلى تغييرات مقترحة على التشريعات البولندية المتعلقة بدعم مواطني أوكرانيا، من بينها تعديل من شأنه أن يُطيل المدة المطلوبة للحصول على الجنسية البولندية.

فوفقًا للقانون الحالي، يتعيّن على الأجانب الإقامة في بولندا خمس سنوات للحصول على تصريح إقامة دائمة، ثم العيش ثلاث سنوات إضافية قبل أن يصبحوا مؤهلين لطلب الجنسية، التي تمنحهم حق التصويت. أما التغيير المقترح فيسعى إلى تمديد هذه الفترة الإضافية من ثلاث سنوات إلى عشر سنوات.

في هذا السياق، تواصلت صحيفة The Cube مع وزارة الداخلية البولندية، التي أوضحت أن شروط منح الجنسية تشمل، إلى جانب الإقامة القانونية، إجادة اللغة البولندية، وامتلاك سكن ومصدر دخل مستقر، فضلاً عن احترام "النظام القانوني" البولندي وعدم تمثيل "تهديد للدفاع عن الدولة وأمنها".

وأكد متحدث باسم الوزارة في رسالة إلكترونية أن "منح الجنسية البولندية يُعد اختصاصًا دستوريًّا لرئيس جمهورية بولندا"، مضيفًا أن "الرئيس غير مقيد في ممارسة هذه الصلاحية بأي شروط، بما في ذلك المهلة الزمنية للبت في الطلب، ويجوز له منح الجنسية لأي أجنبي في أي وقت إذا رأى أن هناك ما يبرر ذلك".

ووفقًا للقانون البولندي، لا يُحتسب الوقت الذي يقضيه الأشخاص الذين دخلوا البلاد لأسباب إنسانية—مثل الفارين من الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا—ضمن المدة المطلوبة للحصول على تصريح إقامة دائمة. كما أن هؤلاء الأشخاص لا يحق لهم الحصول على تصريح إقامة طويلة الأجل في الاتحاد الأوروبي بموجب هذا المسار.

ورغم ذلك، يشهد عدد الأوكرانيين الذين يُعترف بهم كمواطنين بولنديين ارتفاعًا مستمرًا وفقًا للإحصاءات الحكومية السنوية، ويُعدّ الأوكرانيون حاليًا أكبر مجموعة مهاجرة في بولندا.

فبحلول نهاية أغسطس 2025، بلغ إجمالي تصاريح الإقامة السارية الصادرة للمواطنين الأوكرانيين أكثر من 1.57 مليون تصريح، منها نحو مليون مُسجَّل كمستفيدين من الحماية المؤقتة، وفقًا لما أفادت به وزارة الداخلية البولندية لصحيفة "The Cube".

وأضافت الوزارة، أن عدد وثائق الإقامة الدائمة الصادرة بلغ نحو 57,000، في حين صدر ما يقارب 46,000 وثيقة تتعلق بتصريح الإقامة طويلة الأجل في الاتحاد الأوروبي.

أما على صعيد منح الجنسية، فقد أصدرت السلطات البولندية بين يناير ويونيو 2025، 5,512 قرارًا (تخصّ 7,513 شخصًا، بما في ذلك القُصّر المرتبطون بطلبات ذويهم) بالاعتراف بأوكرانيين كمواطنين بولنديين. كما أصدر رئيس الجمهورية 422 قرارًا رئاسيًّا يشمل 529 فردًا.

في المقابل، تدّعي شخصيات من أحزاب يمينية متطرفة أن تسارع وتيرة تجنيس الأوكرانيين قد يمنحهم تأثيرًا في السياسة البولندية على حساب المصالح الوطنية. غير أن هذه المخاوف تفتقر إلى أساس واقعي، لا سيما في ظل التوجه المحتمل لتشديد شروط الحصول على الجنسية في المستقبل.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يعقدون ثلاثة اجتماعات بشأن أوكرانيا
  • مسئول روسي: القرار الأمريكي بتزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك قد يتسبب في "ضرر ثلاثي"
  • الرئيس الأمريكي: بوتين لا يريد إنهاء حرب أوكرانيا
  • ماكرون: مؤتمر للمساعدات الإنسانية لغزة خلال أسابيع
  • هل سيُمنح الأوكرانيون مقاعد في البرلمان البولندي قريباً؟
  • محلل سياسي: الرئيس السيسي وفّر شبكة أمان دولية للسلام.. كلمة ترامب تحذيرًا لنتنياهو
  • محلل سياسي: نجاح اتفاق حماس وإسرائيل يرتبط بالتزام الأطراف والدعم الدولي والتوازن الإقليمي
  • المركز القطري للصحافة ونادي الإعلاميين السوريين يوقعان اتفاقية شراكة استراتيجية
  • ماكرون يعلن عن مؤتمر للمساعدات الإنسانية لغزة خلال أسابيع
  • سؤال مفاجئ لترامب: "هل دخولك الجنة مرتبط بإنهاء حرب أوكرانيا؟".. ورد غير متوقع من الرئيس الأمريكي