نهيان بن مبارك يشهد مؤتمر المشتريات والتوريد الدولي في دبي
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، عضو مجلس الوزراء ووزير التسامح والتعايش مؤتمر استراتيجيات المشتريات وسلسلة التوريد الدولي 2025 في دبي، والذي أقيم تحت شعار: “إعادة تعريف التجارة العالمية: الإمارات ترسم ملامح سلاسل التوريد المستدامة للمستقبل”.
وأكد خبراء قطاع اللوجستيات وسلاسل التوريد خلال المؤتمر على أن التركيز على استراتيجيات المشتريات المحلية بات أمرًا ضروريًا في ظل ارتفاع الرسوم الجمركية واضطرابات التجارة، باعتبار أن هذا النهج أكثر استدامة ويشكل حماية للمستقبل.
وقال الدكتور ساتيا مينون، الرئيس التنفيذي لمجموعة “بلو أوشن كوربوريشن”: “تُعد سلاسل التوريد المتجددة حلًا متكاملًا لمواجهة اضطرابات التجارة مثل الرسوم الجمركية المرتفعة، وتغير المناخ، والعوائق الجيوسياسية، إذ تركز على المشتريات المحلية، ما يقلل من عبء التكاليف اللوجستية وسلاسل التوريد، كما أن المشتريات المحلية تقلل من الانبعاثات الكربونية نظرًا لاعتمادها على مصادر قريبة، وتخفض تكاليف النقل، مما يدعم الاقتصاد المحلي.”
وشدد مينون على أهمية التركيز على نماذج سلاسل التوريد المتجددة ذات الانبعاثات الكربونية السالبة، والتي تتجاوز مجرد ممارسات الاستدامة، لأنها أمر ضروريا في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة بهدف تعزيز الاقتصاد الدائري.
وأشار الخبراء إلى أن المشتريات المحلية المدعوم رقميًا والموجه بالأهداف أصبحت أداة تمكين اقتصادي في المجتمعات حول العالم، حيث تعزز الابتكار وتكامل مفاهيم الحوكمة البيئية والاجتماعية والإدارية.
وأدى النهج الذكي الذي اعتمدته دبي من خلال منصة “دبي ناو” إلى توحيد عمليات الشراء لأكثر من 40 جهة حكومية، مما رفع الكفاءة، وحسّن تجربة الموردين، وعزّز شفافية الإنفاق العام.
وقال نبيل سوسو، نائب الرئيس والمدير التنفيذي للمشتريات لمنطقة إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا في شركة “بيبسيكو”: “لقد تحوّل الشراء نحو خلق قيمة وطنية وتفوق رقمي، مما يدعم نمو الموردين المحليين، ويُسهم في تنويع الاقتصاد، وبناء شراكات ابتكارية”.
وأضاف أن مبادرات رئيسية مثل تنفيذ برنامج القيمة المحلية المضافة المرتبط بعقود الشراء، ساعدت على إعادة توجيه 145 مليار درهم إلى اقتصاد الإمارات منذ عام 2018.
وقد جمع مؤتمر 2025 أكثر من 650 مشاركًا دوليًا، من خبراء المشتريات وصناع السياسات والمبتكرين في الصناعة، لمناقشة سبل إعادة تعريف التجارة العالمية وأنظمة سلاسل التوريد.
وشارك في المؤتمر كضيوف شرف، النجم الرياضي السابق سوراڤ غانغولي، قائد المنتخب الهندي للكريكيت سابقًا، والناشطة الاجتماعية الهندية المعروفة أمروتا ديفندرا فادنافيس، رئيسة مؤسسة ديفيجا، مما أضفى بُعدًا دوليًا على الحدث، وأكد ريادة الإمارات في تعزيز التعاون العالمي.
ومن جهته قال عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة مجموعة “بلو أوشن كوربوريشن”: “وضعت مناقشات المؤتمر الأسس لسلاسل توريد قادرة على النمو المستدام، ونحن فخورون بالمساهمة في دفع هذا الزخم إلى الأمام.”
وستُقام النسخة القادمة من مؤتمر IPSC في نيودلهي، بينما أُقيمت النسخ السابقة في كل من لندن ومومباي والرياض قبل أن تحط رحالها في دبي.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
التناقضات والمعايير المقلوبة في اعتذار مبارك الفاضل
*يستحيل لدولة مشهورة بشراء الولاءات، مثل الإمارات، ألا تعرض الشراء على مشهور بالبيع، مثل مبارك الفاضل، لكن مبارك هو الذي سبقها إلى عرض خدماته. وهو الأدرى ــ بسبب خبرته المتراكمة ــ بتأثير ذلك على المقابل الذي يمكن أن يحصل عليه. ولأن الاعتذار للإمارات، في هذه الحالة، هو قلب للأدوار، فلا بد أن ينبني على كثير من التناقضات وقلب الحقائق والمعايير*:
١. *أول معيار مقلوب هو أن يسعى مبارك الفاضل للاعتذار للإمارات، بدلاً من أن تسعى هي لشرح موقفها له وإقناعه بصحته، أو الاعتذار له إن كان هناك ما لم يقنعه ورأت أنه يوجب الاعتذار. وهو ما أغناها عنه مبارك تماماً!*
٢. *هرب من الواقع إلى التاريخ، فلم يتحدث عن الدور الإماراتي الحالي في الحرب، لا نفياً ولا إثباتاً، وقام بقلب المعيار، فبدلاً من أن تمنع “العلاقات التاريخية” العدوان ابتداءً، أو توقفه وتمنع التمادي فيه. تحدث بمنطق أن العلاقات التاريخية يجب أن تغفر العدوان، وكأنه لم يحدث، وكأنه ليس مستمراً، وكأن ضرره ليس أكبر من أي دعم سابق، وكأنه لا يزيد حكام الإمارات إلا احتراماً وتقديراً!*
٣. *قام بقلب الحقيقة حين قال إن هدفه من زيارة الإمارات هو ( هدم “الجدار الزائف” الذي عمد علي صناعته جناح الكيزان الذي يقوده علي كرتي لهدم العلاقة مع دولة الامارات الشقيقة). بينما الحقيقة هي أنه لا يوجد (جدار زائف). يوجد عدوان مستمر وتسبب في القتل والتشريد والدمار الهائل، والتعامي عن كل هذا لا يلغيه، ولا يعكس الحقيقة، بل يكشف حقيقة المتعامين!*
٤. *هذا العدوان كان مبارك نفسه، لشهور بعد الحرب، يعترف بوجوده، بل إنه لا زال يفرض نفسه عليه من حيث يريد أن يخفيه، فالملاحظ أن مجاملة الإمارات قد أثرت على اللغة التي استخدمها تجاه الميليشيا في التغريدات التي تحدثت عن الزيارة، فقد جعلتها لغة باردة وخالية من أي هجوم على الميليشيا. وهذا دليل على قناعته بدعم الإمارات للميليشيا، وبأن الهجوم على الأخيرة يغضبها، ويصعب مهمته في نيل الرضا والدعم الإماراتي!*
٥. *حاول تصوير تنازلاته الخاصة على أنها “مصالحة سودانية مع الإمارات”، بينما الحقيقة هي أنها مصالحة خاصة ذات دوافع خاصة، ولا أثر لها سوى إقناع الإمارات بإضافة مدافع جديد عن دورها في الحرب!*
٦. *”الجدار الزائف” الوحيد الذي “هدمته” زيارة مبارك الفاضل هو “جدار الوطنية” الذي أوهم الناس، لفترة، أنه موجود لديه، ويحول بينه وبين دعم العدوان، والتسامح أو التعايش معه، وتصويره كعدوان سوداني/ كيزاني على الإمارات!*
٧. *الرفض لهذا العدوان هو “رد فعل طبيعي”، ولم “يصنعه” أحد من الجانب السوداني كما زعم، بل صنعته الإمارات بعدوانها، وهذا الرفض هو رفض شعبي، ويشمل معظم القوى السياسية، ما عدا الموالية للإمارات والميليشيا، وليس خاصاً بجماعة واحدة كما أراد أن يصوره!*
٨. *حاول غسيل سمعة الإمارات وتقديمها كوسيط محايد بين السودانيين، لا كطرفٍ معتدٍ. وتبنى موقفها الهادف لشرعنة الميليشيا. وتجاهل عمداً أن الحرب قد امتدت فعلاً إلى غرب السودان منذ شهورها الأولى، ولذلك لا معنى لحديثه عن “رفض امتدادها” إليه، إلا إن كان المعنى هو “رفض اكتمال هزيمة الميليشيا”، ودعم الاستسلام لسيطرتها، والقبول بها ككرت تفاوضي بيدها وبيد راعيها!*
٩. *قبل مدة من الزيارة قال إن السودان لا يقوى على محاربة الإمارات، ولذلك على البرهان أن يذهب إلى الإمارات ويتفاوض معها لإيقاف الحرب، وهذا منطق مقلوب، يعتمد على دعوى ضعف السودان، وعلى ضرورة استسلام حكومته للواقع، والذهاب صاغرة إلى الإمارات للاستماع إلى شروطها لإيقاف الحرب، والتفاوض حول هذه الشروط، الأمر الذي يمثل شرعنة كاملة للدور الإماراتي السلبي في السودان، تضح الإمارات في الموقع الأعلى وحكومة السودان في الموقع الأدنى!*
١٠. *كما هو متوقع لم يطرح مبارك الفاضل إيقاف العدوان كحل مسنود بالقانون الدولي وبالمنطق، وطالب بالتفاوض، الأمر الذي يمثل درجة من درجات شرعنة العدوان، والقبول بفكرة وجوب أن تحصل الإمارات على مقابل لإيقاف عدوانها!*
١١. *تتقوى الإمارات على السودان وشعبه بمواقف مبارك الفاضل، ومن على شاكلته، وتصور الشعب السوداني كمؤيد وداعم لموقفها. وهذا لا يمثل مساهمة في إيقاف الحرب، بل يمثل مساعدة للمعتدي في الاستمرار في عدوانه، باعتبار أنه ليس عدواناً يدان!*
*بهذا الموقف يعود مبارك إلى “موقعه الطبيعي” الذي يشبه تاريخه، وطبيعة شخصيته. وهذا ليس مستغرباً من مبارك، بل المستغرب هو ألا يحدث!*
ابراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب