صوت إسرائيلي : لا شيء يبرّر قتل عشرات آلاف الأطفال.. والعقاب الجماعي إستراتيجية نازية
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
#سواليف
تتّهم باحثة، محاضِرة وناشطة اجتماعية إسرائيلية، جموع #الإسرائيليين بالمشاركة في #حرب_الإبادة من خلال صمتهم وتجاهلهم، تمامًا كما صمت #الألمان عندما اقترفوا #الفظائع بحق #اليهود.
في مقال طويل تنشره صحيفة “هآرتس”، تقول #أوريت_كمير: “إن كل ما يلزم لانتصار الشر هو أن كثيرين من الناس الطيبين لا يفعلون شيئًا”، وتتابع، مقارنة بين ما فعله الألمان في الفترة النازية وبين ضحاياهم: “نحن نحب أن نقتبس مقولة إدموند بيرك القوية هذه في يوم ذكرى #الهولوكوست.
كمير: ليس لمعظم الإسرائيليين أي حق بتوجيه الاتهامات للألمان الذين وقفوا مكتوفي الأيدي، عندما قام النظام النازي بنهب، إذلال، وطرد عائلاتنا، ثم إبادتها في النهاية
ليس لديهم أي حق، لأنه من الواضح اليوم أنه لو كانوا هم مكان هؤلاء الألمان، لتصرّفوا مثلهم: يلتزمون #الصمت، يغضّون النظر، ويواصلون حياتهم. لأنهم يقفون مكتوفي الأيدي، متفرجين، هنا والآن، في الوقت الذي تتخلى فيه دولتهم عن عشرات الإسرائيليين وتتركهم للموت البطيء، وحيدين ويائسين تحت التعذيب، بينما تقوم في المقابل بتجويع، تهجير وتدمير حياة مليوني فلسطيني من سكان قطاع غزة.
ولو كان بإمكان بعض الألمان ألّا يعلموا، أو ألّا يستوعبوا حجم الفظائع، في عصر فائض المعلومات المتاحة للجميع، فليس لدينا نحن مثل هذا العذر”.
في صوت نادر، تقول الباحثة الإسرائيلية كمير إن معظم الإسرائيليين والإسرائيليات يقفون مكتوفي الأيدي، متفرجين، يومًا بعد يوم، ساعة بعد ساعة، لحظة بعد لحظة، ويواصلون حياتهم الروتينية المريحة، بما في ذلك وجبات الأعياد، الأفراح، الحفلات، وسواها من المناسبات الأخرى.
وتتساءل: إن جوع المخطوفين وأطفال غزة وسكانها الآخرين، الجوع الذي ينهش أجسادهم وأرواحهم، الذي يَحرِمهم من عيش حياة إنسانية، الذي ينتزع النور من أعينهم والأمل من قلوبهم، ألا يثير انزعاجهم أو قلقهم بما يكفي للخروج إلى الشوارع للتظاهر، لتعليق لافتة أو للتوقيع على عريضة؟ فماذا تريدون من الألمان، إذًا؟
لماذا الصمت؟
وتوضح أن سببًا وجيهًا كان لدى الألمان كي يلتزموا الصمت: فلو عبّروا عن رأي مخالف لرأي النظام الحاكم، لدفعوا أرواحهم ثمنًا لذلك.
لكن نحن لم نصل إلى هذه المرحلة بعد: لم يتم إخفاء أو تصفية يهود إسرائيليين جرّاء تعبيرهم عن مواقف إنسانية.
وتمضي في مقاربتها الجريئة: “لكن لدى الإسرائيليين والإسرائيليات مئة صنف من الأعذار الأخرى ليبرّروا بها، على سبيل المثال، لماذا لا يتظاهرون. بدءًا من: “هذا لا يفيد أصلًا”، مرورًا بـ “أنا لست شخصًا سياسيًا”، أو “بعض المتظاهرين يقولون أشياء لا أتفق معها”، وانتهاءً بـ “أنا لست من محبي التجمهرات”.
لديهم ضغط في العمل، وأطفالٌ يجب تحضير وجبة العشاء لهم. لديهم مناسبة ما، حفل زفاف، تذاكر لحفلات وعروض في مساءات أيام السبت.
على غرار الألمان، الذين كان لديهم ضغط في العمل، وكان لديهم أطفال ينبغي عليهم تربيتهم أيضًا.
كذلك لديهم، أيضًا، لم تكن المظاهرات مفيدة أصلًا، وكما ذكرنا، كانت ستكلفهم حيواتهم.
فماذا تريدون منهم، إذًا؟ انظروا في المرآة – ورَوْهُم. الأشخاص الذين يتيحون انتصار الشرّ”.
التظاهر بالعفة
وتواصل الباحثة الإسرائيلية توجيه لائحة الاتهام للإسرائيليين وتناقشهم، ساحبة البساط من تحت مزاعمهم: “في هذه المرحلة من المحادثة، يأتي التظاهر بالعفّة والاستقامة، بالطبع، والذي يتجسّد في التشخيصات والممايزات: اليهود في أوروبا لم يفعلوا للنازيين السابع من تشرين الأول/ أكتوبر؛ لم يشكّلوا عليهم تهديدًا وجوديًا؛ إبادتهم كانت إبادة جماعية معادية للسامية مخططة من قبل، وليست مجرد إصابات عرضية كجزء من حرب.
وبالطبع: كيف تقارنين؟ نحن لم ننشئ معسكرات للإبادة الجماعية؛ نحن لا نسمّم بالغاز، ولا نحرق في الأفران؟
على مهلكم. لم يَدّعِ أحد بأن الظروف والملابسات متطابقة. أنا أذكر جيدًا جدًا مذبحة السابع من تشرين الأول ومن نفّذها واستمتع بها.
وأنا أعلم أننا لم نقم معسكرات للإبادة الجماعية مع غرف غاز وأفران. لكن هذا كله تلفيق وحرف للأنظار. “انظري العصفور”.
أنتم تعلمون جيدًا جدًا أنه، مثلما أن الاحتلال الإسرائيلي لا يبرّر مذبحة السابع من تشرين الأول، فكذلك ليس بإمكان تلك المذبحة نفسها أن تبرر، ولا بأي شكل من الأشكال، تدمير حياة مليوني إنسان لم يشاركوا فيها.
لا شيء يمكنه تبرير قتل عشرات آلاف الأطفال.
العقاب الجماعي ضد الأبرياء هو إستراتيجية نازية، وليست إنسانية.
وأنتم تعلمون جيدًا، أيضًا، أن معسكرات الإبادة ليست الطريقة الوحيدة لارتكاب الفظائع.
لم يقم الأتراك بإبادة الأرمن في معسكرات مع غرف غاز وأفران؛ ثمة الكثير من الوسائل الأخرى المختلفة”.
تجاهل وجع الفلسطينيين
وتتوقف كمير عند نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين وشيطنتهم، تمهيدًا لتبرير إبادتهم، وتوضح أنه ليست ثمة أية توقعات لأي قيم أو مشاعر إنسانية من نتنياهو وحكومته: “مؤيدوهما يقولون آمين، بينما الأغلبية الصامتة صامتة. تقف موقف المتفرج، مكتوفة الأيدي.
لكن حتى أفضل الإسرائيليين، الذين يشاركون بلا كلل في المظاهرات المطالِبة بتحرير المخطوفين، يميّزون بين دم ودم.
“ليس هنالك شيء أكثر أهمية، يجب إعادة كل مختطف”، نهتف في كل مظاهرة ومسيرة.
وصمت مطبق تمامًا، دائمًا تقريبًا، حيال تدمير غزة وقتل سكانها.
تعاطف عميق مع عشرات الأشخاص “مِنّا” الذين “يعانون ويموتون”، مقابل تجاهل لمعاناة وموت مليونيّ فلسطيني.
لا لإثارة الغضب، لا للإقصاء، لا للتقسيم. لا لإقلاق راحة أولئك الواقفين على الجدار، متفرجين.
لكن الإنسانية كونية. من غير الممكن التعاطف مع معاناة المخطوفين وعائلاتهم، وإقفال القلوب تجاه الآخرين.
الباحثة: مثلما أن الاحتلال الإسرائيلي لا يبرّر مذبحة السابع من أكتوبر، فكذلك ليس بإمكان تلك المذبحة نفسها أن تبرر تدمير حياة مليوني إنسان لم يشاركوا فيها
صحيح أنه لا شيء أكثر أهمية من إنقاذ المخطوفين بصورة فورية؛ ولكن، ثمة شيء لا يقل أهمية: حيوات مليونيّ إنسان من سكان غزة.
فالاعتراف بقيمة الإنسان والتعاطف الإنساني يُحتّمان خوض النضال من أجل هؤلاء وأولئك، معًا.
وهما مهمّان بما يكفي للدفاع عنهما، حتى لو كان ذلك سيؤدي إلى إثارة الغضب وإلى النفور.
لكن للأسف، حفنة فقط من المتظاهرين، من “الكتلة ضد الاحتلال”، و”نقِف معًا (عومديم بياحَد)”، و”فْري جيروزاليم”، هي التي تهتف وتصرخ “كل طفل بريء”، و”النصر لا يتحقق على جثث الأطفال/ المخطوفين”. و”كفى للحرب!”، بكل بساطة.
في ذكرى المحرقة
وتقول إنها لم تفهم، طوال حياتها كلها، كيف استطاع الألمان الوقوف مكتوفي الأيدي، متفرجين، والسماح بحدوث الفظائع، ومواصلة العيش وكأن شيئًا لم يكن:
قرأت كتبًا، وشاهدت أفلامًا، ودرست مقالات علمية. وجدت الكثير من التحليلات التاريخية، والاجتماعية، والنفسية. لكنّ أيًّا منها لم يستطع أن يوضح لي كيف يمكن، حقًا، استيعاب مثل هذا التجريد من الإنسانية، ومحو التعاطف مع الآخر.
وتخلص الباحثة والناشطة الإسرائيلية في مخاطبة الإسرائيليين وتوبيخهم: “في يوم ذكرى الهولوكوست هذا، يجب على كل إسرائيلية وإسرائيلي أن ينظروا إلى أنفسهم كما لو أنهم في غزة.. مسجونين، مضروبين، ومُجوَّعين في الأنفاق؛ يهيمون ثكالى، ضائعين، تائهين، مصدومين، ومُعدَمين بين الخرائب التي كانت عالمهم.
أن يشعروا بالضائقة غير المحتملة التي يعاني منها المخطوفون وسكان غزة. أن ينكمشوا على ذواتهم من الرعب. وأن يقوموا، من هذا المكان، بمحاسبة أنفسهم.
ثم أن يجدوا، عندئذ، طريقة للصراخ “كفى للحرب!”. لأنّ- كما نتذكر- كلّ ما يلزم لانتصار الشرّ هو أن تواصلوا التزام الصمت”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الإسرائيليين حرب الإبادة الألمان الفظائع اليهود الهولوكوست الاتهامات الصمت مکتوفی الأیدی السابع من
إقرأ أيضاً:
نصف الألمان يفكرون بالهجرة.. هذه أهم الأسباب والجهات الجديدة
كشف استطلاع للرأي أجرته منصة "يوجوف" لأبحاث السوق وتحليل البيانات، أن أكثر من نصف سكان ألمانيا يفكرون بجدية في الهجرة إلى الخارج، في دلالة واضحة على تزايد مشاعر الإحباط وانعدام الرضا عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في البلاد.
ووفق نتائج الاستطلاع، الذي نُشر مؤخرًا، فإن 31 بالمئة من المشاركين قالوا إنهم "بالتأكيد" يمكن أن يفكروا في مغادرة ألمانيا، فيما أجاب 27 بالمئة بأنهم "ربما" سيفعلون ذلك، إذا ما توفر لهم الاستقلال المهني والشخصي والمالي في الخارج. بالمقابل، قال 22% إنهم "على الأرجح" لن يهاجروا، بينما أكد 15% أنهم "لن يغادروا على الإطلاق".
ناخبو اليمين المتطرف يرغبون بالهجرة
نتائج الاستطلاع أظهرت مفارقة لافتة؛ إذ أن نسبة الراغبين في الهجرة كانت الأعلى بين ناخبي حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، الذي يُعرف بموقفه المعادي للمهاجرين.
وعبّر 55% من أنصار الحزب عن رغبتهم المؤكدة بالهجرة، فيما قال 24% منهم إنهم قد يُفكرون بالأمر.
ويرى مراقبون أن هذه الظاهرة تعكس مستوى الغضب المتزايد بين قطاعات واسعة من المجتمع الألماني، لا سيما في الولايات الشرقية التي كانت جزءًا من ألمانيا الشرقية الشيوعية سابقًا، حيث لا يزال كثير من السكان يعانون من تحديات التحول من الاقتصاد المركزي إلى اقتصاد السوق الحرة منذ إعادة توحيد ألمانيا عام 1990.
تشير بيانات الاستطلاع إلى أن 36% من الذين سبق أن فكروا في الهجرة، باتوا أكثر جدية في قرارهم خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما يؤشر إلى تصاعد مشاعر القلق والاستياء العام في البلاد.
ولدى سؤال هذه الشريحة عن أسباب ازدياد رغبتهم في مغادرة ألمانيا، أجاب 60 بالمئة بأن سياسات الهجرة الحالية تشكل عاملًا رئيسيًا، في حين أشار 41 بالمئة إلى الركود الاقتصادي وتباطؤ النمو، و29 بالمئة إلى القلق من تزايد شعبية حزب "البديل" اليميني المتطرف.
يُذكر أن "البديل من أجل ألمانيا" بدأ نشاطه عام 2013 كمجرد حزب معارض لسياسات الاتحاد الأوروبي، قبل أن يتحول لاحقًا إلى تيار قومي يميني متشدد، ويُصنّف رسميًا من قبل السلطات كحزب "يميني متطرف"، رغم أن هذا التصنيف لا يزال بانتظار حسم قضائي.
الوجهات المفضلة.. حيث اللغة والأمان السياسي
وحول الوجهات المفضلة للمحتملين للهجرة، تصدّرت سويسرا القائمة، تليها النمسا 23 بالمئة ثم إسبانيا 22 بالمئة وكندا 17 بالمئة، وهي دول تجمع بين الاستقرار السياسي ونوعية الحياة المرتفعة، إلى جانب تشابه القيم الثقافية. وفي حالة سويسرا والنمسا، يُعد عامل اللغة الألمانية المشتركة من أبرز محفزات التفضيل.
مخاوف من "نزيف سكاني صامت"
ويحذر خبراء في علم الاجتماع والديموغرافيا من أن نتائج هذا الاستطلاع لا تعبّر فقط عن انزعاج ظرفي من الأوضاع الاقتصادية أو السياسية، بل تعكس تحولًا تدريجيًا في نظرة قطاعات من المواطنين لمستقبلهم في ألمانيا، وربما بوادر ما يمكن تسميته بـ"نزيف سكاني صامت" نحو الخارج.
ويرى مراقبون أن تصاعد الخطاب السياسي المتطرف، إلى جانب الأزمات الاقتصادية والركود المتواصل، والتوترات بشأن الهجرة،تدفع كثيرين، وخصوصًا من فئة الشباب أو الفئات المتوسطة، إلى البحث عن فرص حياة أكثر استقرارًا خارج البلاد.
تأتي هذه المؤشرات في وقت تواجه فيه حكومة المستشار أولاف شولتس تحديات سياسية واقتصادية مركبة، في ظل أزمة الطاقة، وتباطؤ النمو، واحتجاجات المزارعين، وتراجع شعبية الائتلاف الحاكم.
وبينما تواصل أحزاب الوسط محاولات احتواء تمدد اليمين المتطرف، فإن تنامي مشاعر الهجرة حتى داخل معاقل "البديل" يشير إلى فقدان الثقة المتزايد في النظام السياسي القائم بكامله، وهو ما قد يُفاقم الأزمات المستقبلية التي تهدد استقرار ألمانيا الداخلي.