جيش الاحتلال يصعّد وتيرة نسف المنازل بمدينتي غزة ورفح
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، عملية نسف المنازل شرق حيي الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة شمال القطاع وبمدينة رفح جنوبه.
وقال شهود عيان، إن جيش الاحتلال نفذ خلال الساعات الماضية عملية نسف بالمتفجرات لعشرات المنازل في الشجاعية والتفاح، بالتزامن مع قصف مدفعي وجوي طال عددا من المنازل المأهولة.
وتجري عمليات نسف أيضا في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، خصوصا في المناطق التي يتوغل فيها جيش الاحتلال، مثل تل السلطان غربا، والمنطقة المتاخمة للحدود المصرية.
وقال مصدر ميداني لـ"عربي21" إن ما تجريه قوات الاحتلال من عمليات نسف في القطاع، يهدف إلى إعدام فرص الحياة، ودفع الناس إلى الهجرة إلى الخارج، من خلال حرمانهم من العيش داخل منازلهم، وتدمير ما تبقى منها.
نوايا التهجير
وشدد المصدر على أن نوايا التهجير كانت سببا مباشرا لمنع الاحتلال من دخول البيوت السكنية المتنقلة "الكرفانات" خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، والتي بدأت في الـ19 من كانون الثاني/ يناير الماضي، وذلك رغم بنود الاتفاق الواضحة بهذا الشأن.
وأكد المصدر الذي فضل عدم كشف هويته أن "عمليات النسف تجري وفق مخططات هندسية مدروسة، وموجهة بدقة لتدمير الطابع الحضري والسكاني في القطاع".
ولفت المصدر إلى أن عمليات النسف الممنهجة تزحف باتجاه عمق المدن والمناطق، ففي رفح مثلا بدأ نسف المنازل انطلاقا من الشريط الحدودي مع مصر "محور فيلادلفيا"، ومن الشرق وصولا إلى عمق المدينة ثم غربا باتجاه حل تل السلطان المكتظ بالبنايات السكنية.
وذكر المصدر في حديثه لـ"عربي21" أن قوات الاحتلال تستخدم ألغاما متطورة و"روبوتات مسيرة" لنسف المنازل، إلى جانب معدات هندسية أخرى، مشيرا إلى أن الاحتلال يعتمد هذه الوسائل كونها أنجع من القصف الجوي، وذلك للتأكد من عمليات التدمير والتخريب.
وفي تصريح سابق لـ"عربي21" ، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، إن سياسة نسف المنازل التي ينتهجها الاحتلال في قطاع غزة ليست سوى صورة من صور الإبادة الجماعية الممنهجة، وهي ترتقي إلى جريمة حرب مكتملة الأركان، بل إنها تُصنّف ضمن "جرائم ضد الإنسانية" وفق ميثاق روما المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية.
وشدد على أن الاحتلال لا يكتفي باستهداف الأفراد، بل يستهدف "الحياة نفسها"، بتدمير البيوت فوق رؤوس ساكنيها، وتفجير مربعات سكنية كاملة، في عمليات قصف عشوائية ومقصودة في آنٍ واحد.
وتابع: "نحن لا نتحدث عن عمليات عسكرية، بل عن مجزرة معمارية وبشرية شاملة هدفها تفريغ الأرض من سكانها وإبادة الوجود الفلسطيني".
كم عدد المنازل المدمرة في القطاع؟
وكشف الثوابتة في تصريحه لـ"عربي21" أنه حتى بداية نيسان/ أبريل الجاري، دمر الاحتلال الإسرائيلي قرابة 165,000 وحدة سكنية بشكل كلي، وقرابة 115,000 بشكل بليغ غير صالحة للسكن، وقرابة 200,000 وحدة سكنية دمرها الاحتلال بشكل جزئي أو أصبحت غير صالحة للسكن.
وعلق المسؤول الحكومي على هذه الأرقام بالقول، إن ما يزيد على المليون فلسطيني أصبحوا مشردين بلا مأوى، في واحدة من أفظع الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
وأضاف: "الدمار لا يشمل فقط البيوت، بل يمتد إلى البنية التحتية بالكامل: شبكات الكهرباء والماء، المستشفيات، المدارس، المساجد، وحتى المقابر".
ويرى الثوابتة أن الدوافع المعلنة من قبل الاحتلال تتذرع بالادّعاءات الأمنية، لكن الحقيقة أن هذه السياسة تهدف إلى تحقيق أربعة أهداف خبيثة:
أولا: تفريغ الأرض من شعبنا الفلسطيني وتحقيق التهجير القسري على نطاق جماعي، وهذه جريمة حرب.
ثانيا: ترهيب المجتمع الفلسطيني بالكامل عبر تحويل البيوت إلى قبور، وقتل العائلات عن بكرة أبيها وهذه جريمة حرب أيضاً.
ثالثا: تدمير النسيج الاجتماعي والمدني، وشلّ الحياة الاقتصادية والتعليمية والصحية، وهذه جريمة حرب كذلك.
رابعا: خلق واقع ديموغرافي جديد بالقوة، يخدم أطماع الاحتلال الإسرائيلي في السيطرة على الأرض دون سكان، وهذه جريمة حرب إضافية.
وشدد على أن ما يجري ليس إجراءً عسكرياً، بل عقيدة تطهير عرقي واستراتيجية إبادة مكتملة الأركان، مستنكرا في الوقت نفسه سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها المجتمع الدولي حيال هذه، حيث تُمارس ضغوط سياسية على بعض الأطراف، بينما يُترك الاحتلال الإسرائيلي طليقاً يكرر جرائمه بلا مساءلة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال رفح عمليات نسف الفلسطيني فلسطين الاحتلال رفح عمليات نسف المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی جیش الاحتلال نسف المنازل
إقرأ أيضاً:
حماس: حكومة نتنياهو تستخدم التجويع في جريمة إبادة ممنهجة ضد غزة
أكدت حركة حماس، اليوم ، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو تواصل استخدام سياسة "التجويع كسلاح حرب" ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ووصفت ما يحدث بأنه "جريمة إبادة ممنهجة تُدار بدم بارد".
وقالت الحركة في بيان صحفي: "الاحتلال يضلل العالم بادعاء إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، في حين يدير أبشع جرائم التجويع والإبادة في العصر الحديث، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء تحت حصار خانق وظروف إنسانية كارثية".
ودعت حماس إلى تحرك دولي عاجل وفاعل" لوقف الإبادة الجماعية التي تُرتكب يوميًا، مشددة على ضرورة "إنهاء الحصار الإسرائيلي فورًا، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون قيود أو شروط".
واعتبرت الحركة أن "الصمت الإقليمي والدولي عن جرائم التجويع والقتل الجماعي في غزة يُعد شراكة فعلية في هذه الجرائم، ويشجع الاحتلال على مواصلة عدوانه دون محاسبة".
وختم البيان بتأكيد حماس على أن "شعبنا لن يركع، وأن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم، وسيدفع الاحتلال ثمنها أمام محاكم العدالة الدولية".