كريمة أبو العينين تكتب: العامل البرتقالى
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
هناك فى بقعة جميلة من أرض الله الرحبة كان يعيش شعب هادئ الطباع معظمهم من المزارعين وليس لهم اهداف سياسية ولا تطلعية فكل همهم ان ينعموا بالهدوء والسكينة وبالطبع هذا الامر لا ترضى به الولايات المتحدة الامريكية فهى المهيمن على الكرة الأرضية وهى من تفرض على اهل الأرض مفهوم السلام والهدوء وهى أيضا من تفعل العكس والعكوسات.
فى فيتنام وانطلاقا من مفهوم واشنطن بالريادة والسيادة جاءت الولايات المتحدة بأقوى مالديها من ترسانة حربية ومن جنود متعطشين للدماء وفرض الغطرسة ، فورى صولهم ظنوا ان المهمة سهلة فقد رأوا مزارعين وقليل من المسلحين فأخذهم الغرور وبدأوا معاركهم بطريقتهم الشيطانية والتى تستهدف المدنيين بصفة رئيسية كى تجبر العسكريين على التنازل والاستسلام والموافقة على شروط وقف القتال والحرب ، ولكن لم يرضخ المواطنين ووقفوا بجانب الجيش وقفة سجلها التاريخ بصورة مشرفة بعضا منها اصطف فيها المواطنين فى النهر جنبا الى جنب كى يشكلوا جسرا يعبر عليه الجنود لمحاصرة الامريكان وقتلهم فى خنادقهم .
الحرب الامريكية على فيتنام تتواصل وتخسر فيها امريكا اكثر ماتخسر سمعتها كدولة عظمى وقوة عسكرية لايستهان بها وعليه فقد فكر شياطين واشنطن المتخصصين فى البتروكيماويات باستخدام مبيد للزراعات يتم رشه بالطائرات على المزارع الواسعة والتى تخفى تحتها المقاتلين الفيتنام وبهذا الاجراء يتم تحقيق هدفين فى هدف واحد اهمهما فناء الزراعة وثانيهما الكشف عن الجنود واماكن تواجدهم وانفاقهم تحت الارض . الولايات المتحدة اطلقت على هذا المركب وفقا للون تركيبه بالبرتقالي وبما انه فردا من افراد حربهم الشرسة على فيتنام فقد اسموه العالم البرتقالى .
هذا العامل ساعد واشنطن كثيرا فى حربها القذرة على فيتنام فمجرد رشه من خلال الطائرات تذبل اوراق الاشجار وتسقط وتصبح الزراعات كثيبا مهيلا .
وانتهت حرب امريكا على فيتنام بخسارة واشنطن سياسيا وعودة الاف من جنودها منكسين الرؤوس وفاقدى اطرافهم ومتدهورين نفسيا وسلوكيا ، ولكن واشنطن كسبت فى هذه الحرب كعادتها بترك اثار يتوارثها اجيال صحيا فقد افسد العامل البرتقالى زراعة فيتنام لسنوات طويلة ولعامنا هذا ومابعده بأعوام لايعلمها الا الله وأولى العلم والمعرفة . اجيال ولدت مشوهة واخرى تحمل جينات التشوه والتعثر .
عشرات الالاف من الشعب الفيتنامي يواجهون بحزن والم تبعات دولة لاتخاف ولاترتدع فهى تعيث فى الدنيا فسادا منذ النشأة وحتى يظهر لها من يوقفها عند حدها ، فالولايات المتحدة تلك الدولة المارقة التى لايتخطى عمرها عمر واحد من احياء مصر العتيقة تلك الدولة والتى جاء ساكنيها من السجون الاوربية ومختطفين من القارة السمراء ، تلك الدولة الهجين مارست كل فنون الغطرسة والكبرياء واليابان خير شاهد بحرب نووية امريكية على جزيرتي نجازاكى وهيروشيما واللتان يدفع ثمنهما حتى الان شعب يولد ابناءه مشوهين من اثار النووى الذى القته واشنطن على اليابان كى تستسلم وردا على هجوم طوكيو على ميناء بيرل هاربر الامريكى .
واشنطن الشيطان الاعظم دمر العراق وليبيا والسودان وسوريا ويواصل ومعه بالطبع تابعه الوفى المملكة المتحدة واداته فى الحرب إسرائيل. العامل البرتقالى ليس فقط أثرا سيئا عانى منه فيتنام ولايزال ولكنه وسيلة امريكية متنقلة من عصر الى عصر ومرحلة الى اخرى ودولة الى غيرها مع اختلاف اللون بالطبع والمسمى ، فى كل مكان تضع فيها واشنطن قدمها هناك عامل برتقالى من الممكن الا يكون اداة حرب ولكن قد يكون وسيلة ضغط سياسى او ابتزاز اقتصادى او انتهاك لسيادة دولة علىّ ارضها وتجريف كرامة شعوبها .
العامل البرتقالى يحاصرنا من كل صوب وحدب فكل ماعلينا ان نتحد شعبا واحدا قويا فى مواجهة الصلف الامريكى لان واشنطن اكثر ماتخشاه هى الشعوب وليس الحكومات لانها تعلم ان الشعب بيده تحقيق النصر وكسر شوكة الدول مهما كانت قوتها .. العامل البرتقالى يقف امامه اكثر من مئة مليون مصرى على قلب رجل واحد شعارهم مصر باقية وامريكا فانية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة عبد العمال العامل البرتقالي الولایات المتحدة على فیتنام
إقرأ أيضاً:
كيف تستعد الصين لمعركة الذكاء الاصطناعي مع الولايات المتحدة؟
- الصين تكثف جهودها لبناء منظومة ذكاء اصطناعي مستقلة عن التكنولوجيا الغربية- بكين تسعي لتحديد معايير الذكاء الاصطناعي دوليا- هواوي تطلق مشروع «الإطار الاحتياطي»
في ظل احتدام التنافس التكنولوجي مع الولايات المتحدة؛ تسعى الصين جاهدة لتطوير منظومة ذكاء اصطناعي محلية تستطيع العمل دون الاعتماد على التقنيات الغربية، في محاولة منها لتحصين نفسها أمام الضغوط الأمريكية المتزايدة.
وفرضت واشنطن قيودا صارمة على تصدير التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين، وأعاقت وصولها إلى رأس المال الأمريكي والمواهب والخبرات المرتبطة بالتقنيات الحديثة، ورغم تأثير تلك القيود جزئيا، إلا أن بكين بدأت بالرد عبر مبادرات متسارعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الذكاء الاصطناعي.
وخلال مؤتمر الذكاء الاصطناعي الذي أقيم مؤخرا في شنجهاي؛ استعرضت الشركات الصينية نماذج ذكاء اصطناعي طورت بالكامل دون الاعتماد على تقنيات أمريكية، وإحدى هذه الشركات الناشئة شركة StepFun، التي كشفت عن نموذج يستخدم طاقة حوسبة وذاكرة أقل، ما يجعله أكثر توافقا مع الرقاقات الصينية.
ورغم أن الشرائح الإلكترونية الصينية لا تزال أقل تطورا من نظيراتها الأمريكية، فإن شركات مثل هواوي تمكنت من تضييق الفجوة عبر تجميع عدد أكبر من الرقاقات لتعزيز الأداء.
أطلقت الصين خلال المؤتمر، خطة لحوكمة الذكاء الاصطناعي عالميا، تضمنت دعوة لإنشاء مجتمع مفتوح المصدر لتطوير النماذج وتبادلها عالميا، واعتبر ذلك مؤشرا على سعي بكين لتحديد معايير الذكاء الاصطناعي دوليا، ما قد يضعف الهيمنة الأمريكية في هذا المجال.
وترافقت هذه الجهود، مع استثمارات ضخمة لتطوير البنية التحتية للطاقة، وتوسيع برامج التدريب على الذكاء الاصطناعي، ضمن خطة وطنية تقودها الحكومة الصينية، بمشاركة شركات مملوكة للدولة وكيانات خاصة وحكومات محلية.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الجهات التنظيمية في الصين تتجنب الموافقة على إدراج شركات لا تنشط في مجالات التقنيات الصلبة مثل الرقائق والذكاء الاصطناعي، لضمان توجيه التمويل إلى القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية.
من أكبر العقبات التي تواجه الصين في سباق الذكاء الاصطناعي هو حرمانها من الوصول إلى الشرائح الأمريكية المتقدمة مثل شرائح إنفيديا، وكذلك أدوات التصنيع عالية التقنية، ومع ذلك، تعمل هواوي وشركات صينية أخرى على التكيف مع هذه القيود.
وأطلقت هواوي مشروعا يعرف باسم “مشروع الإطار الاحتياطي” يضم أكثر من 2000 شركة، ويهدف إلى تحقيق اكتفاء ذاتي بنسبة 70% في إنتاج أشباه الموصلات بحلول عام 2028.
وقد نجحت الشركة في تطوير مجموعات من رقاقاتها المحلية التي تنافس أداء بعض الأنظمة الأمريكية، وإن كانت تستهلك طاقة أكبر.
ووفقا لتقرير حديث من مؤسسة SemiAnalysis، فإن أحد أنظمة هواوي التي تضم 384 رقاقة من نوع Ascend يتفوق على نظام إنفيديا المزود بـ72 وحدة معالجة رسوميات في بعض المعايير.
ويتوقع محللو “مورجان ستانلي” أن ترتفع حصة الرقائق المحلية في السوق الصيني من 34% عام 2024 إلى 82% بحلول عام 2027.
ركزت الصين في مؤتمر شنجهاي، على تعزيز نهج المصدر المفتوح، حيث تسمح الشركات للمستخدمين بتعديل وتوزيع النماذج بحرية، مما ساعد على انتشار النماذج الصينية عالميا.
وبحسب مؤسسة Artificial Analysis، فإن أفضل نموذج مفتوح المصدر في العالم حاليا هو صيني، متفوقا على نظيره الأمريكي منذ نوفمبر 2024.
وتشهد السوق الصينية حاليا طفرة في النماذج المفتوحة المصدر، وبعضها يدعي التفوق على نموذج DeepSeek في استخدامات معينة، بينما أجلت OpenAI الأمريكية إطلاق نموذجها المفتوح المصدر لمزيد من اختبارات الأمان.
إلى جانب التكنولوجيا؛ تستثمر الصين بكثافة في تطوير شبكات الطاقة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات، ومن المتوقع أن تنفق 564 مليار دولار على بناء شبكات الكهرباء بحلول 2030، أي بزيادة تتجاوز 40% عن السنوات الخمس السابقة.
وتفوق قدرة توليد الطاقة في الصين حاليا نظيرتها في الولايات المتحدة بمقدار 2.5 مرة، ويتوقع أن تتسع الفجوة مستقبلا.
وفي مجال التعليم، وافقت الحكومة الصينية على إنشاء أكثر من 600 برنامج دراسات جامعية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ 35 برنامجا فقط في عام 2019، كما سيبدأ تدريس الذكاء الاصطناعي في المدارس الابتدائية والثانوية في بكين اعتبارا من سبتمبر 2025.
وأظهر بحث أجرته جامعتا “هوفر” و"ستانفورد"، أن أكثر من نصف الباحثين في فريق DeepSeek لم يغادروا الصين للدراسة أو العمل، مما يشير إلى تطور قاعدة المواهب المحلية.
ورغم التقدم الصيني، لا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بصدارة السباق في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تستحوذ وادي السيليكون على النماذج الأكثر تقدما والشرائح الأقوى، غير أن جزءا كبيرا من الإنفاق الصيني لم يترجم بعد إلى نتائج ملموسة، بل أدى إلى فائض في الطاقة والمعدات.
وتسعى إدارة ترامب للحفاظ على هذا التفوق؛ من خلال خطة عمل لتقليل القيود التنظيمية على شركات التكنولوجيا، إضافة إلى إطلاق مشاريع عملاقة مثل مبادرة OpenAI وSoftBank لبناء مراكز بيانات جديدة بقيمة 500 مليار دولار، رغم تأجيل التنفيذ.
وفي الوقت الذي تظهر فيه الصين استعدادها لإنفاق أي مبلغ لتحقيق الاكتفاء الذاتي؛ تراهن بكين على شعبية شركات مثل DeepSeek لإثبات قدرتها على الاستغناء عن التكنولوجيا الأمريكية.