دراسة تؤكد قدرة أشجار اللُبان العُمانية على مواجهة التحديات البيئية
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
مسقط- الرؤية
أكدت دراسة علمية حديثة أن أشجار اللُبان العُمانية- التي تشتهر بإنتاجها المادة الصمغية العطرية المعروفة باللُبان والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالموروث التاريخي والثقافي للسلطنة- لا تشهد تدهورًا في المناطق الجنوبية من سلطنة عُمان، رغم تعرضها للتحديات البيئية والتهديدات الناجمة عن الأنشطة البشرية.
وتأتي هذه النتائج المشجعة من أول تقييم شامل لصون أشجار اللُبان العُمانية (Boswellia sacra) في بيئاتها الجبلية الأصلية في محافظة ظفار، إذ قامت جمعية البيئة العُمانية بتنفيذ هذه المبادرة البحثية، بالتعاون مع هيئة البيئة، وجامعة فاجينينجن، وشركة فيرسورس للنباتات، وجامعة مندل في برنو، وقد تلقّى المشروع دعمًا تمويليًا مبدئيًا من وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية في سلطنة عُمان.
وأظهرت دراسة أجريت في عام 2022 تحليلًا لأشجار اللُبان العُمانية، من حيث أعدادها، والضغوط البيئية التي تواجهها، وأنماط تجددها الطبيعية ضمن نطاق توزيعها المعروف في محافظة ظفار. وأفادت ورقة علمية نُشرت في وقت لاحق من هذا العام أنه رغم أن الأشجار تظهر تنوعًا في توزيعها ومعدلات التجدد، إلا أنه لا يوجد أي دليل على حدوث تراجع كبير في أعدادها.
وتشكل هذه النتائج تقدمًا مهمًا في سبيل حماية أشجار اللُبان، حيث إنها ليست مجرد رمز ثقافي وروحي لتجارة اللُبان التقليدية في عُمان، بل تمتد لكونها جزءً حيويًا من صناعات محلية مزدهرة ترتكز على اللُبان ومنتجاته.
ومن بين حوالي 24 نوعًا في جنس البوسويليا على الصعيد العالمي، تُعتبر البوسويليا ساكرا شجرة موسمية ذات حجم معتدل، ويعد موطنها الأصلي جنوب شبه الجزيرة العربية (سلطنة عُمان واليمن) والصومال، ويوجد هذا النوع في مختلف مناطق محافظة ظفار في سلطنة عُمان؛ حيث ينمو من مستوى سطح البحر وصولًا إلى ارتفاعات تصل إلى 1774 مترًا في السلاسل الجبلية.
ومع ذلك، فإن أشجار اللُبان ليست بمنأى عن التهديدات؛ حيث يُعد الرعي الجائر، لا سيما من قبل الإبل، من أخطر العوامل التي تهدد بقاءها، وتتمثل التحديات الأخرى في تفشي الحشرات، وهجمات الآفات، وطرق جمع اللُبان غير المستدامة، وأنشطة الكسارات والمحاجر القريبة، إضافة إلى الظواهر المناخية المتقلبة والمتزايدة، وتعد جميعها عوامل قد تؤثر سلبًا على حيوية الأشجار وقدرتها على التجدد.
ورغم أن الدراسة تبدد مخاوف حدوث انهيار وشيك في أعداد أشجار اللُبان، إلا أن الباحثين يحذرون من التهاون في ذلك، فالتحديات التي تواجه أشجار اللُبان في عُمان معقدة، وتختلف باختلاف المواقع والفصول، وتتأثر بعوامل بيئية واجتماعية وسياسية متعددة، ولذلك تؤكد الدراسة العلمية أنه لابد لخُطط الصون الفعّالة أن تراعي السياق الاجتماعي والبيئي بشكل شامل.
وأشاد الدكتور المكرُم عامر المطاعني رئيس جمعية البيئة العُمانية، بالنجاح الذي حققته هذه الدراسة باعتباره خطوة محورية نحو تعزيز جهود الحفاظ على هذا الموروث الطبيعي، مضيفا: "يُجسد دور جمعية البيئة العُمانية في قيادة هذه الدراسة الرائدة التزامها الراسخ لصون إرث اللُبان العُماني، نظرًا إلى القيمة الثقافية والبيئية الثمينة المرتبطة به".
من جانبه، قال الباحث المشارك في الدراسة علي بن سالم بيت سعيد مدير مكتب حفظ البيئة بالمديرية العامة للبيئة بمحافظة ظفار: "أتاحت هذه الدراسة فرصة استثنائية للتعاون بين مؤسسات محلية ودولية، بهدف تقديم معلومات علمية دقيقة حول حالة أشجار اللُبان في عُمان، وقد ساعدت الدراسة في تصحيح بعض المفاهيم الشائعة بشأن تراجع هذه الأشجار"، مشيرًا إلى أن القلق العالمي بشأن الحفاظ على اللُبان يجب أن يراعي الاختلافات بين أنواعه، وكذلك بين الدول التي ينمو فيها والتدابير التي تتخذها كل دولة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
دراسة مقلقة.. مرض نفسي قاتل يهدد الرجال المولودين في هذه الأشهر
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / متابعات:
درس فريق من الباحثين من جامعة كوانتلين بوليتكنيك في كندا تأثير موسم الولادة على احتمال ظهور أعراض الاكتئاب والقلق في مرحلة البلوغ.
وحلل الفريق بيانات 303 أشخاص، بينهم 106 رجال و197 امرأة، بمتوسط عمر 26 عاما.
واختير المشاركون من جامعات متعددة في مدينة فانكوفر، وتنوعت أصولهم العرقية بين جنوب آسيوية (31.7%)، وبيضاء (24.4%)، وفلبينية (15.2%).
وطلب الباحثون من المشاركين إكمال استبيانات PHQ-9 لتقييم أعراض الاكتئاب، وGAD-7 لتقييم القلق، مع استبعاد من يعانون من مشاكل صحية نفسية معروفة مسبقا.
وصُنّفت شهور الميلاد حسب الفصول: الربيع (مارس-مايو) والصيف (يونيو-أغسطس) والخريف (سبتمبر-نوفمبر) والشتاء (ديسمبر-فبراير).
وأظهرت النتائج انتشارا واسعا لأعراض الاكتئاب والقلق بين المشاركين، حيث سجل 84% منهم أعراض اكتئاب، و66% أعراض قلق.
وكشفت التحليلات غياب ارتباط موسمي واضح مع القلق، في حين أظهرت تأثيرا موسميا على احتمالية الإصابة بالاكتئاب، مع تسجيل أعلى معدلات الاكتئاب بين الذكور المولودين في الصيف (78 حالة) مقارنة بالشتاء (67) والربيع (58) والخريف (68).
وبذلك، تثبت الدراسة أن الرجال المولودين في أشهر فصل الصيف هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بأقرانهم في فصول أخرى.
وأشارت الباحثة الرئيسية، أرشديب كور، إلى أهمية متابعة البحث في العوامل البيولوجية المرتبطة بكل جنس، مثل تأثير التعرض للضوء ودرجة الحرارة وصحة الأم خلال الحمل، وتأثيرها على الصحة النفسية مستقبلا.
وأوضحت الدراسة وجود بعض القيود، منها حجم العينة الصغير وتركيزها على فئة شبابية جامعية، بالإضافة إلى عدم اكتمال استجابات بعض المشاركين للاستبيانات، ما أثر على دقة تقييم حالات الاكتئاب والقلق.
تجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية تقدر أعداد المنتحرين سنويا بين 700000 و800000 شخص، مع ارتباط واضح بالاكتئاب. كما يرتبط الاكتئاب بسلوكيات خطرة مثل تعاطي المخدرات وإدمان الكحول ونمط الحياة غير الصحي، ما يرفع مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة.
المصدر: ديلي ميل