خبير تكنولوجي أمريكي: تأثرت بأحمد زويل.. والذكاء الاصطناعي ليس ذكيا
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
أكد الدكتور مايكل شيه، الزميل غير المقيم بمركز ستانفورد للأمن والتعاون الدولي، أنه تأثر في بداية عمله بالعالم المصري الكبير أحمد زويل، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي ليس ذكيا وبلا وعي.
وأضاف في لقاء صحفي نظمته السفارة الأمريكية في الإسكندرية بمدرسة شوتس الأمريكية، أن الذكاء الاصطناعي سيشهد تطورًا هائلًا خلال العقد المقبل، حيث يتجه العلماء نحو إنشاء أنظمة قادرة على التفكير الفعلي، بدلًا من مجرد محاكاة الأنماط السابقة في البيانات.
وتابع أن هذا التحول سيكون المفتاح الحقيقي لجعل الذكاء الاصطناعي أكثر قدرة على حل المشكلات بطرق جديدة بدلاً من إعادة إنتاج ما هو موجود بالفعل.
وفي حديثه عن فرص الدول النامية لمواكبة هذه التحولات، أوضح شيه أن تاريخ التكنولوجيا يثبت أن كل تقنية تبدأ بتكلفة عالية تصبح في نهاية المطاف متاحة بأسعار أقل.
وأشار إلى أن الاتجاه نحو البرمجيات مفتوحة المصدر، إلى جانب التقدم في الأجهزة، سيجعل الذكاء الاصطناعي أكثر سهولة للوصول، مما يمنح الدول ذات الموارد المحدودة فرصة حقيقية للاستفادة منه.
وأشار شيه إلى أن هذه المخاوف ربما تكون مبالغًا فيها، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي، رغم تسميته، لا يتمتع بوعي حقيقي أو قدرة على التفكير العميق، بل يعتمد فقط على تحليل الأنماط والإحصائيات لاختيار أكثر الردود منطقية بناءً على البيانات التي تدرب عليها.
وفيما يتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة، شدد شيه على أن هناك تحديات خطيرة تواجه الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي، أبرزها انتشار تقنية "التزييف العميق"، التي تسمح بإنشاء صور ومقاطع فيديو مزيفة لمواقف لم تحدث، وهو ما يمثل تهديدًا لصدق المعلومات.
كما أشار إلى أن قدرة الذكاء الاصطناعي على كتابة محتوى إخباري دون الحاجة إلى صحفيين قد تؤثر بشكل كبير على فرص العمل في القطاع مستقبلاً.
لكن على الرغم من هذه التحديات، يرى شيه أن الذكاء الاصطناعي يحمل أيضًا إمكانات هائلة لتحسين صناعة الإعلام، سواء عبر خفض تكاليف الإنتاج أو تقديم أدوات متطورة للمساعدة في جمع المعلومات وصياغة المحتوى بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
وأوضح أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الطب تُحدث بالفعل ثورة في إعادة توظيف العقاقير لعلاج أمراض جديدة بسرعة وكفاءة أكبر، وهو ما قد ينعكس أيضًا على الإعلام بطريقة إيجابية.
وفي حديثه عن الحوسبة الكمية، أكد شيه أنها لا تزال في مرحلة البحث والتطوير، وليست جاهزة بعد للتطبيقات الصناعية، لكنه شدد على أن مصر تمتلك فرصة كبيرة للريادة في هذا المجال، نظرًا لقوة مؤسساتها الأكاديمية وانتشار علمائها على المستوى الدولي.
وأشار إلى أن العالم المصري الحائز على نوبل الدكتور أحمد زويل كان له تأثير هائل على مسيرته العلمية، حيث قال: "في الواقع، أعتقد أنني مدين لمسيرتي العلمية للدكتور زويل. إسهاماته في الفيزياء فائقة السرعة كانت حجر الأساس في مجالي، وأنا أرى أن إرثه العلمي دليل على قدرة الباحثين المصريين على تحقيق إنجازات عالمية في العلوم المتقدمة، مثل الحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي."
واختتم شيه حديثه بتأكيده أن مستقبل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية لن يكون حكراً على الدول الصناعية الكبرى، بل يمكن للدول النامية، ومنها مصر، أن تجد لها موطئ قدم في هذا السباق عبر الاستثمار في البحث العلمي والتعليم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإسكندرية خبير امريكي ذكاء اصطناعي المستقبل ستانفورد أن الذکاء الاصطناعی إلى أن
إقرأ أيضاً:
العلماء قلقون: الذكاء الاصطناعي يتلاعب ويكذب
3 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: لم تعد أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي تنفّذ الطلبات فحسب، بل باتت قادرة على الكذب والمراوغة والتهديد من أجل تحقيق أهدافها، وهو ما يثير قلق الباحثين.
بعد تهديده بوقف استخدامه، عمد “كلود 4″، وهو نموذج جديد من شركة “أنثروبيك” إلى ابتزاز مهندس وتهديده بالكشف عن علاقة غرامية له خارج إطار الزواج. اما برنامج “او 1” o1 التابع لشركة “اوبن ايه آي” فحاول تحميل نفسه على خوادم خارجية وأنكر ذلك عند ضبطه متلبسا!
وقد بات الذكاء الاصطناعي الذي يخدع البشر واقعا ملموسا، بعدما كنّا نجده في الأعمال الادبية او السينمائية.
يرى الأستاذ في جامعة هونغ كونغ سايمن غولدستين أن هذه الهفوات ترجع إلى الظهور الحديث لما يُسمى بنماذج “الاستدلال”، القادرة على التفكير بشكل تدريجي وعلى مراحل بدل تقديم إجابة فورية.
يقول ماريوس هوبهان، رئيس شركة “أبولو ريسيرتش” التي تختبر برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي الكبرى، إنّ “او 1″، النسخة الأولية لـ”اوبن ايه آي” من هذا النوع والتي طُرحت في كانون الأول/ديسمبر، “كان أول نموذج يتصرف بهذه الطريقة”.
تميل هذه البرامج أحيانا إلى محاكاة “الامتثال”، أي إعطاء انطباع بأنها تمتثل لتعليمات المبرمج بينما تسعى في الواقع إلى تحقيق أهداف أخرى.
في الوقت الحالي، لا تظهر هذه السلوكيات إلا عندما يعرّض المستخدمون الخوارزميات لمواقف متطرفة، لكن “السؤال المطروح هو ما إذا كانت النماذج التي تزداد قوة ستميل إلى أن تكون صادقة أم لا”، على قول مايكل تشين من معهد “ام اي تي آر” للتقييم.
يقول هوبهان إنّ “المستخدمين يضغطون على النماذج باستمرار. ما نراه هو ظاهرة فعلية. نحن لا نبتكر شيئا”.
يتحدث عدد كبير من مستخدمي الانترنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن “نموذج يكذب عليهم أو يختلق أمورا. وهذه ليست أوهاما، بل ازدواجية استراتيجية”، بحسب المشارك في تأسيس “أبولو ريسيرتش”.
حتى لو أنّ “أنثروبيك” و”أوبن إيه آي” تستعينان بشركات خارجية مثل “أبولو” لدراسة برامجهما، من شأن”زيادة الشفافية وتوسيع نطاق الإتاحة” إلى الأوساط العلمية “أن يحسّنا الأبحاث لفهم الخداع ومنعه”، وفق مايكل تشين.
ومن العيوب الأخرى أن “الجهات العاملة في مجال البحوث والمنظمات المستقلة لديها موارد حوسبة أقل بكثير من موارد شركات الذكاء الاصطناعي”، مما يجعل التدقيق بالنماذج الكبيرة “مستحيلا”، على قول مانتاس مازيكا من مركز أمن الذكاء الاصطناعي (CAIS).
رغم أن الاتحاد الأوروبي أقرّ تشريعات تنظّم الذكاء الاصطناعي، إلا أنها تركّز بشكل أساسي على كيفية استخدام هذه النماذج من جانب البشر، وليس على سلوك النماذج نفسها.
في الولايات المتحدة، لا ترغب حكومة دونالد ترامب في سماع أي حديث عن تنظيم الذكاء الاصطناعي، بل إن الكونغرس قد يتجه قريبا إلى منع الولايات من فرض أي إطار تنظيمي خاص بها عليه.
– منافسة شرسة –
يلاحظ غولدستين أن “الوعي لا يزال محدودا جدا في الوقت الحالي”، لكنه يتوقع أن يفرض هذا الموضوع نفسه خلال الأشهر المقبلة، مع الثورة المقبلة في مجال المساعدين القائمين على الذكاء الاصطناعي، وهي برامج قادرة على تنفيذ عدد كبير من المهام بشكل مستقل.
يخوض المهندسون سباقا محموما خلف الذكاء الاصطناعي وتجاوزاته، في مسار غير مضمون النتائج، وسط منافسة شرسة تحتدم يوما بعد يوم.
تقول شركة “أنثروبيك” إنها أكثر التزاما بالمبادئ الأخلاقية مقارنة بمنافسيها، “لكنها تسعى باستمرار لإطلاق نموذج جديد يتفوق على نماذج اوبن ايه آي”، بحسب غولدستين، وهو سباق سريع لا يترك مجالا كافيا لعمليات المراجعة والتصحيح اللازمة.
يقول هوبهان “في الوضع الحالي، تتطور قدرات الذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع من فهمنا لها ومن مستوى الأمان المتوفر، لكننا لا نزال قادرين على تدارك هذا التأخر”.
يشير بعض الخبراء إلى مجال قابلية التفسير، وهو علم ناشئ يهدف إلى فك شفرة الطريقة التي تعمل بها نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي من الداخل. ومع ذلك، يظل البعض متشككا في فعاليته، من بينهم دان هندريكس، مدير مركز أمن الذكاء الاصطناعي (CAIS).
الحِيَل التي تلجأ إليها نماذج الذكاء الاصطناعي “قد تُعيق استخدامها على نطاق واسع إذا تكررت، وهو ما يشكّل دافعا قويا للشركات العاملة في هذا القطاع للعمل على حل المشكلة”، وفق مانتاس مازيكا.
يشير غولدستين إلى اللجوء إلى القضاء لضبط تصرفات الذكاء الاصطناعي، من خلال محاسبة الشركات المسؤولة في حال حدوث تجاوزات.
ولكنه يذهب أبعد من ذلك، ويقترح حتى “تحميل برامج الذكاء الاصطناعي المسؤولية القانونية” في حال وقوع حوادث أو جرائم.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts