سودانايل:
2025-07-02@18:34:12 GMT

تداعيات حوادث النهود، كسلا، بورتسودان

تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT

ما يتضح من احتلال الدعم السريع النهود، والخوي، وما تلى ذلك من قصفه كسلا، وبورتسودان، أن الحرب دخلت مرحلة جديدة. وما يتضح ثانيةً أن استعادة حكومة بورتسودان السيطرة على ولاية الجزيرة، والعاصمة الخرطوم، وبحري، لم ينه الحرب تماماً. ذلك خلافاً لما صدعنا به مسؤولون، ومؤيدون للحرب، من آراء مستعجلة زعمت انتصار الجيش، وأن هناك إمكانية لإعادة الإعمار.

وللأسف أظهرت الآلة الإعلامية لدعاة الحرب كأنما دخلنا مرحلة السلم بعد عامين من الاقتتال الدامي. وتبع ذلك مناشدتها المواطنين للعودة للخرطوم لممارسة حياتهم الطبيعية رغم انعدام المقومات الأولية للحياة.
ما جرى في النهود ليس جديداً من حيث التخطيط، والفعل، والعائد. فهو يضاف إلى سلسلة من الأحداث البانورامية التي شهدتها بعض مدن السودان، وقراه، منذ بدء الحرب. والنتائج المتحققة من كل هذه الأحداث كانت ضياع الأرواح، والممتلكات، وخراب البيوت، وانهيار البنيات التحتية. فضلاً عن نزوح المواطنيين، وهجرتهم، بعد تعرضهم للانتهاكات من الطرفين، وكذلك من أطراف أخرى استفادت من مناخ الحرب لتنجز السلب، والنهب.
التحول النوعي في الحرب منذ حين أن الطرفين امتلكا أدوات أكثر قدرة على تدمير المنشآت المدنية. فمسيرات الجيش ساعدته في استرداد جبل موية ما أجبر عدوه على فقدان الجزيرة، والخرطوم، إن لم نقل الانسحاب. ولاحقاً سعى الطيران الحربي إلى تدمير ما سماه حواضن الدعم السريع ما خلف دماراً للمنشآت، وإزهاق العدد الكبير من أرواح الأبرياء.
وبالمقابل جادت قريحة الداعمين للدعم السريع فساهم امتلاكه للمسيرات أيضا في توجيه قصف أدى إلى تدمير منشآت حيوية كانت آخرها مطارا كسلا، وبورتسودان، هذا بخلاف الانتهاكات التي وثقها جنود الدعم السريع ضد أسراهم.
وسط هذا السعي المحموم لتفعيل سلاح المسيرات أكثر من الاعتماد على الأسلحة التقليدية واصلت الحرب في مسارها لتحصد عدداً من الأبرياء فيما زادت في وتيرة تصاعد خطاب الكراهية الذي قسم مجتمعاتنا المدينية، والريفية.
بالتزامن مع كل هذه الأحداث غابت محاولات الحلول عبر المبادرات الإقليمية، والدولية. وبدا كأنما ترك العالم السودانيين ليواجهوا مصيرهم بأنفسهم دون توسط ناجع ينهي كارثتهم الإنسانية. وعلى صعيد الداخل فلا شي مؤسف أكثر من حرص حكومة بورتسودان على استمرار الحرب دون امتلاكها قدرات حقيقية لإنهائها، بجانب معالجة آثارها الكارثية على المواطنين. وبالنسبة للقوى السياسية المركزية فليس هناك ما هو ممض أكثر من انهيار مجهوداتها المجتمعة في إحداث اختراق لتوحيد خطابها السياسي لو قلنا إنه قد يجبر الطرفين المتحاربين للإصغاء لصوت العقل.
مع تعنت حكومة البرهان في السير نحو تحقيق نصر حاسم على الدعم السريع، ولو كلف ذلك عشرات السنين، وموت عشرات الآلف من الأرواح، وانهيار وحدة البلاد، فإن حلفاء الدعم السريع سيحاولون دائماً خلق معادلة في التسليح تبقيه قادراً على المنازلة المتكافئة.
إذن فإننا موعودون ازاء هذا الإصرار على سيطرة البرهان على السلطة بمعاونة الكيزان بالمزيد من الدمار، والاقتتال، في صفوف الفريقين، وارتفاع نسبة الموت والانتهاكات وسط المدنيين، وتهديم فاعلية المعطيات الوطنية، وغيرها من المآسي الإنسانية.

suanajok@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

تعنت وتصعيد جديد للأزمة السودانية.. الدعم السريع يرفض الهدنة الجزئية في الفاشر

البلاد (الخرطوم)
في تصعيد جديد للأزمة السودانية، أعلنت قوات الدعم السريع رفضها لأي هدنة جزئية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مؤكدة تمسكها بضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل يرتبط بحل سياسي جذري للصراع المستمر في البلاد منذ أكثر من عام.
وأكد المستشار القانوني لقوات الدعم السريع، محمد المختار النور، أن قواته لم تتلقَ أي طلب رسمي من أي جهة محلية أو دولية بشأن هدنة إنسانية في الفاشر، رغم إعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان موافقته على الهدنة المقترحة، موضحاً أن قوات الدعم السريع لم تتلقَ أي اتصالات رسمية من الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة بشأن المبادرة التي يجري تداولها دولياً، والتي تهدف إلى فتح ممرات آمنة لإغاثة المدنيين المحاصرين في المدينة.
وشدد النور على أن قوات الدعم السريع لن تقبل بأي صيغة لوقف إطلاق النار تكون “مؤقتة أو جزئية”، سواء في الفاشر أو في أي منطقة أخرى من السودان، مؤكداً أن القبول بالهدنة مرهون فقط بالتوصل إلى وقف شامل ومستدام لإطلاق النار يكون جزءاً من حل سياسي شامل، يعالج جذور الأزمة. كما أشار إلى أن مدينة الفاشر باتت شبه خالية من المدنيين، بعد موجات نزوح جماعي إلى مناطق مثل طويلة وكرمة وجبل مرة، موضحاً أن من تبقى داخل المدينة هم مقاتلون تابعون للجيش السوداني.
التعنت الميداني يأتي في وقت تتزايد فيه التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية وشيكة في الفاشر. وأفادت تقارير حقوقية بأن عشرات الآلاف من المدنيين ما زالوا محاصرين داخل المدينة، ويواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والأدوية وسط تدهور مقلق في الأوضاع الصحية والمعيشية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أعلن أنه يجري اتصالات مكثفة مع الأطراف السودانية من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية عاجلة تسمح بوصول المساعدات إلى المدينة المنكوبة. وذكر غوتيريش أنه تلقى موافقة من قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان على مبادرة الهدنة، معرباً عن أمله في أن يستجيب الطرفان لتفادي كارثة محتملة في الفاشر.
وتؤوي مدينة الفاشر، وفق آخر الإحصاءات، نحو نصف مليون شخص، إضافة إلى عشرات الآلاف من النازحين الذين لجؤوا إلى المدينة هرباً من المعارك المستمرة منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وتعاني المدينة من أزمة خانقة في الإمدادات الغذائية ومياه الشرب والخدمات الصحية، في وقت تشير فيه تقارير إنسانية إلى تفاقم خطر المجاعة وانتشار الأمراض في معسكرات النزوح والمناطق المحاصرة.
موقف قوات الدعم السريع برفض الهدنة الجزئية يعكس تعقيد المسار السياسي في السودان، حيث تتعثر المفاوضات، وتفشل المساعي الإقليمية والدولية في دفع الأطراف نحو تسوية شاملة تنهي الحرب، التي دمّرت البنية التحتية وعمّقت الأزمة الإنسانية في البلاد.
وفي ظل غياب آفاق قريبة للحل، تتصاعد المخاوف من اتساع رقعة المعارك وارتفاع فاتورة الخسائر البشرية، وسط ضغوط أممية ودولية متزايدة لوقف التصعيد وإنقاذ المدنيين المحاصرين.

مقالات مشابهة

  • عقوبات رادعة بحق متهمين بالتعاون مع “الدعم السريع”
  • بعد زيارة البرهان لمصر.. هل يشهد السودان هدنة قريبة بين الجيش و(الدعم السريع)؟
  • الأمم المتحدة: مشاورات مع الجيش السوداني والدعم السريع من أجل هدنة إنسانية بالفاشر
  • حكومة السودان تنصب للدعم السريع فخاً
  • الجيش السوداني يصد هجوما واسعا لقوات الدعم السريع على الفاشر
  • المسيرية والدينكا يرفضون تواجد “الدعم السريع” في أحد الأسواق
  • “نيويورك تايمز”: الإمارات ضالعة في حرب السودان وبن زايد سلح “الدعم السريع”
  • تعنت وتصعيد جديد للأزمة السودانية.. الدعم السريع يرفض الهدنة الجزئية في الفاشر
  • السجن المؤبد عشرين عاما لمؤيدة ومتعاونة مع مليشيا الدعم السريع المتمردة
  • إمعانا في خنقها.. “الدعم السريع” تفعل هذا في الفاشر