الجزيرة:
2025-05-25@06:09:20 GMT

ماذا يعني ضرب مطار بورتسودان بالمسيّرات؟

تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT

ماذا يعني ضرب مطار بورتسودان بالمسيّرات؟

السودان- أثار الهجوم الذي تعرضت له القاعدة الجوية بمدينة بورتسودان بـ8 مسيرات "انتحارية وإستراتيجية" فجر الأحد 4 مايو/أيار العديد من التساؤلات حول ما يعنيه هذا التطوّر الجديد في مسار الحرب بالسودان على أكثر من صعيد.

ومع اشتعال النيران وتصاعد أعمدة الدخان من القاعدة الجوية التي أصابتها مسيّرة إستراتيجية قاصدة، قللت مصادر عسكرية رفيعة بالجيش السوداني، تحدثت للجزيرة نت، من أي تأثيرات عسكرية وسياسية لهجمات المسيرات على العاصمة الإدارية التي يقيم فيها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وانتقلت إليها معظم مؤسسات الحكم عقب اندلاع الحرب بالخرطوم في 15 أبريل/نيسان2023.

رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (وكالة الأنباء السودانية) "نحو عمق العدو"

قال اللواء الطاهر أبو هاجة، المستشار الإعلامي السابق لرئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان للجزيرة نت إن "استخدام المسيرات لضرب المرافق المدنية هو استمرار لصفة الجبن الذي ظل ملازما لمليشيا الدعم السريع ومسانديها ولن يوقف المسير نحو عمق العدو في مدينة نيالا وكل مواقع وجوده".

وأوضح اللواء أن ضرب سلاح الجو السوداني لمطار نيالا أمس كان موجعا "للمليشيا" وستتبعه ضربات أخرى بكل قوة.

إعلان

وأفاد بأنهم يعرفون خيوط التآمر، وأن السودان بإرادته القوية لن يكون لقمة سائغة. وأشار إلى ردود غير تقليدية على اعتداءات "المليشيا" في المرحلة القادمة.

وجزم اللواء أبو هاجة باستحالة أن تُجبر المسيّرات الجيش والحكومة السودانية على الجلوس والتفاوض مرة ثانية مع "مليشيا" الدعم السريع.

وكان الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله قال في بيان مقتضب إن "العدو استهدف صباح اليوم 4 مايو 2025م بمسيرات انتحارية قاعدة عثمان دقنة الجوية ومستودعا للبضائع وبعض المنشآت المدنية بمدينة بورتسودان".

وأضاف أن المضادات الأرضية تمكنت من إسقاط عدد من المسيرات، بينما تسببت مسيرات أخرى في إحداث أضرار محدودة تمثلت في إصابة مخزن للذخائر بقاعدة عثمان دقنة الجوية أحدثت انفجارات متفرقة، ولا إصابات بين الأفراد.

الخارجية القطرية: ندين استهداف المرافق والبنية التحتية بمدينتي كسلا وبورتسودان في #السودان pic.twitter.com/Sz67yFgMlG

— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 4, 2025

هدف إستراتيجي

وقال العميد بالجيش السوداني عمر عبد الرحمن باشري، للجزيرة نت، إن الهجوم بالمسيرات على بورتسودان يُعد تطورا في مراحل الحرب الدائرة ضد السودان وليس "للمليشيا" قدرة على التخطيط والقيام بمثل هذا العمل وإنما هو عمل "مرتزقة" أجانب يتم مدُّهم من داعمي "المليشيا" بالمسيرات وكل الأسلحة الموجودة.

وأفاد بأن الهجوم هو رد فعل متوقع يوضّح مدى الخسارة والضربة الموجعة التي تلقتها المليشيا وداعموها في نيالا في الساعات الأولى من صبيحة يوم أمس السبت الموافق 3 مايو/أيار بعد اعتقادهم أنهم تمكنوا من تحييد الطيران الذي دمّر أمس طائرة بعد إفراغ حمولتها من الذخائر والمسيرات وتحميلها بالجرحى من معارك النهود الأخيرة.

وأشار إلى أن الهجوم بالمسيرات على بورتسودان ليس جديدا، فقد تم من قبل استهداف القائد العام رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان خلال تخريج الطلبة الحربيين في منطقة جبيت وتوالت المحاولات بعد ذلك في استهداف ميناء بشائر بالقرب من مدينة سواكن ولم تكن هناك خسائر حيث تم إسقاط بعض المسيرات.

إعلان

وأكد العميد باشري قدرة القوات المسلحة السودانية على امتصاص مثل هذه الأشياء وتحويلها لطاقة إيجابية وقوة دَفعٍ تسهم في القضاء على "المليشيا".

وأضاف "نحن نثق في قيادتنا وفي تخطيطها لإدارة المعركة للوصول للهدف الإستراتيجي وهو القضاء على الدعم السريع المتمردة التي نؤكد أنها إلى زوال".

قاعدة جوية ببورتسودان تعرضت لهجوم بالمسيرات فجر الأحد 4 مايو/أيار 2025 (الجزيرة) تذمّر المواطنين

وفيما اعتبر البعض الهجوم بالمسيرات على مطار بورتسودان رسالة من الدعم السريع وداعميهم للحكومة السودانية مفادها أننا نستطيع الوصول وضرب أهداف في أي مكان، رأى محللون عسكريون أن الهجوم بالمسيرات لن يحقق للدعم السريع أي أهداف عسكرية أو سياسية في الواقع.

وقال العميد باشري للجزيرة نت إن الهجوم بالمسيرات القصد منه خلق حالة من التذمر وسط المواطنين خاصة باستهداف محطات الكهرباء والطاقة، لكن لن يكون له تأثير كبير على مجريات الحرب التي سيتم حسمها في النهاية على الأرض.

وفي المقابل، لم يستبعد البعض أن يؤثّر الهجوم بالمسيرات الذي جاء للحدّ من تقدم الجيش السوداني، على حركة الملاحة الجوية من وإلى بورتسودان ورفع تكلفة السفر للسودان، باعتبارها الميناء البحري الوحيد والمطار الدولي الأهم الذي يعمل في السودان منذ الحرب التي ألحقت دمارا كبيرا بمطار الخرطوم.

الجيش السوداني يستعيد بلدة الصوفي في ولاية النيل الأبيض والدعم السريع يعلن سيطرته على مدينة النهود.. ما أبرز التطورات الميدانية في السودان؟ | تقرير: هيثم أويت #الأخبار pic.twitter.com/FNFXqZ780e

— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 3, 2025

 دعم خارجي

وقال المحلل العسكري العميد المتقاعد إبراهيم عقيل مادبو، للجزيرة نت، إن استخدام الدعم السريع للمسيرات في حربها ضد السودان وتكثيف العمل بها مؤخرا يأتي تحت ظل الهزائم التي لحقت بها في الفترة الماضية وطردها من وسط السودان والخرطوم والتضييق عليها في أم درمان وكردفان.

إعلان

وأكد أن استهدافها لمطار بورتسودان يأتي في إطار رد الفعل نتيجة للخسارة الكبيرة التي مُنيت بها في نيالا.

وبشأن ما يعنيه استخدام الدعم السريع للمسيرات، يعتقد مادبو أنه قد يشير إلى تطور في الأساليب القتالية التي باتت تستخدمها الدعم السريع، وقد يكون ذلك نتيجة لدعم خارجي ووصول إمداد جديد، والحصول على تدريب لتشغيل المسيرات، مما يعني زيادة القدرة النارية وتعزيز قدراتهم على شن هجمات أكثر فعالية.

ولم يستبعد العميد مادبو أن يؤثر استخدام المسيرات على مسار الحرب ويغير من توازن القوى في مجريات الصراع، ما لم تتخذ القوات المسلحة السودانية إجراءات سريعة وفعالة لمواجهة هذا التهديد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات عبد الفتاح البرهان الهجوم بالمسیرات الجیش السودانی المسیرات على مجلس السیادة الدعم السریع للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

هل يقود تراجع قوات الدعم السريع عسكريا إلى تفككها؟

الخرطوم- بعد أكثر من 25 شهرا من اندلاع الحرب في السودان، برزت مخاوف من أن تراجع قوات الدعم السريع من الخرطوم ووسط البلاد وانتقال القتال إلى غربها يمكن أن يؤدي إلى تحول القوات إلى مجموعات قبلية متناحرة، وظهور أمراء حرب وتهديد الأمن الإقليمي ونشر الفوضى، في حال لم يتحقق السلام.

وتُعد هذه القوات، التي نشأت عام 2013، امتدادا لمليشيات في دارفور منذ ثمانينات القرن الماضي، أساسها مجموعات قبلية يتم تشكيلها لمساعدة القوات النظامية لمجابهة تحديات تتطلب طبيعتها قتالا أقرب إلى حرب العصابات، كما نشأت "قوات المراحيل" في عهد رئيس الوزراء الراحل الصادق المهدي.

وكانت قوات الدعم السريع تابعة لجهاز الأمن والمخابرات يقودها ضابط من الجيش، ثم أصبحت تابعة لرئيس الجمهورية، قبل أن يصدر قانون من البرلمان في 2017 وتصبح قوة مستقلة تحت إشراف الجيش ويُنصّب محمد حمدان دقلو "حميدتي" قائدا لها.

صبغة قبلية

ويغلب على تركيبتها الصبغة القبلية، حيث ينحدر معظم مقاتليها من قبائل الرزيقات والمسيرية والحوازمة، الذين يجمعهم رباط إثني واحد وهو "العطاوة"، بجانب مجموعات قبلية أخرى.

كما تسيطر عائلة دقلو على المواقع القيادية النافذة فيها حيث ينوب عن "حميدتي" في قيادتها أخوه عبد الرحيم دقلو، ومسؤول المال شقيقه القوني دقلو، ومسؤول الإمداد ابن أخيه عادل دقلو.

إعلان

بدأت الدعم السريع بنحو 6 آلاف مقاتل قبل أكثر من 12 عاما، وشهدت توسعا عقب قرار الرئيس السابق عمر البشير مشاركة القوات المسلحة السودانية في حرب اليمن ضمن ما يُعرف بـ"تحالف عاصفة الحزم" في العام 2015.

وشاركت مع الجيش السوداني في حرب اليمن، ودربت عشرات الآلاف من المقاتلين غالبيتهم من إقليمي دارفور وكردفان، كما استقطبت مقاتلين من ولايات أخرى، حسب ضابط في الجيش كان منتدبا للعمل مع الدعم العسكري تحدث للجزيرة نت.

وحسب الضابط، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، فإن قيادات قبلية كانت تطلب من قيادة الدعم السريع تدريب أبنائها وضمهم للقوات في حرب اليمن لأن ذلك يعود عليهم بمبالغ مالية كبيرة تحدث تغييرا في حياتهم وحياة أسرهم.

تراجع الدعم

وبعد أسابيع من اندلاع الحرب، أعلنت الإثنيات العربية في ولاية جنوب دارفور دعمها وتأييدها لهذه القوات في حربها ضد الجيش السوداني. ودعت قيادات تلك القبائل -في بيان- أبناءها في الجيش إلى الانضمام للدعم السريع والوقوف معها، وقادت بعد ذلك حملات للاستنفار والتدريب للمشاركة في الحرب.

ووقّع على البيان نظار قبائل البني والترجم والهبانية والفلاتة، والمسيرية والتعايشة والرزيقات بجنوب دارفور.

وكشف قيادي قبلي في دارفور للجزيرة نت أن عبد الرحيم دقلو نائب قائد الدعم السريع كان يطوف على مناطق بدارفور ويستدعي قيادات قبلية إلى لقاءات، ويطلب من زعمائها أعدادا محددة من الشباب للتدريب والقتال لأنهم مستهدفون من الجيش السوداني وقيادات النظام السابق.

ويوضح القيادي القبلي -الذي فضل عدم الكشف عن هويته- أن الاستنفار القبلي تراجع بعد تزايد خسائر القوات ومقتل آلاف الشباب خاصة في معارك ولاية الخرطوم، إلى جانب عدم وفائها بالتزاماتها المالية تجاه أُسر المقاتلين ورعاية الجرحى والذين فقدوا أطرافهم في الحرب.

إعلان

من جانبه، يقول الباحث في الشؤون الأمنية إسماعيل عمران إن عمليات الحشد القبلي والتحالفات العشائرية وفرت للدعم السريع رصيدا بشريا من المقاتلين، لكن تركيبة القوات يجعلها قابلة للانهيار السريع في حال غياب قادة الأفواج العسكرية (المجموعات) والحافز المالي، مما يهدد بفقدان المكاسب الميدانية.

وفي حديث للجزيرة نت، يوضح الباحث أن الولاءات القبلية والجغرافية أضعفت روح الالتزام والانضباط العسكري لقوات الدعم السريع، وفي حال خسرت الحرب فستتفكك إلى كيانات صغيرة وعصابات على أساس عرقي ومناطقي وظهور أمراء حرب، وأفضل صيغة -برأيه- هي التوصل إلى اتفاق سلام وترتيبات أمنية تدمج كافة الفصائل والمليشيات في القوات الحكومية.

وذكرت تقارير لجنة خبراء الأمم المتحدة أن هذه القوات استعانت بمرتزقة من دول أفريقية مجاورة للسودان، غير أن صحيفة "لا سيلا فاسيا" الكولومبية تحدثت عن سرّيتين تضمان أكثر من 300 من الجنود الكولومبيين المتقاعدين شاركوا في الحرب السودانية مع الدعم السريع "بحثا عن المال والثراء".

وقالت القوة المشتركة في دارفور إن بعض المرتزقة الكولمبيين قُتلوا في صحراء دارفور عندما كانوا في طريقهم من ليبيا إلى الفاشر.

مقاتلون أجانب

كما كشف عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للجيش ياسر العطا، في وقت سابق، أن قوات الدعم السريع تتألف من مرتزقة أجانب، غالبيتهم من أبناء جنوب السودان إضافة إلى مقاتلين من ليبيا وتشاد والنيجر وإثيوبيا وبوركينا فاسو وأفريقيا الوسطى، وبقايا مجموعة فاغنر الروسية ومن سوريا.

أما الكاتب المتخصص في شؤون دارفور علي منصور حسب الله فيقول إن قوات الدعم السريع استوعبت منتسبين إلى مجموعات عسكرية سابقة، منها حرس الحدود ومسلحو القبائل وقيادات عصابات مسلحة تم تسميتهم "التائبون" وصار بعضهم قيادات بارزة في القوات.

إعلان

ووفقا لتصريح حسب الله للجزيرة نت، فإن الدعم السريع استعانت بمقاتلين من حركات معارضة في بلدانهم أبرزهم من حركة "سيلكا" في أفريقيا الوسطى و"تحرير أزواد" في مالي و"فاكت" في تشاد وغيرها، وقُتلت قيادات كبيرة منهم بمعارك في الخرطوم ودارفور آخرهم الجنرال صالح الزبدي التشادي الذي لقي مصرعه في معركة الخوي غرب كردفان قبل أيام.

ويرجح الكاتب تشظي الدعم السريع لوجود تناقضات في تركيبتها القبلية وتنامي نزاعات قديمة بين المكونات الاجتماعية التي تستند عليها، مما يدفع المجموعات المختلفة للعودة إلى مناطقها لحماية مجتمعاتها، و"سيعود الأجانب إلى دولهم بأسلحتهم مما يؤدي لتفشي العنف والفوضى".

غير أن قوات الدعم السريع تنفي اتهامها بجلب مرتزقة من خارج البلاد، وتصفها بأنها "دعاية سوداء"، ويقول مسؤول في إعلام القوات للجزيرة نت إن قائدهم "حميدتي" أكد أن قواته قومية وتضم طيفا من 102 مكون اجتماعي في السودان.

 

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يستولي على منظومة تشويش وأجهزة تقنية في رئاسة الدعم السريع بمنطقة صالحة – فيديو
  • الجيش السوداني يتوعد بـطرد الدعم السريع من كردفان ودارفور
  • اسلحة كيميائية ضد الدعم السريع
  • الجيش السوداني يستعيد السيطرة على مدينة الدبيبات الاستراتيجية بعد معارك مع قوات الدعم السريع بولاية جنوب كردفان جنوبي البلاد
  • الإمارات: العقوبات الأميركية على الجيش السوداني تضع النقاط على الحروف
  • الجيش السوداني يسيطر على الدبيبات ومهلة لخروج الدعم السريع من الفاشر
  • محاولات يائسة لـ«سلطة بورتسودان» لتضليل المنابر الدولية
  • الجيش السوداني يعلن العثور على مقابر جماعية في معتقل للدعم السريع
  • اتهامات للدعم السريع بحرق 3 قرى في شمال دارفور
  • هل يقود تراجع قوات الدعم السريع عسكريا إلى تفككها؟