قرية حطين من القرى المُهجَّرَة وذات موقع استراتيجي حيث تقع غرب بحيرة طبرية على السفح الشمالي لجبل حطين، وتبعد عن مدينة طبرية حوالي 9 كم، ومن هناك يمكن السيطرة على سهل حطين الذي يتصل بسهل طبريا وسهل جنوسار من الشرق، وسهل الحمة من الجنوب، وسهل طرعان ومرج الذهب، وسهل البطوف من الغرب، كل هذه تربط معها بممرات جبلية سهلت المواصلات وجعلت حطين مركزا لها.



كانت قرية حطين تتوسط القرى والبلدات التالية: خربة الوعرة السوداء شمالا، قرية وادي الحمام من الشمال الشرقي، قرية المجدل شرقا، مدينة طبرية جنوبا إلى الجنوب الشرقي، قرية نمرين من جهتي الغرب والجنوب الغربي، قرية عيلبون من الشمال الغربي.

قدرت مساحة أراضي حطين بنحو 22764 دونما، وكانت أبنية ومنازل القرية تشغل منها ما مساحته 70 دونما من مجمل تلك المساحة.

فيما قدر عدد سكان حطين عام 1922 بنحو 889 نسمة. ارتفع عددهم في إحصائيات عام 1931 إلى 931 نسمة كانوا جمعهم من العرب وكان لهم حتى تاريخه 190 منزلا. في عام 1945 بلغ عدد سكان حطين 1190 نسمة. وفي عام 1948 وصل عددهم إلى 1380 نسمة ولهم 281 منزلا .

تعددت الآراء حول سبب تسميتها، ولكن الأرجح أنها بنيت فوق موقع "كفار حطيم" الكنعانية، ويعني "كفر الحنطة" كناية عن كثرة زراعة الحنطة فيها ومع مرور الوقت تحول الاسم باللغة العربية إلى حطين.

كما شهدت أراضي القرية معركة حطين، التي انتصر فيها القائد صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين.


                                                          مسجد قرية حطين المهجرة.

تعتبر حطين موقعا أثريا هاما حمل طابع الفترات الزمنية التي مرت عليه، وهي قرية كنعانية عثر على بقايا أبنيتها وأدواتها في الخرب المجاورة للقرية إلى جانب الكهوف والمغر التي وجدت في محيط القرية منها: مغارة السعدية، مغارة الست سكينة، مغر وادي الحمام.

كما كان للقرية خصوصية دينية لدى أهالي المنطقة عموما، إذ كان بها عدة مقامات: كمقام النبي شعيب، مقام الست زهراء، ومقام العجمي. أما في العهد الإسلامي فقد بني مسجد حطين المعروف بالجامع العمري، وقيل أن الخليفة عمر بن الخطاب أمر ببنائه بعد الفتح الإسلامي لفلسطين، وبعد معركة حطين عام 1187 أمر صلاح الدين الأيوبي بإعادة ترميمه وتوسيعه. كما كان في القرية أربع خانات بنيت في العهد العثماني، إذ كانت القرية حينها محطة للتجار والقوافل التجارية المتجهة من سورية إلى مصر وبالعكس.

وأزهرت صناعة زيت الزيتون في حطين حيث كان في القرية أربع معاصر تقليدية وخامسة آلية لزيت الزيتون، كانت تستخدم سابقا خانات لخدمة القوافل التجارية المارة بالقرية.

يتصل سهل حطين بسهل طبرية في موقع استراتيجي امتاز بخصوبة تربته وكثرة الينابيع وعيون المياه، الأمر الذي ساعد على تطور وازدهار النشاط الزراعي وتربية قطعان الماشية، كما عمل أهالي القرية في بعض الأعمال التجارية وبعض الصناعات والحرف اليدوية، وازدهرت في حطين صناعة مشتقات الحليب، صناعة المحاريث الرزايعة، صناعات النسيج والقش والكلس.

احتلت القرية في حرب عام 1948 بعد أن صمدت في وجه المضايقات الصهيونية التي استمرت عدة أشهر بعد سقوط مدينة طبرية، وقبيل سقوط مدينة الناصرة بعدة أيام أطبقت العصابات الصهيونية حصارا على قرية حطين من ثلاث جهات وأبقوا على جهة واحدة لتكون المنفذ الوحيد أمام أهالي القرية للهرب، بعد قصف عنيف تعرضت له القرية لثلاث أيام متواصلة، في تلك الأثناء سقطت مدينة الناصرة بيد الصهاينة في سياق عملية "ديغل".

وتلقت على إثرها قوات جيش الإنقاذ العربية المتحصنة في القرية أمرا بالانسحاب السري من أماكن تحصنها. وعندما علم أهالي القرية بالأمر عقدوا اجتماعا قرروا فيه أن يستمر أهالي القرية بالدفاع عنها حتى آخر لحظة في حين يتم خروج النساء والأطفال والشيوخ من القرية ولو بشكل مؤقت خوفا من وقوع مذبحة مفاجئة خصوصا وأن الناس كانت لا تزال تحت تأثير ما جرى في دير ياسين، وسقطت القرية بعد أيام قليلة، واحتلها الصهاينة في  تموز/ يوليو عام 1948.


                                                         مئذنة قرية حطين

تسربت بعض أراضي القرية لقائم مقام مدينة طبرية وهو رجل لبناني، الذي قام ببيع هذه الأراضي لشركة أملاك يهودية بنت عليها مستعمرة "ميتسباه" عام 1908، ثم مستعمرة "كفار حطيم" بجوارها عام 1936، وفي عام 1949 بنت مستعمرتي "أربيل" و "أحوزات نفتالي"، وعام 1950 مستعمرة "كفار زيتيم".

أما موقع القرية اليوم  فهو مهجور وتغطيه أشجار الكينا، والصبار والتوت بعد أن دمرت العصابات الصهيونية منازل القرية ومعالمها العربية التي لم ينجو منها سوى المسجد العمري ومقام النبي شعيب.

انقسم أبناء القرية بعد احتلال قريتهم لفريقين فمنهم من لجأ لقرى الداخل المحتل مثل: سخنين، كفر كنا، عليبون، دير حنا، عرابة، أم الفحم، وشفاعمرو ويقيمون فيها حتى اليوم. والفريق الآخر وصل إلى مخيمات الشتات في سورية ولبنان.

المصادر:

ـ فادي سلايمة ومجدي السعدي ، "قرية حطين ريحانة صلاح الدين"، دار صفحات للدراسات والنشر، دمشق، 2011.
ـ مصطفى الدباغ، بلادنا فلسطين، الجزء السادس- القسم الثاني"، دار الهدى، ط1991.
ـ شكري عراف، "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية"،  مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 2004.
ـ أنيس صايغ، "بلدانية فلسطين المحتلة 1948-1967"، بيروت، منظمة التحرير الفلسطينية.
ـ وليد الخالدي، "كي لا ننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها"، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 1997.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير قرية حطين تاريخه فلسطين فلسطين تاريخ هوية قرية حطين تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أهالی القریة صلاح الدین عام 1948

إقرأ أيضاً:

مايكروسوف تحظر رسائل البريد التي تحتوي على كلمات فلسطين وغزة

حظرت شركة مايكروسوفت رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالشركة التي تحتوي على كلمات مثل "فلسطين" و"غزة" و"إبادة جماعية" من الوصول إلى المستلمين.

ووفقا لموقع "ذا فيرج" (The Verge) الأمريكي التقني، الخميس، لاحظ موظفو شركة مايكروسوفت أن بعض رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهم لم تصل إلى المستلمين.

وعقب ذلك، راجع الموظفون رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلوها واكتشفوا أن مايكروسوفت قامت بحظر رسائل البريد الإلكتروني التي تحوي كلمات مثل "فلسطين" و"غزة" و"الإبادة الجماعية" من إرسالها إلى المستلمين داخل الشركة وخارجها.



من ناحية أخرى، أكدت مايكروسوفت أنها طبقت مثل هذه الممارسة لتقليل "رسائل البريد الإلكتروني السياسية" داخل الشركة.

جاء ذلك عقب أيام من اعتراف مايكروسوفت لأول مرة أنها استأجرت شركة خارجية للتحقيق فيما إذا كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم خدماتها السحابية والذكاء الاصطناعي ـ"لإيذاء المدنيين في قطاع غزة"، وذلك بعد أشهر من الاحتجاجات التي قام بها موظفون ونشطاء مناهضون لـ"إسرائيل".

 وجاءت الخطوة غير المسبوقة التي اتخذتها الشركة في أعقاب الكشف الذي نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية  عن العلاقات بين مايكروسوفت ومسؤولي الأمن الإسرائيليين، بينما جاء في بيان رسمي أصدرته الشركة : "لم نعثر على أي دليل على استخدام تقنيات مايكروسوفت أزور - Azure والذكاء الاصطناعي لإيذاء المدنيين في الصراع بغزة".

وأكدت الشركة أن التحقيق شمل مقابلات مع عشرات الموظفين وفحص وثائق داخلية، لكنها لم تكشف عن هوية الشركة الخارجية التي أجرت التحقيق.

وأكدت شركة مايكروسوفت للمرة الأولى أنها قدمت "مساعدة طارئة" للحكومة الإسرائيلية بعد أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بهدف "دعم الجهود الرامية إلى إنقاذ الرهائن من الناحية التكنولوجية".

 وبحسب الشركة، فقد تم تقديم المساعدة تحت إشراف دقيق، حيث تمت مراجعة كل طلب على حدة، و"تمت الموافقة على بعضها ورفض بعضها الآخر"، وبطريقة تراعي حماية خصوصية وحقوق مواطني غزة.

وأوضحت شركة مايكروسوفت أن وزارة الحرب الإسرائيلية تتلقى بالفعل خدمات مهنية منها، بما في ذلك البرمجيات والخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي، ولكن هذه "علاقة تجارية قياسية".

وأضافت الشركة أن استخدام تقنياتها مطلوب للامتثال لقواعد الأخلاقيات وسياسة الاستخدام التي تحظر التسبب في الضرر.

وقالت الشركة في بيانها: "تستخدم الجيوش عادة برامج أو أنظمة مخصصة تم تطويرها من قبل بائعي الأمن"، مؤكدة أنها "لا تستطيع معرفة كيف يتم استخدام تكنولوجيتها بالفعل على الخوادم الخاصة أو في البيئات المحلية".



 وبعبارة أخرى، تعترف مايكروسوفت بأنها "لا تملك السيطرة الكاملة على استخدام برامجها بعد شرائها".

ونتيجة لذلك، فإن حملة "لا لأزور للفصل العنصري"، التي قادت الاحتجاج ضد الشركة، تضم موظفين سابقين وحاليين يتهمون مايكروسوفت بالتعاون مع "إسرائيل في ارتكاب جرائم حرب".

وقال أحد الناشطين الرئيسيين، واسمه حسام نصر، إن بيان الشركة "مليء بالتناقضات والأكاذيب"، مضيفاً أن مايكروسوفت "لم تذكر كلمة "فلسطينيين ولو مرة واحدة".

مقالات مشابهة

  • قبيلة تقطع طريق رئيس في صلاح الدين بعد مقتل أحد أبنائها
  • المقاتلات العراقية تشن غارات جوية على مواقع لداعش شمالي صلاح الدين
  • الانتهاء من إعداد المخططات الاستراتيجية العامة لـ11 مدينة و160 قرية بالجيزة
  • الانتهاء من إعداد المخططات الاستراتيجية لـ11 مدينة و160 قرية بالجيزة
  • الانتهاء من المخططات الاستراتيجية لـ11 مدينة و160 قرية في الجيزة
  • صلاح الدين.. مشاجرة بـالتواثي تخلف مصاباً ومعتقلين وجسم غريب يطلق عملية أمنية
  • مايكروسوف تحظر رسائل البريد التي تحتوي على كلمات فلسطين وغزة
  • العثور على جثتي ارهابيين نتائج الضربة الجوية العراقية شرق صلاح الدين
  • جولة تثقيفية للأطفال في قلعة صلاح الدين ضمن أنشطة قصور الثقافة
  • اندلاع حريق في ردهة الطوارئ بمستشفى في صلاح الدين