توقيعات بمليارات الدولارات… الجزائر وعُمان تطلقان شراكة استراتيجية
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
زيارة تاريخية تعكس دفء العلاقات وتطلعات الشراكة الاستراتيجية، حيث وقّع رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون وسلطان عُمان هيثم بن طارق، اليوم الاثنين، على سلسلة من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التنفيذية، شملت قطاعات الطاقة، المعادن، الصحة، الزراعة، التعليم، والعمل، والقضاء، وذلك خلال مراسم رسمية جرت في قصر المرادية بالعاصمة الجزائرية.
وجرت مراسم التوقيع في مقر رئاسة الجمهورية الجزائرية، بحضور رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وسلطان عمان هيثم بن طارق، عقب محادثات موسعة تناولت سبل تعميق العلاقات الاقتصادية والعلمية والقضائية بين البلدين.
وشملت الاتفاقات الموقعة التعاون في قطاعي التعدين والطاقة، إذ تم توقيع مذكرة تفاهم بين الشركة الوطنية للاستكشاف الجيولوجي والمنجمي “سوناريم” وشركة “تنمية معادن عمان”، إلى جانب اتفاق أولي بين مجمع “سوناطراك” وشركة “أبراج للطاقة” العمانية، في إطار تطوير مشاريع استكشاف واستثمار مشترك في مجال المحروقات.
وفي قطاع الصحة، تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة الصيدلانية الجزائرية ووزارة الصحة العمانية للتعاون في مجال التصنيع الدوائي، إضافة إلى برنامج تنفيذي بين مؤسسات مختصة في البحث والتنمية في مجال الصيد البحري وتربية المائيات.
وواصل البلدان تعزيز تعاونهما الزراعي، من خلال برنامج تنفيذي للتعاون في حماية النباتات والصحة الحيوانية، ومذكرة تفاهم لتطوير الإنتاج الزراعي والصيد البحري بين الوزارات المعنية في البلدين.
كما تم توقيع اتفاقيات للتعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، والعمل والتفتيش العمالي، تغطي فترات تمتد بين عامي 2025 و2028، في خطوة تعكس اهتمام الطرفين بتعزيز الكوادر البشرية وتبادل الخبرات الأكاديمية والإدارية.
وعلى الصعيد القضائي، وُقّعت مذكرات تفاهم بين وزارتي العدل في البلدين، والمجلس الأعلى للقضاء العماني، لتعزيز التعاون في المجال القانوني والقضائي، بما يشمل تبادل التجارب والتدريب المشترك.
واختتمت مراسم التوقيع بإعلان تأسيس صندوق استثماري مشترك بين وزارة المالية الجزائرية وجهاز الاستثمار العماني، يهدف إلى تمويل مشاريع ذات بعد استراتيجي وتوفير بيئة جاذبة لرؤوس الأموال في البلدين.
وتأتي هذه الاتفاقات في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها سلطان عمان إلى الجزائر، والتي انطلقت يوم الأحد، بهدف فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتنموي بين البلدين الشقيقين.
هذا وتتمتع الجزائر وسلطنة عمان بعلاقات دبلوماسية هادئة ومستقرة، تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتشترك الدولتان في مواقف متقاربة تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما في ما يتعلق بالدعوة إلى الحوار، والتمسك بحلول سياسية للأزمات في العالم العربي.
وتأسست العلاقات الدبلوماسية بين البلدين رسمياً في سبعينيات القرن الماضي، وشهدت تطوراً تدريجياً خاصة في مجالات التعليم والثقافة والتبادل الأكاديمي، في حين شهدت السنوات الأخيرة زخماً متصاعداً في التعاون الاقتصادي، مدفوعاً بإرادة مشتركة لتنويع الشراكات بعيداً عن الإطار التقليدي.
وتُعد الزيارة الحالية لسلطان عمان هيثم بن طارق إلى الجزائر الأولى من نوعها منذ توليه الحكم عام 2020، وتشكل محطة بارزة في مسار تطوير العلاقات الثنائية، لا سيما مع دخول الاتفاقيات الاقتصادية والتنموية الجديدة حيّز التنفيذ، ما يعكس توجهاً استراتيجياً لدى البلدين لتعزيز الاستثمار المشترك في مجالات الطاقة، المعادن، الزراعة، والصحة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الجزائر الجزائر وسلطنة عمان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
السلطات الجزائرية تعلن طرد عنصرين من المخابرات الفرنسية
الجزائر - أعلنت السلطات الجزائرية، الأحد 11 مايو2025، طرد عنصرين من المخابرات الداخلية الفرنسية، على خلفية دخولهما البلاد بـ "جوازات دبلوماسية مزيفة"، في خطوة جديدة تعكس تصاعد التوترات بين الجزائر وباريس.
وقالت قناة الجزائر الدولية الإخبارية (رسمية)، إن العنصرين التابعين لمديرية الأمن الداخلي يعملان تحت إشراف وزارة الداخلية الفرنسية، و"لم يلتزما بالإجراءات القانونية" خلال دخولهما الجزائر.
وأضافت القناة أن ما حدث "يمثل مناورة" من قبل وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو.
ولم يصدر بعد أي تعليق رسمي فرنسي على هذا الإعلان الجزائري.
وتأتي هذه الخطوة بعد طرد الجزائر، مطلع أبريل/ نيسان الماضي، 12 موظفا من السفارة والقنصليات الفرنسية في البلاد، ردا على توقيف الشرطة الفرنسية موظفا قنصليا جزائريا بباريس، ضمن تحقيقات حول اختطاف مزعوم للمؤثر المعارض أمير بوخرص، المعروف باسم "أمير دي زاد".
وفي خطوة مماثلة، أعلنت باريس لاحقا طرد 12 موظفا في سفارة وقنصليات الجزائر بفرنسا، بالإضافة إلى استدعاء سفيرها في الجزائر للتشاور.
وجاءت عملية الطرد المتبادلة بعد تهدئة نسبية في علاقات البلدين، عقب مكالمة هاتفية بين الرئيسين عبد المجيد تبون وايمانويل ماكرون نهاية مارس/ آذار الماضي، وزيارة وزير الخارجية جان نويل بارو إلى الجزائر في 6 أبريل/ نيسان الماضي، وإعلانه استئناف كافة آليات الجوار بين البلدين.
وتشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية منذ أشهر توترا ملحوظا على خلفية ملفات سياسية وقنصلية وأمنية، وزادت حدة التصعيد منذ يوليو/ تموز الماضي، بعدما سحبت الجزائر سفيرها من باريس على خلفية تبني الأخيرة مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل النزاع في إقليم الصحراء.