يمانيون../
صار من المهم والضروري في ذكرى “الصرخة” المتزامِنة مع التطوُّرات والمتغيِّرات المهمَّةِ التي تشهدها المنطقة، الوقوفُ على قمة بنيان “المشروع القرآني” الشامخ، والعودة للنظر والتأمل في بداية انطلاق وتأسيس هذا المشروع، وكيف وصل -بعون الله- إلى هذا المستوى من العِزَّةِ والقوة في فترة قياسيةٍ قصيرة، وخارقًا لما هو معتادٌ وطبيعي من قوانين الحياة المادية.


https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF%20%D9%88%D8%A7%D8%B0%D8%A7%20%D8%B5%D8%B1%D9%81%D9%86%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%83%20%D9%86%D9%81%D8%B1%D8%A7%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86.mp4
كم عانى في بدايةِ المشروع القرآني، الرعيلُ الأولُ من المجاهدين، من السُّخرية، ومن الاستهزاء، ومن التضييق، ومن القَمع، والملاحقة، والتنكيل”، حتى أن البعضَ من العامَّة كان يسأل: “ما يفعل شعاركم هذا؟ وأين أنتم من أمريكا؟ والبعض الآخر كان يدافعُ جهلًا، ويحكم على الأمور من منظوره البسيط، أما الحاقدون والعُملاءُ من أنظمة الخيانة السابقة، فكانوا يتحَرّكون من منطلقِ الحِقد والسُّخرية ضد المجاهدين الذين تعرضوا لأنواع الظلم؛ بسَببِ ترديدِ شعار الصرخة.

وردًّا على سُخرية وتطاول الحاقدين واستصغارهم للمجاهدين المستضعَفين في بداية انطلاق المشروع القرآني، قال الشهيد القائد ببصيرته القرآنية: “التساؤلُ والاستغرابُ ينطلقُ من جهل بحقائق القرآن الكريم”، مضيفًا: “تأملوا القرآن، هل الله سبحانه وتعالى وعد الجبابرة والمتكبِّرين أن يقفَ معهم وينصُرَهم ويعملَ على إنجازهم؟ أم وعد المستضعَفين؟ إنه وَعَدَ المستضعفين”. والشعوب اليوم في حالة استضعاف أمام أعدائها، “ولكن ليس كُـلُّ مستضعَفٍ -كما قال- من سيكونُ اللهُ معه، ومَن يحظى بتأييده ونصره؟ فقط المستضعَفون الواعون، الذي قال الله عنهم، (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا)”.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF%20%D9%88%D8%A7%D8%B0%D8%A7%20%D8%B5%D8%B1%D9%81%D9%86%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%83%20%D9%86%D9%81%D8%B1%D8%A7%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%202.mp4
اليومَ، بفضل الله سبحانَه وتعالى وعونه، نحن والعالم كله يرى الآياتِ القرآنيةَ وقد أصبحت واقعًا متجسِّدًا في هذه المسيرة القرآنية، التي أسَّسها الشهيد القائد -رضوان الله عليه-، وجعلت من الشعب اليمني العظيم، ومن كُـلّ المستضعفين الواعين المجاهدين المضحين أُمَّـةً سقط أمامها كُـلُّ الجبابرة والظالمين والطغاة، وَبفضل اللهِ والقيادة العظيمة والشعب المبارك، أصبحت المسيرةُ الموعودة بالنصر والتي تجاوزت كُـلَّ المراحل بسرعة غير عادية، وبثباتٍ وقوةٍ لا نظيرَ لها في هذا الكون، مشروعًا عالميَّا مناهضًا للمشاريع والمؤامرات والمخطَّطات الأمريكية والإسرائيلية والغربية.

وأصبح أبطال ومجاهدو المسيرة، وجهًا لوجه أمام الشيطان الأكبر، الفرعون العالمي دولة العدوان أمريكا؛ فــ ما تفسيرُ كُـلِّ ما يحدث اليوم بدون استحضار المعية والتأييد والنصر الإلهي الواضح والمشهود والمعاش، في كُـلّ يوم وفي كُـلّ لحظة وفي كُـلّ ساعة خلال هذه المواجهة المفتوحة مع العدوّ الأمريكي والإسرائيلي؟

وفي هذا المقطع يلخِّصُ الشهيد القائد منهجيةَ الصراع مع الأعداء، مهما كانت قوتُهم وجبروتُهم وظلمهم وإجرامهم، قال تعالى: [الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيمانًا وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ].
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF%20%D8%AE%D8%B7%D8%B1%20%D8%AF%D8%AE%D9%88%D9%84%20%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86.mp4
يقول الشهيد القائد: الإنسان الذي يقلق أَو يرتبك أَو يضعُف ليعرف أنه في تلك الحالة يجلس مع نفسه، وهو كإنسان ضعيف، لكن إذَا جلس معَ اللهِ سيجدُ نفسَه قويًّا، ولذلك ما يجري على صعيد المواقف والأدوار اليمنية هذه الأيّام بالمقاييس المادية العادية غيرُ طبيعي، لا تفسيرَ لها بالقوانين الطبيعية.

والبعضُ لا يزال غيرَ مستوعِبٍ لما يجري؛ لأَنَّ التفكير الضيق والمادي يجعله غير قادر على التحرّر ليرى الحقائق؛ فاليمن من الصرخة والشعار الذي كان يردّده بعض المؤمنين المستضعفين، الملاحقين، والمسجونين، والمنكّل بهم من قبَلِ نظام الخيانة السابق، قبل حوالي عشرين سنة، تحول إلى أُمَّـةٍ تهتفُ بهذا الشعار، وتجسِّدُ الموقفَ قولًا وعملًا، وأصبح برنامجًا نهضويًّا وإنجازًا عسكريًّا وثقافيًّا، أُمَّـةٍ تجاوزت كافةَ أدوات أمريكا المحلية والإقليمية، وصارت اليوم وجهًا لوجه ضد الشيطان الأكبر والفرعون الأول في هذا العالم، أمريكا التي استعبدت الشعوب وقهرت البلدان، والتي دمّـرت الأوطان وقتلت البشرية، وعاثت في الأرض أشدَّ الفساد.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D9%86%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%AC%20%D9%85%D9%86%20%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%85%20%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7%20%D9%88%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D9%87%D8%A7%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B1%D8%B62.mp4
أظهر تقريرٌ أمريكي أن الضحايا الذين خلّفتهم الحروب الأمريكية، بعد أحداث 11 سبتمبر؛ أي عقب غزو أفغانستانَ والعراق ومن ثَمَّ إطلاق ما يُعرف بالحرب الدولية على “الإرهاب”، بلغ عددُهم نحو أربعة ملايين ونصف المليون شخص.

ومن الجدير بالذكر أن الولاياتِ المتحدةَ خاضت أكثرَ من 200 حربٍ منذ تأسيسِها قبل حوالي 240 عامًا، ويُقال: إن عددَ السنوات التي لم تشاركْ فيها بحربٍ لا يتجاوزُ العشرين عامًا فقط.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%85%20%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7%20%D9%88%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%87%D8%A7%20%D8%B6%D8%AF%20%D8%B4%D8%B9%D9%88%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85.mp4
إذَنْ الرهانُ الأكبرُ يقعُ على عاتق الأُمَّــة التي وصفها الله بأنها “خير أُمَّـة أخرجت للناس”، لتكون هي الحاملة لراية تخليص نفسها والبشرية جمعاء من أيدي الظالمين والجهلة والطغاة في هذا العالم.

كان من المفترض أن تكون هذه الأُمَّــة -بصناعتِها وأجيالِها وشعوبِها، والتي منحها اللهُ عواملَ القوة والسيادة المادية والمعنوية، والثروات النفطية والغازية والمعدنية، والرسالة الإسلامية الخاتمة التي أنزلت عليها- هي التي تبسُطُ سيطرتها على البحار، وتحكُمُ بالعدل، وتنشُرُ الخيرَ والحقَّ في أرجاء العالم وبين الشعوب.

ولكن للأسف، فقد ضاعت هذه الأُمَّــة، وفقد أبناؤها بُوصلةَ طريقهم، مع فقدانهم أثرهم، ضاع معها الناس كافة، لتبقى الساحة تحت سيطرة المجرمين والفاسدين والظالمين الذين يعيثون في الأرض فسادًا. وفي مقدمهم في هذا العصر الولايات المتحدة الأمريكية، وحكومات الشر التي تحومُ في فلكها.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF%20%D9%84%D8%A7%20%D8%A8%D8%AF%20%D9%84%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3%20%D9%85%D9%86%20%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81.mp4
ما يتعلق بالجانب الاقتصادي، فَــإنَّ دقة رؤية الشهيد القائد –رضوان الله عليه- يؤكّـدها الواقع كيف أن العدوَّين الأمريكي والإسرائيلي يعتمدان على الجانبِ الاقتصادي، في محاولةِ خنق البلدان وإسقاط الشعوب.

ولكي تخرُجَ الأُمَّــةُ والشعوبُ والمجتمعات -العربية والإسلامية- من واقع الهزيمة التاريخية، والخزي والعذاب والهوان الذي تعيشه على أيدي أعدائها، يجب عليها أن تعيدَ بناءَ نفسها، ويتحَرّكَ أبناؤها.

ولذلك، وفي أول تشخيص للحلول والمعالجات، يقول الشهيد القائد: نحن الذين يجب أن نبدأ ونَعمل، ونحن هنا -معناها كُـلّ مسلم، كُـلّ عربي- ليست خَاصَّة بفئة أَو أشخاص. كُـلّ مسلم عليه مسؤولية أن يبدأ وأن يعمل، كُـلٌّ من موقعه وبتكلفته في سبيل أداء مسؤوليته. وهناك سيبدأ الله -سبحانه وتعالى- ينزل رحمته، قال تعالى: (وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا).

ولكي تتخلَّصَ الأُمَّــةُ من الوضعيةِ التي وصلت إليها لا بد أن تتحَرّك، كما يقول الشهيد القائد: يجب أن تتحَرّك، ونبدأ ولو تعبنا، ولو تعبت الأُمَّــة، ولو تعب أبناؤها؛ لأَنَّ الله سبحانه وتعالى يقول: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأنفسهِمْ).

ولهذا يجبُ على الأُمَّــة أن تعودَ إلى الله، وتعودَ إلى النهوضِ والعملِ وتصحيح واقعها واستئناف حياة جديدة مختلفة عن تلك السابقة التي يسيطر عليها الضياع والهروب من تحمُّلِ المسؤولية ومن اللامبالاة، حياة يملؤها الثباتُ والقوةُ والاعتمادُ على الله -سبحانه وتعالى- والتوكل عليه.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF%20%D9%84%D8%A7%20%D8%A8%D8%AF%20%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9%20%D8%A7%D9%86%20%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%81%20%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9%20%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9.mp4
لبناء الأُمَّــة من جديد، يتعين على العرب أن ينطلقوا نحو حياة جديدة ومغايرة ترتكز على أسس تعيد لهم عناصر قوتهم وتعزز من اعتمادهم الذاتي في مختلف المجالات، وعلى رأسها الجانب الثقافي والاقتصادي.

ففي الجانب الثقافي، مثلًا، يجبُ الانتماءُ إلى الهُويةِ الحقيقية والأصيلة، وليس المزيَّفة؛ إذ لقد تمكّن الأعداءُ من اختراق الأُمَّــة وأبدعوا في ابتكارِ تصوُّراتٍ دينية منحرِفَة حلَّت محل الإسلام المحمدي الأصيل.

فبتنا نرى ونسمع الكثير من مطاوعة الارتزاق الذين يختبئون خلف صورة الصالحين ويحملون لسانَ الوعاظ والمرشدين، غير أن مواقفهم وتحَرّكاتهم هي ضد الإسلام والمسلمين، وتقف إلى جانب العدوَّين الأمريكي الإسرائيلي، مع كُـلّ ما يمس هُوية الأُمَّــة وأصالتها وتاريخها وحرية قرارها.

لقد كان الشهيد القائد ينبِّهُ دومًا إلى مخاطر الانحراف الديني والثقافي، ويحذر من خطر علماء السوء ودورهم المريب في ترويض الأُمَّــة وتدجينها لتصبحَ تحتَ وطأة أعداء الله وأعدائها وأعداء الإنسانية كافة.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF%20%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9%20%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%A1%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9.mp4
ما نراه اليوم في واقع الأُمَّــة والشعوب يتجلى في حالة الضَّعف والصمت أمام ما يرتكبُه العدوُّ الإسرائيلي من جرائمَ وحشيةٍ في غزة؛ نتيجة عملية الترويض والتدجين التي قام بها علماء السوء بحق هذه الشعوب، حتى أصبحت كأنها في حالة غيبوبة، إما عبرَ مفاهيمَ مغلوطة، التي أصلًا هي من صُنع العدوَّين الأمريكي والإسرائيلي.

وأيضًا غياب ثقافة الاعتمادِ والتوكل على الله؛ مما أَدَّى إلى انحسار الروح المعنوية لدى الشعوب، وتحولها إلى مجتمعاتٍ ضعيفة، تخافُ من التضحية والجهاد في سبيل الله، والنتيجةُ أن أُمَّـةَ المليارَي مسلم فقدت قيمتَها وأصبحت تسيِّرُها مجموعةٌ صغيرةٌ من اليهود لا يتعدى عددُها أربعة ملايين، يمارسون ضدها أشد أنواع القهر والاضطهاد.

ولهذا فَــإنَّ الوضعيةَ المهينة التي تعيشُها الشعوبُ الإسلامية والعربية، تجلَّت هذه الأيّام بأوضح ما يكون، من خلال ما يجري في غزةَ وفلسطين، وأصبحت شعوبُ العالم التي تخرُجُ تتضامن مع غزة، تنظُرُ إلى الشعوب العربية نظرةَ احتقار، وهي أقربُ إلى اللعنة.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF%20%D9%85%D9%84%D8%B2%D9%85%D8%A9%20%D8%AE%D8%B7%D8%B1%20%D8%AF%D8%AE%D9%88%D9%84%20%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86.mp4
لكي ترتقيَ الأُمَّــةُ إلى مستوى التصدِّي لأعدائها، وعلى رأسهم اليهود الذين يتحلَّون بأقصى درجات المكر والدهاء، يجبُ عليها العودةُ إلى المشروع القرآني الذي يضمنُ رؤيةً شاملةً لبناء الأُمَّــة بشكل متكامل.

فالنهضةُ الحقيقية للأُمَّـة لا تتحقّقُ إلا بأن تكونَ الأُمَّــةُ قويةً في جميع المجالات، بما يمكّنُها من خوض المواجهة الحضارية ضد أعدائها، كما أشار الشهيد القائد، فَــإنَّ المواجهة لم تعد تقتصر على الجوانب العسكرية أَو الأمنية أَو السياسية أَو الاقتصادية فقط، بل أصبحت مواجهة حضارية تتطلب من الأُمَّــة أن تنشط في كافة ميادين العمل والبناء والتحَرّك؛ لكي تحقِّقَ الانتصارَ في هذه المعركة المصيرية.

اليومَ الشعبُ اليمني يجسِّدُ النهضةَ الحقيقيةَ للأُمَّـة، التي تعد شرطًا أَسَاسيًّا للخروج من دائرة الهزيمة أمام اليهود والنصارى، الذين أصابهم اللهُ بالذل والانكسار. ونرى تجلياتِ هذا الانتصار تتجسدُ بوضوح في حركة الشعب اليمني، من خلال مواقفهِ البطولية ودوره التاريخي في هذه المرحلة، التي أصبح اليهودُ فيها في قمة جرائمهم، وأمريكا في أوجِ جنونِها وغطرستها، والعرب والمسلمون في أقسى درجات الضعف والتخاذل. ورغم كُـلّ ذلك، يبقى اليمنُ وشعبُه المهيب رمزًا للحرية والكرامة والعزة والثبات والإيمان على مستوى العالم أجمع.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF%20%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7%20%D9%82%D8%B4%D8%A9.mp4
إذن البدايةُ من هنا، من العبودية لله، العبوديةُ لله تجعلُك أيها الإنسان حُرًّا. الحريةُ الحقيقية الصحيحة، حرّيةٌ من التبعية لأي أحد ولا لأيِّ شيء في هذا العالم.

عباس القاعدي| المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: www masirahtv net static uploads files المشروع القرآنی سبحانه وتعالى الشهید القائد ه وتعالى هذه الأ ة التی فی هذا

إقرأ أيضاً:

سلام: عباس رفض تحويل المخيمات الفلسطينية إلى ساحات للصراع أو أوراق ضغط

قال رئيس الحكومة نواف سلام، في حفل جائزة هاني فحص، اليوم الخميس أنّه "كلما استعدت بالذاكرة صورة العزيز هاني فحص اراه، كما يقول محمود درويش، "كالماشي تحت المطر... في شتاء آخر".

 
تابع: "وفيما كان يمشي، لم يختصر الايام في الاحداث القاسية ولا في نزاعاتها على نحو يعيد اختراع الماضي ليجعل منه صراعاً لا ينتهي ويحسب المواجهات الحاضرة استئنافاً لعداوات قديمة.
لذلك أحسن النظر الى اتصال لبنان بفلسطين. وقال ان فلسطين تجمعنا من أجل لبنان الذي لا نرى خرابه عماراً لفلسطين".

 
أضاف: "فليس في انزال فلسطين في منزلة القلب من مجمل حياته او مشاغله تفريط بهمومه اللبنانية او تنصل من انشغاله بنهوض لبنان وإعادة بناء دولته وإصلاحه.أكثر من ذلك، ذهب الى مصالحة واقعية ومبكرة بين اللبنانية والعروبة. وأدرك انها، رغم واقعيتها والحاجة اليها، ظلت هشّة عند القوى السياسية وأخفقت في توحيد اللبنانيين حول مشروع الدولة واعادة بناء وطن لا يكون مرمى لأحجار طائشة في لعبة أقدار، ولا ساحة مفتوحة وأرض منازلة وغلبة وإلغاء".
 

وأشار إلى أنّ "والمصالحة الاخرى المبكرة عنده، اختصت بالتوفيق بين محبة الجماعة الطائفية والتعلق بالجماعة الوطنية. فلم يعادي هاني فحص طائفته ابدا، مثلما فعل بعض أصدقائه ورفاق نضاله مع طوائفهم فلم يتدبروا أمرهم ولا أمر لبنان معها.غير انه لم يُستغرق في الولاء لها، أو الانحياز الى مصالحها، الفعلية او المفترضة. ولم يقع في اسر عصبية تجعل منها كتلة متجانسة في وجه كتلة متجانسة أخرى وتدفع بها في طريق القوة وتوسلها".

 
واعتبر سلام أنّه ""كانت له ممانعة قوية ضد انتظام حزبي يقوم لا على اعتناقه القضايا الكبيرة، وعلى التضامن الحر والاختيار الحر، بل يتطلب اذعاناً لم يجد نفسه في معظم الاحوال مستعداً له أو راضياً به. واستعان هاني فحص على الانتظام واطمئنانه الخادع بالسعي الى الحوار.والحوار عنده ليس زينة ولا زياً، ولا مجرد تخاطب، يتقابل فيه الكلام ازاء الكلام أو ضده".
 

اضاف: "وفي طريق الحوار، سلك نحو تحقيق السلام بين اللبنانيين والفلسطينيين والى شفاء ذاكرتيهما الجريحتين، مدركا ان أي حوار جدير بهذا الاسم، ومن غير نقد ذاتي، يظل عقيما. فمارس صاحبنا الحوار والنقد الذاتي الذي اوصلنا الى "اعلان فلسطين في لبنان" فشق بجرأة قل نظيرها طريق المصالحة الحق.والمصالحة المستكملة تبقى في اول تطلعاتنا فيما نجتمع حول الرئيس محمود عباس الذي ما انفكّ يصنع السلام اللبناني الفلسطيني ويحرص على صونه.  يتمتع الرئيس محمود عباس برؤية سياسية متزنة، تستند إلى إدراك عميق لطبيعة التوازنات الدولية والإقليمية والعربية المؤثرة في إدارة الملف الفلسطيني. وقد جسّد، من خلال مواقفه وممارساته، التحول من نهج الثورة إلى مفهوم الدولة، مؤمنًا بأن الكفاح الوطني الفلسطيني لا بد أن ينتهي بحل سياسي شامل وعادل".


تابع: "وفي هذا السياق، رفض الرئيس عباس الدعوات إلى تسليح الانتفاضة، وتمسّك بسلميّتها، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن العودة إلى العنف من شأنه أن يبدّد المكاسب السياسية التي تحققت على مدار سنوات النضال، ويُضعف من الموقف الفلسطيني أمام المجتمع الدولي.منذ وقت مبكر، تبنّى خيار السعي إلى إقامة كيان فلسطيني مستقل على أراضي عام 1967، واعتبر أن مرحلة الكفاح المسلح لا بد أن تقود الى مسار تفاوضي، يُفضي إلى تسوية سياسية قائمة على حل الدولتين. وقد قدّم نفسه باعتباره “محاربًا من أجل السلام”، واضعًا هدف إحراج المجتمع الدولي – لا سيما الغرب – أخلاقيًا وتاريخيًا أمام مسؤوليته تجاه إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين".

واشار سلام إلى أنّ "رفض التدخلات الخارجية في الشأن السياسي الفلسطيني، حرصًا على استقلالية القرار الوطني ورفضًا لأي اصطفاف في سياق سياسات المحاور الإقليمية.كذلك رفض أي تدخل فلسطيني في الشؤون الداخلية للدول العربية، وخصّ بالذكر كلًا من لبنان والكويت وسواهما، مؤكدًا التزامه الكامل بمبادئ السيادة وعدم التدخل. كما شدد على رفضه لأي وجود مسلح خارج إطار الشرعية، سواء في فلسطين أو في الدول الشقيقة، وعلى رأسها لبنان.في مسيرة الرئيس محمود عباس، يمكن أن نختلف في الرأي، لكن لا يمكن إنكار الثوابت التي التزم بها في أخطر المراحل. شارك في هندسة اتفاق أوسلو، وسعى لبناء مؤسسات دولة رغم الاحتلال، وواجه الضغوط الدولية والإقليمية حين رفض ما اطلق عليه تسمية صفقة القرن".
 
اضاف: "وفي لبنان، فقد تبنّى نهجًا مسؤولًا. أكد احترام السيادة اللبنانية، ورفض تحويل المخيمات إلى ساحات للصراع أو أوراق ضغط، ورفض عسكرة المخيمات خارج الشرعية الوطنية.
لقد حرص أن يكون الوجود الفلسطيني في لبنان عنصر استقرار لا عنصر توتير، وسعى الى تحصين مجتمع اللاجئين، لا توريطه في صراعات لا ناقة له فيها ولا جمل.إنها مواقف نسجّلها ونقدرّها كما نفعل في هذه المناسبة، ونبني عليها لما فيه مصلحة الشعبين اللبناني والفلسطيني. والشكر الكبير طبعا لمؤسسة هاني فحص وكل القيميين عليها، وكل من حافظ عليها حية وفاعلة". مواضيع ذات صلة أ.ف.ب: سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان سيكون موضع بحث خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبيروت Lebanon 24 أ.ف.ب: سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان سيكون موضع بحث خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبيروت 22/05/2025 19:25:50 22/05/2025 19:25:50 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام: نؤكد رفض محاولات تهجير الفلسطينيين او توطينهم Lebanon 24 سلام: نؤكد رفض محاولات تهجير الفلسطينيين او توطينهم 22/05/2025 19:25:50 22/05/2025 19:25:50 Lebanon 24 Lebanon 24 عبّاس قبل زيارته بيروت: لنزع السلاح الفلسطيني في المخيّمات Lebanon 24 عبّاس قبل زيارته بيروت: لنزع السلاح الفلسطيني في المخيّمات 22/05/2025 19:25:50 22/05/2025 19:25:50 Lebanon 24 Lebanon 24 زيارة عباس ستُتوَّج بالإعلان عن خطة نزع السلاح الفلسطيني من المخيمات Lebanon 24 زيارة عباس ستُتوَّج بالإعلان عن خطة نزع السلاح الفلسطيني من المخيمات 22/05/2025 19:25:50 22/05/2025 19:25:50 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً بالصورة... تحذير عاجل من الجيش الاسرائيلي لسكان بلدة تول الجنوبية Lebanon 24 بالصورة... تحذير عاجل من الجيش الاسرائيلي لسكان بلدة تول الجنوبية 12:08 | 2025-05-22 22/05/2025 12:08:02 Lebanon 24 Lebanon 24 علامة يلتقي مسؤولين في جورجيا لبحث سبل تفعيل التعاون الثنائي Lebanon 24 علامة يلتقي مسؤولين في جورجيا لبحث سبل تفعيل التعاون الثنائي 12:01 | 2025-05-22 22/05/2025 12:01:58 Lebanon 24 Lebanon 24 تسليم وتسلّم في بلدية جونية Lebanon 24 تسليم وتسلّم في بلدية جونية 12:01 | 2025-05-22 22/05/2025 12:01:52 Lebanon 24 Lebanon 24 الجميّل التقى بلديات الفنار ودرعون - حريصا وكفرعقا: للتعاون في خدمة الناس وتثبيت الإدارة المحلية Lebanon 24 الجميّل التقى بلديات الفنار ودرعون - حريصا وكفرعقا: للتعاون في خدمة الناس وتثبيت الإدارة المحلية 12:00 | 2025-05-22 22/05/2025 12:00:08 Lebanon 24 Lebanon 24 هكذا تعمل إسرائيل على إبعاد أهالي الجنوب عن قراهم Lebanon 24 هكذا تعمل إسرائيل على إبعاد أهالي الجنوب عن قراهم 12:00 | 2025-05-22 22/05/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة تجنبا لظهورها بالبكيني.. شاهدوا ماذا فعلت ملكة جمال السعودية رومي القحطاني (فيديو) Lebanon 24 تجنبا لظهورها بالبكيني.. شاهدوا ماذا فعلت ملكة جمال السعودية رومي القحطاني (فيديو) 01:52 | 2025-05-22 22/05/2025 01:52:48 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد أنباء عن زواجه للمرة الثانية.. خطوة غير متوقعة من وائل كفوري بحق أنجيلا بشارة (صورة) Lebanon 24 بعد أنباء عن زواجه للمرة الثانية.. خطوة غير متوقعة من وائل كفوري بحق أنجيلا بشارة (صورة) 03:43 | 2025-05-22 22/05/2025 03:43:49 Lebanon 24 Lebanon 24 خبرٌ جديد عن الـ100 دولار في لبنان.. انتبهوا لهذا الأمر Lebanon 24 خبرٌ جديد عن الـ100 دولار في لبنان.. انتبهوا لهذا الأمر 14:17 | 2025-05-21 21/05/2025 02:17:41 Lebanon 24 Lebanon 24 خبرٌ سار عن "إنترنت لبنان".. ما هو؟ Lebanon 24 خبرٌ سار عن "إنترنت لبنان".. ما هو؟ 16:17 | 2025-05-21 21/05/2025 04:17:44 Lebanon 24 Lebanon 24 مذكرة بإقفال المؤسسات العامة والمدارس والجامعات Lebanon 24 مذكرة بإقفال المؤسسات العامة والمدارس والجامعات 09:43 | 2025-05-22 22/05/2025 09:43:27 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 12:08 | 2025-05-22 بالصورة... تحذير عاجل من الجيش الاسرائيلي لسكان بلدة تول الجنوبية 12:01 | 2025-05-22 علامة يلتقي مسؤولين في جورجيا لبحث سبل تفعيل التعاون الثنائي 12:01 | 2025-05-22 تسليم وتسلّم في بلدية جونية 12:00 | 2025-05-22 الجميّل التقى بلديات الفنار ودرعون - حريصا وكفرعقا: للتعاون في خدمة الناس وتثبيت الإدارة المحلية 12:00 | 2025-05-22 هكذا تعمل إسرائيل على إبعاد أهالي الجنوب عن قراهم 11:59 | 2025-05-22 شيخ العقل التقى وزير الثقافة وقنصل مصر ووفدا عسكريا ايطالياً وزوّارا فيديو "كانو يفكرونا متزوجين".. ممثل لبناني يتغزل على الهواء بستيفاني صليبا (فيديو) Lebanon 24 "كانو يفكرونا متزوجين".. ممثل لبناني يتغزل على الهواء بستيفاني صليبا (فيديو) 03:08 | 2025-05-22 22/05/2025 19:25:50 Lebanon 24 Lebanon 24 سيارة فاخرة وذهب.. حسين الديك يتلقى هدية خيالية من معجب وهذا ما قاله عن سوريا (فيديو) Lebanon 24 سيارة فاخرة وذهب.. حسين الديك يتلقى هدية خيالية من معجب وهذا ما قاله عن سوريا (فيديو) 04:03 | 2025-05-21 22/05/2025 19:25:50 Lebanon 24 Lebanon 24 بفستان مكشوف.. ميريام فارس تُحيي حفل خطوبة ابنة رجل أعمال شهير (فيديو) Lebanon 24 بفستان مكشوف.. ميريام فارس تُحيي حفل خطوبة ابنة رجل أعمال شهير (فيديو) 02:50 | 2025-05-21 22/05/2025 19:25:50 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • سلام: عباس رفض تحويل المخيمات الفلسطينية إلى ساحات للصراع أو أوراق ضغط
  • محامية: السجن والغرامة عقوبة عدم تطعيم الأطفال .. فيديو
  • وزير الدفاع ورئيس الاركان: ردنا سيكون حاسما ضد اي عدوان على بلدنا
  • وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان يهنئان الرئيس المشاط بالعيد الوطني الـ 35 للجمهورية اليمنية
  • ترامب يعلن عن القبة الذهبية.. وهذه أبرز التحديات التي تواجهها
  • وزير الاقتصاد: نستهدف وصول لاستثمار الأجنبي المباشر لـ5.7 % بحلول 2030.. فيديو
  • مواطنة تتفوق على بناتها وتنال مرتبة الشرف الأولى .. فيديو
  • النمر يقترح بعض الحلول للحد من ظاهرة نشر المعلومات الطبية غير الموثقة .. فيديو
  • طفل مصاب بمتلازمة توريت يروي جانبًا من معاناته مع المرض .. فيديو
  • في ظلال المشروع القرآني: القوات المسلحة اليمنية..وثبةٌ متقدمة في زمن الخذلان