يمانيون../
اعتبر الكاتب والإعلامي المصري مصطفى السعيد أن اليمن بات يشكّل أنموذجًا فريدًا ومشرّفًا في زمن التخاذل العربي، مؤكّدًا أن مواقف صنعاء ومقاومتها المسلحة جعلت منها شمعة مضيئة في عتمة الخنوع العربي والإسلامي.

وقال السعيد إن “اليمن رفع راية الأمة وواجه الغطرسة الصهيونية منفردًا، وهو ما أعاد الأمل لشعوبٍ عربية أُنهكت بخيبات الأنظمة وتواطؤها”، مشيدًا بقدرة اليمن على الصمود، بل والتقدم في ميدان المواجهة رغم الحصار والعدوان الأمريكي المستمر منذ سنوات.

وأشار الإعلامي المصري إلى أن الضربات الصاروخية التي تنفذها القوات اليمنية باتجاه عمق الكيان الصهيوني، وما خلّفته من ارتباك في تل أبيب وواشنطن، تمثل نقطة تحوّل نوعية في ميزان الردع، معتبرًا أن العملية الأخيرة ضد مطار “بن غوريون” صفعة مدوية لهيبة الاحتلال لا تقل عن وقع صواريخ المقاومة في غزة ولبنان.

وأكد السعيد أن تحرك الولايات المتحدة وشنها مئات الغارات الجوية ضد اليمن، ما هو إلا محاولة يائسة للتغطية على عجز الصهاينة وفشلهم في التصدي لصواريخ ومسيّرات صنعاء، مضيفًا بسخرية: “رأينا كيف توارت حاملات الطائرات والسفن الأمريكية خلف الأفق، خشية من نيران اليمنيين الذين أحرجوا أكبر قوة عسكرية في العالم”.

وانتقد السعيد الموقف الأمريكي الذي يربط اليمن بإيران لتبرير العدوان، موضحًا أن تلك المزاعم تعكس فشل واشنطن في الاعتراف بالحقيقة المرة: “أن اليمن قرّر أن يكون حرًّا ويقاتل من تلقاء نفسه”. وقال: “هي محاولة لسرقة البطولة اليمنية وتجييرها لأجندة إقليمية تُفصَّل على مقاس الإعلام الأمريكي”.

كما استهزأ من تهديدات رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، واصفًا تصريحاته الأخيرة بالمهزومة، وقال: “بات الاحتلال يكرر ذات الجُمل التي اعتادت الأنظمة الرسمية في العالم العربي ترديدها لعقود، أما اليوم فقد انقلبت المعادلة، وأصبح الصهيوني هو من يعيش تحت وقع التهديد اليمني”.

وختم السعيد تصريحه بالتأكيد على أن اليمن لم يعد مجرد ساحة مواجهة، بل بات رمزًا للكرامة والريادة العربية، وقال: “صنعاء اليوم تكتب التاريخ من جديد، وتقدّم التضحيات الخالصة لفلسطين دون مقابل، ومن دون أن تتلقى تعليمات من أحد… فهنا في اليمن تُصاغ معادلات جديدة، وبالدم تُرسم خرائط الكرامة”.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

خطاب القائد وفشل العدوان الأمريكي على اليمن

يمانيون/ كتابات/ عبدالمؤمن محمد جحاف

في خطابٍ ناريٍّ مليء بالتحذيرات والتفاصيل الميدانية والسياسية والعسكرية، قدم السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي “يحفظه الله”  قراءة عميقة وتحليلًا سرديًا شاملاً لمستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة والتطورات الإقليمية والدولية ،أيضاً ليُذكّر العالم بأن جريمة القرن لا تزال تُرتَكَب يوميًا في غزة، تحت سمع وبصر “أمةٍ غائبة” و”نظامٍ دوليٍ عاجز”. فقد جاء خطابه في 8 مايو/أيار 2025م (10 ذو القعدة 1446هـ) ليُحاسب الضمير الإسلامي أولًا، قبل أن يُسجل انتصارات اليمن العسكرية ضد أمريكا وإسرائيل، ويكشف فشل العدوان الأمريكي في كسر إرادة صنعاء.
وفي زمن تتداعى فيه القيم ويُختبر فيه الإيمان الحقيقي، أطل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في هذه الكلمة المفصلية تمثل جرس إنذار أخلاقي وانساني  تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية، وتجاه صمت الأمة المتخاذل أمام مشهد دموي مباشر يُبثّ للعالم على الهواء.

العدوان على غزة.. استمرار الجريمة أمام تفرج العالم

لم تكن كلمات السيد القائد مجرد توصيف لحالة طارئة، بل شهادة تاريخية على “جريمة القرن”، كما أسماها، التي يمارسها الكيان الصهيوني بحق سكان قطاع غزة على مدى 19 شهرًا من المجازر المتواصلة. فالعدو الإسرائيلي، كما أوضح السيد القائد، لم يترك فرصة لحياة الفلسطينيين، لا في المساجد ولا في المستشفيات ولا في البيوت. مشاهد الإبادة، التي كانت تُعرف في التاريخ بعد سنوات، صارت تُشاهد مباشرة عبر الفضائيات، بينما العالم يكتفي بالمراقبة أو الشراكة بالصمت.

الأمة الإسلامية: الغياب الأخلاقي والتفريط الجماعي

من أهم في الكلمة، هو التحليل العميق لحالة “اللامبالاة” التي تعيشها الأمة الإسلامية، وعلى رأسها العرب. مئات الملايين من المسلمين يكتفون بالمشاهدة بينما يُقتل الأطفال وتُهدم البيوت. حمّل السيد القائد هذه الأمة مسؤولية كبيرة تجاه تفريطها في أقدس واجباتها: الجهاد في سبيل الله، والدفاع عن المظلوم، ومواجهة الظالم. التفريط هنا ليس موقفًا سياسيًا فحسب، بل حالة تُغضب الله، وتفتح أبواب السخط الإلهي في الدنيا قبل الآخرة.
فقد قدّم  السيد القائد رؤيةً تحليليةً للدوافع الخفية لصمت وتخاذل العرب، مُرجعًا إياها إلى:
1.”المخاوف”: خوف الأنظمة من فقدان الدعم الغربي.
2. “الأطماع”: التطلع لمكاسب سياسية عابرة.
3. “التأثيرات التربوية”: تشويه الوعي الديني والسياسي لدى النخب الحاكمة.

الصهيونية: مشروع شامل لا يرحم حتى المطبّعين

بوضوح، كشف السيد القائد عن الطبيعة الحقيقية للصهيونية، سواء “الدينية” أو “العلمانية”، باعتبارها مشروعًا شموليًا يستهدف الأمة بكاملها. الطامة الكبرى، حسب تعبيره، أن بعض الزعماء العرب قد يبطشون بشعوبهم عند أي انتقاد بسيط، لكنهم لا يتأثرون بعقيدة الصهاينة التي تصفهم بـ”أقل من الحمير”. النظرة الإسرائيلية للعرب والمسلمين واحدة، حتى للمطبّعين.
وبالتالي قدم السيد القائد رؤيته  للمشروع الصهيوني بجناحيه (الديني والعلماني)، مؤكدًا أنه مشروع واحد يستهدف:
– السيطرة على المسجد الأقصى وهدمه لبناء “الهيكل”.
– تحقيق “إسرائيل الكبرى” عبر تفتيت العالم الإسلامي.
– استباحة كرامة العرب، الذين وصفهم الخطاب بأن الصهاينة “يعتبرونهم أقل من الحيوانات”.

اليمن.. موقف إيماني يربك العدو
في مقابل التخاذل العربي، يقدم اليمن نموذجًا عمليًا لمفهوم النصرة الفاعلة. من منطلق إيماني صادق، كما عبّر السيد القائد، نفّذ اليمن منذ منتصف رمضان أكثر من 131 عملية عسكرية إسنادية استخدمت فيها صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة و وصواريخ فرط صوتية، مستهدفة عمق الكيان الإسرائيلي، أبرزها مطار “بن غوريون” في اللد، ما أدى إلى توقف الحركة الجوية، وهروب ملايين المستوطنين إلى الملاجئ، وإلغاء رحلات عشرات شركات الطيران.

العدوان الأمريكي: الفشل أمام الإرادة اليمنية

رغم 1712 غارة أمريكية بحرية وجوية استهدفت اليمن، فإن العمليات اليمنية لم تتوقف. بل إن حجم الهجمات الأمريكية عكس، بحسب الكلمة، مدى فاعلية الموقف اليمني. فلو لم يكن لليمن تأثير، لما استنفر الأمريكي بقاذفاته وحاملات طائراته. ومع كل هذا، بقيت القدرات العسكرية اليمنية فاعلة، والإرادة الشعبية صلبة، بل وخرجت بمظاهرات مليونية أسبوعية لم يشهد مثلها العالم.

رسائل  للأمة
السيد القائد، في حديثه، لم يكتفِ بالميدان العسكري، بل قدّم موقفًا إيمانيًا جامعًا يربط بين الجهاد العسكري والصلابة الروحية. أعاد توجيه البوصلة إلى المفهوم القرآني للعزة، وأكد أن “الخسارة الحقيقية” ليست في الدمار أو الشهداء، بل في فقدان الكرامة والتفريط بالحق.

خرج من حدود اليمن الجغرافي ليوجه رسالة إلى كل الحكومات الإسلامية، داعيًا إياها للوقوف مع الشعوب بدل الاستنزاف لصالح الأعداء.

مقالات مشابهة

  • شاهد | الإعلام الأمريكي والعالمي: اتفاق واشنطن مع صنعاء بسبب فداحة الخسائر ومخاوف من الغرق
  • الجوع يتمدد في غزة وترامب يزور المنطقة: الإجرام الأمريكي والخذلان العربي
  • محافظ دمياط يبحث مع المعهد العربي لإنماء المدن بالرياض إمكانية إنشاء متحف للأثاث المصري
  • الذهب يترنّح في اليمن.. انهيار مفاجئ للأسعار في صنعاء وعدن يربك السوق
  • ماكينة تيار الكرامة: تقدم رؤية طرابلس والميناء منارة
  • سلسلة غارات إسرائيلية على اليمن بعد التهديد باستهداف 3 موانئ
  • أول رد من صنعاء بعد إعلان جيش الاحتلال قصف موانئ الحديدة
  • هكذا تدمر المقاتلات الإسرائيلية والأميركية مقدرات اليمن
  • انطلاق أعمال مؤتمر الحوار العربي الإيراني الرابع فى الدوحة
  • خطاب القائد وفشل العدوان الأمريكي على اليمن