ترأس صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس مجلس إدارة برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، الإثنين، أعمال الاجتماع الحادي والعشرين لمجلس أمناء المجلس العربي للطفولة والتنمية، والدورة الثالثة لمجلس إدارة الشبكة العربية للمنظمات الأهلية، وذلك بمقر المجلس في القاهرة.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد سموه أن المرحلة الراهنة تمثل لحظة استشراف وبناء، يتم من خلالها رسم ملامح المستقبل وتحديد أولويات العمل، مسترشدين برؤى استراتيجية ناضجة وقيم إنسانية راسخة، في ظل عالم يتسم بالتغيرات المتسارعة والتحديات المتشابكة إقليميًا ودوليًا.

وأعرب الأمير عبد العزيز عن فخره بانعقاد هذا اللقاء السنوي في إطار الالتزام العربي بقضايا الطفولة والمجتمع المدني، مؤكدًا الإيمان العميق بقدرتنا الجماعية على أداء الدور التنموي المنشود، من خلال الجمع المتوازن بين أدوات العمل التنموي التقليدية التي أثبتت فاعليتها، والوسائل الحديثة مثل التكنولوجيا الرقمية، ومنصات التواصل الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي، بما يسهم في تسريع الأثر وتوسيع نطاق التأثير، وتعزيز الشفافية والمساءلة، وتحفيز المشاركة المجتمعية، لا سيما من فئة الشباب.

وفي سياق حديثه عن التحديات، استذكر سموه بمرارة الأطفال والنساء والرجال الذين فقدوا أرواحهم ظلمًا وعدوانًا في منطقتنا، ضحايا صراعات لا ذنب لهم فيها، مؤكدًا أن كرامة الإنسان وحقه في الحياة والأمان من الثوابت التي لا حياد عنها، وأن صمت العالم أمام هذه المآسي لا يسقط حق الضحايا ولا يطفئ جذوة العدالة.

وقد شهد الاجتماع استعراضًا لإنجازات المجلس العربي للطفولة والتنمية خلال عام 2024، وإقرار موازنة وخطة العمل التنفيذية لعام 2025، التي تمثل العام الختامي من الخطة الاستراتيجية الرابعة للمجلس (2023–2025)، تحت شعار: "تمكين الطفل العربي لعصر الثورة الصناعية الرابعة وما بعدها"، استمرارًا لمسيرة التمكين والتنشئة وفق نموذج "تربية الأمل".

وشملت خطة 2025 ثمانية برامج رئيسية، تضمنت مجالات: تنمية الطفولة المبكرة، وتأهيل ودمج الأطفال في ظروف صعبة، والكشف والتدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة، والإعلام وحقوق الطفل، وحقوق الأطفال في سياق التغير المناخي والتصحر، ومنتدى المجتمع المدني العربي للطفولة، وأكاديمية طفولة العربية للتدريب وبناء القدرات (ACTA)، كآلية حديثة لتطوير المهارات والقدرات في مجال الطفولة.

كما عرض المجلس الخطوات الأولية لإعداد خطته الاستراتيجية الخامسة (2026–2028)، بما يعكس التزامه بتطوير السياسات والبرامج استجابة للمتغيرات والتحديات التي تؤثر على واقع الطفل العربي.

وفي ذات الإطار، تم استعراض جهود المجلس في التحول الرقمي من خلال تحديث البنية التكنولوجية وتوسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي، دعمًا لرسالته في حماية وتنمية الطفل العربي وتمكينه من المستقبل.

من جانبه، استعرض مجلس إدارة الشبكة العربية للمنظمات الأهلية إنجازات عام 2024، واعتمد خطته التنفيذية لعام 2025، التي ارتكزت على خمسة برامج محورية: دمج الذكاء الاصطناعي في منصات وقواعد بيانات الشبكة، تعزيز استخدام المنصات الرقمية والإعلام الاجتماعي في التغيير الاجتماعي، التكافل كأداة لتعزيز المرونة المناخية، تنظيم النسخة الرابعة من المنتدى العربي للأرض والمناخ، وتطوير المختبر العربي للتكيف المناخي ومنصة "جرين بالعربي".

وفي ختام الاجتماع، تم التأكيد على أن المرحلة المقبلة تمثل انطلاقة جديدة نحو الابتكار والتحول الرقمي، وتعزيز حماية الفئات الضعيفة في ظل الأزمات، والارتقاء بالتعليم وجودة مخرجاته، وتمكين الأطفال والشباب بوصفهم قادة التغيير، بالإضافة إلى توسيع الشراكات لضمان فاعلية أكبر وأثر أوسع.

وقد شهد الاجتماع توقيع أربع اتفاقيات دعم مقدمة من برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، وقعها الأمير عبد العزيز بن طلال والدكتور حسن البيلاوي الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس مجلس إدارة الشبكة. وشملت الاتفاقيات:

دعم البناء المؤسسي للمجلس العربي للطفولة والتنمية لتعزيز استدامة عمله.

تنفيذ مشروع "حقوق الأطفال والتغير المناخي والتصحر" لتمكين الأطفال من التفاعل مع قضايا البيئة بمنهج حقوقي وتنموي.

دعم البناء المؤسسي للشبكة العربية للمنظمات الأهلية لتعزيز دورها في التنمية المستدامة.

تنظيم النسخة الرابعة من المنتدى العربي للأرض والمناخ حول "دور المجتمع المدني في حماية البحار والمحيطات"، لمواجهة آثار التغير المناخي في المنطقة العربية.

طباعة شارك الأمير عبد العزيز بن طلال المجلس العربي للطفولة برنامج الخليج العربي للتنمية أجفند القاهرة قضايا الطفولة المجتمع المدني

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأمير عبد العزيز بن طلال المجلس العربي للطفولة برنامج الخليج العربي للتنمية أجفند القاهرة قضايا الطفولة المجتمع المدني العربی للطفولة والتنمیة المجلس العربی للطفولة الأمیر عبد العزیز

إقرأ أيضاً:

الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي تعلن قائمتها القصيرة من مكتبة الإسكندرية

استضافت مكتبة الإسكندرية فعاليات الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة الدولية لأدب الطفل العربي، التي ينظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وذلك في دورتها السابعة عشرة، اليوم الأحد، ما يعكس اختيار مكتبة الإسكندرية لاحتضان هذا اللقاء البُعد الدولي للجائزة وحرصها على دعم المبدعين في كل مكان.
 

وأكد الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، اعتزازه بأن يتم الإعلان عن القائمة القصيرة للمسابقة والجائزة العالمية الموجهة لأدب الطفل من مكتبة الإسكندرية، خاصة أنها من دولة الإمارات التي تربطها بمصر علاقات استراتيجية وتقوم بدور ثقافي كبير في العالم العربي من خلال الجوائز الكبرى.
 

 

وأضاف زايد: "إن مكتبة الإسكندرية ترى في هذه الجائزة جسرًا جديدًا يربط الماضي بالحاضر، ويمنح أدب الطفل العربي مكانة تليق بإرثه الثقافي"، مشددًا على أن كل كتاب يوجّه للطفل هو مشروع إنساني يستحق الدعم والاحتفاء، ومؤكدًا أن الشراكة مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين تمثل خطوة راسخة نحو بناء مستقبل ثقافي أكثر إشراقاً للأجيال المقبلة.
 

 

وأكد "زايد" أن مكتبة الإسكندرية تولي هذا الموضوع اهتمامًا كبيرًا، فالاهتمام بالطفل يتجلى في مكتبة مخصصة للأطفال ومسابقات كبرى ومكتبات متخصصة، مشيرًا إلى أن حجم العمل الذي تقوم به المكتبة للشباب والصغار يعد جزءًا أساسيًا من دورها تنفيذًا لتوجيهات الدولة، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى الذي كلف مجلس الأمناء بأن توجه المكتبة جانبًا كبيرًا من أنشطتها للنشء والأطفال والشباب.
 

وأضاف "زايد" أن المكتبة أطلقت هذا العام مسابقة للشباب تضم سبعة فروع أساسية وسوف يُعلن عن الجوائز قريبًا، مشيرًا إلى أن الأطفال في العالم الذي نعيش فيه يعانون من خطر دخولهم عوالم الاستهلاك والغريزة والشائعات والعنف والتطرف، وهي مخاطر تؤثر على الأطفال وتنزعهم من سياقاتهم المجتمعية، معتبرًا أن هذه هي المشكلة الكبرى التي يواجهها العالم اليوم.
 

وقال الدكتور زايد أن فكرة إعلان القائمة القصيرة تعزز ثقافة الاعتراف بالآخر، في كل مناحي الحياة، وليس في الثقافة فقط، كما أنها تؤسس لمعاني الديموقراطية ومبادئها، ويتيح تقدم المجتمعات بتعزيز فكرة الاعتراف بالآخر في كل شيء.
 

 

ومن جانبها أكدت مروة العقروبي رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، أن هذه اللحظة تعكس الكثير من الدلالات بتجاوز الجائزة حدودها المحلية، مضيفة أنه قبل أحد عشر عامًا كانت الجائزة حلمًا يراودهم وكان هذا الحلم دافعًا لانطلاقها. 
 

 

وأضافت: "عندما كنا صغارًا كنا نزور المكتبة وغالبًا ما كنا نخرج بأيدٍ فارغة، فالإصدارات كانت محدودة ولم تكن جاذبة للأطفال ومن الشارقة بدأت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي التفكير في الجائزة فنمت وتطورت حتى أصبحت مسابقة عالمية».
 

 

وأوضحت "العقروبي" أن هذه الدورة شهدت مشاركة 407 أعمال من 22 دولة وهو الرقم الأكبر منذ انطلاق الجائزة، موزعة على خمسة فروع، مؤكدة أن لجنة التحكيم عملت على مراجعة دقيقة للأعمال المتقدمة على أن يتم الإعلان عن الفائزين في افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب في الخامس من نوفمبر المقبل.
 

 

من جانبه، عبّر محمد العميمي، المدير العام للجهة الإماراتية الراعية للمسابقة، عن سعادته بالتواجد في مكتبة الإسكندرية، مشيرًا إلى أن الجائزة تجاوزت حدود المحلية، وقال: "الاستثمار في الطفل يعني الاستثمار في المستقبل وإن كل كتاب يُصمم للأطفال يزرع بذرة في الطفل".
 

 

وأوضح "العميمي" أن هذا الدعم ليس مجرد رعاية بل إيمان بأن الثقافة والاتصال وجهان لعملة واحدة، مشيرًا إلى أن الجائزة تُرسّخ دور دولة الإمارات كمنارة للثقافة والتنمية الحضارية، مختتمًا: "نبارك لكل من وصل إلى القائمة القصيرة ونؤكد التزامنا المستمر بدعم أدب الطفل لإيماننا بأنه الأساس الذي تُبنى عليه العقول".

 

وفى نهاية الحفل أعلن الكاتب محمد الكفراوي عن القائمة القصيرة للمسابقة، وجاءت كالتالي: في فئة الطفولة المبكرة من سن صفر حتى 5 سنوات، كل من: "أبي يحب أمي" تأليف أمل ناصر، "عندما أشعر بالملل" تأليف نور الهدى محمد، و"غدًا يوم أخر" تأليف داليا المنهل ميرزا، و"كيف أنام" تأليف أمل ناصر، و"ماذا يوجد في قلبي" تأليف يمام خرتش.
 

 

في فئة الكتاب المصور والتي تستهدف الطفل من سن 5 إلى 9 أعوام، وجاءت كالتالي: "أين يختفي فهد" تأليف أمل ناصر، و"بوابة القدس الخفية" تأليف ابتسام بركات، و"بيروت" تأليف نور الهدى محمد، و"ذكرى للبيع" تأليف سارة عبد الله، و"وجهة نظر" تأليف عبير عادل أحمد.
 


وفي فئة كتاب ذي فصول الموجهة للأطفال من سن 9 إلى 12 عام، جاءت كالتالي: "أخو بيضة في العالم" تأليف أمل ناصر، و"العالم من وجهة نظر دودة" تأليف محمد كجك، و"رسالة إلى" تأليف سلسبيل عربي، و"غطسة" تأليف نور الهدى محمد، و"خطة أذن الفأر" تأليف نسمة شريف.
 

 

وفي فئة كتاب اليافعين الموجهة للفئة العمرية من 13 إلى 18 عام، وجاءت كالتالي: "أبناء الظل" تأليف هالة عباس، و"أبناء القُمر" تأليف محمد كجك، و"أوراق حبيبة" تأليف هجرة الصاوي، و"جابو 101" تأليف رانيا بده، و"السر" تأليف ميس داغر.
 


وفي فئة الكتاب اليافعين جاءت كالتالي: "أنا" تأليف قيس صالح الحنطي، و"الرحالة المصري" تأليف هبه عبد الجواد، و"عندما عانقت السماء" تأليف موزة آل مكتوم، و"كوكب في الفضاء" تأليف مسرة طوقان، و"لماذا تطير البالونات؟" تأليف آسيا عبد اللاوي.

مقالات مشابهة

  • خوري تبحث مع «عقيلة صالح» خارطة الطريق السياسية
  • مدير البرنامج العربي بالقاهرة السينمائي: نلتزم بدعم وحضور قوي للسينما العربية في المهرجان
  • مجلس الشؤون الاجتماعية العرب يعقد دورته الـ82 وسط تحديات غير مسبوقة بالجامعة العربية
  • غوتيريش يدعو لوضع خارطة طريق تشمل انتخابات وطنية في ليبيا
  • باحثون يمنيون يطرحون خارطة طريق سياسية لبناء الدولة المدنية واستعادة القرار الوطني  ويؤكدون بأنه لا خلاص لليمن إلا بالعلم وإنهاء العسكرة.. عاجل
  • سحر السنباطي: الدولة تولي اهتمامًا بحقوق الطفل والفتاة من خلال المبادرات الرئاسية
  • الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي تعلن قائمتها القصيرة من مكتبة الإسكندرية
  • رئيسة "القومي للطفولة": الدولة تولي اهتمامًا بالغًا بحقوق الطفل والفتاة
  • رئيسة القومي للطفولة: الدولة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا بحقوق الطفل والفتاة
  • من يعرقل تنفيذ خارطة طريق حلّ أزمة السويداء؟